أكد الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف أن المجتمع السوري كان وما يزال حاضنا للاعتدال الاسلامي تندمج فيه كل الأطياف في بوتقة الوطن وتتعانق فيه الكنائس مع المساجد.

السيد أوضح في ملتقى الخطباء والأئمة في المنطقتين الوسطى والساحلية الذي عقد في طرطوس اليوم بعنوان "دور الخطاب الديني في ترسيخ قيم الحوار والمصالحة الوطنية" أن الخطاب الديني في سورية لايوجد فيه من يبث خطابات الحقد والكراهية والتكفير مشيرا إلى أن من أهم اثار هذا الخطاب ترسيخ قيم الحوار والمصالحة الوطنية والدفاع عن هويته وثوابته ونبذ العنف والإرهاب والتطرف.

وقال وزير الأوقاف "إن هذا الملتقى أعطى الرسالة الحقيقية والجواب الشافي لرجال وعلماء الدين باسم الشعب السوري على أننا أمة واحدة نعيش في وطن واحد فسورية عاشت وما زالت تعيش في تناغم وانسجام اجتماعي متنوع جعل منها لوحة فسيفسائية أعطت أجمل صورة للعالم أجمع" لافتا إلى أن دور علماء الدين الإسلامي والمسيحي خلال المرحلة الحالية هو نشر ثقافة التسامح والإخاء والمحبة التي تربينا عليها.

واستغرب وجود من يدعو من علماء الدين على شاشات التلفزة إلى العنف والقتل باسم الإسلام ويدخل الأفكار المتطرفة والتكفيرية التي تسعى إلى تقسيم المجتمع ويحاول تغرير البعض مؤكدا أن السوريين لم ولن يسمحوا لهذا الفكر التفكيري الإقصائي بأن يدخل إلى عقولهم لأن هؤلاء لا يمتون للاسلام دين الحق والتسامح بأي صلة.

وأوضح الدكتور السيد أن الإرهابيين الذين يمارسون الجهاد باسم الله دخلوا إلى بيوت الله ودمروها كما فعلوا في الجامع الأموي بحلب الذي يعد رمزا للحضارة كما هدموا العديد من الكنائس مبينا أن السوريين أصبحوا يعون جيدا من هؤلاء وماذا يريدون وما خلفيتهم وما سلاحهم.

وأكد أهمية الجلوس إلى طاولة الحوار والسعي إلى حوار حقيقي يرتقي بنا إلى مصالحة وطنية تتضافر فيها الجهود بعيدا عن الغلو والتشدد والفكر التكفيري والشعارات الهدامة تحت مسميات باتت معروفة للجميع داعيا إلى تفعيل دور الخطاب الديني في ترسيخ قيم الحوار والمصالحة الوطنية الذي يعد واجبا شرعيا على الأئمة والخطباء لتكريس هذه القيم من خلال خطب الجمعة والدروس الدينية.

بدوره أكد الشيخ فتح الله القاضي مفتي محافظة حمص أهمية هذا اللقاء الذي يجمع رجال الدين لتبادل الآراء والأفكار والتعارف وتوحيد الصفوف واعلاء كلمة الحق وبيان دور دعاة الدين الاسلامي في نقل الصورة الحقيقية للإسلام داعيا إلى العمل لمواجهة ماتتعرض له الأمة من مخاطر والعمل على بناء الانسان البناء السليم والكريم ليتمكن من المساهمة في نهضة مجتمعه ووطنه وامته.

من ناحيته أوضح الشيخ عبد الغني الفران رئيس ارباب الشعائر الدينية في محافظة حماة ان هذا اللقاء يرسخ التعاون والالفة والدعوة إلى المحبة والمصالحة ونبذ العنف وتوحيد الكلمة مؤكدا الالتزام بمبادئ الاسلام السمحة عبر طاولة الحوار والدفاع عن الوطن وحفظه وصونه وعدم تسليمه إلى المتآمرين.

وأشار الشيخ زكريا سلواية مفتي محافظة اللاذقية إلى معاناة الشعب السوري الذي اظهر خلال الأزمة وعيه وحكمته ووقف ضد كل من حاول المساس بسورية داعيا إلى الحوار الذي يؤدي إلى المصالحة الوطنية والحفاظ على عزة الوطن وكرامته.

وأكد ديمترويوس شربك مطران الروم الأرثوذكس في صافيتا أن رجال الدين الإسلامي والمسيحي يتحملون المسؤولية المضاعفة في توعية المواطنين حول كل ما يجري والوصول إلى المحبة الكاملة في هذه المرحلة الصعبة ويتحتم على الشعب السوري أن يتكاتف ويتعاضد لحماية وطنه.

ودعا الشيخ محمد رضا حاتم خطيب جامع فاطمة الزهراء في محافظة اللاذقية إلى التركيز على أهمية تعميم ثقافة التسامح والخطاب الديني المسؤول الذي يعتمد على الضمائر الحية.

بدوره أكد عدنان عبود امام وخطيب جامع علي بن ابي طالب بطرطوس أن سورية بمواقفها وبمبادئها تهدد الوجود الإسرائيلي في المنطقة الامر الذي جعلها مكانا يمارس عليه الغرب احقاده داعيا كل من غرر به إلى الرجوع لحضن الوطن وعدم ترك أي مجال للمتآمرين بالتدخل في شؤونه الداخلية.

ولفت غسان داؤود رئيس المجلس الاسلامي الاسماعيلي إلى أن لقاء اليوم يعبر عن الحب والاخلاص للوطن الذي ينزف على يد جماعات إرهابية مسلحة تستخدم شعارات مختلفة مؤكدا ثقته المطلقة بوعي الشعب وقدرة الجيش العربي السوري على التصدي للإرهابيين ومخططاتهم التآمرية.

وأكد عدد من المشاركين في الملتقى ضرورة نقل الصورة الحقيقية عن الإسلام إلى الغرب وتصحيح الصورة الخاطئة التي تقدمها بعض وسائل الإعلام الغربية حول المسلمين ومحاولة البعض وصف الإسلام بالإرهاب دون وجه حق واعتبار الوحدة الوطنية والتآخي الديني في سورية القائم على التعاون والاحترام المتبادل مع الحفاظ على الخصوصية نموذجا يحتذى به في العالم.

ودعوا إلى توضيح المعنى الحقيقي للجهاد والفكر التكفيري الذي يحاول الغرب ادخاله وأهمية الحوار في الوصول إلى مصالحة وطنية ونبذ اعمال العنف والقتل ووقف اراقة الدماء وتمويل المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية واعتماد منهج الحوار والتعارف لتقوية أواصر المحبة والتعاون المشترك من اجل حرية الأوطان وكرامة المواطن.

وفي ختام الملتقى كرم وزير الأوقاف وحسن شعبان ومحمد شريتح امينا فرعي حزب البعث العربي الاشتراكي في طرطوس واللاذقية ونزار اسماعيل موسى محافظ طرطوس عددا من رجال الدين الاسلامي والمسيحي.

  • فريق ماسة
  • 2013-03-08
  • 7828
  • من الأرشيف

انعقاد ملتقى الخطباء والأئمة في المنطقتين الوسطى والساحلية في طرطوس

أكد الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف أن المجتمع السوري كان وما يزال حاضنا للاعتدال الاسلامي تندمج فيه كل الأطياف في بوتقة الوطن وتتعانق فيه الكنائس مع المساجد. السيد أوضح في ملتقى الخطباء والأئمة في المنطقتين الوسطى والساحلية الذي عقد في طرطوس اليوم بعنوان "دور الخطاب الديني في ترسيخ قيم الحوار والمصالحة الوطنية" أن الخطاب الديني في سورية لايوجد فيه من يبث خطابات الحقد والكراهية والتكفير مشيرا إلى أن من أهم اثار هذا الخطاب ترسيخ قيم الحوار والمصالحة الوطنية والدفاع عن هويته وثوابته ونبذ العنف والإرهاب والتطرف. وقال وزير الأوقاف "إن هذا الملتقى أعطى الرسالة الحقيقية والجواب الشافي لرجال وعلماء الدين باسم الشعب السوري على أننا أمة واحدة نعيش في وطن واحد فسورية عاشت وما زالت تعيش في تناغم وانسجام اجتماعي متنوع جعل منها لوحة فسيفسائية أعطت أجمل صورة للعالم أجمع" لافتا إلى أن دور علماء الدين الإسلامي والمسيحي خلال المرحلة الحالية هو نشر ثقافة التسامح والإخاء والمحبة التي تربينا عليها. واستغرب وجود من يدعو من علماء الدين على شاشات التلفزة إلى العنف والقتل باسم الإسلام ويدخل الأفكار المتطرفة والتكفيرية التي تسعى إلى تقسيم المجتمع ويحاول تغرير البعض مؤكدا أن السوريين لم ولن يسمحوا لهذا الفكر التفكيري الإقصائي بأن يدخل إلى عقولهم لأن هؤلاء لا يمتون للاسلام دين الحق والتسامح بأي صلة. وأوضح الدكتور السيد أن الإرهابيين الذين يمارسون الجهاد باسم الله دخلوا إلى بيوت الله ودمروها كما فعلوا في الجامع الأموي بحلب الذي يعد رمزا للحضارة كما هدموا العديد من الكنائس مبينا أن السوريين أصبحوا يعون جيدا من هؤلاء وماذا يريدون وما خلفيتهم وما سلاحهم. وأكد أهمية الجلوس إلى طاولة الحوار والسعي إلى حوار حقيقي يرتقي بنا إلى مصالحة وطنية تتضافر فيها الجهود بعيدا عن الغلو والتشدد والفكر التكفيري والشعارات الهدامة تحت مسميات باتت معروفة للجميع داعيا إلى تفعيل دور الخطاب الديني في ترسيخ قيم الحوار والمصالحة الوطنية الذي يعد واجبا شرعيا على الأئمة والخطباء لتكريس هذه القيم من خلال خطب الجمعة والدروس الدينية. بدوره أكد الشيخ فتح الله القاضي مفتي محافظة حمص أهمية هذا اللقاء الذي يجمع رجال الدين لتبادل الآراء والأفكار والتعارف وتوحيد الصفوف واعلاء كلمة الحق وبيان دور دعاة الدين الاسلامي في نقل الصورة الحقيقية للإسلام داعيا إلى العمل لمواجهة ماتتعرض له الأمة من مخاطر والعمل على بناء الانسان البناء السليم والكريم ليتمكن من المساهمة في نهضة مجتمعه ووطنه وامته. من ناحيته أوضح الشيخ عبد الغني الفران رئيس ارباب الشعائر الدينية في محافظة حماة ان هذا اللقاء يرسخ التعاون والالفة والدعوة إلى المحبة والمصالحة ونبذ العنف وتوحيد الكلمة مؤكدا الالتزام بمبادئ الاسلام السمحة عبر طاولة الحوار والدفاع عن الوطن وحفظه وصونه وعدم تسليمه إلى المتآمرين. وأشار الشيخ زكريا سلواية مفتي محافظة اللاذقية إلى معاناة الشعب السوري الذي اظهر خلال الأزمة وعيه وحكمته ووقف ضد كل من حاول المساس بسورية داعيا إلى الحوار الذي يؤدي إلى المصالحة الوطنية والحفاظ على عزة الوطن وكرامته. وأكد ديمترويوس شربك مطران الروم الأرثوذكس في صافيتا أن رجال الدين الإسلامي والمسيحي يتحملون المسؤولية المضاعفة في توعية المواطنين حول كل ما يجري والوصول إلى المحبة الكاملة في هذه المرحلة الصعبة ويتحتم على الشعب السوري أن يتكاتف ويتعاضد لحماية وطنه. ودعا الشيخ محمد رضا حاتم خطيب جامع فاطمة الزهراء في محافظة اللاذقية إلى التركيز على أهمية تعميم ثقافة التسامح والخطاب الديني المسؤول الذي يعتمد على الضمائر الحية. بدوره أكد عدنان عبود امام وخطيب جامع علي بن ابي طالب بطرطوس أن سورية بمواقفها وبمبادئها تهدد الوجود الإسرائيلي في المنطقة الامر الذي جعلها مكانا يمارس عليه الغرب احقاده داعيا كل من غرر به إلى الرجوع لحضن الوطن وعدم ترك أي مجال للمتآمرين بالتدخل في شؤونه الداخلية. ولفت غسان داؤود رئيس المجلس الاسلامي الاسماعيلي إلى أن لقاء اليوم يعبر عن الحب والاخلاص للوطن الذي ينزف على يد جماعات إرهابية مسلحة تستخدم شعارات مختلفة مؤكدا ثقته المطلقة بوعي الشعب وقدرة الجيش العربي السوري على التصدي للإرهابيين ومخططاتهم التآمرية. وأكد عدد من المشاركين في الملتقى ضرورة نقل الصورة الحقيقية عن الإسلام إلى الغرب وتصحيح الصورة الخاطئة التي تقدمها بعض وسائل الإعلام الغربية حول المسلمين ومحاولة البعض وصف الإسلام بالإرهاب دون وجه حق واعتبار الوحدة الوطنية والتآخي الديني في سورية القائم على التعاون والاحترام المتبادل مع الحفاظ على الخصوصية نموذجا يحتذى به في العالم. ودعوا إلى توضيح المعنى الحقيقي للجهاد والفكر التكفيري الذي يحاول الغرب ادخاله وأهمية الحوار في الوصول إلى مصالحة وطنية ونبذ اعمال العنف والقتل ووقف اراقة الدماء وتمويل المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية واعتماد منهج الحوار والتعارف لتقوية أواصر المحبة والتعاون المشترك من اجل حرية الأوطان وكرامة المواطن. وفي ختام الملتقى كرم وزير الأوقاف وحسن شعبان ومحمد شريتح امينا فرعي حزب البعث العربي الاشتراكي في طرطوس واللاذقية ونزار اسماعيل موسى محافظ طرطوس عددا من رجال الدين الاسلامي والمسيحي.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة