في العاشر من آذار من عام 2012 تحدثت "ذي ديلي ستار" عن تمويل بريطاني للمعارضات السورية بقيمة عشرين مليون جنيه استرليني.

وفي نفس تلك الفترة، تحدثت "نيوز ميدل إيست" عن صفقة أسلحة سعودية ثقيلة إلى المسلحين، ترافقت مع استعمال المسلحين بشكل واسع النطاق صواريخ "لاو" "إسرائيلية" الصنع.

وكما كشفت الكثير من وسائل الإعلام العالمية والمواقع الالكترونية بالصور والوثائق، أن المسلحين في سورية يجرون منذ أكثر من عام تجارب على استعمال الأسلحة الكيميائية.

ومؤخراً، كان لافتاً تهديد واشنطن باستعمال طائرات من دون طيار لقصف ما وصفته بمواقع الإرهابيين من القاعدة في سورية، في نفس الوقت، الذي تحدثت فيه صحيفة أوكرانية عن أكبر جسر جوي لنقل السلاح إلى المجموعات المسلحة عبر تركيا والأردن، بتمويل قطري وسعودي، وبالتالي يتضح تماماً أبعاد استعمال المسلحين لأسلحة كيماوية في قصف خان العسل في حلب.

وهنا يسأل ديبلوماسي فرنسي بأسى أمام معارفه من اللبنانيين الذين يتمنى عليهم عدم ذكر اسمه، وهم ينقلون عنه أن تاريخ فرنسا تحوّل مع وصول خائن الديغولية الأول جاك شيراك إلى سدة الرئاسة، إلى ما يشبه ضيف شرف على ما شهده العالم من أحداث، وعلى التاريخ أيضاً.

فمع جاك شيراك تعزز النفوذ الماسوني في الدوائر العليا، ليتحول مع خليفته في الـ2007 نيكولا ساركوزي، إلى مجرد ضيف على مأوى العجزة، لأن ابن المهاجر المجري اليهودي الذي اعتنق الكاثوليكية، حوّل بلاد العطر فعلاً إلى ذيل، مجرد ذيل للسيد الأميركي الذي يترنح تحت ضربات أزماته الرأسمالية العاتية، وبهذا قد نفهم سر السياسة الفرنسية الشرق أوسطية التي تحاول أن تثير الضجة في صراع المصالح، لعل وعسى يلحقها بعض الفُتات، خصوصاً أنه بنسج علاقات "حميمة" مع مشايخ وسلاطين الصحراء العربية، تؤهّل خليفته ذا الميول الصهيونية؛ فرنسوا هولاند، لأن يبدأ البيع للأمراء والمشايخ والسلاطين، مع ما يقدمونه من هدايا سخية، مع فارق أن كارلا بروني (عقيلة ساركوزي) أصبحت زوجة شرعية، فيما هولاند ما زال مساكناً بشكل غير شرعي، وإن أصبح في الإليزيه.

ثم إن وزيري خارجية ساركوزي وهولاند هما من نفس الطينة؛ فلوران فابيوس وزير ساركوزي اعتنق الكاثوليكية بدلاً من اليهودية، وآلان جوبيه معجب بالعقيدة الصهيونية، ومنتمٍ إلى أحد المحافل الماسونية، وكلاهما يعتبر نفسه مكانه في الإليزيه وليس في الكي دورسيه، والرجلان يساورهما الإحساس الدائم بالسباق نحو الإليزيه.

الدبلوماسي الفرنسي لا ينسى أن يتطرق إلى الجناح الآخر من القارة الأوروبية، حيث يتربع رجلان من أصحاب الميول الصهيونية على خناق الحكم في بريطانيا، وهما رئيس الحكومة ديفيد كاميرون ووزير خارجيته وليم هيغ.. ولهذا نجد هذا التطابق في سياسة لندن وباريس في ما يخص سورية وتطورات الأزمة فيها، ولذا فالطرفان يخوضان الحرب على سورية بكل جنونها وأهوالها، ويصرّان على تسليح المجموعات المسلحة بكل أنواع الأسلحة، وحتى المحرّمة دولياً.

ويسأل هذا الدبلوماسي الذي يعُدّ الأيام ليتحوّل إلى التقاعد، وليقود حملة ضد حكومته التي تضر بمصالح فرنسا الوطنية قبل أي شيء آخر، من أجل هدايا السلاطين والمشايخ: هل يعلم هولاند وجوبيه وكاميرون وهيغ أن في سورية مسلحين من كل النوعيات والأجناس؛ من الشيشان والصومال والأفغان، ومن ليبيا وتونس والجزائر، وحتى من فرنسا وبريطانيا والدنمارك والسويد، وهم يخوضون كل أنواع أعمال القتل وقطع الرؤوس والأيدي؟

يجزم هذا الدبلوماسي أن الفرنسيين والإنكليز أصحاب الميول الصهيونية، والأعضاء الكبار في المحافل الماسونية، يدرون تماماً ماذا يفعلون، ويعلمون أن الأسلحة الفتّاكة التي يرسلونها أو يسهّلون إرسالها إلى بلاد الشام، ليست لأستاذ السوربون برهان غليون، ولا لكاتب قصص الأطفال جورج صبرا، ولا حتى للمعجبة بالكيان الصهيوني بسمة القضماني، وغيرهم من روّاد المقاهي وأدعياء "الفكر والثقافة" في باريس ولندن، بل هي لمن ينفّذ بروتوكول حكماء بني صهيون بحذافيره، بخلط دم المسيحيين والمسلمين بفطير الشهوة والسلطة والجنون، وتفتيت الأمم والشعوب.

يخبط هذا الدبلوماسي بقبضته على طاولة أمامه، وهو في أشدّ حالات الغضب، مشيراً إلى إجرام هذا الغرب وأتباعه الأعراب والأتراك، عند سماعه بقيام الإرهابيين بإطلاق صاروخ يحتوي مواد كيماوية من كفر داعل في منطقة النيرب على منطقة خان العسل في حلب، والتي أشارت المعلومات الأولية إلى أنه ذهب ضحيتها أكثر من 25 شهيداً، وأصيب أكثر من مئة من المدنيين والأطفال، أغلبهم في حالة خطرة.

ويحدد المسؤولية هنا بالتأكيد على أن أدواتها مجرمو حرب، لكن المجرمين الكبار هم الفرنسيون والبريطانيون، ومعهم القطريون والسعوديون، وجامعة دول الأعراب، التي تعتبر هذه الجريمة أول مفاعيل قرار مجلسها، والأتراك الذين يوفرون الملاذات الآمنة لكل المسلحين، ويجزم هنا أن على رأس المسؤولية في هذه الجريمة هو السيد الأميركي، الذي يريد للمسلحين أن يحققوا أي نصر "نوعي" ليستخدمه في مفاوضته مع الروس بشأن الأزمة السورية..

ماذا سيقول هؤلاء القتلة والمجرمون من استخدام المسلحين سلاحاً محظوراً وفق القانون الدولي؟ ومن يتحمّل مسؤولية إيصال هذا السلاح إلى المجموعات المسلحة، وبعضها مصنَّف في التعريف الأميركي أنها "إرهابية"؟

ويضيف الدبلوماسي الذي يوصف بالمثقف والهادئ: هل يعتقد هولاند بصريخه عن حقوق السوريين، أنه ديكارت عصره؟ وهل يظن كاميرون أنه برنارد راسل؟

لا.. فالأول أقرب إلى المرتزق بوب دينار، والثاني ما زال يحنّ إلى حرب الأفيون.. وبالتالي على كل مفكر وصاحب عقل فرنسي وإنكليزي أن يتحرك، وأن يقوم بدوره لوضع حد لهؤلاء الذي أصبحوا مجرد مماليك عند بائعي الكاز العربي، الذين يبدو أنهم لم يعودوا يحتملون كل القيم الحضارية التي يختزنها تاريخ بلاد الشام والرافدين، ولهذا لم يتذكروا من التاريخ القديم سوى هولاكو، ومن الحديث سوى الجنرال غورو، الذي وقف على قبر صلاح الدين في دمشق عام 1919 ليقول: "ها قد عدنا يا صلاح الدين".. وهم بالتأكيد لن يعودوا.

لأن أوروبا، كما وصفها الكسندر هيغ عند غزو العراق عام 2003، قارة عجوز، لم يبق لها دور عالمي، ولم يعد لها شأن، وإن الصهاينة المترهلين هولاند وكاميرون وأتباعهم الإقليميين لن يُعيدوا إليها نضارتها، فأحمر الشفاه لن يجدد بتاتاً شباب العجائز، ولن يبعدهم عن مقابر.. أو مزابل التاريخ.

  • فريق ماسة
  • 2013-03-20
  • 10308
  • من الأرشيف

هولاند وكاميرون وأردوغان وحمد يشجعون على مزيد من الجرائم في سورية

في العاشر من آذار من عام 2012 تحدثت "ذي ديلي ستار" عن تمويل بريطاني للمعارضات السورية بقيمة عشرين مليون جنيه استرليني. وفي نفس تلك الفترة، تحدثت "نيوز ميدل إيست" عن صفقة أسلحة سعودية ثقيلة إلى المسلحين، ترافقت مع استعمال المسلحين بشكل واسع النطاق صواريخ "لاو" "إسرائيلية" الصنع. وكما كشفت الكثير من وسائل الإعلام العالمية والمواقع الالكترونية بالصور والوثائق، أن المسلحين في سورية يجرون منذ أكثر من عام تجارب على استعمال الأسلحة الكيميائية. ومؤخراً، كان لافتاً تهديد واشنطن باستعمال طائرات من دون طيار لقصف ما وصفته بمواقع الإرهابيين من القاعدة في سورية، في نفس الوقت، الذي تحدثت فيه صحيفة أوكرانية عن أكبر جسر جوي لنقل السلاح إلى المجموعات المسلحة عبر تركيا والأردن، بتمويل قطري وسعودي، وبالتالي يتضح تماماً أبعاد استعمال المسلحين لأسلحة كيماوية في قصف خان العسل في حلب. وهنا يسأل ديبلوماسي فرنسي بأسى أمام معارفه من اللبنانيين الذين يتمنى عليهم عدم ذكر اسمه، وهم ينقلون عنه أن تاريخ فرنسا تحوّل مع وصول خائن الديغولية الأول جاك شيراك إلى سدة الرئاسة، إلى ما يشبه ضيف شرف على ما شهده العالم من أحداث، وعلى التاريخ أيضاً. فمع جاك شيراك تعزز النفوذ الماسوني في الدوائر العليا، ليتحول مع خليفته في الـ2007 نيكولا ساركوزي، إلى مجرد ضيف على مأوى العجزة، لأن ابن المهاجر المجري اليهودي الذي اعتنق الكاثوليكية، حوّل بلاد العطر فعلاً إلى ذيل، مجرد ذيل للسيد الأميركي الذي يترنح تحت ضربات أزماته الرأسمالية العاتية، وبهذا قد نفهم سر السياسة الفرنسية الشرق أوسطية التي تحاول أن تثير الضجة في صراع المصالح، لعل وعسى يلحقها بعض الفُتات، خصوصاً أنه بنسج علاقات "حميمة" مع مشايخ وسلاطين الصحراء العربية، تؤهّل خليفته ذا الميول الصهيونية؛ فرنسوا هولاند، لأن يبدأ البيع للأمراء والمشايخ والسلاطين، مع ما يقدمونه من هدايا سخية، مع فارق أن كارلا بروني (عقيلة ساركوزي) أصبحت زوجة شرعية، فيما هولاند ما زال مساكناً بشكل غير شرعي، وإن أصبح في الإليزيه. ثم إن وزيري خارجية ساركوزي وهولاند هما من نفس الطينة؛ فلوران فابيوس وزير ساركوزي اعتنق الكاثوليكية بدلاً من اليهودية، وآلان جوبيه معجب بالعقيدة الصهيونية، ومنتمٍ إلى أحد المحافل الماسونية، وكلاهما يعتبر نفسه مكانه في الإليزيه وليس في الكي دورسيه، والرجلان يساورهما الإحساس الدائم بالسباق نحو الإليزيه. الدبلوماسي الفرنسي لا ينسى أن يتطرق إلى الجناح الآخر من القارة الأوروبية، حيث يتربع رجلان من أصحاب الميول الصهيونية على خناق الحكم في بريطانيا، وهما رئيس الحكومة ديفيد كاميرون ووزير خارجيته وليم هيغ.. ولهذا نجد هذا التطابق في سياسة لندن وباريس في ما يخص سورية وتطورات الأزمة فيها، ولذا فالطرفان يخوضان الحرب على سورية بكل جنونها وأهوالها، ويصرّان على تسليح المجموعات المسلحة بكل أنواع الأسلحة، وحتى المحرّمة دولياً. ويسأل هذا الدبلوماسي الذي يعُدّ الأيام ليتحوّل إلى التقاعد، وليقود حملة ضد حكومته التي تضر بمصالح فرنسا الوطنية قبل أي شيء آخر، من أجل هدايا السلاطين والمشايخ: هل يعلم هولاند وجوبيه وكاميرون وهيغ أن في سورية مسلحين من كل النوعيات والأجناس؛ من الشيشان والصومال والأفغان، ومن ليبيا وتونس والجزائر، وحتى من فرنسا وبريطانيا والدنمارك والسويد، وهم يخوضون كل أنواع أعمال القتل وقطع الرؤوس والأيدي؟ يجزم هذا الدبلوماسي أن الفرنسيين والإنكليز أصحاب الميول الصهيونية، والأعضاء الكبار في المحافل الماسونية، يدرون تماماً ماذا يفعلون، ويعلمون أن الأسلحة الفتّاكة التي يرسلونها أو يسهّلون إرسالها إلى بلاد الشام، ليست لأستاذ السوربون برهان غليون، ولا لكاتب قصص الأطفال جورج صبرا، ولا حتى للمعجبة بالكيان الصهيوني بسمة القضماني، وغيرهم من روّاد المقاهي وأدعياء "الفكر والثقافة" في باريس ولندن، بل هي لمن ينفّذ بروتوكول حكماء بني صهيون بحذافيره، بخلط دم المسيحيين والمسلمين بفطير الشهوة والسلطة والجنون، وتفتيت الأمم والشعوب. يخبط هذا الدبلوماسي بقبضته على طاولة أمامه، وهو في أشدّ حالات الغضب، مشيراً إلى إجرام هذا الغرب وأتباعه الأعراب والأتراك، عند سماعه بقيام الإرهابيين بإطلاق صاروخ يحتوي مواد كيماوية من كفر داعل في منطقة النيرب على منطقة خان العسل في حلب، والتي أشارت المعلومات الأولية إلى أنه ذهب ضحيتها أكثر من 25 شهيداً، وأصيب أكثر من مئة من المدنيين والأطفال، أغلبهم في حالة خطرة. ويحدد المسؤولية هنا بالتأكيد على أن أدواتها مجرمو حرب، لكن المجرمين الكبار هم الفرنسيون والبريطانيون، ومعهم القطريون والسعوديون، وجامعة دول الأعراب، التي تعتبر هذه الجريمة أول مفاعيل قرار مجلسها، والأتراك الذين يوفرون الملاذات الآمنة لكل المسلحين، ويجزم هنا أن على رأس المسؤولية في هذه الجريمة هو السيد الأميركي، الذي يريد للمسلحين أن يحققوا أي نصر "نوعي" ليستخدمه في مفاوضته مع الروس بشأن الأزمة السورية.. ماذا سيقول هؤلاء القتلة والمجرمون من استخدام المسلحين سلاحاً محظوراً وفق القانون الدولي؟ ومن يتحمّل مسؤولية إيصال هذا السلاح إلى المجموعات المسلحة، وبعضها مصنَّف في التعريف الأميركي أنها "إرهابية"؟ ويضيف الدبلوماسي الذي يوصف بالمثقف والهادئ: هل يعتقد هولاند بصريخه عن حقوق السوريين، أنه ديكارت عصره؟ وهل يظن كاميرون أنه برنارد راسل؟ لا.. فالأول أقرب إلى المرتزق بوب دينار، والثاني ما زال يحنّ إلى حرب الأفيون.. وبالتالي على كل مفكر وصاحب عقل فرنسي وإنكليزي أن يتحرك، وأن يقوم بدوره لوضع حد لهؤلاء الذي أصبحوا مجرد مماليك عند بائعي الكاز العربي، الذين يبدو أنهم لم يعودوا يحتملون كل القيم الحضارية التي يختزنها تاريخ بلاد الشام والرافدين، ولهذا لم يتذكروا من التاريخ القديم سوى هولاكو، ومن الحديث سوى الجنرال غورو، الذي وقف على قبر صلاح الدين في دمشق عام 1919 ليقول: "ها قد عدنا يا صلاح الدين".. وهم بالتأكيد لن يعودوا. لأن أوروبا، كما وصفها الكسندر هيغ عند غزو العراق عام 2003، قارة عجوز، لم يبق لها دور عالمي، ولم يعد لها شأن، وإن الصهاينة المترهلين هولاند وكاميرون وأتباعهم الإقليميين لن يُعيدوا إليها نضارتها، فأحمر الشفاه لن يجدد بتاتاً شباب العجائز، ولن يبعدهم عن مقابر.. أو مزابل التاريخ.

المصدر : الثبات/ أحمد زين الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة