دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لم يكن الضابط السوري أيهم شرف الدين يدرك أن تلبية رغبة رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط ستودي به إلى مقصلة "الثورة السورية" فالعقيد المنشق عن الجيش بات يواجه اليوم مصير الموت المحتوم بعد قرار "المجلس العسكري الثوري" الذي يترأسه أحمد نعمة بإعدام شرف الدين بناءً على "اتهامات قدمها ناشطون تثبت إدانته في العديد من الجرائم المرتكبة بحق الثوار".
حالة من الغليان تعم محافظة السويداء التي ينحدر منها شرف الدين، "فالغضب بالدرجة الأولى ينصب على زعيم الحزب التقدمي الإشتراكي في لبنان والذي لولاه لكنا بألف خير" يقول مقربون من عائلة الضابط المحكوم بالموت، ويشيرون إلى أن هناك "حنق كبير على مسلحي درعا الذين لم يتركوا للصلح مكانا فمن أعطاهم الحق في إقتياد أبناء السويداء إلى المحاكم غير الشرعية التي يقيمونها، ومنذ متى يخضع أحفاد سلطان باشا الأطرش لهؤلاء، وإذا كان تعاطيهم مع رفاقهم المعارضين بهذا الشكل فكيف سنتحاور معهم مستقبلاً."
عائلة شرف الدين مصابة بالذهول يقول أحد أقرباء العقيد المنشق "فهم ومنذ إنشقاقه بدأ ينظر إليهم بعين الريبة من أنصار النظام السوري، واليوم بعد الحكم الذي صدر بحق ابنهم أصبحوا مثار سخرية وشماتة الجميع، لم يعد أحد يجرؤ على التعاطي معهم أو الاقتراب منهم، يشعرون بأنهم غرباء عن مناطقهم لا يخرجون من منازلهم إلا فيما ندر".
يتابع قريب العقيد المنشق بالقول أن "آخر ما كنا نتوقعه هو أن يصدر الحكم بإعدام شرف الدين، عندما وصلتنا أنباء عن إحالته إلى المحكمة ظننا أن الأمر مزحة سمجة، ولكن تبين لنا أن هذه المزحة أصبحت حقيقة مرة ستخيم على رؤوسنا لفترة طويلة جداً خصوصا وإننا لم نعد نعلم شيئا عن مصيره إن كان قد قتل أو تم تأجيل إعدامه".
"المسؤولية الأكبر فيما آلت إليه الأمور يتحملها النائب الدرزي وليد جنبلاط" يقول محدثنا "فكلامه التحريضي على النظام ودعوته أبناء الجبل إلى الانشقاق ساهمت في اتخاذ شرف الدين لقراره، لأن جنبلاط لديه تأثير على أحد الأشخاص في المنطقة، وكما يبدو ساهم هذا الشخص في دفع شرف الدين إلى إعلان إنشقاقه بعد وعود مغرية تلقاها وصلت حد إقناعه بتوليته المجلس العسكري في المنطقة الجنوبية بسورية والمزمع تأسيسه في فترة قريبة".
يتابع محدثنا سرد روايته بالإشارة إلى "أن توسلات ذوي العقيد لم تجد آذانا صاغية في المختارة ما دفع بقريب له إلى التهديد بالخروج في مؤتمر صحفي يفضح فيها كل ما حدث، ويظهر للعامة حقيقة جنبلاط الذي يدعو الضباط إلى الإنشقاق ويساهم في تقديمهم إلى حبل مشنقة حلفائه شأنهم شأن مئات المختطفين من السويداء، بعد كل الذي حدث وضعنا الزعيم الدرزي اللبناني في مصاف قادة جبهة النصرة.
يكشف قريب شرف الدين أن تولي أحمد النعمة الذي يشغل منصب قائد المجلس العسكري في درعا قضية شرف الدين ترك أثارا سلبية كبيرة، فالنعمة متهم بخيانة الثوار عبر مدهم بذخيرة فاسدة ساهمت في مقتل معظمهم في المعارك التي خاضوها، كما أنه مسؤول عن ارتكابات ومجازر وقعت في الحراك وطفس والصنمين والكرك، ومعربة ودرعا، كما أنه المتهم الرئيسي باغتيال قائد لواء درع اللجاه الذي لم يكن ينصاع لأوامره وتوجيهاته"، متابعاً " كيف يمكن لرجل يحمل على كتفيه كل هذه المفاسد تولي منصب يتحكم من خلاله برقاب السوريين معارضين كانوا أم موالين".
ويختم قائلاً " أهالي السويداء الذين احتضنوا النازحين لا يستحق أبنائهم الموالين سوقهم بهذه الطريقة إلى هذه المحاكم فكيف الحال بالمعارضين الذين يدفعون ثمن وقوفهم بوجه أكثرية في محافظة سلطان باشا الأطرش تؤيد النظام".
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة