تعبيرا عن استهتاره وانفصاله عن واقع تحركات شعبه توجه أردوغان إلى المغرب في زيارة تستغرق أربعة أيام.

وزيادة في الاستخفاف بصوت شعبه وكلمته عمد اردوغان إلى التقليل من شأن رأي نصف الشعب التركي "باعترافه" الذين خرجوا محتجين على سياسته واضعا كل ما يجري في إطار مؤامرة داخلية وخارجية تطاله وحكومته التي تبجح بإنجازاتها متجاهلا المظاهرات العارمة ضد سياستها الاستبدادية.

وفي مؤتمر صحفي عقده اليوم في اسطنبول قال أردوغان: "أنا كرئيس وزراء ومواطن يعيش في اسطنبول كل ما أفهمه من أحداث الأيام الخمسة الماضية ومن كل الرسائل على مواقع التواصل الاجتماعي هو أن جماعات راديكالية رعاع نظمت هذه المظاهرات وهناك مؤامرة داخلية وخارجية تقف وراء هذه الاحتجاجات وأدعو المواطنين إلى الهدوء وعدم الوقوع في هذا الفخ".

وصب أردوغان جام غضبه على حزب الشعب الجمهوري المعارض معتبرا أن "ما حدث بالأمس وخلال الأيام الخمسة الماضية كان حجة من أجل اندلاع المظاهرات وما حدث بعدها كان منظما من حزب الشعب الجمهوري وبعض الأيادي الخارجية من أجل توسيع رقعة المظاهرات".

وفي محاولة لإنكار الواقع المتجلي في رفض الشعب التركي لسياسة حزب العدالة والتنمية الاستبدادية ودعواته إلى العصيان المدني والإضراب العام وضع أردوغان غضب الشعب التركي في سياق المؤامرة التي رأى أن حزب الشعب الجمهوري يقودها ضده معتبرا أن اقتلاع 12 شجرة من ساحة تقسيم ليس سببا لتخرج المظاهرات في مدن تركية مختلفة فتساءل "لم تخرج المظاهرات في أنقرة وأزمير فهل المتنزه فيها أم في اسطنبول".

وتؤكد وسائل إعلام تركية وعالمية أن معظم المتظاهرين في تركيا لا ينتمون لحزب الشعب الجمهوري وليس لديهم انتماءات سياسية وهم حسبما تظهر هتافاتهم واللافتات التي يحملونها منزعجون من ممارسات حكومة العدالة والتنمية في قطاع التعليم والتضييق على الحريات الشخصية.

على أن أردوغان استمر يتجاهل الحقيقة وغاص في نرجسيته يقول إن "المتظاهرين لم يرفعوا لافتة واحدة تتعلق بالتعليم لأننا قمنا بتعديلات عصرية وغيرنا المناهج لتواكب التطورات العلمية في العالم ونحن من أسس الجامعات في كل المحافظات التركية وأنتم من هنا تبعثون المعلومات لرويترز كي تنشرها في العالم وأنا لا أرى أي مظاهرات ضد التعليم".

وأظهرت وسائل الإعلام في تغطيتها للاحتجاجات التي عمت مدنا تركية متظاهرين أتراكا يحملون لافتات يتهمون فيها أردوغان وحزبه بمصادرة المؤسسة التعليمية وفرض قوانينه كما دعا المعتصمون في ساحة تقسيم إلى إضرابات شاملة وعصيان مدني في الساحة.

ورأى أردوغان أن "من يتحدث عن ربيع تركي منفصل عن الواقع ولا يعرف شيئا عن تركيا" متغنيا بأمجاد حزب العدالة والتنمية ومعتبرا" من لا يرى نجاحاته يسمي ما يحصل ربيعا تركيا ونحن نعيش فصل الربيع في تركيا لكن البعض يريد أن يحول الفصل إلى شتاء ولن يصل إلى هدفه".

وانتقد أردوغان من يدعوه لسحب الشرطة من الشوارع بعد العنف الذي مارسته بحق المتظاهرين السلميين وتسبب بقتل شخص وإصابة المئات بجروح قائلا إن المظاهرات تخريبية وسنقف صامدين للدفاع عن الأماكن والمباني التابعة للدولة ولن ندفع بها ليد الأشخاص القائمين على هذه المظاهرات التخريبية وسنقوم بتدارك الوضع ونسير نحو المستقبل".

ويرى خبراء أن تزايد القلق الشعبي في تركيا جاء بعد تراجع حرية الإعلام بدرجة كبيرة وسجن ما يقرب من ستين صحفيا بقضايا مختلفة وسعي أردوغان لتسييس القضاء من خلال السماح للإسلاميين بالانتشار في مفاصل المؤسسة القضائية كما لا يخفي كثيرون قلقهم من تدخل الحكومة في الحياة الشخصية للأتراك.

  • فريق ماسة
  • 2013-06-02
  • 6660
  • من الأرشيف

اردوغان يقول إنها مؤامرة داخلية وخارجية عليه.. والمتظاهرين رعاع خارجين عن القانون

تعبيرا عن استهتاره وانفصاله عن واقع تحركات شعبه توجه أردوغان إلى المغرب في زيارة تستغرق أربعة أيام. وزيادة في الاستخفاف بصوت شعبه وكلمته عمد اردوغان إلى التقليل من شأن رأي نصف الشعب التركي "باعترافه" الذين خرجوا محتجين على سياسته واضعا كل ما يجري في إطار مؤامرة داخلية وخارجية تطاله وحكومته التي تبجح بإنجازاتها متجاهلا المظاهرات العارمة ضد سياستها الاستبدادية. وفي مؤتمر صحفي عقده اليوم في اسطنبول قال أردوغان: "أنا كرئيس وزراء ومواطن يعيش في اسطنبول كل ما أفهمه من أحداث الأيام الخمسة الماضية ومن كل الرسائل على مواقع التواصل الاجتماعي هو أن جماعات راديكالية رعاع نظمت هذه المظاهرات وهناك مؤامرة داخلية وخارجية تقف وراء هذه الاحتجاجات وأدعو المواطنين إلى الهدوء وعدم الوقوع في هذا الفخ". وصب أردوغان جام غضبه على حزب الشعب الجمهوري المعارض معتبرا أن "ما حدث بالأمس وخلال الأيام الخمسة الماضية كان حجة من أجل اندلاع المظاهرات وما حدث بعدها كان منظما من حزب الشعب الجمهوري وبعض الأيادي الخارجية من أجل توسيع رقعة المظاهرات". وفي محاولة لإنكار الواقع المتجلي في رفض الشعب التركي لسياسة حزب العدالة والتنمية الاستبدادية ودعواته إلى العصيان المدني والإضراب العام وضع أردوغان غضب الشعب التركي في سياق المؤامرة التي رأى أن حزب الشعب الجمهوري يقودها ضده معتبرا أن اقتلاع 12 شجرة من ساحة تقسيم ليس سببا لتخرج المظاهرات في مدن تركية مختلفة فتساءل "لم تخرج المظاهرات في أنقرة وأزمير فهل المتنزه فيها أم في اسطنبول". وتؤكد وسائل إعلام تركية وعالمية أن معظم المتظاهرين في تركيا لا ينتمون لحزب الشعب الجمهوري وليس لديهم انتماءات سياسية وهم حسبما تظهر هتافاتهم واللافتات التي يحملونها منزعجون من ممارسات حكومة العدالة والتنمية في قطاع التعليم والتضييق على الحريات الشخصية. على أن أردوغان استمر يتجاهل الحقيقة وغاص في نرجسيته يقول إن "المتظاهرين لم يرفعوا لافتة واحدة تتعلق بالتعليم لأننا قمنا بتعديلات عصرية وغيرنا المناهج لتواكب التطورات العلمية في العالم ونحن من أسس الجامعات في كل المحافظات التركية وأنتم من هنا تبعثون المعلومات لرويترز كي تنشرها في العالم وأنا لا أرى أي مظاهرات ضد التعليم". وأظهرت وسائل الإعلام في تغطيتها للاحتجاجات التي عمت مدنا تركية متظاهرين أتراكا يحملون لافتات يتهمون فيها أردوغان وحزبه بمصادرة المؤسسة التعليمية وفرض قوانينه كما دعا المعتصمون في ساحة تقسيم إلى إضرابات شاملة وعصيان مدني في الساحة. ورأى أردوغان أن "من يتحدث عن ربيع تركي منفصل عن الواقع ولا يعرف شيئا عن تركيا" متغنيا بأمجاد حزب العدالة والتنمية ومعتبرا" من لا يرى نجاحاته يسمي ما يحصل ربيعا تركيا ونحن نعيش فصل الربيع في تركيا لكن البعض يريد أن يحول الفصل إلى شتاء ولن يصل إلى هدفه". وانتقد أردوغان من يدعوه لسحب الشرطة من الشوارع بعد العنف الذي مارسته بحق المتظاهرين السلميين وتسبب بقتل شخص وإصابة المئات بجروح قائلا إن المظاهرات تخريبية وسنقف صامدين للدفاع عن الأماكن والمباني التابعة للدولة ولن ندفع بها ليد الأشخاص القائمين على هذه المظاهرات التخريبية وسنقوم بتدارك الوضع ونسير نحو المستقبل". ويرى خبراء أن تزايد القلق الشعبي في تركيا جاء بعد تراجع حرية الإعلام بدرجة كبيرة وسجن ما يقرب من ستين صحفيا بقضايا مختلفة وسعي أردوغان لتسييس القضاء من خلال السماح للإسلاميين بالانتشار في مفاصل المؤسسة القضائية كما لا يخفي كثيرون قلقهم من تدخل الحكومة في الحياة الشخصية للأتراك.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة