مرة جديدة تجد حكومة حزب "العدالة والتنمية" التركي في مواجهة المعارضة الداخلية الرافضة لتوريط البلاد في الحرب على سورية، فقد شهدت اسطنبول وأنطاكية نهاية الأسبوع الماضي فعاليات واحدة من أكبر المؤتمرات المناهضة للحرب على سورية، انتهى يوم الأحد بمسيرة ضخمة في أنطاكية مناوئة للتدخل في سورية، شارك فيها عشرات الآلاف من الأتراك المناهضين لسياسة حكومتهم.

كان اللافت أن المشاركين في المهرجان عبّروا عن تأييدهم للنظام السوري بشكل واضح، وأُلقيت في المهرجان التي أُعلن فيه التضامن مع سورية وشعبها ضد الهجمة الدولية التي يتزعمها حزب "العدالة والتنمية" التركي، وركزت على أن "السياسة العدوانية لأردوغان حيال سورية انعكست بشكل سلبي على أبناء اللواء (لواء الاسكندرون)"، وأن "أردوغان وحكومته يرتكبون جرائم حرب ضد الإنسانية، لأنهم يدعمون العصابات الإرهابية في سورية".

مصادر تركية معارضة مطلعة أشارت إلى أن هذا التحرك الذي أثار مخاوف القيادة الأردوغانية، يعبّر عن توتر عميق في الشارع التركي، خصوصاً في منطقة أنطاكية، التي يشكو سكانها من تزايد أعداد "الغرباء" المسلحين، ومن تحوّل المنطقة إلى مستقر لأعداد كبيرة منهم، ما يؤثر على "النسيج الاجتماعي" للمنطقة.

وتتحدث تقارير المعارضة التركية عن تحوّل المنطقة إلى خزان للتكفيريين من جنسيات عربية وأجنبية أخرى، حيث يستعملون المنطقة كقاعدة خلفية لهم لتأمين الغطاء لوجودهم في سورية، وتشير المعلومات إلى أن نقطة "باب الهوى" الحدودية التي يسيطر عليها المسلحون، عادت لترتفع عليها رايات "القاعدة"، بعد أن أُنزلت العام الماضي وأُبعد أصحابها عن المعبر بضغوط دولية، وتؤكد هذه المعلومات أن جماعة "جبهة النصرة" استلمت المعبر الحدودي بالكامل، وباتت تعتمد عليه كمنفذ خاص بها، تحضيراً لإعلانه مدخلاً إلى "دولة الخلافة" التي بات ختمها جاهزاً، مشيرين إلى أن ضغوطاً تركية حالت دون تطبيق هذا الختم، الذي استُعمل ليومين، قبل أن يتمّ تجميد العمل به والعودة إلى ختم "الجيش الحر"، الذي يوضع على جوازات سفر الداخلين إلى المنطقة.

وترى المعارضة التركية أن هذا الأمر يتم بالتعاون التام بين "جبهة النصرة" والاستخبارات التركية، التي باتت تنسق معهم بشكل كبير، وتقدّم لهم تسهيلات لافتة، خصوصاً لجهة تأمين دخول المقاتلين الشيشان، وغيرهم من الذين يعبرون تركيا باتجاه سورية، قادمين من أذربيجان وجورجيا وحتى بريطانيا، وتقدّر مصادر غربية عدد المقاتلين الشيشان في سورية بـ3000 مسلح، وقد أظهر شريط فيديو نُشر عبر "اليوتيوب" كيف يتم التدريب، وأظهر نوعية الأسلحة والتدريبات العسكرية والبدنية التي يخضعون لها تحت إشراف "عبد الله الشيشاني"، فيما أظهر تسجيل آخر رجالاً يبايعون أمير ما يسمى "كتيبة المهاجرين"؛ عمر الشيشاني، وهو شيشاني من وادي بانكيسي في جورجيا، وأعلنت المجموعات التي توحدت اندماجها في حركة جديدة تسمى "جيش المهاجرين والأنصار" تحت قيادة الشيشاني.

يذكر أن الجماعة الشيشانية في "النصرة" هي المسؤولة عن خطف المطرانيْن السوريين منذ أسبوعين، فيما كان الأول يعبر من أنطاكية، حيث مركز الكنيسة الأرثوذكسية إلى الداخل السوري، فيما كان الثاني بانتظاره في سيارته، حيث خُطفا بعد دخول الأول إلى ما وراء المعبر، فقُتل سائقهما واقتيدا إلى جهة مجهولة.

  • فريق ماسة
  • 2013-05-01
  • 12404
  • من الأرشيف

تحركات التكفيريين تقلق أهالي "لواء الاسكندرون" ..وتركيا جمّدت العمل بـ"ختم الخلافة"

مرة جديدة تجد حكومة حزب "العدالة والتنمية" التركي في مواجهة المعارضة الداخلية الرافضة لتوريط البلاد في الحرب على سورية، فقد شهدت اسطنبول وأنطاكية نهاية الأسبوع الماضي فعاليات واحدة من أكبر المؤتمرات المناهضة للحرب على سورية، انتهى يوم الأحد بمسيرة ضخمة في أنطاكية مناوئة للتدخل في سورية، شارك فيها عشرات الآلاف من الأتراك المناهضين لسياسة حكومتهم. كان اللافت أن المشاركين في المهرجان عبّروا عن تأييدهم للنظام السوري بشكل واضح، وأُلقيت في المهرجان التي أُعلن فيه التضامن مع سورية وشعبها ضد الهجمة الدولية التي يتزعمها حزب "العدالة والتنمية" التركي، وركزت على أن "السياسة العدوانية لأردوغان حيال سورية انعكست بشكل سلبي على أبناء اللواء (لواء الاسكندرون)"، وأن "أردوغان وحكومته يرتكبون جرائم حرب ضد الإنسانية، لأنهم يدعمون العصابات الإرهابية في سورية". مصادر تركية معارضة مطلعة أشارت إلى أن هذا التحرك الذي أثار مخاوف القيادة الأردوغانية، يعبّر عن توتر عميق في الشارع التركي، خصوصاً في منطقة أنطاكية، التي يشكو سكانها من تزايد أعداد "الغرباء" المسلحين، ومن تحوّل المنطقة إلى مستقر لأعداد كبيرة منهم، ما يؤثر على "النسيج الاجتماعي" للمنطقة. وتتحدث تقارير المعارضة التركية عن تحوّل المنطقة إلى خزان للتكفيريين من جنسيات عربية وأجنبية أخرى، حيث يستعملون المنطقة كقاعدة خلفية لهم لتأمين الغطاء لوجودهم في سورية، وتشير المعلومات إلى أن نقطة "باب الهوى" الحدودية التي يسيطر عليها المسلحون، عادت لترتفع عليها رايات "القاعدة"، بعد أن أُنزلت العام الماضي وأُبعد أصحابها عن المعبر بضغوط دولية، وتؤكد هذه المعلومات أن جماعة "جبهة النصرة" استلمت المعبر الحدودي بالكامل، وباتت تعتمد عليه كمنفذ خاص بها، تحضيراً لإعلانه مدخلاً إلى "دولة الخلافة" التي بات ختمها جاهزاً، مشيرين إلى أن ضغوطاً تركية حالت دون تطبيق هذا الختم، الذي استُعمل ليومين، قبل أن يتمّ تجميد العمل به والعودة إلى ختم "الجيش الحر"، الذي يوضع على جوازات سفر الداخلين إلى المنطقة. وترى المعارضة التركية أن هذا الأمر يتم بالتعاون التام بين "جبهة النصرة" والاستخبارات التركية، التي باتت تنسق معهم بشكل كبير، وتقدّم لهم تسهيلات لافتة، خصوصاً لجهة تأمين دخول المقاتلين الشيشان، وغيرهم من الذين يعبرون تركيا باتجاه سورية، قادمين من أذربيجان وجورجيا وحتى بريطانيا، وتقدّر مصادر غربية عدد المقاتلين الشيشان في سورية بـ3000 مسلح، وقد أظهر شريط فيديو نُشر عبر "اليوتيوب" كيف يتم التدريب، وأظهر نوعية الأسلحة والتدريبات العسكرية والبدنية التي يخضعون لها تحت إشراف "عبد الله الشيشاني"، فيما أظهر تسجيل آخر رجالاً يبايعون أمير ما يسمى "كتيبة المهاجرين"؛ عمر الشيشاني، وهو شيشاني من وادي بانكيسي في جورجيا، وأعلنت المجموعات التي توحدت اندماجها في حركة جديدة تسمى "جيش المهاجرين والأنصار" تحت قيادة الشيشاني. يذكر أن الجماعة الشيشانية في "النصرة" هي المسؤولة عن خطف المطرانيْن السوريين منذ أسبوعين، فيما كان الأول يعبر من أنطاكية، حيث مركز الكنيسة الأرثوذكسية إلى الداخل السوري، فيما كان الثاني بانتظاره في سيارته، حيث خُطفا بعد دخول الأول إلى ما وراء المعبر، فقُتل سائقهما واقتيدا إلى جهة مجهولة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة