"هل سقط النظام في سورية حتى نسلم بالأمر الواقع ونقبل باجراء الانتخابات النيابية وفق قانون الستين الذي يعيد انتاج أكثرية من قوى الرابع عشر من آذار تعيد الأمور إلى مربعها الأول وتعوض ما خسرته في سورية؟"، بهذا التعبير الساخر علق سياسي مخضرم ناشط على خط الضاحية – الرابية على توقيع رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي على مرسوم دعوة الناخبين لاجراء الانتخابات في موعدها المقرر في التاسع من حزيران المقبل، معتبراً أن هذا التوقيع لا يمكن ادراجه إلا في خانة "الزكزكة"، خصوصاً أن أحداً من قوى الثامن من آذار لن يرضى بتنازلات من هذا الحجم، فكما أن الإنتخابات وفق مشروع قانون قانون اللقاء الأرثوذكسي تشكل انتحاراً سياسياً لتيار "المستقبل"، فإن القبول بقانون "الستين" يشكل انتحاراً سياسياً للفريق المقابل أي للثنائية الشيعية وللتيار الوطني على حد سواء.

في هذا الوقت، ترتفع بورصة الخشية من تفجير أمني كبير يؤدي إلى تطيير الإنتخابات والإستحقاقات برمتها، خصوصاً بعد الدخول السلبي لواشنطن على خط التوتر العالي للأزمة السياسية العاصفة بلبنان من خلال السفيرة مورا كونيللي التي زارت رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأعلنت موقف بلادها بشكل استفزازي متعمد عبر بيان مكتوب ومحضر، أكدت فيه على ضرورة اجراء الانتخابات في موعدها ووفق القانون المعمول به في اشارة واضحة إلى صحة المعلومات التي كانت قد أوردتها "النشرة" أمس في سياق مقاربتها للموقف الأميركي من الاستحقاقات الداخلية.

وبمعزل عن الخطوة الأميركية وتوقيتها الذي تزامن مع انفتاح الفريق المسيحي على موسكو من جهة، وتقدم الجيش السوري في معركته ضد المعارضة السورية المدعومة من الغرب وغالبية الدول العربية والإسلامية، من جهة ثانية تدرج مصادر سياسية قريبة من عين التينة الخطوة الأميركية في خانة التحضير لأزمة سياسية وأمنية غير محسوبة النتائج، لاسيما أن واشنطن تدرك جيداً عبر دبلوماسيتها الناشطة في لبنان أن مثل هذه الخطوة تشكل عملية سياسية شبيهة بأحداث 7 ايار ولكن معكوسة النتائج والتنفيذ، وهذا ما لا يمكن لـ"حزب الله" القبول به، باعتبار أن أي تنازل بهذا الحجم من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التراجعات التي لا يمكن التسليم بها بعد أن وصلت لعبة الكباش إلى مرحلة متقدمة يشكل فيها لي الذراع بحد ذاته خسارة سياسية ومعنوية ليس فقط لـ"حزب الله" وحلفائه انما لما يعرف بمحور المقاومة الممتد من ايران حتى جنوب لبنان.

وانطلاقاً من هذه النظرية، ترى المصادر أن حشر "حزب الله" والتيار الوطني الحر" في الزاوية الأميركية لن يمر مرور الكرام ولا يمكن التسليم به بأي من شكل من الأشكال، وبالتالي فإن الرد الأولي قد يأتي من رئيس مجلس النواب نبيه بري، من خلال الدعوة إلى جلسة عامة للتصويت على "الأرثوذكسي"، ما سيؤدي حتماً إلى دفن قانون الستين مع تعديلاته وتالياً اعادة خلط الأوراق والعودة بالاستحقاق إلى مربعه الأول.

وليس بعيداً عن ذلك، تطرح المصادر عينها أكثر من علامة استفهام حول التوقيت الأميركي لاسداء النصح والاملاء بحسب التعبير، وما اذا كان مرتبطاً بالكباش الأميركي الروسي الدائر في المنطقة، بحيث يمكن الملاحظة أن الدخول الأميركي المباشر على الخط اللبناني جاء في اعقاب جولة لوزير الخارجية الأميركية التقى خلالها نظيره السعودي، كما بعد زيارة للبطريريك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى روسيا مع ما حملته من دلالات ومؤشرات، فضلاً عن اعتبارها بمثابة الرد على التوافق المسيحي المسيحي الذي يحصل في لبنان للمرة الأولى منذ ستينات القرن الماضي.  
  • فريق ماسة
  • 2013-03-04
  • 13326
  • من الأرشيف

واشنطن تقحم الإستحقاق الإنتخابي في معركتها المفتوحة مع موسكو...

"هل سقط النظام في سورية حتى نسلم بالأمر الواقع ونقبل باجراء الانتخابات النيابية وفق قانون الستين الذي يعيد انتاج أكثرية من قوى الرابع عشر من آذار تعيد الأمور إلى مربعها الأول وتعوض ما خسرته في سورية؟"، بهذا التعبير الساخر علق سياسي مخضرم ناشط على خط الضاحية – الرابية على توقيع رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي على مرسوم دعوة الناخبين لاجراء الانتخابات في موعدها المقرر في التاسع من حزيران المقبل، معتبراً أن هذا التوقيع لا يمكن ادراجه إلا في خانة "الزكزكة"، خصوصاً أن أحداً من قوى الثامن من آذار لن يرضى بتنازلات من هذا الحجم، فكما أن الإنتخابات وفق مشروع قانون قانون اللقاء الأرثوذكسي تشكل انتحاراً سياسياً لتيار "المستقبل"، فإن القبول بقانون "الستين" يشكل انتحاراً سياسياً للفريق المقابل أي للثنائية الشيعية وللتيار الوطني على حد سواء. في هذا الوقت، ترتفع بورصة الخشية من تفجير أمني كبير يؤدي إلى تطيير الإنتخابات والإستحقاقات برمتها، خصوصاً بعد الدخول السلبي لواشنطن على خط التوتر العالي للأزمة السياسية العاصفة بلبنان من خلال السفيرة مورا كونيللي التي زارت رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأعلنت موقف بلادها بشكل استفزازي متعمد عبر بيان مكتوب ومحضر، أكدت فيه على ضرورة اجراء الانتخابات في موعدها ووفق القانون المعمول به في اشارة واضحة إلى صحة المعلومات التي كانت قد أوردتها "النشرة" أمس في سياق مقاربتها للموقف الأميركي من الاستحقاقات الداخلية. وبمعزل عن الخطوة الأميركية وتوقيتها الذي تزامن مع انفتاح الفريق المسيحي على موسكو من جهة، وتقدم الجيش السوري في معركته ضد المعارضة السورية المدعومة من الغرب وغالبية الدول العربية والإسلامية، من جهة ثانية تدرج مصادر سياسية قريبة من عين التينة الخطوة الأميركية في خانة التحضير لأزمة سياسية وأمنية غير محسوبة النتائج، لاسيما أن واشنطن تدرك جيداً عبر دبلوماسيتها الناشطة في لبنان أن مثل هذه الخطوة تشكل عملية سياسية شبيهة بأحداث 7 ايار ولكن معكوسة النتائج والتنفيذ، وهذا ما لا يمكن لـ"حزب الله" القبول به، باعتبار أن أي تنازل بهذا الحجم من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التراجعات التي لا يمكن التسليم بها بعد أن وصلت لعبة الكباش إلى مرحلة متقدمة يشكل فيها لي الذراع بحد ذاته خسارة سياسية ومعنوية ليس فقط لـ"حزب الله" وحلفائه انما لما يعرف بمحور المقاومة الممتد من ايران حتى جنوب لبنان. وانطلاقاً من هذه النظرية، ترى المصادر أن حشر "حزب الله" والتيار الوطني الحر" في الزاوية الأميركية لن يمر مرور الكرام ولا يمكن التسليم به بأي من شكل من الأشكال، وبالتالي فإن الرد الأولي قد يأتي من رئيس مجلس النواب نبيه بري، من خلال الدعوة إلى جلسة عامة للتصويت على "الأرثوذكسي"، ما سيؤدي حتماً إلى دفن قانون الستين مع تعديلاته وتالياً اعادة خلط الأوراق والعودة بالاستحقاق إلى مربعه الأول. وليس بعيداً عن ذلك، تطرح المصادر عينها أكثر من علامة استفهام حول التوقيت الأميركي لاسداء النصح والاملاء بحسب التعبير، وما اذا كان مرتبطاً بالكباش الأميركي الروسي الدائر في المنطقة، بحيث يمكن الملاحظة أن الدخول الأميركي المباشر على الخط اللبناني جاء في اعقاب جولة لوزير الخارجية الأميركية التقى خلالها نظيره السعودي، كما بعد زيارة للبطريريك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى روسيا مع ما حملته من دلالات ومؤشرات، فضلاً عن اعتبارها بمثابة الرد على التوافق المسيحي المسيحي الذي يحصل في لبنان للمرة الأولى منذ ستينات القرن الماضي.  

المصدر : النشرة / أنطوان الحايك


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة