مع تدهور الوضع بشكل مأساوي على الساحة السورية، بات استقرار العراق مهدّداً بشكل متزايد، في ظلّ الانقسام الطائفي في العراق الذي ما زال يعاني من آثار غزو حلّت ذكراه العاشرة قبل أيام.

وإزاء الخطر المتصاعد، أعرب المسؤولون العراقيون عن قلقهم في الأسابيع الماضية، حيث تجاوز القتال بين القوات السورية والمعارضة المسلّحة الحدود. أما ما قرع ناقوس الخطر الحقيقي، فكان انضمام القبائل السنية في العراق بشكل حاسم إلى الصراع ضدّ النظام، بعد بقائها لأكثر من عام على الحياد.

ويتخوف المسؤولون العراقيون من انتقال العدوى إلى داخل بلادهم، فيزيد سنة العراق، الذين أتاهم مصدر الإلهام من سورية، من احتجاجاتهم، ما يهدّد بالتحوّل إلى ثورة في المناطق التي شكّلت قلب الاحتجاجات السنية خلال العقد الماضي.

ينقل بعض هذه المخاوف علي الموسوي، المتحدث باسم رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، قائلاً «سنكون أكثر من يتأثر لو انتشر العنف بطريقة لا يمكن السيطرة عليها»، مضيفاً «ما يقلقنا هو أنه لا توجد خطة للسيطرة على مجريات الأمور في سورية.. لإيجاد حل سلمي سياسي أو إحداث تغيير يمكن السيطرة عليه».

الخطير كذلك هو الارتباط الوثيق بين «جبهة النصرة» وتنظيم «القاعدة» في العراق، وقد تناقلت العديد من مواقع التواصل الاجتماعي تهديدات «النصرة» بإسقاط المالكي بعد التخلص من الرئيس السوري بشار الأسد، وبالانتقال إلى بغداد فور إنهاء السيطرة على دمشق.

وقد بدا واضحاً التعاون بين مقاتلي كلا الطرفين خلال الشهر الحالي، عندما هاجم المقاتلون الجنود السوريين عند الحدود الشمالية، وقد حصل الاعتداء بالقرب من منفذ اليعربية، حيث تحكم قبيلة شمّر الواسعة النفوذ السيطرة.

في سياق متصل، يوضح مستشار الأمن القومي لدى الحكومة العراقية فلاح الفياض أنه «في حال تطورت الأمور في سورية إلى حرب أهليّة، فستكون هناك أرض خصبة للقاعدة والمجموعات الأخرى التي لا تعترف بالحدود.. كما أن الوضع سيصبح أخطر بكثير في حال وضعت القاعدة يدها على جزء من سورية».

وفي محاولتها لمواجهة خطر الإرهابيين، طلبت الحكومة العراقية من أميركا الإسراع بمدّها بالسلاح الثقيل، وذلك لـ«مساعدتنا في احتواء الإرهاب من أي نوع، مثل إقامة مخيمات جهادية» على الجانب العراقي من الحدود، بحسب علي الموسوي.

  • فريق ماسة
  • 2013-03-28
  • 5196
  • من الأرشيف

قلق عراقي ـ أميركي من امتداد النيران السورية

مع تدهور الوضع بشكل مأساوي على الساحة السورية، بات استقرار العراق مهدّداً بشكل متزايد، في ظلّ الانقسام الطائفي في العراق الذي ما زال يعاني من آثار غزو حلّت ذكراه العاشرة قبل أيام. وإزاء الخطر المتصاعد، أعرب المسؤولون العراقيون عن قلقهم في الأسابيع الماضية، حيث تجاوز القتال بين القوات السورية والمعارضة المسلّحة الحدود. أما ما قرع ناقوس الخطر الحقيقي، فكان انضمام القبائل السنية في العراق بشكل حاسم إلى الصراع ضدّ النظام، بعد بقائها لأكثر من عام على الحياد. ويتخوف المسؤولون العراقيون من انتقال العدوى إلى داخل بلادهم، فيزيد سنة العراق، الذين أتاهم مصدر الإلهام من سورية، من احتجاجاتهم، ما يهدّد بالتحوّل إلى ثورة في المناطق التي شكّلت قلب الاحتجاجات السنية خلال العقد الماضي. ينقل بعض هذه المخاوف علي الموسوي، المتحدث باسم رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، قائلاً «سنكون أكثر من يتأثر لو انتشر العنف بطريقة لا يمكن السيطرة عليها»، مضيفاً «ما يقلقنا هو أنه لا توجد خطة للسيطرة على مجريات الأمور في سورية.. لإيجاد حل سلمي سياسي أو إحداث تغيير يمكن السيطرة عليه». الخطير كذلك هو الارتباط الوثيق بين «جبهة النصرة» وتنظيم «القاعدة» في العراق، وقد تناقلت العديد من مواقع التواصل الاجتماعي تهديدات «النصرة» بإسقاط المالكي بعد التخلص من الرئيس السوري بشار الأسد، وبالانتقال إلى بغداد فور إنهاء السيطرة على دمشق. وقد بدا واضحاً التعاون بين مقاتلي كلا الطرفين خلال الشهر الحالي، عندما هاجم المقاتلون الجنود السوريين عند الحدود الشمالية، وقد حصل الاعتداء بالقرب من منفذ اليعربية، حيث تحكم قبيلة شمّر الواسعة النفوذ السيطرة. في سياق متصل، يوضح مستشار الأمن القومي لدى الحكومة العراقية فلاح الفياض أنه «في حال تطورت الأمور في سورية إلى حرب أهليّة، فستكون هناك أرض خصبة للقاعدة والمجموعات الأخرى التي لا تعترف بالحدود.. كما أن الوضع سيصبح أخطر بكثير في حال وضعت القاعدة يدها على جزء من سورية». وفي محاولتها لمواجهة خطر الإرهابيين، طلبت الحكومة العراقية من أميركا الإسراع بمدّها بالسلاح الثقيل، وذلك لـ«مساعدتنا في احتواء الإرهاب من أي نوع، مثل إقامة مخيمات جهادية» على الجانب العراقي من الحدود، بحسب علي الموسوي.

المصدر : واشنطن بوست/ إرنستو لوندونو


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة