رغم فرض حظر التجول من قبل أجهزة مخابرات النظام الأردني على مخيم الزعتري، ورغم قطع الكهرباء والزج بالمزيد من عناصر أجهزته القمعية، أفادت المعلومات الواردة بأن المواجهات لا تزال مستمرة وإن يكن على نطاق محدود نسبيا بين اللاجئين و عناصر المخابرات والدرك الأردنيين. وأكدت مصادر محلية أن هناك تبادلا لإطلاق النار في محيط المخيم بين أجهزة النظام الارني ومسلحين سوريين يعتقد أنهم كانوا في المخيم أو جاؤوا من منطقة أخرى لـ"الفزعة" ، وفق التعبير المتداول محليا، بعد أن علموا بقضية الاعتداء الجنسي على الفتاة السورية من قبل أحد عناصر الأمن الأردنيين، والذي كان الفتيل الذي أشعل المواجهات يوم أمس.

وبحسب تلك المصادر، فإن النظام الأردني أقدم على ترحيل أكثر من خمسة آلاف لاجىء إلى سوريا ولكن بعد أن سحب بطاقات لجوئهم من أجل أن يتمكن من الاستمرار في التسول و"الشحاتة" على أسمائهم من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية باللاجئين، ومن أجل الاستمرار في الاستخدام السياسي القذر لقضيتهم كورقة سياسية.

وجاء في آخر المعلومات الواردة من المخيم أن عمليات الدهم والاعتقال لا تزال مستمرة، حيث وصل عدد المعتقلين حتى مساء اليوم إلى أكثر من مئتين وخمسين معتقلا جرى نقلهم إلى مراكز احتجاز أمنية أخرى تابعة للمخابرات الأردنية ، بينما هناك قائمة أخرى تتضمن عددا مقاربا من الأسماء المطلوبة يفترض أن يتم اعتقال أصحابها بين لحظة وأخرى.

بالتزامن مع ذلك، أطلقت جهات عشائرية وسياسية أردنية نهار اليوم دعوات للتحشد في مدينة إربد المجاورة من أجل التوجه إلى المخيم وترحيل اللاجئين السوريين بالقوة، علما بأن الكثيرين من أهالي المخيم يريدون العودة إلى سوريا بأنفسهم ، لكن النظام الأردني يحاول منعهم من ذلك بالنظر لأن حصول عودة جماعية ، ودون ضبط من قبله، سيفقده الورقة التي كان خطط للعبها منذ بداية الأزمة مع الولايات المتحدة وإسرائيل لترحيل أكبر عدد ممكن من السوريين إلى الأردن لغايات سياسية ، تارة بالترهيب وتارة أخرى بالإغراء المالي. فقد كان يعتقد أن الأزمة لن تطول، وأن النظام سيسقط قريبا ، ولكن الأمور سارت بعكس ما يأمله، وانقلب السحر على الساحر، فباتت قضية اللاجئين قنبلة متفجرة بين يديه لا يعرف كيف يتخلص منها دون خسائر!

وكانت مدرعات النظام الأردني قد اقتحمت اول من امس  أطراف مخيم "الزعتري" للاجئين السوريين في منطقة المفرق شمال الأردن ، بينما قام عناصر أمن المخيم من المخابرات بإطلاق النار في الهواء وإلقاء كميات كبيرة من القنابل المسيلة للدموع داخل المخيم لتفريق الآلاف من نزلائه الذين هبوا غضبا في تظاهرة استنكارا للجريمة التي ارتكبها أحد عناصر أمن المخيم من المخابرات الأردنية.

وكان غضب نزلاء المخيم انفجر مساء امس عند اكتشاف قيام أحد عناصر المخابرات الأردنية باعتداء جنسي على إحدى الفتيات السوريات اللاجئات ! وقالت مصادر محلية إن عناصر أمن المخيم من أجهزة المخابرات طلبوا مؤازرة عسكرية من الحكومة، ما دفع هذه الأخيرة إلى إرسال المدرعات التي حاصرت المخيم واقتحمت بعض أطرافه ، بينما كان عناصر المخابرات والدرك يطلقون النار بغزارة في الهواء ويلقون القنابل الغازية بكثافة قبل أن يعتقلوا عددا من اللاجئين واقتيادهم إلى مكان مجهول. وأكد المصدر أن هناك العشرات من الإصابات بالإغماء وسط اللاجئين، لاسيما الأطفال، بينما تحدثت معلومات أخرى عن مقتل أحد عناصر الاستخبارات الأردنية على أيدي اللاجئين، لكن لم يكن ممكنا التأكد من ذلك. وجاء في آخر المعلومات أن السلطات الأردنية أقدمت على قطع التيار الكهربائي من أجل السيطرة على الوضع، بينما اندلعت النيران في عدد من الخيم دون أن يكون معلوما سبب اشتعالها، إلا أن المواجهات لم تزل مستمرة حتى ساعة نشر هذا التقرير بين اللاجئين وعناصر المخابرات الأردنية، حيث يقوم اللاجئون بإلقاء الحجارة على عناصر الأمن، بينما يرد هؤلاء بالرصاص المطاطي. وعلمت"الحقيقة" من مصادر أردنية أن أجهزة المخابرات تتحضر لشن "غارة" على المخيم فجر السبت، بعد أن تتأكد من نوم نزلائه، بهدف اعتقال عدد آخر من اللاجئين وفق قوائم مسبقة جرى إعدادها نهار اليوم .

وكان المخيم أصبح "سوق نخاسة" بالمعنى الدقيق للكلمة بعد أن تحول عناصر المخابرات الأردنية إلى قوادين ونخاسين يمارسون السمسرة لصالح شيوخ خليجيين ، لاسيما من السعودية، بهدف استمالة فتيات سوريات لممارسة الدعارة. كما وتحول الممخيم، الذي يعتبر أسوأ مخيم لجوء في العالم، إلى مكان يخيم عليه شبح الرعب وصل حد عدم تمكن اللاجئات من الخروج إلى الحمامات والمراحيض إلا بمرافقة الأقارب من الذكور البالغين بسبب العصابات التي تديرها أجهزة المخابرات الأردنية داخل المخيم  الذين يعملون على اختطاف النساء و الاعتداء عليهن. وهو ما فضحه فيلم وثائقي للقناة الرابعة البريطانية مؤخرا

على صعيد متصل، كشف النقاب عن تشكيل ما يسمى كتائب"الجيش الأردني الحر" شمال الأردن. وقالت مصادر محلية إن كتيبة واحدة على الأقل جرى تشكيلها فعلا في منطقة "المفرق" لتنسيق التعاون العسكري مع المجموعات المسلحة السورية  في درعا، دون أن يكون معلوما من يقف وراءها. إلا أن تلك المصادر رجحت أن تكون "جبهة العمل الإسلامي" ، الذراع السياسية للأخوان المسلمين في الأردن، هي التي تقف وراء هذا التطور الخطير!

  • فريق ماسة
  • 2013-04-20
  • 14039
  • من الأرشيف

اعتداء جنسي من قبل عنصر بالمخابرات الأردنية على لاجئة سورية يفجر مخيم الزعتري

رغم فرض حظر التجول من قبل أجهزة مخابرات النظام الأردني على مخيم الزعتري، ورغم قطع الكهرباء والزج بالمزيد من عناصر أجهزته القمعية، أفادت المعلومات الواردة بأن المواجهات لا تزال مستمرة وإن يكن على نطاق محدود نسبيا بين اللاجئين و عناصر المخابرات والدرك الأردنيين. وأكدت مصادر محلية أن هناك تبادلا لإطلاق النار في محيط المخيم بين أجهزة النظام الارني ومسلحين سوريين يعتقد أنهم كانوا في المخيم أو جاؤوا من منطقة أخرى لـ"الفزعة" ، وفق التعبير المتداول محليا، بعد أن علموا بقضية الاعتداء الجنسي على الفتاة السورية من قبل أحد عناصر الأمن الأردنيين، والذي كان الفتيل الذي أشعل المواجهات يوم أمس. وبحسب تلك المصادر، فإن النظام الأردني أقدم على ترحيل أكثر من خمسة آلاف لاجىء إلى سوريا ولكن بعد أن سحب بطاقات لجوئهم من أجل أن يتمكن من الاستمرار في التسول و"الشحاتة" على أسمائهم من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية باللاجئين، ومن أجل الاستمرار في الاستخدام السياسي القذر لقضيتهم كورقة سياسية. وجاء في آخر المعلومات الواردة من المخيم أن عمليات الدهم والاعتقال لا تزال مستمرة، حيث وصل عدد المعتقلين حتى مساء اليوم إلى أكثر من مئتين وخمسين معتقلا جرى نقلهم إلى مراكز احتجاز أمنية أخرى تابعة للمخابرات الأردنية ، بينما هناك قائمة أخرى تتضمن عددا مقاربا من الأسماء المطلوبة يفترض أن يتم اعتقال أصحابها بين لحظة وأخرى. بالتزامن مع ذلك، أطلقت جهات عشائرية وسياسية أردنية نهار اليوم دعوات للتحشد في مدينة إربد المجاورة من أجل التوجه إلى المخيم وترحيل اللاجئين السوريين بالقوة، علما بأن الكثيرين من أهالي المخيم يريدون العودة إلى سوريا بأنفسهم ، لكن النظام الأردني يحاول منعهم من ذلك بالنظر لأن حصول عودة جماعية ، ودون ضبط من قبله، سيفقده الورقة التي كان خطط للعبها منذ بداية الأزمة مع الولايات المتحدة وإسرائيل لترحيل أكبر عدد ممكن من السوريين إلى الأردن لغايات سياسية ، تارة بالترهيب وتارة أخرى بالإغراء المالي. فقد كان يعتقد أن الأزمة لن تطول، وأن النظام سيسقط قريبا ، ولكن الأمور سارت بعكس ما يأمله، وانقلب السحر على الساحر، فباتت قضية اللاجئين قنبلة متفجرة بين يديه لا يعرف كيف يتخلص منها دون خسائر! وكانت مدرعات النظام الأردني قد اقتحمت اول من امس  أطراف مخيم "الزعتري" للاجئين السوريين في منطقة المفرق شمال الأردن ، بينما قام عناصر أمن المخيم من المخابرات بإطلاق النار في الهواء وإلقاء كميات كبيرة من القنابل المسيلة للدموع داخل المخيم لتفريق الآلاف من نزلائه الذين هبوا غضبا في تظاهرة استنكارا للجريمة التي ارتكبها أحد عناصر أمن المخيم من المخابرات الأردنية. وكان غضب نزلاء المخيم انفجر مساء امس عند اكتشاف قيام أحد عناصر المخابرات الأردنية باعتداء جنسي على إحدى الفتيات السوريات اللاجئات ! وقالت مصادر محلية إن عناصر أمن المخيم من أجهزة المخابرات طلبوا مؤازرة عسكرية من الحكومة، ما دفع هذه الأخيرة إلى إرسال المدرعات التي حاصرت المخيم واقتحمت بعض أطرافه ، بينما كان عناصر المخابرات والدرك يطلقون النار بغزارة في الهواء ويلقون القنابل الغازية بكثافة قبل أن يعتقلوا عددا من اللاجئين واقتيادهم إلى مكان مجهول. وأكد المصدر أن هناك العشرات من الإصابات بالإغماء وسط اللاجئين، لاسيما الأطفال، بينما تحدثت معلومات أخرى عن مقتل أحد عناصر الاستخبارات الأردنية على أيدي اللاجئين، لكن لم يكن ممكنا التأكد من ذلك. وجاء في آخر المعلومات أن السلطات الأردنية أقدمت على قطع التيار الكهربائي من أجل السيطرة على الوضع، بينما اندلعت النيران في عدد من الخيم دون أن يكون معلوما سبب اشتعالها، إلا أن المواجهات لم تزل مستمرة حتى ساعة نشر هذا التقرير بين اللاجئين وعناصر المخابرات الأردنية، حيث يقوم اللاجئون بإلقاء الحجارة على عناصر الأمن، بينما يرد هؤلاء بالرصاص المطاطي. وعلمت"الحقيقة" من مصادر أردنية أن أجهزة المخابرات تتحضر لشن "غارة" على المخيم فجر السبت، بعد أن تتأكد من نوم نزلائه، بهدف اعتقال عدد آخر من اللاجئين وفق قوائم مسبقة جرى إعدادها نهار اليوم . وكان المخيم أصبح "سوق نخاسة" بالمعنى الدقيق للكلمة بعد أن تحول عناصر المخابرات الأردنية إلى قوادين ونخاسين يمارسون السمسرة لصالح شيوخ خليجيين ، لاسيما من السعودية، بهدف استمالة فتيات سوريات لممارسة الدعارة. كما وتحول الممخيم، الذي يعتبر أسوأ مخيم لجوء في العالم، إلى مكان يخيم عليه شبح الرعب وصل حد عدم تمكن اللاجئات من الخروج إلى الحمامات والمراحيض إلا بمرافقة الأقارب من الذكور البالغين بسبب العصابات التي تديرها أجهزة المخابرات الأردنية داخل المخيم  الذين يعملون على اختطاف النساء و الاعتداء عليهن. وهو ما فضحه فيلم وثائقي للقناة الرابعة البريطانية مؤخرا على صعيد متصل، كشف النقاب عن تشكيل ما يسمى كتائب"الجيش الأردني الحر" شمال الأردن. وقالت مصادر محلية إن كتيبة واحدة على الأقل جرى تشكيلها فعلا في منطقة "المفرق" لتنسيق التعاون العسكري مع المجموعات المسلحة السورية  في درعا، دون أن يكون معلوما من يقف وراءها. إلا أن تلك المصادر رجحت أن تكون "جبهة العمل الإسلامي" ، الذراع السياسية للأخوان المسلمين في الأردن، هي التي تقف وراء هذا التطور الخطير!

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة