ما أعلنه حمد بن جاسم باسم الجامعة العربية يوم أمس حول تعديل ما سمي بمبادرة السلام التي أعلنت في قمة بيروت عام 2002 يستكمل دوره العدواني النشط في مؤامرة تدمير الدولة السورية و يكمل بناء الصورة الفعلية للمخطط الاستعماري الذي يستهدف سوريا و المنطقة بالوقائع و هو بمثابة إشهار لحقيقة ما يدبر في المنطقة لتكريس هيمنة إسرائيل و إعلان الدولة اليهودية.

أولا إن المقترح المسمى تبادل الأراضي بين السلطة الفلسطينية و الكيان الصهيوني طرح بمبادرة من العدو الإسرائيلي و مفاوضيه و هو مضمون المشروع الذي رفضه القائد الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات الذي قتله الصهاينة لرفضه مبدأ الانخراط في مطاردة المقاومين من أبناء شعبه ( المهمة التي قبلها أبومازن ) و لرفضه التخلي عن مبدأ حق العودة و لأنه عطل صيغة تبادل الأراضي التي عرضها الصهاينة في جميع مراحل التفاوض التي انبثقت عن اتفاقية أوسلو التي وقعتها منظمة التحرير مع الكيان الصهيوني .

التبادل هو تسمية مخففة لتكريس الاستيطان و التهويد و تحويل قضية الحقوق الوطنية الفلسطينية إلى نزاع حول مساحات من الأرض و تثبيت للاعتراف بالكيان الصهيوني و بما فرضه بمرور الزمن من وقائع التهويد فالمبادلة بين مساحات المستوطنات الصهيونية في الضفة و مساحات أخرى من أرض النقب الفلسطيني المحتل ليست سوى حيلة خبيثة لتغطية تصفية قضية فلسطين كليا و الرضوخ للهيمنة الإسرائيلية بكل شروطها و الكلام عن تحريك التفاوض انطلاقا من هذا التعديل يعني الاستعداد لتنازلات لاحقة سيكون أخطرها التسليم العلني بسقوط حق العودة و تحريك مشاريع العدو لتوطين الفلسطينيين و لتهجير سكان الأرض المحتلة عام 1948 و بدا واضحا من التقارير الإعلامية الغربية المهللة لخطوة الجامعة أن في الجعبة نقلة جديدة نحو التحالف العلني بين إسرائيل و الدول العربية المتورطة في هذه الخطة .

ثانيا إن غاية مركزية تتكشف من وراء مخطط تدمير الدولة الوطنية السورية هي تأمين توازن القوى الإقليمي الذي يراهن عليه الأميركيون للتقدم في اتجاه تصفية قضية فلسطين و فرض الإذعان للهيمنة الإسرائيلية و من الواضح أن العدوان على سورية ارتكز أصلا لتثبيت التحالف بين كل من تركيا و إسرائيل و حكومات الخليج و يتأكد اليوم ما قاله الرئيس بشار الأسد من أن قرار تعليق عضوية سورية في الجامعة هو تمهيد لضم إسرائيل إليها و تؤكد المعلومات الكثيرة المتوافرة أن مجموعات التنسيق الأمني و العسكري بين الحكومات العربية الخليجية و سواها من حكومات ما سمي بالربيع العربي قائمة و مستمرة بما في ذلك الحكومة المصرية و محورها حماية امن إسرائيل و مطاردة المقاومة في كل مكان في المنطقة و التجسس عليها بينما تعززت عمليات الترابط و التنسيق الاقتصادي الإسرائيلي التركي الخليجي عبر الأردن الذي أقام خط ترانزيت بري متمم لخط النقل البحري بين تركيا و حيفا وصولا للخليج بينما تشكل كل من عمان و شرم الشيخ مركزا للتنسيق الأمني و العسكري بين الحكومات العربية التابعة للغرب و الحكومة الإسرائيلية .

ثالثا شكل انخراط بعض الجماعات الفلسطينية في العدوان على سورية تحت عباءة تنظيم الأخوان المسلمين و بالتنسيق مع جماعات التكفير و الإرهاب التي يديرها الحلف الأطلسي و يدعمها الصهاينة و يمولها حكام قطر و السعودية و الإمارات الإشارة العملية الأخطر لتورط هؤلاء في خطة تصفية قضية فلسطين و بيانات الاستنكار التي صدرت يوم أمس عن حركة حماس لا تمثل شيئا جديا في حال لم تقم قيادة الحركة بمراجعة حساباتها التي التحقت بنتيجتها بحكومة قطر و انخرطت جديا في مؤامرة تدمير الدولة الوطنية السورية التي رفعت التحدي في وجه الولايات المتحدة عام 2003 بعد احتلال العراق دفاعا عن حق حماس في العمل و التحرك كفصيل مقاوم في سورية و منها ، بكل التسهيلات و الاحتضان الذي قدمته القيادة السورية دون حساب ، و هذه القيادة تكتشف يوميا في مسار مقاومتها للعدوان مزيدا من الوقائع عن تورط كوادر و مسؤولين في حماس بفصول العدوان الذي تتعرض له سورية و يدفع شعبها كلفته العلية دفاعا عن بلاده و عن هويتها العروبية المقاومة الملتزمة بقضية فلسطين .

بينما يكشر الحلف الاستعماري الصهيوني و عملاؤه في المنطقة عن أنيابهم ضد الدولة السورية يسعون لتمرير تصفية فلسطين و قضيتها و فرض أمر واقع جديد و باكتمال الصورة ينتفي هامش المواقف الرمادية من العدوان على سورية نهائيا و يتضح المغزى البعيد و الاستراتيجي لكلمة السيد حسن نصرالله وما ورد فيها من مواقف حاسمة يصح فيها القول إنها تأسيس لمرحلة جديدة بقدر كبير من الحزم و الوضوح ..
  • فريق ماسة
  • 2013-05-01
  • 8833
  • من الأرشيف

تصفية قضية فلسطين

ما أعلنه حمد بن جاسم باسم الجامعة العربية يوم أمس حول تعديل ما سمي بمبادرة السلام التي أعلنت في قمة بيروت عام 2002 يستكمل دوره العدواني النشط في مؤامرة تدمير الدولة السورية و يكمل بناء الصورة الفعلية للمخطط الاستعماري الذي يستهدف سوريا و المنطقة بالوقائع و هو بمثابة إشهار لحقيقة ما يدبر في المنطقة لتكريس هيمنة إسرائيل و إعلان الدولة اليهودية. أولا إن المقترح المسمى تبادل الأراضي بين السلطة الفلسطينية و الكيان الصهيوني طرح بمبادرة من العدو الإسرائيلي و مفاوضيه و هو مضمون المشروع الذي رفضه القائد الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات الذي قتله الصهاينة لرفضه مبدأ الانخراط في مطاردة المقاومين من أبناء شعبه ( المهمة التي قبلها أبومازن ) و لرفضه التخلي عن مبدأ حق العودة و لأنه عطل صيغة تبادل الأراضي التي عرضها الصهاينة في جميع مراحل التفاوض التي انبثقت عن اتفاقية أوسلو التي وقعتها منظمة التحرير مع الكيان الصهيوني . التبادل هو تسمية مخففة لتكريس الاستيطان و التهويد و تحويل قضية الحقوق الوطنية الفلسطينية إلى نزاع حول مساحات من الأرض و تثبيت للاعتراف بالكيان الصهيوني و بما فرضه بمرور الزمن من وقائع التهويد فالمبادلة بين مساحات المستوطنات الصهيونية في الضفة و مساحات أخرى من أرض النقب الفلسطيني المحتل ليست سوى حيلة خبيثة لتغطية تصفية قضية فلسطين كليا و الرضوخ للهيمنة الإسرائيلية بكل شروطها و الكلام عن تحريك التفاوض انطلاقا من هذا التعديل يعني الاستعداد لتنازلات لاحقة سيكون أخطرها التسليم العلني بسقوط حق العودة و تحريك مشاريع العدو لتوطين الفلسطينيين و لتهجير سكان الأرض المحتلة عام 1948 و بدا واضحا من التقارير الإعلامية الغربية المهللة لخطوة الجامعة أن في الجعبة نقلة جديدة نحو التحالف العلني بين إسرائيل و الدول العربية المتورطة في هذه الخطة . ثانيا إن غاية مركزية تتكشف من وراء مخطط تدمير الدولة الوطنية السورية هي تأمين توازن القوى الإقليمي الذي يراهن عليه الأميركيون للتقدم في اتجاه تصفية قضية فلسطين و فرض الإذعان للهيمنة الإسرائيلية و من الواضح أن العدوان على سورية ارتكز أصلا لتثبيت التحالف بين كل من تركيا و إسرائيل و حكومات الخليج و يتأكد اليوم ما قاله الرئيس بشار الأسد من أن قرار تعليق عضوية سورية في الجامعة هو تمهيد لضم إسرائيل إليها و تؤكد المعلومات الكثيرة المتوافرة أن مجموعات التنسيق الأمني و العسكري بين الحكومات العربية الخليجية و سواها من حكومات ما سمي بالربيع العربي قائمة و مستمرة بما في ذلك الحكومة المصرية و محورها حماية امن إسرائيل و مطاردة المقاومة في كل مكان في المنطقة و التجسس عليها بينما تعززت عمليات الترابط و التنسيق الاقتصادي الإسرائيلي التركي الخليجي عبر الأردن الذي أقام خط ترانزيت بري متمم لخط النقل البحري بين تركيا و حيفا وصولا للخليج بينما تشكل كل من عمان و شرم الشيخ مركزا للتنسيق الأمني و العسكري بين الحكومات العربية التابعة للغرب و الحكومة الإسرائيلية . ثالثا شكل انخراط بعض الجماعات الفلسطينية في العدوان على سورية تحت عباءة تنظيم الأخوان المسلمين و بالتنسيق مع جماعات التكفير و الإرهاب التي يديرها الحلف الأطلسي و يدعمها الصهاينة و يمولها حكام قطر و السعودية و الإمارات الإشارة العملية الأخطر لتورط هؤلاء في خطة تصفية قضية فلسطين و بيانات الاستنكار التي صدرت يوم أمس عن حركة حماس لا تمثل شيئا جديا في حال لم تقم قيادة الحركة بمراجعة حساباتها التي التحقت بنتيجتها بحكومة قطر و انخرطت جديا في مؤامرة تدمير الدولة الوطنية السورية التي رفعت التحدي في وجه الولايات المتحدة عام 2003 بعد احتلال العراق دفاعا عن حق حماس في العمل و التحرك كفصيل مقاوم في سورية و منها ، بكل التسهيلات و الاحتضان الذي قدمته القيادة السورية دون حساب ، و هذه القيادة تكتشف يوميا في مسار مقاومتها للعدوان مزيدا من الوقائع عن تورط كوادر و مسؤولين في حماس بفصول العدوان الذي تتعرض له سورية و يدفع شعبها كلفته العلية دفاعا عن بلاده و عن هويتها العروبية المقاومة الملتزمة بقضية فلسطين . بينما يكشر الحلف الاستعماري الصهيوني و عملاؤه في المنطقة عن أنيابهم ضد الدولة السورية يسعون لتمرير تصفية فلسطين و قضيتها و فرض أمر واقع جديد و باكتمال الصورة ينتفي هامش المواقف الرمادية من العدوان على سورية نهائيا و يتضح المغزى البعيد و الاستراتيجي لكلمة السيد حسن نصرالله وما ورد فيها من مواقف حاسمة يصح فيها القول إنها تأسيس لمرحلة جديدة بقدر كبير من الحزم و الوضوح ..

المصدر : الماسة السورية/ غالب قنديل


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة