اتفقت موسكو وواشنطن على أن الحل السياسي في سورية هو الأساس. تزامن ذلك مع اجواء ايجابية أعقبت المفاوضات الايرانية الغربية في كازاخستان. الملفان مرتبطان، ذلك أن الهدف الغربي الاساس هي ايران وملفها النووي. ولم يكن مفاجئاً أن يسارع بنيامين نتنياهو بعد محادثات المآتا إلى الحث على ضربة عسكرية لإيران.

تزامن ذلك أيضا مع انتقاد علني من أمير قطر لدول كبرى بأنها تكتفي بالإدانة لما يجري في سورية، وذلك في إشارة واضحة إلى عدم رفع مستوى التسليح الغربي للمعارضة المسلحة السورية ...

واشنطن لم تستبعد نهائياً تسليح المعارضة، لكنها تريد أولاً الحصول على ضمانات من "الجيش الحر" وائتلاف الدوحة  بأن السلاح لن يذهب إلى "جبهة النصرة" والمتطرفين، وتريد ثانياً استنفاذ الحلول السياسية بالتعاون مع موسكو قبل الإقدام على أي خطوة أخرى. فموسكو وواشنطن هما حالياً في مرحلة سبر أغوار التفاهمات الثنائية في أكثر من ملف ولن يكون طبيعياً أن تقدم واشنطن على ما يقطع هذا التفاهم أو يغضب بوتين.

 

ماذا تريد واشنطن؟

لو استندنا الى ما قاله جون كيري في باريس امس: المطلوب هو توحيد المعارضة السورية لكي تشمل كل القوى بما فيها هيئة التنسيق بغية التخفيف من الجناح الاسلامي وخصوصا المتشدد، مقاومة العنف، الحفاظ على مؤسسات الدولة، والمباشرة بحوار يؤدي الى انتقال سياسي للسلطة.

انتقال تريده واشنطن بدون الرئيس الاسد، ولكنها لم تقل حتى الآن ان رحيل الاسد هو شرط للحوار المقبل.... والائتلاف نفسه بات قابلا بحوار بوجود الاسد اذا كان سيؤدي الى رحيله. وفرانسوا هولاند الزائر لموسكو حاليا يقول اعتقد اننا سنتمكن خلال الاسابيع المقبلة من ايجاد حل سياسي يسمح بوضع حد لتصاعد النزاع.

المشهد في دمشق مغاير، فالسلطة قالت على لسان وزير خارجيتها انها منفتحة على الحوار مع كل الاطراف بما فيها المسلحة وانها تكافح الارهاب، لكن من غير الوارد عندها التفكير بأي حل بدون الاسد...هذا بالضبط ما يدفع البيت الابيض والمسؤولين الاميركيين الى التلويح الدائم باحتمال تسليح المعارضة ورفع المساعدات لها.

هذا يدخل في اطار الضغط. يمكن القول اذا ان المرحلة الحالية مفتوحة لكل انواع الضغوط، قبل ان يستقر جس النبض بين موسكو وواشنطن على تفاهم اوسع من سورية.

باراك اوباما نجح ضد خصومه في الداخل في تثبيت وزراء الدفاع والخارجية والمالية، وبات اكثر قدرة على التحرك في ملفات الخارج والتي يريد حلولا سياسية لا عسكرية لها. وموسكو تعتبر ان بقاء الجيش السوري قويا سمح لها بجر اميركا والمجتمع الدولي صوب خيار الحل السياسي.

لكن ما لم يحصل التفاهم الروسي الاميركي ، فإن السلاح سيبقى سيد الموقف، ودماء السوريين ستنزف طويلاً.

 

  • فريق ماسة
  • 2013-03-01
  • 4396
  • من الأرشيف

هل حان وقت الحلّ في سورية؟

اتفقت موسكو وواشنطن على أن الحل السياسي في سورية هو الأساس. تزامن ذلك مع اجواء ايجابية أعقبت المفاوضات الايرانية الغربية في كازاخستان. الملفان مرتبطان، ذلك أن الهدف الغربي الاساس هي ايران وملفها النووي. ولم يكن مفاجئاً أن يسارع بنيامين نتنياهو بعد محادثات المآتا إلى الحث على ضربة عسكرية لإيران. تزامن ذلك أيضا مع انتقاد علني من أمير قطر لدول كبرى بأنها تكتفي بالإدانة لما يجري في سورية، وذلك في إشارة واضحة إلى عدم رفع مستوى التسليح الغربي للمعارضة المسلحة السورية ... واشنطن لم تستبعد نهائياً تسليح المعارضة، لكنها تريد أولاً الحصول على ضمانات من "الجيش الحر" وائتلاف الدوحة  بأن السلاح لن يذهب إلى "جبهة النصرة" والمتطرفين، وتريد ثانياً استنفاذ الحلول السياسية بالتعاون مع موسكو قبل الإقدام على أي خطوة أخرى. فموسكو وواشنطن هما حالياً في مرحلة سبر أغوار التفاهمات الثنائية في أكثر من ملف ولن يكون طبيعياً أن تقدم واشنطن على ما يقطع هذا التفاهم أو يغضب بوتين.   ماذا تريد واشنطن؟ لو استندنا الى ما قاله جون كيري في باريس امس: المطلوب هو توحيد المعارضة السورية لكي تشمل كل القوى بما فيها هيئة التنسيق بغية التخفيف من الجناح الاسلامي وخصوصا المتشدد، مقاومة العنف، الحفاظ على مؤسسات الدولة، والمباشرة بحوار يؤدي الى انتقال سياسي للسلطة. انتقال تريده واشنطن بدون الرئيس الاسد، ولكنها لم تقل حتى الآن ان رحيل الاسد هو شرط للحوار المقبل.... والائتلاف نفسه بات قابلا بحوار بوجود الاسد اذا كان سيؤدي الى رحيله. وفرانسوا هولاند الزائر لموسكو حاليا يقول اعتقد اننا سنتمكن خلال الاسابيع المقبلة من ايجاد حل سياسي يسمح بوضع حد لتصاعد النزاع. المشهد في دمشق مغاير، فالسلطة قالت على لسان وزير خارجيتها انها منفتحة على الحوار مع كل الاطراف بما فيها المسلحة وانها تكافح الارهاب، لكن من غير الوارد عندها التفكير بأي حل بدون الاسد...هذا بالضبط ما يدفع البيت الابيض والمسؤولين الاميركيين الى التلويح الدائم باحتمال تسليح المعارضة ورفع المساعدات لها. هذا يدخل في اطار الضغط. يمكن القول اذا ان المرحلة الحالية مفتوحة لكل انواع الضغوط، قبل ان يستقر جس النبض بين موسكو وواشنطن على تفاهم اوسع من سورية. باراك اوباما نجح ضد خصومه في الداخل في تثبيت وزراء الدفاع والخارجية والمالية، وبات اكثر قدرة على التحرك في ملفات الخارج والتي يريد حلولا سياسية لا عسكرية لها. وموسكو تعتبر ان بقاء الجيش السوري قويا سمح لها بجر اميركا والمجتمع الدولي صوب خيار الحل السياسي. لكن ما لم يحصل التفاهم الروسي الاميركي ، فإن السلاح سيبقى سيد الموقف، ودماء السوريين ستنزف طويلاً.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة