في وقت تواجه فيه منطقة الساحل الأفريقي تصاعد التوتر الأمني على خلفية الحرب الفرنسية في مالي، وبعدما شهدت الجزائر خصوصاً إحدى تبعات تلك الحرب من خلال الهجوم الذي شنه متشددون على منشأة الغاز في إن أميناس، تبحث واشنطن اليوم، الاقتراح على الجزائر التعاون الاستخباراتي لملاحقة المتشددين عبر المعلومات التي تجمعها الطائرات من دون طيار.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس، أن السفير الأميركي لدى الجزائر هنري إنشر ومسؤولين في مكافحة الإرهاب اقترحوا تقديم الدعم للقوات الجزائرية «لقتل وملاحقة المسلحين». وتشمل الخطة الأميركية «طائرات من دون طيار تقدم المعلومات للقوات الجزائرية لتمكينها من شن عمليات داخل البلاد، وربما في مناطق محدودة خارج الحدود».

ووفقاً لمسؤولين في الإدارة الأميركية، شدد السفير الاميركي في رسالة إلى وزارة الخارجية الأسبوع الماضي، على اولوية اعتبار ملاحقة (القيادي في تنظيم القاعدة) مختار بلمختار، وهو العقل المدبر لاعتداء منشأة الغاز.

وبالتالي، «نصح إنشر بأن تقترح إدارة (الرئيس باراك) أوباما على الجزائريين، انهم إذا سمحوا للولايات المتحدة بإرسال طائرات من دون طيار إلى منطقة الحدود، كما يحصل في مالي، فإن الأميركيين سيشاركون معلوماتهم الحكومة الجزائرية»، بحسب «نيويورك تايمز».

وكان إنشر في أواخر العام 2011 اقترح أن تشارك واشنطن معلوماتها حول مالي الجزائريين لتشجيعهم على التحرك ضد بلمختار مباشرة أو عن طريق التعاون مع الطوارق في شمالي مالي، وفقاً لمسؤولين حاليين وسابقين في الإدارة الأميركية. وفي وقت لاحق وسع إنشر اقتراحه ليشمل معلومات تقدمـها الطائرات من دون طيار.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله إن اجتماعاً بين مستشاري أوباما للأمن القومي الأسبوع الماضي شهد إجماعاً على ضرورة ملاحقة بلمختار، ولكن لم يتم التوصل إلى قرار حول تقديم عرض رسمي إلى الجزائريين.

ووفقاً للصحيفة، فإن واشنطن تجد في التعاون مع الجزائر، «المصرة على حماية سيادتها»، خطوة مهمة في مكافحة الإرهاب. وقد وافقت الجزائر فعلاً خلال هجوم إن أميناس على السماح لطائرة من دون طيار أميركية بالتحليق فوق المنشأة بشرط الانسحاب فور انتهاء الاعتداء.

ولفتت «نيويورك تايمز» إلى أن «مسؤولين أميركيين يشعرون باحتمال وجود تغيير لدى الجزائريين للتحرك بعيداً عن سياستهم الدائمة بعدم شن أي عمليات عسكرية خارج الحدود». وأفاد مسؤول أميركي بأن «مسؤولين جزائريين أبلغوا الولايات المتحدة انهم مستعدون لشن عمليات في المناطق الحدودية».

  • فريق ماسة
  • 2013-02-27
  • 4909
  • من الأرشيف

اقتـراح أميـركي للتـعاون مع الجـزائر: طائرات من دون طيار لملاحقة «القاعدة»

في وقت تواجه فيه منطقة الساحل الأفريقي تصاعد التوتر الأمني على خلفية الحرب الفرنسية في مالي، وبعدما شهدت الجزائر خصوصاً إحدى تبعات تلك الحرب من خلال الهجوم الذي شنه متشددون على منشأة الغاز في إن أميناس، تبحث واشنطن اليوم، الاقتراح على الجزائر التعاون الاستخباراتي لملاحقة المتشددين عبر المعلومات التي تجمعها الطائرات من دون طيار. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس، أن السفير الأميركي لدى الجزائر هنري إنشر ومسؤولين في مكافحة الإرهاب اقترحوا تقديم الدعم للقوات الجزائرية «لقتل وملاحقة المسلحين». وتشمل الخطة الأميركية «طائرات من دون طيار تقدم المعلومات للقوات الجزائرية لتمكينها من شن عمليات داخل البلاد، وربما في مناطق محدودة خارج الحدود». ووفقاً لمسؤولين في الإدارة الأميركية، شدد السفير الاميركي في رسالة إلى وزارة الخارجية الأسبوع الماضي، على اولوية اعتبار ملاحقة (القيادي في تنظيم القاعدة) مختار بلمختار، وهو العقل المدبر لاعتداء منشأة الغاز. وبالتالي، «نصح إنشر بأن تقترح إدارة (الرئيس باراك) أوباما على الجزائريين، انهم إذا سمحوا للولايات المتحدة بإرسال طائرات من دون طيار إلى منطقة الحدود، كما يحصل في مالي، فإن الأميركيين سيشاركون معلوماتهم الحكومة الجزائرية»، بحسب «نيويورك تايمز». وكان إنشر في أواخر العام 2011 اقترح أن تشارك واشنطن معلوماتها حول مالي الجزائريين لتشجيعهم على التحرك ضد بلمختار مباشرة أو عن طريق التعاون مع الطوارق في شمالي مالي، وفقاً لمسؤولين حاليين وسابقين في الإدارة الأميركية. وفي وقت لاحق وسع إنشر اقتراحه ليشمل معلومات تقدمـها الطائرات من دون طيار. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله إن اجتماعاً بين مستشاري أوباما للأمن القومي الأسبوع الماضي شهد إجماعاً على ضرورة ملاحقة بلمختار، ولكن لم يتم التوصل إلى قرار حول تقديم عرض رسمي إلى الجزائريين. ووفقاً للصحيفة، فإن واشنطن تجد في التعاون مع الجزائر، «المصرة على حماية سيادتها»، خطوة مهمة في مكافحة الإرهاب. وقد وافقت الجزائر فعلاً خلال هجوم إن أميناس على السماح لطائرة من دون طيار أميركية بالتحليق فوق المنشأة بشرط الانسحاب فور انتهاء الاعتداء. ولفتت «نيويورك تايمز» إلى أن «مسؤولين أميركيين يشعرون باحتمال وجود تغيير لدى الجزائريين للتحرك بعيداً عن سياستهم الدائمة بعدم شن أي عمليات عسكرية خارج الحدود». وأفاد مسؤول أميركي بأن «مسؤولين جزائريين أبلغوا الولايات المتحدة انهم مستعدون لشن عمليات في المناطق الحدودية».

المصدر : الماسة السورية \ السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة