تفاخر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بقدرات إسرائيل العلمية وتفوقها على غيرها. وفي إطار تفاخره لم يدقق كثيراً في كلامه حول عبقرية «شعبنا» اليهودي، وأن جوائز «نوبل» هي الألعاب الأولمبية الحقيقية، التي يتفوق فيها الإسرائيليون على غيرهم.

وفي الأسبوع الماضي، وفي إطار الاحتفال بالذكرى السنوية الرسمية لأب الصهيونية ثيودور هيرتزل، تحدث نتنياهو عن رؤية الصهيونية ودولة إسرائيل التي «بلورت العبقرية اليهودية». وأضاف أن «لدولة إسرائيل جوائز نوبل أكثر من أي دولة أخرى مقارنة بعدد السكان. وأن الإسهام للبشرية متواصل». ولكن رسالته الفعلية كانت هي أن العبقرية لا تكفي وأنها دوماً بحاجة إلى درع واقية.

وأشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن توق نتنياهو لنيل جائزة «نوبل» في يوم من الأيام وتقديسه لها شوهت، كما يبدو، الحقائق عنده. وهذه ليست المرة الأولى. صحيح أن إسرائيل نالت في العقد الأخير عدداً من جوائز «نوبل» حسّنت مكانتها في قائمة الدول الفائزة بتلك الجوائز. ولكن الفارق كبير بين عدد الحائزين الإسرائيليين على الجائزة والمرتبة الأولى مقارنة بعدد السكان.

وبحسب المعطيات، تقع إسرائيل في المكان 13 بين دول العالم في قائمة جوائز «نوبل»، إذ تحتل المراتب الثلاث الأولى دول صغيرة جداً. فمن جزيرة فارو، وهي دولة يبلغ عدد سكانها 50 ألف نسمة، خرج نيلس بينسن، الذي نال جائزة «نوبل» في الطب في العام 1903. وفقط بعد نيله الجائزة هاجر نيلسن إلى الدانمرك التي كانت تحكم الجزيرة. كما أن سانتا لويس، وهي مستعمرة بريطانية سابقاً وتقع في البحر الكاريبي وتعد 162,781 نسمة، قد أخرجت فائزَين بالجائزة. وبعد ذلك تأتي دولة لوكسمبورغ، التي يعيش فيها حوالي نصف مليون نسمة.

أما السويد فهي أول دولة كبيرة في القائمة، وقد نالت 30 جائزة، وعدد سكانها يبلغ حوالي 9,1 ملايين نسمة. كما نالت سويسرا، التي يساوي عدد سكانها «سكان إسرائيل»، 25 جائزة «نوبل». ثم تأتي الدانمرك، التي يبلغ تعداد سكانها 5,5 ملايين نسمة، وحصلت على 14 جائزة. بل إن النرويج الأقل عدداً، حوالي 4,7 ملايين نسمة فقط، تتفاخر بنيل ما لا يقل عن 11 جائزة. وكذلك حال النمسا وإيرلندا اللتين تتفوقان في هذا السياق على إسرائيل. بل أن ألمانيا، التي يبلغ تعداد سكانها 81 مليون نسمة، فقد نالت 101 جائزة «نوبل»، وهي فقط تحتاج إلى خمس جوائز أخرى، كي تتفوق على إسرائيل مقارنة بعدد السكان.

وتخلص «هآرتس» للتذكير بأنه في هذا السياق ثمة أفضلية لدول العالم على إسرائيل، حيث أن غالبيتها دول أقدم من الدولة العبرية. ولكن حينما تحسب الجوائز المعطاة منذ العام 1948، فإن مكانة إسرائيل تتحسن، إلا أنها لا تصل إلى المرتبة الأولى، وتظل قابعة في المرتبة الثامنة بعيداً وراء سانت لوسيا، وآيسلندا، والسويد، ولوكسمبورغ، وسويسرا، وتيمور وبريطانيا. ومن أجل أن تتفوق مثلاً على السويد تحتاج إسرائيل إلى ست جوائز أخرى، فضلاً عن كبح الزيادة في عدد السكان.

 

  • فريق ماسة
  • 2013-06-30
  • 10453
  • من الأرشيف

نتنياهو يتفاخر بجوائز «نوبل».. ويشوه الحقيقة!

تفاخر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بقدرات إسرائيل العلمية وتفوقها على غيرها. وفي إطار تفاخره لم يدقق كثيراً في كلامه حول عبقرية «شعبنا» اليهودي، وأن جوائز «نوبل» هي الألعاب الأولمبية الحقيقية، التي يتفوق فيها الإسرائيليون على غيرهم. وفي الأسبوع الماضي، وفي إطار الاحتفال بالذكرى السنوية الرسمية لأب الصهيونية ثيودور هيرتزل، تحدث نتنياهو عن رؤية الصهيونية ودولة إسرائيل التي «بلورت العبقرية اليهودية». وأضاف أن «لدولة إسرائيل جوائز نوبل أكثر من أي دولة أخرى مقارنة بعدد السكان. وأن الإسهام للبشرية متواصل». ولكن رسالته الفعلية كانت هي أن العبقرية لا تكفي وأنها دوماً بحاجة إلى درع واقية. وأشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن توق نتنياهو لنيل جائزة «نوبل» في يوم من الأيام وتقديسه لها شوهت، كما يبدو، الحقائق عنده. وهذه ليست المرة الأولى. صحيح أن إسرائيل نالت في العقد الأخير عدداً من جوائز «نوبل» حسّنت مكانتها في قائمة الدول الفائزة بتلك الجوائز. ولكن الفارق كبير بين عدد الحائزين الإسرائيليين على الجائزة والمرتبة الأولى مقارنة بعدد السكان. وبحسب المعطيات، تقع إسرائيل في المكان 13 بين دول العالم في قائمة جوائز «نوبل»، إذ تحتل المراتب الثلاث الأولى دول صغيرة جداً. فمن جزيرة فارو، وهي دولة يبلغ عدد سكانها 50 ألف نسمة، خرج نيلس بينسن، الذي نال جائزة «نوبل» في الطب في العام 1903. وفقط بعد نيله الجائزة هاجر نيلسن إلى الدانمرك التي كانت تحكم الجزيرة. كما أن سانتا لويس، وهي مستعمرة بريطانية سابقاً وتقع في البحر الكاريبي وتعد 162,781 نسمة، قد أخرجت فائزَين بالجائزة. وبعد ذلك تأتي دولة لوكسمبورغ، التي يعيش فيها حوالي نصف مليون نسمة. أما السويد فهي أول دولة كبيرة في القائمة، وقد نالت 30 جائزة، وعدد سكانها يبلغ حوالي 9,1 ملايين نسمة. كما نالت سويسرا، التي يساوي عدد سكانها «سكان إسرائيل»، 25 جائزة «نوبل». ثم تأتي الدانمرك، التي يبلغ تعداد سكانها 5,5 ملايين نسمة، وحصلت على 14 جائزة. بل إن النرويج الأقل عدداً، حوالي 4,7 ملايين نسمة فقط، تتفاخر بنيل ما لا يقل عن 11 جائزة. وكذلك حال النمسا وإيرلندا اللتين تتفوقان في هذا السياق على إسرائيل. بل أن ألمانيا، التي يبلغ تعداد سكانها 81 مليون نسمة، فقد نالت 101 جائزة «نوبل»، وهي فقط تحتاج إلى خمس جوائز أخرى، كي تتفوق على إسرائيل مقارنة بعدد السكان. وتخلص «هآرتس» للتذكير بأنه في هذا السياق ثمة أفضلية لدول العالم على إسرائيل، حيث أن غالبيتها دول أقدم من الدولة العبرية. ولكن حينما تحسب الجوائز المعطاة منذ العام 1948، فإن مكانة إسرائيل تتحسن، إلا أنها لا تصل إلى المرتبة الأولى، وتظل قابعة في المرتبة الثامنة بعيداً وراء سانت لوسيا، وآيسلندا، والسويد، ولوكسمبورغ، وسويسرا، وتيمور وبريطانيا. ومن أجل أن تتفوق مثلاً على السويد تحتاج إسرائيل إلى ست جوائز أخرى، فضلاً عن كبح الزيادة في عدد السكان.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة