منذ وقت غير قصير، تُشغل جهات كثيرة، في لبنان وسوريا والعالمين العربي والغربي، في الحديث والبحث عن حقيقة الدور الذي يؤديه حزب الله في الأزمة السورية. الأكثر نشاطً، كما هي العادة، الماكينة المعادية للحزب، التي تنشر يومياً عشرات الأخبار والتقارير عن «تورّط» الحزب. وهي ماكينة تجمع لبنانيين وسوريين وآخرين ممن أعلنوا، حتى الآن، سقوط مئات من مقاتلي الحزب في سوريا، وأسر مقاتلي المعارضة السورية المسلحة العشرات منهم. وتؤدي جهة أمنية رسمية، في بيروت، دوراً مركزياً على هذا الصعيد، من خلال تسريب بعض المعلومات الصحيحة التي يجري البناء عليها لتقديم صورة غير صحيحة عن الوضع، لكن الضخّ، في رأي هؤلاء، يمثّل في اللحظة الراهنة شكلاً مفيداً لتحقيق أعلى درجة من الغضب الشعبي على الحزب، وخصوصاً أن هذه الماكينة تتهمه بالوقوف خلف مجازر ترتكب في سوريا.

من جانب الحزب، ليست هناك إيضاحات إضافية ونوعية بشأن ما قاله أمينه العام السيد حسن نصر الله، عن دور حزب الله في دعم لبنانيين من أنصاره بعيشون في قرى تقع داخل الأراضي السورية المحاذية لقضاء الهرمل اللبناني. علماً أنه، في معرض شرحه، كرّر مرتين على الأقل «حتى الآن نحن لا نشارك في القتال في سوريا».

الجهات الاستخبارية الإقليمية والدولية، بما في ذلك إسرائيل، تعتمد استراتيجية التحريض والمبالغة، لكن التركيز ظلّ، ولا يزال، يستهدف محاولة فهم الموقع الذي يتخذه الحزب من الأزمة السورية مع دخولها عامها الثالث. وهذه الأجهزة تعرف تفاصيل كثيرة عما يدور فعلياً على الأرض من مواجهات بين النظام ومعارضيه، وتعرف ايضاً الإمكانات الموجودة عند الطرفين، كما تعمل من دون توقف على رصد كل الأنشطة الداعمة للنظام، بما فيها ما يصدر عن حزب الله.

ربما يحتاج كثيرون الى إيضاحات تتعلق بالرؤية التي يتبلور على أساسها موقف حزب الله من الأزمة، وبالتالي محاولة فهم الخلفية العقائدية والسياسية والعملانية التي تجعله في موقعه الحالي، من دون تجاهل العناصر الموضوعية الأخرى المتعلقة بكون الأزمة السورية تمثّل، في جوانب كثيرة، أحد عناوين الأزمة الداخلية اللبنانية، وأحد عناوين الازمة الاقليمية، ولحزب الله علاقة بنيوية بهذين البندين.

بعيداً عن كل محاولات التعمية، فإن حزب الله لا يزال ينطلق من رؤية تتصل بدوره المركزي في مواجهة اسرائيل. صحيح أن ادبياته العامة لا تشير الى الهدف النهائي للحرب مع اسرائيل، لكنّ الوقائع تقول، بوضوح لا لبس فيه، إن الحزب يتصرف على أنه جزء من حملة شاملة تستهدف القضاء على اسرائيل، وهي معركة تستوجب الكثير من عناصر العدة. ومع ان معظم الشعوب العربية والاسلامية لن تمانع إن أبيدت اسرائيل، الا أن اقلية في هذا العالم مستعدة لخوض المعركة بكل فصولها. وبين غير المستعدين، اقلية تعد هذا الكلام نوعاً من الجنون، او الهذيان الذي لا يقدم ولا يؤخر في مسار التاريخ. وهذه المجموعة ذات النفوذ الكبير في مؤسسات الحكم وفي القطاع المسيطر على مقدرات الدول، وصاحبة اليد الطولى في المنابر الاعلامية، لا ترى موجباً لمعركة من هذا النوع، وهي، بالتالي، تنظر الى حزب الله على انه مجموعة من المجانين الذين يغامرون، ليس بأهلهم وانفسهم فقط، بل أيضاً بمصالح شعوب المنطقة. ولذلك تجد هذه الأقلية نفسها في حلف قائم، باتفاق او من دونه، مع الخصوم الحقيقيين لحزب الله، اي اسرائيل والولايات المتحدة وعواصم عربية وغربية.

إن رؤية المقاومة ضد الاحتلال، تجعل حزب الله في موقع يلزمه بأمور كثيرة، مثل الابتعاد عن الخصومات حيث أمكن، وهو، في حالة سوريا اليوم، يتخذ موقفاً يمكن قراءته كجزء من قراءته لكل الحراك القائم في العالم العربي، حيث يرتبط الامر بنتائج هذا الحراك او موقف هذا النظام من المقاومة وملف الصراع مع اسرائيل.

انطلاقاً من هذه القاعدة، ما كان لأحد أن يتخيل، منذ اللحظة الاولى، ان يتخذ الحزب موقفاً معارضاً للنظام في سوريا. واذا كان الحزب لا يتجاهل الاسباب الداخلية للازمة، فهو لا يبارك معارك القتل القائمة، لكنه لا يجد نفسه في موقع محايد من خلال نظرته الاجمالية الى الازمة. وهو الذي يملك في سوريا حضوراً اكثر وضوحاً وفعالية من حضور الكثير من القوى المنضوية في هذه المعركة. وكان للحزب موقف مبكر محذر من البعد غير الداخلي، اي غير الوطني، لقادة الحراك، وكانت لديه معطيات واضحة، ربما لم يقلها بوضوح تام في حينه، حول الاتجاهات العقائدية للقوى صاحبة النفوذ على الأرض. وهو انتبه، في بداية التحركات، الى لجوء متظاهرين في حمص ودرعا الى إحراق صور السيد نصر الله وأعلام الحزب، ثم ما لبثت ماكينة التحريض المذهبي أن انطلقت بقوة ضده، حتى قبل ان يصدر عنه اي تعليق بشأن ما يجري، بل وفي ظل الدور الذي كان يؤديه بالتعاون مع قوى اسلامية عربية، من بينها حركة حماس، لتبيّن ما اذا كان هناك من امكانية لتواصل يجنّب سوريا المذبحة القائمة.

إن حزب الله يرى، ببساطة، ان الحرب القائمة تستهدف نقل سوريا إلى موقع سياسي واستراتيجي رافض لوجوده، ليس كحزب له هويته العقائدية فحسب، بل أيضاً كقوة مقاومة ضد اسرائيل. وهذه الحقيقة تجعله في موقع واضح يعتبر النظام القائم برئاسة بشار الاسد خط الدفاع المتقدم عن حركة المقاومة في لبنان وفلسطين. وهذا وحده يمثل سبباً مركزياً ليكون الحزب في قلب الأزمة السورية.

بالطبع، هناك أسئلة وكلام كثير عن نوعية الدور الذي يؤديه الحزب في سوريا اليوم. معارضوه وخصومه في كل العالم يتحدثون عن مشاركة مباشرة وكثيفة في العمليات العسكرية القائمة، لكن واقع الأمر لا يحتاج الى كثير من الشرح:

ــــ حزب الله درّب وسلّح ويوفّر الدعم اللوجستي الكافي لجميع ابناء القرى الحدودية مع لبنان، وهم من اللبنانيين.

ــــ الحزب بادر الى تولي حماية مقام السيدة زينب جنوبيّ دمشق، بعدما غادرت مجموعات عراقية كانت تتولى الأمر منذ وقت طويل، وبعدما جرى الاتفاق على إعفاء الجيش السوري من المهمة المباشرة. ووجود عناصر من الحزب هناك، يندرج ضمن خطة عسكرية لا تجعله مسؤولاً عن خارج دائرة المقام المباشرة.

ــــ استقبل حزب الله عدداً غير قليل من فعاليات شعبية، درزية ومسيحية وشيعية واسماعيلية من الأقليات التي تتحدث عن تعرضها لمخاطر حقيقية، ولم يلتزم مطالب هؤلاء بتسليحهم وتدريبهم وتزويدهم بالسلاح والخطط العسكرية، لكنه وفّر لهم ما يمنع هجرتهم ويعزز صمودهم حيث هم.

ــــ إن حزب الله، الذي تقوم بينه وبين الحكم في سوريا علاقات تعاون امني وعسكري تتصل بقوى المقاومة في لبنان وفلسطين وحتى في العراق ابان الاحتلال الاميركي، يعمل على مساعدة القوات السورية على انجاز عملية حماية المعاهد العلمية ومصانع الصواريخ التي بنيت خلال العقد الأخير بدعم مركزي من ايران.

ــــ حزب الله يتولى خطة عملانية، ربما تكون الأضخم، لمساعدة النازحين السوريين في لبنان وحتى داخل سوريا، وهو، هنا، لا يرد جميل الشعب السوري يوم وقف الى جانب المهجرين اللبنانيين في عدوان عام 2006، بل هو يفعل ذلك بصمت انطلاقاً من قناعته بحق الشعب النازح والمهجر بكل دعم انساني بعيداً عن أي توصيف سياسي.

وإذ يبدو الموقف من دور حزب الله مرتبطاً بحسابات عجيبة وغريبة، الا ان هناك من يستعجل جرّ الحزب، ليس الى ان يكون طرفاً مباشرا ومكتمل الحضور في الازمة السورية، بل الى معركة مشابهة في لبنان، باعتبار أن ذلك يعيده الى دائرته الطائفية والمذهبية الضيقة، ويجعله خصماً أهلياً لغالبية اللبنانيين. وهو امر يدركه الحزب الذي يبدو انه، الآن، في خضم نقاش حول آليات عملية لإعادة الفتنة الى سباتها العميق، برغم قناعة قادته إلى أن دماءً كثيرة ستسيل قبل تحقق هذا الأمر.

 

  • فريق ماسة
  • 2013-03-21
  • 8130
  • من الأرشيف

حزب الله في سورية

منذ وقت غير قصير، تُشغل جهات كثيرة، في لبنان وسوريا والعالمين العربي والغربي، في الحديث والبحث عن حقيقة الدور الذي يؤديه حزب الله في الأزمة السورية. الأكثر نشاطً، كما هي العادة، الماكينة المعادية للحزب، التي تنشر يومياً عشرات الأخبار والتقارير عن «تورّط» الحزب. وهي ماكينة تجمع لبنانيين وسوريين وآخرين ممن أعلنوا، حتى الآن، سقوط مئات من مقاتلي الحزب في سوريا، وأسر مقاتلي المعارضة السورية المسلحة العشرات منهم. وتؤدي جهة أمنية رسمية، في بيروت، دوراً مركزياً على هذا الصعيد، من خلال تسريب بعض المعلومات الصحيحة التي يجري البناء عليها لتقديم صورة غير صحيحة عن الوضع، لكن الضخّ، في رأي هؤلاء، يمثّل في اللحظة الراهنة شكلاً مفيداً لتحقيق أعلى درجة من الغضب الشعبي على الحزب، وخصوصاً أن هذه الماكينة تتهمه بالوقوف خلف مجازر ترتكب في سوريا. من جانب الحزب، ليست هناك إيضاحات إضافية ونوعية بشأن ما قاله أمينه العام السيد حسن نصر الله، عن دور حزب الله في دعم لبنانيين من أنصاره بعيشون في قرى تقع داخل الأراضي السورية المحاذية لقضاء الهرمل اللبناني. علماً أنه، في معرض شرحه، كرّر مرتين على الأقل «حتى الآن نحن لا نشارك في القتال في سوريا». الجهات الاستخبارية الإقليمية والدولية، بما في ذلك إسرائيل، تعتمد استراتيجية التحريض والمبالغة، لكن التركيز ظلّ، ولا يزال، يستهدف محاولة فهم الموقع الذي يتخذه الحزب من الأزمة السورية مع دخولها عامها الثالث. وهذه الأجهزة تعرف تفاصيل كثيرة عما يدور فعلياً على الأرض من مواجهات بين النظام ومعارضيه، وتعرف ايضاً الإمكانات الموجودة عند الطرفين، كما تعمل من دون توقف على رصد كل الأنشطة الداعمة للنظام، بما فيها ما يصدر عن حزب الله. ربما يحتاج كثيرون الى إيضاحات تتعلق بالرؤية التي يتبلور على أساسها موقف حزب الله من الأزمة، وبالتالي محاولة فهم الخلفية العقائدية والسياسية والعملانية التي تجعله في موقعه الحالي، من دون تجاهل العناصر الموضوعية الأخرى المتعلقة بكون الأزمة السورية تمثّل، في جوانب كثيرة، أحد عناوين الأزمة الداخلية اللبنانية، وأحد عناوين الازمة الاقليمية، ولحزب الله علاقة بنيوية بهذين البندين. بعيداً عن كل محاولات التعمية، فإن حزب الله لا يزال ينطلق من رؤية تتصل بدوره المركزي في مواجهة اسرائيل. صحيح أن ادبياته العامة لا تشير الى الهدف النهائي للحرب مع اسرائيل، لكنّ الوقائع تقول، بوضوح لا لبس فيه، إن الحزب يتصرف على أنه جزء من حملة شاملة تستهدف القضاء على اسرائيل، وهي معركة تستوجب الكثير من عناصر العدة. ومع ان معظم الشعوب العربية والاسلامية لن تمانع إن أبيدت اسرائيل، الا أن اقلية في هذا العالم مستعدة لخوض المعركة بكل فصولها. وبين غير المستعدين، اقلية تعد هذا الكلام نوعاً من الجنون، او الهذيان الذي لا يقدم ولا يؤخر في مسار التاريخ. وهذه المجموعة ذات النفوذ الكبير في مؤسسات الحكم وفي القطاع المسيطر على مقدرات الدول، وصاحبة اليد الطولى في المنابر الاعلامية، لا ترى موجباً لمعركة من هذا النوع، وهي، بالتالي، تنظر الى حزب الله على انه مجموعة من المجانين الذين يغامرون، ليس بأهلهم وانفسهم فقط، بل أيضاً بمصالح شعوب المنطقة. ولذلك تجد هذه الأقلية نفسها في حلف قائم، باتفاق او من دونه، مع الخصوم الحقيقيين لحزب الله، اي اسرائيل والولايات المتحدة وعواصم عربية وغربية. إن رؤية المقاومة ضد الاحتلال، تجعل حزب الله في موقع يلزمه بأمور كثيرة، مثل الابتعاد عن الخصومات حيث أمكن، وهو، في حالة سوريا اليوم، يتخذ موقفاً يمكن قراءته كجزء من قراءته لكل الحراك القائم في العالم العربي، حيث يرتبط الامر بنتائج هذا الحراك او موقف هذا النظام من المقاومة وملف الصراع مع اسرائيل. انطلاقاً من هذه القاعدة، ما كان لأحد أن يتخيل، منذ اللحظة الاولى، ان يتخذ الحزب موقفاً معارضاً للنظام في سوريا. واذا كان الحزب لا يتجاهل الاسباب الداخلية للازمة، فهو لا يبارك معارك القتل القائمة، لكنه لا يجد نفسه في موقع محايد من خلال نظرته الاجمالية الى الازمة. وهو الذي يملك في سوريا حضوراً اكثر وضوحاً وفعالية من حضور الكثير من القوى المنضوية في هذه المعركة. وكان للحزب موقف مبكر محذر من البعد غير الداخلي، اي غير الوطني، لقادة الحراك، وكانت لديه معطيات واضحة، ربما لم يقلها بوضوح تام في حينه، حول الاتجاهات العقائدية للقوى صاحبة النفوذ على الأرض. وهو انتبه، في بداية التحركات، الى لجوء متظاهرين في حمص ودرعا الى إحراق صور السيد نصر الله وأعلام الحزب، ثم ما لبثت ماكينة التحريض المذهبي أن انطلقت بقوة ضده، حتى قبل ان يصدر عنه اي تعليق بشأن ما يجري، بل وفي ظل الدور الذي كان يؤديه بالتعاون مع قوى اسلامية عربية، من بينها حركة حماس، لتبيّن ما اذا كان هناك من امكانية لتواصل يجنّب سوريا المذبحة القائمة. إن حزب الله يرى، ببساطة، ان الحرب القائمة تستهدف نقل سوريا إلى موقع سياسي واستراتيجي رافض لوجوده، ليس كحزب له هويته العقائدية فحسب، بل أيضاً كقوة مقاومة ضد اسرائيل. وهذه الحقيقة تجعله في موقع واضح يعتبر النظام القائم برئاسة بشار الاسد خط الدفاع المتقدم عن حركة المقاومة في لبنان وفلسطين. وهذا وحده يمثل سبباً مركزياً ليكون الحزب في قلب الأزمة السورية. بالطبع، هناك أسئلة وكلام كثير عن نوعية الدور الذي يؤديه الحزب في سوريا اليوم. معارضوه وخصومه في كل العالم يتحدثون عن مشاركة مباشرة وكثيفة في العمليات العسكرية القائمة، لكن واقع الأمر لا يحتاج الى كثير من الشرح: ــــ حزب الله درّب وسلّح ويوفّر الدعم اللوجستي الكافي لجميع ابناء القرى الحدودية مع لبنان، وهم من اللبنانيين. ــــ الحزب بادر الى تولي حماية مقام السيدة زينب جنوبيّ دمشق، بعدما غادرت مجموعات عراقية كانت تتولى الأمر منذ وقت طويل، وبعدما جرى الاتفاق على إعفاء الجيش السوري من المهمة المباشرة. ووجود عناصر من الحزب هناك، يندرج ضمن خطة عسكرية لا تجعله مسؤولاً عن خارج دائرة المقام المباشرة. ــــ استقبل حزب الله عدداً غير قليل من فعاليات شعبية، درزية ومسيحية وشيعية واسماعيلية من الأقليات التي تتحدث عن تعرضها لمخاطر حقيقية، ولم يلتزم مطالب هؤلاء بتسليحهم وتدريبهم وتزويدهم بالسلاح والخطط العسكرية، لكنه وفّر لهم ما يمنع هجرتهم ويعزز صمودهم حيث هم. ــــ إن حزب الله، الذي تقوم بينه وبين الحكم في سوريا علاقات تعاون امني وعسكري تتصل بقوى المقاومة في لبنان وفلسطين وحتى في العراق ابان الاحتلال الاميركي، يعمل على مساعدة القوات السورية على انجاز عملية حماية المعاهد العلمية ومصانع الصواريخ التي بنيت خلال العقد الأخير بدعم مركزي من ايران. ــــ حزب الله يتولى خطة عملانية، ربما تكون الأضخم، لمساعدة النازحين السوريين في لبنان وحتى داخل سوريا، وهو، هنا، لا يرد جميل الشعب السوري يوم وقف الى جانب المهجرين اللبنانيين في عدوان عام 2006، بل هو يفعل ذلك بصمت انطلاقاً من قناعته بحق الشعب النازح والمهجر بكل دعم انساني بعيداً عن أي توصيف سياسي. وإذ يبدو الموقف من دور حزب الله مرتبطاً بحسابات عجيبة وغريبة، الا ان هناك من يستعجل جرّ الحزب، ليس الى ان يكون طرفاً مباشرا ومكتمل الحضور في الازمة السورية، بل الى معركة مشابهة في لبنان، باعتبار أن ذلك يعيده الى دائرته الطائفية والمذهبية الضيقة، ويجعله خصماً أهلياً لغالبية اللبنانيين. وهو امر يدركه الحزب الذي يبدو انه، الآن، في خضم نقاش حول آليات عملية لإعادة الفتنة الى سباتها العميق، برغم قناعة قادته إلى أن دماءً كثيرة ستسيل قبل تحقق هذا الأمر.  

المصدر : الأخبار \ابراهيم الأمين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة