رأى العميد المتقاعد في الجيش اللبناني الدكتور أمين حطيط في تصريح لوكالة أنباء آسيا أن التهديد الإسرائيلي بشن عدوان على لبنان يشكل جزءا رئيسيا من الخطة الأميركية المستجدة ضد سورية.

ولفت الى أن الولايات المتحدة عندما ألقت بثقلها عبر سلاحها النوعي والثقيل في المعركة الآن ضد سورية وعبر زيارة أوباما الى إسرائيل حيث حاول ضمن عناصر المرحلة الجديدة التهويل بالسقف العالي والتحشيد للقدرات القصوى، وتأخير التفاوض الى أقصى حد ممكن، وفي هذا السياق طلبت أميركا من إسرائيل أن تقوم بالدور الممكن ضمن الخطة الجديدة دون أن يشكل ذلك إستفزازاً لأحد.

كما أشار حطيط الى أن الدور الإسرائيلي الآن يقوم على شقين: أولاً: التدخل الميداني (الإنساني) لإشعار المجموعات المسلحة أنها تحمي ظهرهم بشكل "إنساني"، وهذا ما يفسر سيطرة المجموعات المسلحة على المنطقة المحاذية للجولان المحتل على طول ٢٠ كيلومترا، كما أقامت إسرائيل مستشفى ميداني لمعالجة جرحى المجموعات المسلحة، الى جانب التلويح بإقامة حزام أمني على غرار منطقة لبنان الجنوب في عهد العميل لحد.

ورأى أن ذلك لا يعتبر كافيا في سياق سعي إسرائيل الى شل وتجميد قدرات حزب الله لمنعه من أي تدخل مفترض يمكن أن يحصل في سوريا، لذلك ولهذه الغاية تعمل على تجميد قوى الحزب عبر التلويح بحرب وإظهار صورتها القريبة جداً، ولذلك يتم الإعلان عن المناورات وإشاعة جو التحضير النفسي للمناورات.

كما إعتبر أن هذا تأتي بقصد إجبار حزب الله على الحذر وتخصيص قواته الرئيسية لمواجهة العدوان القادم من إسرائيل وهذه هي الخطة، أما الحقيقة فإنه وبرأينا حتى الآن فإنه لم تتوفر الشروط أو البيئة التي تستوفي شروط الحرب الحقيقية، وبالتالي فإن الحرب بعيدة عن الواقع المتشكل، وبناء عليه فإن كل ما يحكى يدرج في سياق البروباغندا الإعلامية والحرب النفسية.

كلام العميد حطيط يأتي في سياق التعليق على كلام قائد الجبهة الداخلية التابعة للجيش الإسرائيلي اللواء أيال آيزنبرغ أنه في حال نشوب حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله فإن الأخير سيطلق عشرة أضعاف الصواريخ التي أطلقها في حرب لبنان الثانية وخاصة باتجاه وسط إسرائيل.

وقال آيزنبرغ في مقابلة نشرتها صحيفة "هآرتس" إن "حزب الله قادر اليوم على ان يطلق قذائف صاروخية باتجاه وسط البلاد بحجم يوازي عشرة أضعاف ذلك وستكون رؤوس الصواريخ أثقل وأدق أيضا".

كما أضاف أن "الوضع لن يكون سهلا في الحرب التالية، سيكون ذلك شيئا مختلفا، فقد تخلى أعداؤنا عن التوجه نحو الحسم الذي كان يهديهم في حروب الماضي وتبنوا في السنوات الأخيرة التوجه نحو الاستنزاف، وأنت ترى مساراً مذهلا للتسلح بقذائف صاروخية وصواريخ كل الهدف منها إصابة الجبهة الداخلية في دولة اسرائيل وهذا تغير دراماتيكي".

وأردف "كان حزب الله قبل العام ٢٠٠٦ قادرا على إطلاق ٥٠٠ رأس صاروخي على غوش دان (أي وسط إسرائيل) ولم يحدث ذلك لأن سلاح الجو الإسرائيلي دمر صواريخ فجر الإيرانية في أولى ليالي الحرب بعملية نوعية وقُصفت صواريخ أطول مدى وهي الزلزال في الأيام التي تلت ذلك".

وتابع: "معنى هذه المعطيات الجافة انه إذا نشبت حرب مع حزب الله فان غوش دان ستقع تحت رشقات صاروخية كثيفة، وحزب الله يملك قرابة ٥ آلاف رأس صاروخي تبلغ أوزانها بين ٣٠٠ كغم الى ٨٨٠ كغم، وأُقدر ان تكون الأيام الأولى صعبة جدا، وأنا أستعد لسيناريو يُطلق فيه على الجبهة الداخلية أكثر من ألف صاروخ وقذيفة صاروخية كل يوم قتال".

يأتي ذلك بعد أن كشفت صحيفة "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي يُجري تدريبات عسكرية تحاكي حربا محتملة ضد حزب الله في لبنان، ولهذه الغاية خضعت ألوية عسكرية لتدريبات.

كذلك كانت صحيفة واشنطن بوست الاميركية، كشفت أن الجيش الإسرائيلي يستعد بالتدريبات في صحراء إسرائيل الجنوبية من أجل المعركة القادمة مع ما أسمته عدوها المألوف "مقاتلي حزب الله في لبنان".

كما أعربت الصحيفة عن قلق المخططين العسكريين من أن يتحول القتال إلى إسرائيل خاصة مع اشتداد الحرب الأهلية في سورية.

  • فريق ماسة
  • 2013-03-29
  • 14404
  • من الأرشيف

تهديدات إسرائيل بالحرب... والخطة الأميركية ضد سورية

رأى العميد المتقاعد في الجيش اللبناني الدكتور أمين حطيط في تصريح لوكالة أنباء آسيا أن التهديد الإسرائيلي بشن عدوان على لبنان يشكل جزءا رئيسيا من الخطة الأميركية المستجدة ضد سورية. ولفت الى أن الولايات المتحدة عندما ألقت بثقلها عبر سلاحها النوعي والثقيل في المعركة الآن ضد سورية وعبر زيارة أوباما الى إسرائيل حيث حاول ضمن عناصر المرحلة الجديدة التهويل بالسقف العالي والتحشيد للقدرات القصوى، وتأخير التفاوض الى أقصى حد ممكن، وفي هذا السياق طلبت أميركا من إسرائيل أن تقوم بالدور الممكن ضمن الخطة الجديدة دون أن يشكل ذلك إستفزازاً لأحد. كما أشار حطيط الى أن الدور الإسرائيلي الآن يقوم على شقين: أولاً: التدخل الميداني (الإنساني) لإشعار المجموعات المسلحة أنها تحمي ظهرهم بشكل "إنساني"، وهذا ما يفسر سيطرة المجموعات المسلحة على المنطقة المحاذية للجولان المحتل على طول ٢٠ كيلومترا، كما أقامت إسرائيل مستشفى ميداني لمعالجة جرحى المجموعات المسلحة، الى جانب التلويح بإقامة حزام أمني على غرار منطقة لبنان الجنوب في عهد العميل لحد. ورأى أن ذلك لا يعتبر كافيا في سياق سعي إسرائيل الى شل وتجميد قدرات حزب الله لمنعه من أي تدخل مفترض يمكن أن يحصل في سوريا، لذلك ولهذه الغاية تعمل على تجميد قوى الحزب عبر التلويح بحرب وإظهار صورتها القريبة جداً، ولذلك يتم الإعلان عن المناورات وإشاعة جو التحضير النفسي للمناورات. كما إعتبر أن هذا تأتي بقصد إجبار حزب الله على الحذر وتخصيص قواته الرئيسية لمواجهة العدوان القادم من إسرائيل وهذه هي الخطة، أما الحقيقة فإنه وبرأينا حتى الآن فإنه لم تتوفر الشروط أو البيئة التي تستوفي شروط الحرب الحقيقية، وبالتالي فإن الحرب بعيدة عن الواقع المتشكل، وبناء عليه فإن كل ما يحكى يدرج في سياق البروباغندا الإعلامية والحرب النفسية. كلام العميد حطيط يأتي في سياق التعليق على كلام قائد الجبهة الداخلية التابعة للجيش الإسرائيلي اللواء أيال آيزنبرغ أنه في حال نشوب حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله فإن الأخير سيطلق عشرة أضعاف الصواريخ التي أطلقها في حرب لبنان الثانية وخاصة باتجاه وسط إسرائيل. وقال آيزنبرغ في مقابلة نشرتها صحيفة "هآرتس" إن "حزب الله قادر اليوم على ان يطلق قذائف صاروخية باتجاه وسط البلاد بحجم يوازي عشرة أضعاف ذلك وستكون رؤوس الصواريخ أثقل وأدق أيضا". كما أضاف أن "الوضع لن يكون سهلا في الحرب التالية، سيكون ذلك شيئا مختلفا، فقد تخلى أعداؤنا عن التوجه نحو الحسم الذي كان يهديهم في حروب الماضي وتبنوا في السنوات الأخيرة التوجه نحو الاستنزاف، وأنت ترى مساراً مذهلا للتسلح بقذائف صاروخية وصواريخ كل الهدف منها إصابة الجبهة الداخلية في دولة اسرائيل وهذا تغير دراماتيكي". وأردف "كان حزب الله قبل العام ٢٠٠٦ قادرا على إطلاق ٥٠٠ رأس صاروخي على غوش دان (أي وسط إسرائيل) ولم يحدث ذلك لأن سلاح الجو الإسرائيلي دمر صواريخ فجر الإيرانية في أولى ليالي الحرب بعملية نوعية وقُصفت صواريخ أطول مدى وهي الزلزال في الأيام التي تلت ذلك". وتابع: "معنى هذه المعطيات الجافة انه إذا نشبت حرب مع حزب الله فان غوش دان ستقع تحت رشقات صاروخية كثيفة، وحزب الله يملك قرابة ٥ آلاف رأس صاروخي تبلغ أوزانها بين ٣٠٠ كغم الى ٨٨٠ كغم، وأُقدر ان تكون الأيام الأولى صعبة جدا، وأنا أستعد لسيناريو يُطلق فيه على الجبهة الداخلية أكثر من ألف صاروخ وقذيفة صاروخية كل يوم قتال". يأتي ذلك بعد أن كشفت صحيفة "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي يُجري تدريبات عسكرية تحاكي حربا محتملة ضد حزب الله في لبنان، ولهذه الغاية خضعت ألوية عسكرية لتدريبات. كذلك كانت صحيفة واشنطن بوست الاميركية، كشفت أن الجيش الإسرائيلي يستعد بالتدريبات في صحراء إسرائيل الجنوبية من أجل المعركة القادمة مع ما أسمته عدوها المألوف "مقاتلي حزب الله في لبنان". كما أعربت الصحيفة عن قلق المخططين العسكريين من أن يتحول القتال إلى إسرائيل خاصة مع اشتداد الحرب الأهلية في سورية.

المصدر : الماسة السورية/د.امين حطيط


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة