سنتان مضتا على الحرب الكونية الاستعمارية - الظلامية ضد سورية، شاركت فيها دول فاق عددها عدد الدول التي شاركت في الحرب العالمية الثانية ضمن حلفي الحلفاء والمحور،

إذ تقول وقائع تلك الحرب إنه كان إلى جانب الحلفاء 50 دولة، منها 17 دولة فقط خاضت معارك الحرب، وإلى جانب المحور كان هناك تسع دول، سبع منها خاضت الحرب، وبالتالي فإن إجمالي الدول المشاركة في الحرب الكونية الثانية كان 59 دولة، منها 24 دولة فقط خاضت المعارك، وهذه الدول بالطبع تنتمي إلى قارات العالم الخمس.

في الحرب على سورية في العقد الثاني من هذا القرن، ثمة أكثر من سبعين دولة، وعلى رأسها الدول الإمبريالية الكبرى: الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وتوابعها في دول الشرق والغرب، ومعها الكيان الصهيوني، ومن ضمنها المشيخات والمحميات الخليجية وتركيا، تشارك عملياً وفعلياً في الحرب القذرة ضد قلب العروبة النابض، ومعها شركات عابرة للقارات، منها ما يتعاطى بالأمن، ومنها ما يتعاطى بالسلاح وتصنيعه وبيعه وتوزيعه.

ومعها أيضاً مؤسسات ومنظمات دولية، بعضها يعمل تحت عناوين إنسانية، أوجدتها القوى الإمبريالية والصهيونية، لتتغلغل في كل مكان من أجل مصالح استعمارية بحتة تحت عناوين "إنسانية".. ومعها تنظيمات وقوى ظلامية أوجدها السيد الأميركي أو الصهيوني في مختلف الظروف التاريخية، خصوصاً منذ نهايات الحرب العالمية الأولى عام 1918 حتى اليوم، لتكون عند اللحظة المطلوبة رأس حربته في الفتك بنسيج الشعوب وتقسيمها وتفتيتها تحت مزاعم وعناوين دينية وعرقية وإثنية.

في الحرب على سورية استُخدمت كل قيم وتجارب الحروب الاستعمارية ضد الشعوب، حتى تجربة حرب الأفيون التي قادتها بريطانيا ضد الصين 1840 – 1842 و1856 – 1860، والتي شارك فيها الأميركيون والفرنسيون والهولنديون وغيرهم من المستعمرين، ليفرض على الإمبراطورية المميزة بكثافة السكان تصدير الأفيون لها، كونه يردّ الأموال الطائلة على الرأسمال العالمي المتوحش.

واستُحضرت في الحرب على سورية الآن كل تجارب حروب المرتزقة، من الضابط الفرنسي المرتزق بوب دينار، الذي كان يستعمله الجيش الفرنسي مع آلاف المرتزقة الذين كان يقودهم لتنفيذ انقلابات والتدخل في القارة الأفريقية، إلى عصابات الكونترا في نيكاراغوا، التي كان يرعاها روبرت فورد؛ آخر سفير أميركي يخدم في دمشق.

ثمة مرتزقة من كل حدب وصوب، يدب بهم التركي، ومشيخات الخليج، والأميركي والأوروبي، تحت أسماء وعناوين مختلفة، مستوحاة من زمن الردة على الإسلام عقب وفاة الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام.

ولأن المشيخات والدول المنخرطة في المؤامرة على سورية، ورغم ثرائها غير المحدود، بات حكامها يخشون من ظلهم، فقد دبّوا الصوت على سيدتهم الولايات المتحدة من أجل توفير الحمايات اللازمة لهم، وعلى ذلك جاءت أوامر واشنطن للحد من الخلاف السعودي - القطري، ومن الخلاف السعودي - التركي، حيث تفيد المعلومات أن تركيا والسعودية وقطر ومعهم الإمارات شكلوا لجنة تنسيق أمنية للتشاور باستمرار حول الملف السوري، في وقت قررت واشنطن إمداد هذه الدول بمساعدات استخبارية تحتاجها، سواء على مستوى الأمن الداخلي لكل دولة، أو على مستوى المؤامرة على سورية لجهة إمداد العصابات المسلحة بما تحتاجه من سلاح وتمويل.

وإذا كان لدى الأميركي والأوروبي مستشرقون يعرفون كثيراً من قيم التاريخ وتجاربه، ويعرفون دور ومكانة دمشق وحلب وحمص ورقة أبو العلاء المعري، وغيرها في التاريخ، فإن حكام المشيخات والحاكم التركي وما يتبعهم من عصابات مسلحة لا يفقهون أبداً دور ومكانة دمشق، التي تبقى روح القلب ونبضه لكل عربي ومسلم ومسيحي، لكن هؤلاء هم بلا قلب، وحُفاة من الروح.. لأنه لا يُعقل بتاتاً، على حد تعبير العميق في إيمانه والكبير في قلبه وعقله الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، الذي يقول: "لا يُعقل أن يتحول مؤمن إلى مصّاص دماء".

وهنا يطرح سؤال لحُكام المشيخات الخليجية، ولحاكم تركيا، ولكل مافيات الدم وأدعياء التديّن في لبنان والأردن، وكل مكان من بلدان هذه الأمة: ألا يعرفون أن هناك لدى سيدهم الأبيض ماركة أزلية اسمها "انتهاء الصلاحية"، وأنه كلما صمدت سورية وواجهت، تمتّن الحلف المقاوم والممانع، وبالتالي يوضع "انتهاء الصلاحية" الشعار موضع التطبيق؟

ثمة حقيقة بدأت تتكون لدى شعوب هذه الأمة المقهورة، وهي أن من يتولى إدارة ثرواتها وثوراتها يعملون من أجل الكراهية، وعليه حوّلوا جامعة الدول العربية إلى جامعة تضج بالكراهية ضد من أسهم في تأسيسها ومنح حكامها ألقابهم عام 1946، حينما جعلهم شكري القوتلي أصحاب الجلالة والسمو والسيادة والفخامة..

 

هل سينجح هؤلاء الأعراب في إبقاء عالمنا العربي منجماً مشرعاً أمام مرتزقة العصر؟

ثمة شيء اسمه "انتهاء صلاحية"، نذكركم ونعلمكم ببعض الأمور عبر التاريخ:

- الحجاج المتجبر صار متسولاً تلعب به الصبية في سكك كوفة.

- بوب دينار عاش آخر عمره مذلولاً ومصاباً بمرض الزهايمر.

- أنور السادات مات مقتولاً..

- تاج الدين الحسني الذي عيّنه المستعمر الفرنسي حاكماً على سورية، ووقع على صك التنازل عن لواء الاسكندرون، قتله الدمشقيون بالأحذية في بيته.

ربما كان ضرورياً تذكير أربع دول عربية كانت تمدها سورية بالقمح، نذكر منهم ملك الأردن، الذي أعطاه بشار الأسد القمح والطحين والماء.. ماذا لو قطع عنك الماء الآن؟

 

  • فريق ماسة
  • 2013-03-13
  • 10132
  • من الأرشيف

سنتان من المؤامرة على سورية .. مال ومرتزقة واستحضار لكل قيم الاستعمار

سنتان مضتا على الحرب الكونية الاستعمارية - الظلامية ضد سورية، شاركت فيها دول فاق عددها عدد الدول التي شاركت في الحرب العالمية الثانية ضمن حلفي الحلفاء والمحور، إذ تقول وقائع تلك الحرب إنه كان إلى جانب الحلفاء 50 دولة، منها 17 دولة فقط خاضت معارك الحرب، وإلى جانب المحور كان هناك تسع دول، سبع منها خاضت الحرب، وبالتالي فإن إجمالي الدول المشاركة في الحرب الكونية الثانية كان 59 دولة، منها 24 دولة فقط خاضت المعارك، وهذه الدول بالطبع تنتمي إلى قارات العالم الخمس. في الحرب على سورية في العقد الثاني من هذا القرن، ثمة أكثر من سبعين دولة، وعلى رأسها الدول الإمبريالية الكبرى: الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وتوابعها في دول الشرق والغرب، ومعها الكيان الصهيوني، ومن ضمنها المشيخات والمحميات الخليجية وتركيا، تشارك عملياً وفعلياً في الحرب القذرة ضد قلب العروبة النابض، ومعها شركات عابرة للقارات، منها ما يتعاطى بالأمن، ومنها ما يتعاطى بالسلاح وتصنيعه وبيعه وتوزيعه. ومعها أيضاً مؤسسات ومنظمات دولية، بعضها يعمل تحت عناوين إنسانية، أوجدتها القوى الإمبريالية والصهيونية، لتتغلغل في كل مكان من أجل مصالح استعمارية بحتة تحت عناوين "إنسانية".. ومعها تنظيمات وقوى ظلامية أوجدها السيد الأميركي أو الصهيوني في مختلف الظروف التاريخية، خصوصاً منذ نهايات الحرب العالمية الأولى عام 1918 حتى اليوم، لتكون عند اللحظة المطلوبة رأس حربته في الفتك بنسيج الشعوب وتقسيمها وتفتيتها تحت مزاعم وعناوين دينية وعرقية وإثنية. في الحرب على سورية استُخدمت كل قيم وتجارب الحروب الاستعمارية ضد الشعوب، حتى تجربة حرب الأفيون التي قادتها بريطانيا ضد الصين 1840 – 1842 و1856 – 1860، والتي شارك فيها الأميركيون والفرنسيون والهولنديون وغيرهم من المستعمرين، ليفرض على الإمبراطورية المميزة بكثافة السكان تصدير الأفيون لها، كونه يردّ الأموال الطائلة على الرأسمال العالمي المتوحش. واستُحضرت في الحرب على سورية الآن كل تجارب حروب المرتزقة، من الضابط الفرنسي المرتزق بوب دينار، الذي كان يستعمله الجيش الفرنسي مع آلاف المرتزقة الذين كان يقودهم لتنفيذ انقلابات والتدخل في القارة الأفريقية، إلى عصابات الكونترا في نيكاراغوا، التي كان يرعاها روبرت فورد؛ آخر سفير أميركي يخدم في دمشق. ثمة مرتزقة من كل حدب وصوب، يدب بهم التركي، ومشيخات الخليج، والأميركي والأوروبي، تحت أسماء وعناوين مختلفة، مستوحاة من زمن الردة على الإسلام عقب وفاة الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام. ولأن المشيخات والدول المنخرطة في المؤامرة على سورية، ورغم ثرائها غير المحدود، بات حكامها يخشون من ظلهم، فقد دبّوا الصوت على سيدتهم الولايات المتحدة من أجل توفير الحمايات اللازمة لهم، وعلى ذلك جاءت أوامر واشنطن للحد من الخلاف السعودي - القطري، ومن الخلاف السعودي - التركي، حيث تفيد المعلومات أن تركيا والسعودية وقطر ومعهم الإمارات شكلوا لجنة تنسيق أمنية للتشاور باستمرار حول الملف السوري، في وقت قررت واشنطن إمداد هذه الدول بمساعدات استخبارية تحتاجها، سواء على مستوى الأمن الداخلي لكل دولة، أو على مستوى المؤامرة على سورية لجهة إمداد العصابات المسلحة بما تحتاجه من سلاح وتمويل. وإذا كان لدى الأميركي والأوروبي مستشرقون يعرفون كثيراً من قيم التاريخ وتجاربه، ويعرفون دور ومكانة دمشق وحلب وحمص ورقة أبو العلاء المعري، وغيرها في التاريخ، فإن حكام المشيخات والحاكم التركي وما يتبعهم من عصابات مسلحة لا يفقهون أبداً دور ومكانة دمشق، التي تبقى روح القلب ونبضه لكل عربي ومسلم ومسيحي، لكن هؤلاء هم بلا قلب، وحُفاة من الروح.. لأنه لا يُعقل بتاتاً، على حد تعبير العميق في إيمانه والكبير في قلبه وعقله الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، الذي يقول: "لا يُعقل أن يتحول مؤمن إلى مصّاص دماء". وهنا يطرح سؤال لحُكام المشيخات الخليجية، ولحاكم تركيا، ولكل مافيات الدم وأدعياء التديّن في لبنان والأردن، وكل مكان من بلدان هذه الأمة: ألا يعرفون أن هناك لدى سيدهم الأبيض ماركة أزلية اسمها "انتهاء الصلاحية"، وأنه كلما صمدت سورية وواجهت، تمتّن الحلف المقاوم والممانع، وبالتالي يوضع "انتهاء الصلاحية" الشعار موضع التطبيق؟ ثمة حقيقة بدأت تتكون لدى شعوب هذه الأمة المقهورة، وهي أن من يتولى إدارة ثرواتها وثوراتها يعملون من أجل الكراهية، وعليه حوّلوا جامعة الدول العربية إلى جامعة تضج بالكراهية ضد من أسهم في تأسيسها ومنح حكامها ألقابهم عام 1946، حينما جعلهم شكري القوتلي أصحاب الجلالة والسمو والسيادة والفخامة..   هل سينجح هؤلاء الأعراب في إبقاء عالمنا العربي منجماً مشرعاً أمام مرتزقة العصر؟ ثمة شيء اسمه "انتهاء صلاحية"، نذكركم ونعلمكم ببعض الأمور عبر التاريخ: - الحجاج المتجبر صار متسولاً تلعب به الصبية في سكك كوفة. - بوب دينار عاش آخر عمره مذلولاً ومصاباً بمرض الزهايمر. - أنور السادات مات مقتولاً.. - تاج الدين الحسني الذي عيّنه المستعمر الفرنسي حاكماً على سورية، ووقع على صك التنازل عن لواء الاسكندرون، قتله الدمشقيون بالأحذية في بيته. ربما كان ضرورياً تذكير أربع دول عربية كانت تمدها سورية بالقمح، نذكر منهم ملك الأردن، الذي أعطاه بشار الأسد القمح والطحين والماء.. ماذا لو قطع عنك الماء الآن؟  

المصدر : ...أحمد زين الدين- الثبات


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة