أنهى الرئيس المكلف تمام سلام استشاراته النيابية، وها هو بدءًا من اليوم ينطلق في رحلة الالف ميل، عبر مشاورات جدية بعيدة عن الأضواء، يأمل ان توصله الى «حكومة مصلحة وطنية»، فهل سيتمكن من فك الطوق الذي فرضته عليه الخيارات المتناقضة لـ«قوى 8 و14 آذار»؟

من البديهي القول ان الافتراق الكلي بين الآذاريين، يجعل مهمة سلام في غاية التعقيد، خاصة انّ كل طرف يشد الحبل في اتجاهه. «تيار المستقبل» الذي يعتبر نفسه «ام الصبي» والمعني الأبرز بتسمية تمام سلام، يتكئ على مجموعة لاءات تلخصها اوساطه كما يلي:

أولا، لا تفريط بفرصة سلام، لا لحكومة سياسية، لا لحكومة وحدة وطنية تكون غطاء لتأجيل الانتخابات.

ثانيا، لا للثلث المعطل، لا وزارات مطوبة باسم طوائف أو كتل. لا طاقة ولا اتصالات لميشال عون، لا خارجية تتحول منبرا للسفير السوري أو ناطقة باسم بشار الاسد في المنابر العربية والدولية.

ثالثا، لا لثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، في البيان الوزاري. لا لحكومة تستنسخ الحكومة الميقاتية وتغطي ارتكابات السلاح في الداخلين اللبناني والسوري.

رابعا، لا لاستمرار حكومة تصريف الاعمال، واذا كانت شروط التأليف من الطرف الآخر هدفها التعجيز، فإن معادلة «السين سين» اي «سليمان سلام»، جاهزة لصدم الواقع الداخلي بحكومة امر واقع تتولى تصريف الأعمال حتى لو لم تنل الثقة.

تقابل هذه اللاءات الزرقاء، لاءات أخرى من جانب «قوى 8 اذار» خلاصتها الآتي:

أولا، لا لتقييد الرئيس المكلف وتقديمه على انه ملك حصري لفريق بعينه.

ثانيا، لا لحكومة تكنوقراط او حيادية أو بأي مسمى لا لون ولا رائحة له، ذلك انها تتناقض وروحية الطائف الذي حول مجلس الوزراء الى مؤسسة سياسية بامتياز، وبالتالي، لا لحكومة الا سياسية كاملة المواصفات والصلاحيات والقدرات تجري الانتخابات وتدير البلد في آن معا.

ثالثا، لا استثناء لأي من مكونات 8 آذار. لا لحكومة لون واحد تلقي البلد في المجهول. لا لحكومة تستجلب نار الأزمة السورية الى لبنان. لا لحكومة تغامر في التخلي عن عنصر القوة والتوازن الوحيد في وجه العدو الإسرائيلي، أي المقاومة.

تلك اللاءات المتبادلة بين الآذاريين تلقي الكرة في اتجاهات ثلاثة:

اولا، في ملعب الرئيس المكلف، فهل يمسك بالحبل من طرفه، ام من وسطه، وهل سيصمد امام ضغط حلفائه، ام يسعى الى اثبات شخصيته المستقلة وانفتاحه واعتداله ولاكيديته؟

ثانيا، في ملعب وليد جنبلاط الذي تعهد في «كلام الناس» وللرئيس نبيه بري بانه لن يسير الا بحكومة وحدة وطنية، فهل يمكن أن يبدل موقفه أم يبقى على التزاماته؟

ثالثا، في الملعب السعودي، فليس خافيا ان السعودية قدمت نفسها مع تكليف تمام سلام راعيا حصريا لهذا التكليف، فهل تحتمل المملكة عودة فريق محسوب عليها الى لغة الاستفزاز والصدام مع الآخر، ام انها ستلقي ثقلها وتفكك الشروط والالغام من طريق حكومة سلام؟

يصر قيادي «مستقبلي» على القول أن اسم تمام «خرج من بيت الوسط، وليس من أي مكان آخر، ولهذا مغزاه الكبير»، يضيف ان زمن الحكومة السابقة قد سقط ولا رجعة اليه، لكن في المقابل، «الباب مفتوح لمشاركة «8 اذار» في الحكومة ليس على اساس شروط مسبقة او ثلث معطل، يؤدي للتحكم بمفاصل الحكومة، كما حصل سابقا.

وفي المقابل، يقول قيادي في «8 آذار» ان جنبلاط و«المستقبل» لم يكن تصرفهما مفاجئا، لكن ميشال سليمان الجديد مختلف جذريا عن ميشال سليمان الأول. يضيف ان «المستقبل» يلعب أوراقه على المكشوف من طرح اشرف ريفي رئيسا للحكومة بكل ما يحمله ذلك من استفزاز للطرف الآخر، الى التسمية الفولكلورية لتمام سلام من بيت الحريري، ناهيك بالاشتراطات الواردة في «البيانات الوزارية « المتتالية التي قدمها فؤاد السنيورة ما بين استشارات التكليف واستشارات التأليف، كل ذلك يؤكد ان تيار المستقبل يسعى الى دفع «قوى 8 آذار» الى الرفض بهدف احراجها فاخراجها.

ويطرح القيادي في «8 آذار»، اسئلة تصب في خانة رئاسة الجمهورية: هل كان ميشال سليمان على علم بالانقلاب على ميقاتي، وهل صحيح انه كان من اول العارفين بتكليف تمام سلام، وان وليد جنبلاط تباحث معه في هذا الموضوع، وهل صحيح ما تلقته مراجع لبنانية من ان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ابلغ سليمان في قمة الدوحة، ان سلام هو من سيخلف ميقاتي في رئاسة الوزارة، وهل صحيح ان ثمة سيناريو للف الحبل على رقبة «حزب الله»، وان الاشهر الستة المقبلة ستكون حساسة جدا لبنانيا واقليميا. وهل يستطيع ميشال سليمان ان يصارح اللبنانيين بسر استشراسه في الدفاع عن «قانون الستين»؟

  • فريق ماسة
  • 2013-04-10
  • 9768
  • من الأرشيف

هل تبلّغ سليمان من حمد اسم بديل ميقاتي؟

أنهى الرئيس المكلف تمام سلام استشاراته النيابية، وها هو بدءًا من اليوم ينطلق في رحلة الالف ميل، عبر مشاورات جدية بعيدة عن الأضواء، يأمل ان توصله الى «حكومة مصلحة وطنية»، فهل سيتمكن من فك الطوق الذي فرضته عليه الخيارات المتناقضة لـ«قوى 8 و14 آذار»؟ من البديهي القول ان الافتراق الكلي بين الآذاريين، يجعل مهمة سلام في غاية التعقيد، خاصة انّ كل طرف يشد الحبل في اتجاهه. «تيار المستقبل» الذي يعتبر نفسه «ام الصبي» والمعني الأبرز بتسمية تمام سلام، يتكئ على مجموعة لاءات تلخصها اوساطه كما يلي: أولا، لا تفريط بفرصة سلام، لا لحكومة سياسية، لا لحكومة وحدة وطنية تكون غطاء لتأجيل الانتخابات. ثانيا، لا للثلث المعطل، لا وزارات مطوبة باسم طوائف أو كتل. لا طاقة ولا اتصالات لميشال عون، لا خارجية تتحول منبرا للسفير السوري أو ناطقة باسم بشار الاسد في المنابر العربية والدولية. ثالثا، لا لثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، في البيان الوزاري. لا لحكومة تستنسخ الحكومة الميقاتية وتغطي ارتكابات السلاح في الداخلين اللبناني والسوري. رابعا، لا لاستمرار حكومة تصريف الاعمال، واذا كانت شروط التأليف من الطرف الآخر هدفها التعجيز، فإن معادلة «السين سين» اي «سليمان سلام»، جاهزة لصدم الواقع الداخلي بحكومة امر واقع تتولى تصريف الأعمال حتى لو لم تنل الثقة. تقابل هذه اللاءات الزرقاء، لاءات أخرى من جانب «قوى 8 اذار» خلاصتها الآتي: أولا، لا لتقييد الرئيس المكلف وتقديمه على انه ملك حصري لفريق بعينه. ثانيا، لا لحكومة تكنوقراط او حيادية أو بأي مسمى لا لون ولا رائحة له، ذلك انها تتناقض وروحية الطائف الذي حول مجلس الوزراء الى مؤسسة سياسية بامتياز، وبالتالي، لا لحكومة الا سياسية كاملة المواصفات والصلاحيات والقدرات تجري الانتخابات وتدير البلد في آن معا. ثالثا، لا استثناء لأي من مكونات 8 آذار. لا لحكومة لون واحد تلقي البلد في المجهول. لا لحكومة تستجلب نار الأزمة السورية الى لبنان. لا لحكومة تغامر في التخلي عن عنصر القوة والتوازن الوحيد في وجه العدو الإسرائيلي، أي المقاومة. تلك اللاءات المتبادلة بين الآذاريين تلقي الكرة في اتجاهات ثلاثة: اولا، في ملعب الرئيس المكلف، فهل يمسك بالحبل من طرفه، ام من وسطه، وهل سيصمد امام ضغط حلفائه، ام يسعى الى اثبات شخصيته المستقلة وانفتاحه واعتداله ولاكيديته؟ ثانيا، في ملعب وليد جنبلاط الذي تعهد في «كلام الناس» وللرئيس نبيه بري بانه لن يسير الا بحكومة وحدة وطنية، فهل يمكن أن يبدل موقفه أم يبقى على التزاماته؟ ثالثا، في الملعب السعودي، فليس خافيا ان السعودية قدمت نفسها مع تكليف تمام سلام راعيا حصريا لهذا التكليف، فهل تحتمل المملكة عودة فريق محسوب عليها الى لغة الاستفزاز والصدام مع الآخر، ام انها ستلقي ثقلها وتفكك الشروط والالغام من طريق حكومة سلام؟ يصر قيادي «مستقبلي» على القول أن اسم تمام «خرج من بيت الوسط، وليس من أي مكان آخر، ولهذا مغزاه الكبير»، يضيف ان زمن الحكومة السابقة قد سقط ولا رجعة اليه، لكن في المقابل، «الباب مفتوح لمشاركة «8 اذار» في الحكومة ليس على اساس شروط مسبقة او ثلث معطل، يؤدي للتحكم بمفاصل الحكومة، كما حصل سابقا. وفي المقابل، يقول قيادي في «8 آذار» ان جنبلاط و«المستقبل» لم يكن تصرفهما مفاجئا، لكن ميشال سليمان الجديد مختلف جذريا عن ميشال سليمان الأول. يضيف ان «المستقبل» يلعب أوراقه على المكشوف من طرح اشرف ريفي رئيسا للحكومة بكل ما يحمله ذلك من استفزاز للطرف الآخر، الى التسمية الفولكلورية لتمام سلام من بيت الحريري، ناهيك بالاشتراطات الواردة في «البيانات الوزارية « المتتالية التي قدمها فؤاد السنيورة ما بين استشارات التكليف واستشارات التأليف، كل ذلك يؤكد ان تيار المستقبل يسعى الى دفع «قوى 8 آذار» الى الرفض بهدف احراجها فاخراجها. ويطرح القيادي في «8 آذار»، اسئلة تصب في خانة رئاسة الجمهورية: هل كان ميشال سليمان على علم بالانقلاب على ميقاتي، وهل صحيح انه كان من اول العارفين بتكليف تمام سلام، وان وليد جنبلاط تباحث معه في هذا الموضوع، وهل صحيح ما تلقته مراجع لبنانية من ان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ابلغ سليمان في قمة الدوحة، ان سلام هو من سيخلف ميقاتي في رئاسة الوزارة، وهل صحيح ان ثمة سيناريو للف الحبل على رقبة «حزب الله»، وان الاشهر الستة المقبلة ستكون حساسة جدا لبنانيا واقليميا. وهل يستطيع ميشال سليمان ان يصارح اللبنانيين بسر استشراسه في الدفاع عن «قانون الستين»؟

المصدر : السفير \ نبيل هيثم


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة