دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً عن إنشاء كتيبة جديدة لجمع المعلومات القتالية، حيث قال إن التشكيل الجديد جزء من منظومة شاملة لحماية الحدود مع سورية، لكنه سيندرج أيضا في حماية باقي الجبهات.
وأشارت صحيفة «إسرائيل اليوم»، أمس، إلى أن الكتيبة الجديدة التي سوف تتشكل قريباً هي جزء من منظومة جمع المعلومات القتالية، التي كانت تُسمى سابقاً بالاستخبارات العسكرية الميدانية.
وبحسب «إسرائيل اليوم»، فإن القرار بتشكيل الكتيبة الجديدة اتُخذ في ضوء الواقع المتغيّر على الحدود الشمالية والخشية من تحوّل هذه الحدود إلى جبهة مواجهة ساخنة كحال الحدود مع مصر. وأشارت إلى أن تشكيل الكتيبة الجديدة جزء من منظومة حماية الحدود مع سورية التي تشمل بناء سياج أمني وعوائق حدودية. وسوف تستخدم وحدات الرصد في الكتيبة الجديدة منظومة متعددة المجسات تسمى «مارس»، هي الأكثر تقدما في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتعتمد أساساً على الجنديات.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أنشأ كتيبة جمع معلومات قتالية قبل حوالى عام ونشرها على الحدود مع مصر، في أعقاب تغيّر الواقع الأمني في شبه جزيرة سيناء. وسُمِّيت الكتيبة العاملة على الحدود مع مصر كتيبة «إيتام».
وخلال عام ونصف العام، ستتشكل كتيبتان جديدتان في منظومة جمع المعلومات القتالية، التي لم تكن تضم في السابق سوى كتيبة واحدة تابعة لقيادة الجبهة الوسطى وكتيبة «نيشر» المنتشرة قبالة قطاع غزة. وتشمل منظومة جمع المعلومات القتالية وحدة استخبارات الأهداف 869 المنتشرة على الحدود مع لبنان.
ويُعتبر إنشاء كتائب جديدة في الجيش الإسرائيلي أمراً نادراً، خصوصاً في أسلحة من هذا النوع. فالكتائب الجديدة صارت تنشأ في العادة لمهمات جديدة أبرزها في قيادة الجبهة الخلفية وفي منظومة الدفاع الجوي وخصوصاً بطاريات صواريخ القبة الحديدية.
وكما سلف، كانت منظومة جمع المعلومات القتالية تُسمى في السابق سلاح الاستخبارات الميداني وهو أحد أذرع السلاح البري للجيش الإسرائيلي وأحد 5 أذرع جديدة. ويتولى هذا السلاح جمع المعلومات القتالية وهو مسؤول عن وحدات الاستخبارات المنتشرة مع الجيش من مستوى الكتيبة إلى مستوى الفرقة. وتعتبر وحدات هذا السلاح جزءاً أساسياً من العمل القتالي، وهي كانت موجودة أصلاً منذ ما قبل تشكيل الجيش الإسرائيلي، حيث كانت وحدة «شاحر» (الفجر) في قوات البلماخ التي عنيت بجمع المعلومات من أراضي العدو.
وفي الخمسينيات، ركّز الجيش الإسرائيلي جهده على إنشاء تشكيل استخباري استراتيجي، وكانت لديه وحدات رصد في مواجهة الجيشين المصري والسوري حتى حرب العام 1967. ولكن الأمر تطور أثناء حرب الاستنزاف في العام 1969، وتشكلت قوات رصد ميداني بدأت تستخدم رادار «كيشت» لرصد حركة القوات العربية. وقد أقيم الكثير من نقاط الرصد على قناة السويس وهضبة الجولان لهذا الغرض.
ولكن حرب تشرين فرضت على الجيش الإسرائيلي تغيير مفهومه عن الاستخبارات الميدانية، خصوصاً في هضبة الجولان، بعد إشارة تقرير «لجنة أغرانات» إلى هذا الخلل. وتشكلت في الهضبة أول وحدة جمع معلومات تابعة لهيئة الأركان، وتوسعت هذه الوحدة بعد غزو لبنان العام 1982، حيث انتشرت في نقاط عديدة في ما كان يُعرف بالحزام الأمني إذ تشكلت سرايا لهذه الغاية.
وفي نهاية الثمانينيات والتسعينيات، ازدادت الحاجة لهذه المنظومات، خصوصاً في ظلّ الانتفاضة الفلسطينية. وقد أُنشئت وحدات استخبارات ميدانية متنقلة وسريّة، خُصّصت للضفة الغربية وضمّت للوحدة التابعة لهيئة الأركان. وكانت هذه بداية تحول الوحدة إلى منظومة متكاملة لها شاراتها وتقاليدها، وشكلت هيكل سلاح الاستخبارات الميداني.
وفي العام 2009، تقرّر تغيير اسم السلاح إلى سلاح جمع المعلومات القتالي، فيما تقرر تسليم بعض مهامه التدريبية إلى سلاح الاستخبارات. وفي كل حال، يتشكل السلاح حالياً من أربع كتائب تخضع لأمرة ضابط كبير تحته سلسلة قيادية.
وتتشكل كتائب هذا السلاح من طواقم مقاتلين مشاة ومؤللين ووحدة استخبارات الأهداف وأيضا سرايا الرصد. وهكذا تخضع كتيبة «شاحف 869» لقيادة الجبهة الشمالية وتعمل في هضبة الجولان والحدود مع لبنان، كتيبة «نيتسان 636» وهي تتبع قيادة الجبهة الوسطى وتُعنى بالضفة الغربية والأردن، وكتيبة «نيشر 414» وهي تخضع لقيادة الجبهة الجنوبية وتُعنى بقطاع غزة والحدود مع مصر، وكتيبة «إيتام 727» وتخضع لقيادة الجبهة الجنوبية وتعمل على الحدود مع مصر وجنوب الأردن.
المصدر :
الماسة السورية/ السفير
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة