اعتبر المحلل السوري عبدالله علي "أن زلزالاً ضرب أرض تنظيم القاعدة بين الأمس واليوم"، موضحا انه "بينما رفعت "القاعدة" هزة الإعلان عن الوحدة بين جبهة النصرة ودولة العراق الاسلامية إلى أعالٍ من التفاؤل والإحساس بالقوة، نزلت به هزة نفي الجولاني لهذا الخبر إلى أسافل من الحيرة والارتباك أصابت أنصاره ووضعتهم في موقف لا يحسدون عليه".

ورأى انه "بغض النظر عن حقيقة وصحة شخصية من يطلق على نفسه " الجولاني" الا ان المهم في الموضوع ان التنظيم السوري للقاعدة رفض وصاية التنظيم العراقي وخرج عن طوعه وينافسه على اموال الدعم وعلى القيادة".

ولفت عبدالله الى ان "الأهم يبقى أن قيام من يسمي نفسه بـ"الجولاني" بإعلان مبايعته لأيمن الظواهري الأمير العام لتنظيم القاعدة في العالم، سوف يكون من شأنه أن يعيد خلط الأوراق على الساحة السورية أكثر مما فعل خبر إعلان الوحدة".

واعتبر في هذا السياق "أن العلاقة بين جبهة النصرة وتنظيم القاعدة أصبحت علنية ورسمية ولا يمكن التنصل منها أو الالتفاف عليها من قبل أطراف في المعارضة السورية التي اعتادت أن تصف جبهة النصرة بأنها ركن اساسي من أركان "الثورة"، لأن ذلك أصبح يقتضي منهم أن ينضموا إلى "ثورة" تنظيم القاعدة في كل مكان وضد كل أحد أياً يكن وهذا ما ليس بمقدورهم حتى مجرد التفكير فيه".

وأضاف المحلل السياسي انه "في خطوة تدل على وجود خلاف بين أبو محمد الجولاني، المسؤول العام لجبهة النصرة في سورية الذي تأكد خبر مقتل سلفه الذي يحمل الاسم نفسه (امنيا هذا الاسلوب ناجح في تشتيت جهود استهداف الشخصي الذي يحتل منصب امير النصرة )، وبين دولة العراق الإسلامية، نشرت مؤسسة المنارة البيضاء الذراع الإعلامي لجبهة النصرة تسجيلاً صوتياً قالت أنه للفاتح أبو محمد الجولاني ينفي فيه علمه بموضوع الوحدة بين جبهة النصرة ودولة العراق الإسلامية وقال أنه لم يستشر ولم يستأمر".

وأشار المحلل السوري الى ان الجولاني ذكر أنه "دار حديث عن كلام منسوب إلى الشيخ البغدادي يذكر فيه تبعية جبهة النصرة لدولة العراق الإسلامية ويعلن فيه إلغاء اسمي جبهة النصرة ودولة العراق واستبدالهما باسم الدولة الاسلامية في العراق والشام"، ويضيف الجولاني نافياً علمه بهذا الكلام:" لذا نحيط الناس علماً أن قيادات الجبهة ومجلس الشورى وحتى هو شخصياً لم يسمعوا بهذا الكلام إلا من وسائل الإعلام. فإن كان الخطاب المنسوب حقيقة فإننا لم نستشر ولم نستأمر".

ولفت عبدالله الى "أن تشكيك الجولاني بصحة التسجيل لا أساس لها لأن التسجيل موثوق من حيث صدوره عن المؤسسات المخولة بنشر ما يصدر عن دولة العراق الإسلامية، وربما كان يستهدف من هذه الإشارة إعطاء تبرير أو تفسير يستند إليه في رفضه لفكرة الوحدة الذي سوف يعتبر في أحسن الأحوال شقّاً لعصا الطاعة وخروجاً من البيعة التي سبق له منحها لتنظيم القاعدة في العراق عندما كان قائداً ميدانياً فيه، وهو أمر سوف تكون له تداعياته على الجولاني شخصياً".

وأشار المحلل السوري الى وقوع الجولاني في تناقض كبير في كلمته التي أذيعت منذ ساعات "لأنه سارع إلى إعلان تجديد بيعته لأيمن الظواهري، الأمير العام لتنظيم القاعدة، في الوقت الذي رفض فيه فكرة الوحدة والتخلي عن اسم "جبهة النصرة" التي صدرت عن أمير التنظيم في العراق، والذي تربطه البيعة أيضاً مع أيمن الظواهري، والذي تدل المؤشرات على أن خطاب الظواهري الأخير "توحيد الكلمة حول كلمة التوحيد" كان بمثابة الإشارة لأمير العراق لإعلان دولة الوحدة، ولم يكن من الممكن لأمير العراق أن يصدر مثل هذا القرار لولا موافقة الظواهري وهو ما يعرفه الجولاني تمام المعرفة لذلك حاول أن يشكك في صحة التسجيل "المنسوب إلى البغدادي" بحسب قوله.

وتابع عبدالله " يأتي هذا في ظل اعتراف الجولاني بأن تنظيم العراق هو الذي أسس جبهة النصرة وأمدها بالمال والرجال بعد أن طرح الجولاني على البغدادي في بداية الأزمة السورية موضوع نصرة أهل الشام فوافق الأخير وقدم ما يلزم لتحقيق الأمر".

وشدد عبدالله على ما وصفها بالنقطة الهامة "وهي أن الجولاني أعلن في كلمته اليوم ما سماه هو "تجديد" بيعته للظواهري، مما يعني أن البيعة موجودة من قبل، وأن الجولاني كان يدير الجبهة تحت إشراف وتوجيه الظواهري مع قيادات وكوادر تنظيم القاعدة العالمي، إلا أن الظرف الحالي الذي يتسم بوجود خلاف على موضوع جوهري هو الذي دعا الجولاني إلى تجديد البيعة كي لا يفسر الأمر على أنه خروج نهائي عن الطاعة، فقد قال الجولاني بخصوص البيعة: "هذه بيعة من أبناء جبهة النصرة ومسؤولهم العام نجددها لشيخ الجهاد الشيخ أيمن الظواهري  فإننا نبايع على السمع والطاعة في المنشط والمكره والهجرة والجهاد وأن لا ننازع الأمر أهله".

وتساءل عبدالله "ماذا سيكون موقف الجولاني إذا طلب منه الظواهري إقرار فكرة الوحدة بين جبهة النصرة ودولة العراق الإسلامية؟ هل يستطيع الثبات على رفضه أم سوف يتراجع ويدخل تحت عباءة دولة الوحدة التي أعلنها البغدادي؟ ومن الذي استعجل أكثر من الآخر البغدادي بإعلانه الوحدة قبل استشارة جبهة النصرة أم الجولاني برفضه الفكرة قبل أن يطلع على موقف أميره الظواهري منها؟".

وأردف "لماذا يقوم البغدادي بإعلان هذا الخبر شخصياً ما لم يكن متأكداً من حصوله على الموافقة من كافة الأطراف ولا سيما الظواهري؟ وهل من الطبيعي أن يقوم بإعلان أمر خطير على هذا المستوى من الأهمية دون أن يشاور أصحاب العلاقة؟".

ورأى عبدالله انه "في ظل الأجواء المشحونة التي أعقبت كلمة الجولاني وحالة الارتباك والحيرة التي أصابت أنصار القاعدة، يغدو من الصعب البحث عن جواب لهذه الأسئلة بانتظار ما ستتمخض عنه الأيام القادمة حول هذا الموضوع، الا ان الاكيد هو حصول الاعلام الرسمي السوري على صك براءة من جبهة النصرة وفي المقابل حصول المعارضين السوريين فرادى وجماعات وكذا الاعلام الداعم له على صك ادانة بالكذب والنفاق والتزوير".

وختم قائلا ان "بروباغندا المعارضين وداعمهم استبسلت لتكذيب ما اتهمهم به النظام من كون ما يواجهه ليس "ثورة" بل اعمال ارهابية تشنها مجموعات تابعة للقاعدة وهو امر نفاه المعارضون ولما ظهرت النصرة على الساحة تبناها المعارضون وعلى راسهم معاذ الخطيب وهيثم المالح واقرانهم من قادة المعارضة وبرأوها من الارهاب ليظهر اليوم ان الاعلام الرسمي والحكومة السورية صادقة في كل ما قالته والمعارضين والاعلام الداعم لهم كاذبون ومنافقون ومزورون".

  • فريق ماسة
  • 2013-04-10
  • 7361
  • من الأرشيف

الزلزال الذي ضرب تنظيم القاعدة

اعتبر المحلل السوري عبدالله علي "أن زلزالاً ضرب أرض تنظيم القاعدة بين الأمس واليوم"، موضحا انه "بينما رفعت "القاعدة" هزة الإعلان عن الوحدة بين جبهة النصرة ودولة العراق الاسلامية إلى أعالٍ من التفاؤل والإحساس بالقوة، نزلت به هزة نفي الجولاني لهذا الخبر إلى أسافل من الحيرة والارتباك أصابت أنصاره ووضعتهم في موقف لا يحسدون عليه". ورأى انه "بغض النظر عن حقيقة وصحة شخصية من يطلق على نفسه " الجولاني" الا ان المهم في الموضوع ان التنظيم السوري للقاعدة رفض وصاية التنظيم العراقي وخرج عن طوعه وينافسه على اموال الدعم وعلى القيادة". ولفت عبدالله الى ان "الأهم يبقى أن قيام من يسمي نفسه بـ"الجولاني" بإعلان مبايعته لأيمن الظواهري الأمير العام لتنظيم القاعدة في العالم، سوف يكون من شأنه أن يعيد خلط الأوراق على الساحة السورية أكثر مما فعل خبر إعلان الوحدة". واعتبر في هذا السياق "أن العلاقة بين جبهة النصرة وتنظيم القاعدة أصبحت علنية ورسمية ولا يمكن التنصل منها أو الالتفاف عليها من قبل أطراف في المعارضة السورية التي اعتادت أن تصف جبهة النصرة بأنها ركن اساسي من أركان "الثورة"، لأن ذلك أصبح يقتضي منهم أن ينضموا إلى "ثورة" تنظيم القاعدة في كل مكان وضد كل أحد أياً يكن وهذا ما ليس بمقدورهم حتى مجرد التفكير فيه". وأضاف المحلل السياسي انه "في خطوة تدل على وجود خلاف بين أبو محمد الجولاني، المسؤول العام لجبهة النصرة في سورية الذي تأكد خبر مقتل سلفه الذي يحمل الاسم نفسه (امنيا هذا الاسلوب ناجح في تشتيت جهود استهداف الشخصي الذي يحتل منصب امير النصرة )، وبين دولة العراق الإسلامية، نشرت مؤسسة المنارة البيضاء الذراع الإعلامي لجبهة النصرة تسجيلاً صوتياً قالت أنه للفاتح أبو محمد الجولاني ينفي فيه علمه بموضوع الوحدة بين جبهة النصرة ودولة العراق الإسلامية وقال أنه لم يستشر ولم يستأمر". وأشار المحلل السوري الى ان الجولاني ذكر أنه "دار حديث عن كلام منسوب إلى الشيخ البغدادي يذكر فيه تبعية جبهة النصرة لدولة العراق الإسلامية ويعلن فيه إلغاء اسمي جبهة النصرة ودولة العراق واستبدالهما باسم الدولة الاسلامية في العراق والشام"، ويضيف الجولاني نافياً علمه بهذا الكلام:" لذا نحيط الناس علماً أن قيادات الجبهة ومجلس الشورى وحتى هو شخصياً لم يسمعوا بهذا الكلام إلا من وسائل الإعلام. فإن كان الخطاب المنسوب حقيقة فإننا لم نستشر ولم نستأمر". ولفت عبدالله الى "أن تشكيك الجولاني بصحة التسجيل لا أساس لها لأن التسجيل موثوق من حيث صدوره عن المؤسسات المخولة بنشر ما يصدر عن دولة العراق الإسلامية، وربما كان يستهدف من هذه الإشارة إعطاء تبرير أو تفسير يستند إليه في رفضه لفكرة الوحدة الذي سوف يعتبر في أحسن الأحوال شقّاً لعصا الطاعة وخروجاً من البيعة التي سبق له منحها لتنظيم القاعدة في العراق عندما كان قائداً ميدانياً فيه، وهو أمر سوف تكون له تداعياته على الجولاني شخصياً". وأشار المحلل السوري الى وقوع الجولاني في تناقض كبير في كلمته التي أذيعت منذ ساعات "لأنه سارع إلى إعلان تجديد بيعته لأيمن الظواهري، الأمير العام لتنظيم القاعدة، في الوقت الذي رفض فيه فكرة الوحدة والتخلي عن اسم "جبهة النصرة" التي صدرت عن أمير التنظيم في العراق، والذي تربطه البيعة أيضاً مع أيمن الظواهري، والذي تدل المؤشرات على أن خطاب الظواهري الأخير "توحيد الكلمة حول كلمة التوحيد" كان بمثابة الإشارة لأمير العراق لإعلان دولة الوحدة، ولم يكن من الممكن لأمير العراق أن يصدر مثل هذا القرار لولا موافقة الظواهري وهو ما يعرفه الجولاني تمام المعرفة لذلك حاول أن يشكك في صحة التسجيل "المنسوب إلى البغدادي" بحسب قوله. وتابع عبدالله " يأتي هذا في ظل اعتراف الجولاني بأن تنظيم العراق هو الذي أسس جبهة النصرة وأمدها بالمال والرجال بعد أن طرح الجولاني على البغدادي في بداية الأزمة السورية موضوع نصرة أهل الشام فوافق الأخير وقدم ما يلزم لتحقيق الأمر". وشدد عبدالله على ما وصفها بالنقطة الهامة "وهي أن الجولاني أعلن في كلمته اليوم ما سماه هو "تجديد" بيعته للظواهري، مما يعني أن البيعة موجودة من قبل، وأن الجولاني كان يدير الجبهة تحت إشراف وتوجيه الظواهري مع قيادات وكوادر تنظيم القاعدة العالمي، إلا أن الظرف الحالي الذي يتسم بوجود خلاف على موضوع جوهري هو الذي دعا الجولاني إلى تجديد البيعة كي لا يفسر الأمر على أنه خروج نهائي عن الطاعة، فقد قال الجولاني بخصوص البيعة: "هذه بيعة من أبناء جبهة النصرة ومسؤولهم العام نجددها لشيخ الجهاد الشيخ أيمن الظواهري  فإننا نبايع على السمع والطاعة في المنشط والمكره والهجرة والجهاد وأن لا ننازع الأمر أهله". وتساءل عبدالله "ماذا سيكون موقف الجولاني إذا طلب منه الظواهري إقرار فكرة الوحدة بين جبهة النصرة ودولة العراق الإسلامية؟ هل يستطيع الثبات على رفضه أم سوف يتراجع ويدخل تحت عباءة دولة الوحدة التي أعلنها البغدادي؟ ومن الذي استعجل أكثر من الآخر البغدادي بإعلانه الوحدة قبل استشارة جبهة النصرة أم الجولاني برفضه الفكرة قبل أن يطلع على موقف أميره الظواهري منها؟". وأردف "لماذا يقوم البغدادي بإعلان هذا الخبر شخصياً ما لم يكن متأكداً من حصوله على الموافقة من كافة الأطراف ولا سيما الظواهري؟ وهل من الطبيعي أن يقوم بإعلان أمر خطير على هذا المستوى من الأهمية دون أن يشاور أصحاب العلاقة؟". ورأى عبدالله انه "في ظل الأجواء المشحونة التي أعقبت كلمة الجولاني وحالة الارتباك والحيرة التي أصابت أنصار القاعدة، يغدو من الصعب البحث عن جواب لهذه الأسئلة بانتظار ما ستتمخض عنه الأيام القادمة حول هذا الموضوع، الا ان الاكيد هو حصول الاعلام الرسمي السوري على صك براءة من جبهة النصرة وفي المقابل حصول المعارضين السوريين فرادى وجماعات وكذا الاعلام الداعم له على صك ادانة بالكذب والنفاق والتزوير". وختم قائلا ان "بروباغندا المعارضين وداعمهم استبسلت لتكذيب ما اتهمهم به النظام من كون ما يواجهه ليس "ثورة" بل اعمال ارهابية تشنها مجموعات تابعة للقاعدة وهو امر نفاه المعارضون ولما ظهرت النصرة على الساحة تبناها المعارضون وعلى راسهم معاذ الخطيب وهيثم المالح واقرانهم من قادة المعارضة وبرأوها من الارهاب ليظهر اليوم ان الاعلام الرسمي والحكومة السورية صادقة في كل ما قالته والمعارضين والاعلام الداعم لهم كاذبون ومنافقون ومزورون".

المصدر : وكالة أنباء آسيا


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة