دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لا نصاب للجلسة التشريعية اليوم، وبالتالي لا تمديد لقائد الجيش، إلا أن الاتصالات جارية لإيجاد مخرج «دستوري» لهذا الأمر، فيما استمر تدفق المسؤولين الأميركيين إلى بيروت، ومنهم نائب وزير الخارجية الذي وصل أمس ولم يفصح عن أي موقف بعد
فيما أكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن الجلسة التشريعية ستعقد في موعدها اليوم، اتفقت أكثرية الكتل النيابية على عدم الحضور، وكل لأسباب مختلفة. وسط سجال بين الرئاستين الثانية والثالثة حول دستورية الجلسة.
وبعدما ظهر أن تيار المستقبل انسحب من تعهده التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، بذريعة الصلاحيات الدستورية لمجلس النواب في ظل حكومة تصريف الاعمال، أكد عضو كتلة المستقبل النائب نهاد المشنوق لـ«الأخبار» أن الكتلة «تلتزم بما أعلنه الرئيس سعد الحريري من قرار بالتمديد للعماد جان قهوجي، لما يحقق الأمن الدائم بدلاً من الفراغ الذي يزيد من الارتباك السياسي والشعبي»، وأشار إلى أن «البحث جار الآن مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ومع العماد قهوجي لإيجاد المخرج الدستوري المناسب الذي يحقق هذا الهدف، بعيداً عن الخلافات الدستورية والتمادي في جدول الأعمال الذي اقترحه الرئيس بري وهيئة مكتب المجلس لجلسة اليوم».
وكشف المشنوق عن عقد اجتماع لقوى 14 آذار خلال 48 ساعة، للاتفاق على موقف موحد من التمديد والمشاركة في جلسة مجلس النواب.
وبعد إعلان كتل المستقبل والقوات اللبنانية ونواب 14 آذار «المستقلين» مقاطعتهم الجلسة، دعا حزب الكتائب الى إرجائها وإجراء الاتصالات اللازمة بما يضمن التوافق على حضور الجلسات والمشاركة في أعمالها. في المقابل، نقل زوار الرئيس نبيه بري عنه تشاؤمه بشأن إمكان انعقاد جلسة مجلس النواب اليوم، مؤكداً أن ذلك لن يثنيه «عن تكرار الدعوة الى عقدها مرة ومرتين... وعشر مرات». وأكد بري أن تمديد ولاية قهوجي «حاصلة، وليس مهماً الوقت، لأن دقة الوضع الأمني في البلد تستدعي ذلك».
على صعيد آخر، أعرب رئيس المجلس عن رضاه عن الجهود التي بُذلت من أجل تحييد مخيم عين الحلوة عن أحداث عبرا الأخيرة، وقال إن «أخطر أمر كان يمكن حدوثه هو توريط مخيم عين الحلوة، لأن ذلك كان سيعمّم على كل المخيمات الفلسطينية في لبنان».
عون: جعجع بات معتوهاً
على صعيد آخر، أكّد رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون أنه لن يحضر الجلسة التشريعية اليوم، وأنه سيعيد النظر في العلاقة مع حلفائه لكن ليس في كل شيء.
وأكد عون في مقابلة على قناة «الجديد» أمس أن الجلسة التشريعية اليوم شرعية، لكنه سيقاطعها بسبب جدول الأعمال.
ولفت إلى أن «قائد فوج المغاوير في الجيش اللبناني العميد الركن شامل روكز لديه سيرة ذاتية في الجيش ولديه زملاء، وعند تعيين قائد الجيش يمكن النظر الى سيرته الذاتية وسيرة غيره، وإذا كان هو الأفضل فإنه يستحق تولي قيادة الجيش، ولكن لا أحد يجب أن يقول إنه صهر العماد عون». وقال:«أتحدى أن يكون اسم شامل روكز ورد على لساني أمام أحد، أنا لا أرشح أحداً لقيادة الجيش. مجلس الوزراء يجتمع وتطرح الأسماء على الطاولة»
وعن الوضع الأمني، أشار إلى أن «أعمال البعض تدل على أن لبنان قادم على شيء بالتعاون مع الخارج، بدأ بطرابلس وحاولوا نقله الى صيدا».
وعن قول جعجع إنه إذا كان ثمة من يجب على القضاء استدعاؤه فهو التكتل الأكبر في الحكومة الذي كان مشغولاً بالسمسرات والصفقات والتحريض والمساومات، فيما ظاهرة الأسير تنمو دون حسيب، قال عون: «ليقل لي من أين بنى معراب، جعجع فقد أعصابه ليقول هكذا كلام وهو يُحاكم على هذا الكلام إذا اشتكيت عليه، لكنه لا يحرز»، سائلاً: «أين الإثباتات على كلامه؟ الرجل بات معتوهاً».
ولفت إلى أن «المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي كان يبذر الأموال للمسلحين»، متسائلاً، رداً على قول ريفي إن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية يوزع سلاحاً على جبل محسن: «هل لدى فرنجية مخزن سلاح؟ وإذا كان يجلب السلاح من سوريا، فلماذا لم يوقفه ريفي وينصب له كميناً؟»، قائلاً: «هنا يمكن محاكمته لأنه كان مهملاً».
وفي سياق آخر، أعلن عون أنه لم يتلق دعوة من السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري لزيارة السعودية، مؤكداً أن «العشاء بينه وبين السفير السعودي أيضاً الذي حكي عنه لم يحدث». وعن القول إنه يلتقي السفير السعودي «لزكزكة» حلفائه، رد عون: «هناك سخف كثير عند البعض، وهذا الكلام سخيف». ورأى «أن تيار المستقبل ربما يريد تغيير سلام».
جنبلاط خائف على الاعتدال
من جهته، تناول رئيس جبهة النضال الوطني، النائب وليد جنبلاط، السجال المفتعل حيال الصلاحيات بين الرئاستين الثانية والثالثة، متسائلاً «لماذا استفاق بعضهم اﻵن على التوازن بين الرئاستين مستقدماً الدعم من قيادات طائفته لهذه الغاية؟ ألم يتم التمديد للمجلس النيابي تحت أنظار الحكومة المستقيلة وبإشرافها؟ ماذا تغير؟ ألم تشارك كل القوى التي دبت فيها الغيرة المفاجئة اليوم في تسوية التمديد للحفاظ على اﻻستقرار؟».
من ناحية أخرى، رفض جنبلاط التشكيك بالإنجاز الذي حققه الجيش اللبناني وتكبد في سبيله أثماناً باهظة من خيرة ضباطه وجنوده.
وتعليقاً على كلام جنبلاط، قال مسؤول بارز في تيار المستقبل لـ«الأخبار» إن ما صرح به جنبلاط لا يؤثر أبداً على العلاقة بين جنبلاط والتيار الأزرق، إذ إن «ما صرّح به جنبلاط يعبّر عن حرص على الرئيس الحريري، ولو كان هذا الحرص مبالغاً به بعض الشيء». وتوازياً، رفض عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت كلام جنبلاط، فقال: «للأسف إذا كان سوانا قد استطاع أن ينسى بالتأكيد، فنحن لم ولن ننسى أننا طُعنّا بالظهر من بعض الحلفاء».
ووصف فتفت الجلسة النيابية بغير الدسورية، لكنه قال: «إذا كانت الضرورات الأمنية تحتم التمديد فيجب أن يكون لجميع رؤساء الأجهزة الأمنية دون أي استثناءات، نحن لا يمكن أن نقبل استثناء اللواء أشرف ريفي».
بيرنز يؤكد دعم الجيش
في غضون ذلك، بدأ نائب وزير الخارجية الأميركي وليام برنز زيارته لبيروت أمس بلقاء النائب جنبلاط، بحضور وزيري الأشغال العامة والشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال: غازي العريضي ووائل أبو فاعو، وتيمور جنبلاط والسفيرة الأميركية مورا كونيللي. وغادر بيرنز، من دون الإدلاء بأي تصريح، إلى منزل الرئيس سعد الحريري في وادي أبو جميل، حيث التقى برفقة كونيللي الرئيس فؤاد السنيورة بحضور النائب نهاد المشنوق والمستشارين محمد شطح ومراد الجمال، وجرى عرض لآخر التطورات في لبنان والمنطقة. وأكدت مصادر من التقوا بيرنز أن ما أدلى به بيرنز يأتي في سياق «الكلام الأميركي التقليدي»، مشدداً على ضرورة دعم الجيش والحفاظ على الاستقرار ورفض مشاركة حزب الله في الحرب السورية.
حكومياً، لم يطرأ جديد على التأليف سوى لقاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان رئيس الحكومة المكلف تمام سلام في قصر بعبدا أول من أمس وتشاور معه في مسار الاتصالات الجارية بهدف تشكيل الحكومة. ونفت مصادر فريقي 8 و14 آذار وجود توجه لتأليف الحكومة في وقت قريب. وشدّد النائب نهاد المشنوق على أن «تيار المستقبل لا يدعو إلى عزل حزب الله، بل يريد عزل الحكومة عن الخلافات السياسية»، داعياً إلى تأليف حكومة من دون الوقوف على رأي القوى السياسية، «ولنحمل خلافاتنا إلى طاولة الحوار».
وفي السياق، دعا نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الى «تبني صيغة تنطلق من حكومة وحدة وطنية تعمل على إعمار البلد وترسخ السلم الأهلي والاستقرار على قاعدة ثلاثي القوة: الجيش والشعب والمقاومة».
وتطرق الى أحداث عبرا، معتبراً أنه «لولا تيار المستقبل وبعض الذين ينتعشون من حالة الفتنة في مواجهة الوطنية والاستقامة لما وصل التمادي الى حدود ضرب السلم الأهلي والاستقرار».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة