وصلت الازمة في سورية و حولها الى المستوى الذي باتت الشبهة و الظن ملجأ الخاسرين في الوقت الذي باتت الطمأنينة و اليقين رداء الذين ثبتوا في المواجهة و قدموا التضحيات و تحملوا الكلفة الباهظة من اجل منع المعتدين علي سورية (الدولة و الكيان و الموقع) من تحقيق اهداف عدوانهم .

 و من اجل ذلك انقسم الجمع في هذه المرحلة الى فئتين :

- فئة تتمسك بالدمار و الخسائر المتعددة الاشكال و و تنحو باللائمة على من تسبب بها ، و بسوء ظن و خبث طوية تحمل المدافع ( اي الدولة السورية بكل مؤسساتها خاصة السيساسية و الامنية و العسكرية ) مسؤولية ما حصل ، و كانها كانت تريد من الدولة السورية ان تستسلم للعدوان و تسلم امرها للاميركين و الصهاينة حتى يستعبد البشر من اجل ان ينجو الحجر ، و طبعا هذا سلوك لا يخدع به الا البسطاء و لا يروج له الا الخبثاء الذين كانوا بعلم او من غير علم ، و مباشرة او بشكل غير مباشر ، كانوا و لا زالوا في صف العدوان ملتزمين اهدافه عاملين على ترويجها .

 

- و فئة معاكسة تنظر بوعي و فكر مدقق قائم على قواعد العلم العسكري و الاستراتيجي و تميز بين نتائج الحرب في المشهد و المواقع التي آل اليها الصراع و المواجهة من جهة و بين الكلفة و الخسائر التي فرضت على سورية من جهة اخرى و ترى و بشكل موضوعي ان العدوان لم يحقق هدفه الاستراتيجي الرئيسي في وضع اليد على سورية و استتباعها و شطبها من المعادلة الاقليمية ، و هو الهدف الرئيسي الذي لم ينطلق العدوان الا من اجله ، لذلك انقلب المعتدي بعد الاخفاق الى الانتقام و مارس حقده و خبثه ضد سورية فقتل و دمر و هجر و سرق المصانع و عطل الانتاج و.. و .. لكنه لم يستطع ان ينال من الدولة السورية كما هو مفهوم الدولة و لم يكسر اراتها . حيث استمرت الدولة بمؤسساتها و مرافقها تعمل تحت اقسى الظروف و تعمر و ترمم المرفق المعطل المرة تلو المرة و لا تقع في يأس الخائبين ... نعم استمرت المؤسسات السيادية و السياسية و القضائية و العسكرية و التربوية و الصحية في الدولة عاملة لا يثنيها و لا يمنعها عن المتابعة في العمل ارهاب او ترهيب او تخويف او عقوبات او حصار ، كما استمرت الدولة السورية ثابتة على مواقفها السياسية رافضة الاستجابة لاي من اوامر المعتدي و تمنياته و تمنع المس مطلقا بعناصر السيادة و القرار الحر و الدولة المستقلة .

 

هذا هو المشهد الحقيقي في سورية الان حيث بات السير و البحث عن مخرج سياسي من الازمة حقيقة واقعة لا ينكرها الا جاهل او متطفل او مأجور مكلف بعرقلة الخروج من اتون النار . و هنالا بد من التذكير ان الحروب عندما ينتصر فيها من ينتصر لا يطالب بما انفق من ذخيرة و لا بما تسببت به مواجهته من دمار ، و يحضرني هنا قول تشرشل بعد الحرب العالمية الثانية عندما وقف في مجلس العموم البريطاني و قال له احد اعضائه " على ماذا نحتفل بالنصر و كل شيء في المملكة المتحدة مدمر " ؟ فاجابه تشرشل " هل ارادتنا بخير ؟ و هل قضاؤنا بخير ؟ فاجاب نعم : عندها قال تشرشل اذن انتصرنا و المملكة بخير " ... نعم ان الحروب ليست نزهة في حدائق الورود ، بل انها و دون شك طريق تعبر عبر الركام لتنتهي الى فرض ارادة على اخرى و من يكسر ارادة الاخر ينتصر و لا يلتفت الى حجم الخسائر التي تكبدها ثمنا لهذا الانتصار ، و من تكسر ارادته ينكسر و هذا هو حال من اعتدى على سورية و شن عليها الحرب الكونية.

اذ ان عدنا الى مشهد المنضوين تحت لواء العدوان على سورية نجد كيف انهم اليوم متصدعين مشتتين يتخبطون في دوائر اليأس و الاحباط ، " كبيرهم" يبحث عن مخرج يحفظ به ماء وجهه و "صغيرهم" او الاداة في المشروع تبحث عن سبل للفرار من الميدان حاملة ما خف حمله و غلا ثمنه ، او تتجه الى الانتحار بدافع اليأس و الاحباط و هنا نسجل ما حصل في الايام الاخيرة من تحول و تبدل و اتخاذ مواقف انفعالية ليس من تفسير لها الا انها تشهد على هزيمة العدوان.

و نبدا مع اميركا التي كانت ترى ان الطريق لتحقيق اهدافها لا يكون الا بالعمل العسكري المتعدد الاشكال و لذا رفضت ابتداءاً الدعوة الى الحوار و القاء السلاح كما وجهتها الدولة السورية و اصرت على القتال و المواجهة الميدانية بالطرق الارهابية و الاجرامية و حشدت 120 دولة من اجل الضغط على سورية .. و ..و كانت ترفض مطلقا التعليق على العمليات الارهابية التي تنفذ في الاحياء السورية الاهلة و تحصد الابرياء .... اما الان فكل ذلك تراجع حتى انها صنفت من يمثل 45 المسلحين في سورية بانهم تنظيم ارهابي ( جبهة النصر ) ، و صحيح انها لم تسمح ببيان رئاسي من مجلس الامن لادانة العملية الارهابية الوحشية التي نفذت في دمشق في الاسبوع الفائت ، الا انها ادانت االعملية بذاتها و نحن نعلم ان استدارة القوى الكبرى لا تكون خاطفة خفيفة كما يغير راكب الدراجة اتجاهه بل انها تجري بهدوء و بانعطاف بطيء كما ينعطف القطار .. و هذا ما تجريه اميركا اليوم .و لن يغير في الفهم ما بيروج من حديث عن ضغوط تمارس لتسليح المعارضة .

اما اروبا و خاصة بريطانيا و فرنسا و المانيا فانها خفضت سقفها ، و منها من بات يتحدث عن الشأن السوري كما يتحدث المدافعين عن سورية و في سورية انفسهم و بعد ان ادانت هذ1ه الدول العملية الارهابية الاخيرة في دمشق و رفض الاتحاد الاروبي رفع الحظر عن السلاح الى سورية و اتجهت دول للتشدد في التعامل مع المعارضة التي كانت ترعاها ، و ظهر واضحا ان اروبا لم تعد مقتنعة بامكانية تحقيق الهدف الاستراتيجي في سورية و انها لا تثق بقدرة الادوات السورية المتناحرة المشتتة ولاتثق بها للوصول الى تلك الاهداف ، لذا اعتمدت اروبا و بمحاكاة مع اميركا خطة التراجع المبرمج الذي يعفيها من تحمل نتائج خسارة العدوان و ينصلها من دعم االارهاب .

اما دول تصدير الارهابيين فان شأنها و سلوكها تغير ايضاً الى الحد الذي باتت تتخذ فيه القرارات القضائية لملاحقة من يجند الارهابيين و يرسلهم الى سورية ( كما حدث في تونس من اسبوعين حيث تمت ملاحقة 16 مكتب تجنيد ) كما و افسح المجال لاصدار الفتاوى المعاكسة لدعم الارهاب حيث يؤكد في في الفتاوى الجديدة على " ان سورية ليست ارض جهاد" و "ان القتيل فيها ليس شهيدا" ( كما افتي في كل من تونس و مصر و السعودية و الكويت مؤخرا ) .

و يبقى من تحتفظ به اميركا حارسا لانسحابها و تراجعها و مستعملا كورقة ضغط تفاوضي في ما يخطط من تنظيمه و ادارته من عمل سياسي كما هو حال قطر و من هو وفي وظيفتها فان هؤلاء يستعملون و لا يسمح لهم بتغيير السلوك الا بعد انتهاء العملية السيسية ، و يندرج في هذا العنوان "دمية الدوحة" المسماة " الائتلاف السوري المعارض" و التي صنعتها اميركا لتكون " الممثل الوحيد للشعب السوري " التي تتولى السلطة اذا انتصر العدوان ، هذه الدمية الي ظن البعض انها " ثارت على اسيادها الغربيين بعد ان مدها القطري " الرافض للحل السلمي " بمئة مليو دولار ، فتراجعت عما اسمته مبادرة سلمية و رفضت الحوار مع روسيا او الذهاب الى اميركا او المشاركة في مؤتمر ما يسمى " اصدقاء سورية " ( و هو كما حقيقته مؤتمر اعداء الشعب السوري ) ، هذه الدمية تقوم بالحركات البلهوانية لا تنطلي على عاقل و لا تخدع مراقب يعرف المسار العام ، و هي لا تعدو كونها تعزيز للموقف التفاوضي لاميركا الذي خطط له على مرحلتين : اولى على صعيد وزراء الخارجية ستجري يوم غد و ثانية على صعيد الرؤساء تتم في الشهر المقبل ، حيث ينطلق بعدها العمل التفاوضي الجدي بحثا عن حل حقيقي .

اما الاخرون من الذين لن يكون لهم محل على طاوة التفاوض الدولي المنتج للبيئة الملائمة للحل نظرا لصغرهم و هامشيتهم الدولية ، او ممن لن يكون لهم محل على طاولة الحوار الوطني السوري نظرا لكونهم غرباء غير سوريين ، هؤلاء هم البائسون المحبطون الذين سيبحثون عن مخرج من الميدان السوري و يتلمسون طريقا تقودهم الى الانتحار كما حصل في متفجرة دمشق الاخيرة او الى الفرار كما بدأ يحصل باتجاه لبنان حيث انتقل اليه المئات من ارهابيي جبهة النصرة ، او الاستفادة من الوقت المتبقي للعمل بالارتزاق و الاجرة عند هذا الفريق او ذاك مقابل الجعالة و المال كما يحصل في الشمال الشرقي من لبنان خدمة لجماعة الحريري الفاشلة في الوصول الى قانون انتخاب يناسبها .

و في المقابل تبقى سورية التي تكبدت الخسائر الفادحة في معركتها الدفاعية عصية على السقوط و الانهيار ، و يبقى الانهيار من نصيب المعتدين و الطامعين و ادواتهم و عملائهم و مرتزقتهم ، اما ما دمر فيمكن تعميره و من هجر يمكن اعادته الى ارضه ، و المهم ان ارادة البقاء و ارادة التمسك بالحقوق و احتلال الموقع الملائم للكرامة الوطنية السورية هذه الارادة لم تنسكر و لم تتعرض لانهيار .

  • فريق ماسة
  • 2013-02-25
  • 11864
  • من الأرشيف

سورية بين صمود الدولة و... تصدع العدوان وانهياره

وصلت الازمة في سورية و حولها الى المستوى الذي باتت الشبهة و الظن ملجأ الخاسرين في الوقت الذي باتت الطمأنينة و اليقين رداء الذين ثبتوا في المواجهة و قدموا التضحيات و تحملوا الكلفة الباهظة من اجل منع المعتدين علي سورية (الدولة و الكيان و الموقع) من تحقيق اهداف عدوانهم .  و من اجل ذلك انقسم الجمع في هذه المرحلة الى فئتين : - فئة تتمسك بالدمار و الخسائر المتعددة الاشكال و و تنحو باللائمة على من تسبب بها ، و بسوء ظن و خبث طوية تحمل المدافع ( اي الدولة السورية بكل مؤسساتها خاصة السيساسية و الامنية و العسكرية ) مسؤولية ما حصل ، و كانها كانت تريد من الدولة السورية ان تستسلم للعدوان و تسلم امرها للاميركين و الصهاينة حتى يستعبد البشر من اجل ان ينجو الحجر ، و طبعا هذا سلوك لا يخدع به الا البسطاء و لا يروج له الا الخبثاء الذين كانوا بعلم او من غير علم ، و مباشرة او بشكل غير مباشر ، كانوا و لا زالوا في صف العدوان ملتزمين اهدافه عاملين على ترويجها .   - و فئة معاكسة تنظر بوعي و فكر مدقق قائم على قواعد العلم العسكري و الاستراتيجي و تميز بين نتائج الحرب في المشهد و المواقع التي آل اليها الصراع و المواجهة من جهة و بين الكلفة و الخسائر التي فرضت على سورية من جهة اخرى و ترى و بشكل موضوعي ان العدوان لم يحقق هدفه الاستراتيجي الرئيسي في وضع اليد على سورية و استتباعها و شطبها من المعادلة الاقليمية ، و هو الهدف الرئيسي الذي لم ينطلق العدوان الا من اجله ، لذلك انقلب المعتدي بعد الاخفاق الى الانتقام و مارس حقده و خبثه ضد سورية فقتل و دمر و هجر و سرق المصانع و عطل الانتاج و.. و .. لكنه لم يستطع ان ينال من الدولة السورية كما هو مفهوم الدولة و لم يكسر اراتها . حيث استمرت الدولة بمؤسساتها و مرافقها تعمل تحت اقسى الظروف و تعمر و ترمم المرفق المعطل المرة تلو المرة و لا تقع في يأس الخائبين ... نعم استمرت المؤسسات السيادية و السياسية و القضائية و العسكرية و التربوية و الصحية في الدولة عاملة لا يثنيها و لا يمنعها عن المتابعة في العمل ارهاب او ترهيب او تخويف او عقوبات او حصار ، كما استمرت الدولة السورية ثابتة على مواقفها السياسية رافضة الاستجابة لاي من اوامر المعتدي و تمنياته و تمنع المس مطلقا بعناصر السيادة و القرار الحر و الدولة المستقلة .   هذا هو المشهد الحقيقي في سورية الان حيث بات السير و البحث عن مخرج سياسي من الازمة حقيقة واقعة لا ينكرها الا جاهل او متطفل او مأجور مكلف بعرقلة الخروج من اتون النار . و هنالا بد من التذكير ان الحروب عندما ينتصر فيها من ينتصر لا يطالب بما انفق من ذخيرة و لا بما تسببت به مواجهته من دمار ، و يحضرني هنا قول تشرشل بعد الحرب العالمية الثانية عندما وقف في مجلس العموم البريطاني و قال له احد اعضائه " على ماذا نحتفل بالنصر و كل شيء في المملكة المتحدة مدمر " ؟ فاجابه تشرشل " هل ارادتنا بخير ؟ و هل قضاؤنا بخير ؟ فاجاب نعم : عندها قال تشرشل اذن انتصرنا و المملكة بخير " ... نعم ان الحروب ليست نزهة في حدائق الورود ، بل انها و دون شك طريق تعبر عبر الركام لتنتهي الى فرض ارادة على اخرى و من يكسر ارادة الاخر ينتصر و لا يلتفت الى حجم الخسائر التي تكبدها ثمنا لهذا الانتصار ، و من تكسر ارادته ينكسر و هذا هو حال من اعتدى على سورية و شن عليها الحرب الكونية. اذ ان عدنا الى مشهد المنضوين تحت لواء العدوان على سورية نجد كيف انهم اليوم متصدعين مشتتين يتخبطون في دوائر اليأس و الاحباط ، " كبيرهم" يبحث عن مخرج يحفظ به ماء وجهه و "صغيرهم" او الاداة في المشروع تبحث عن سبل للفرار من الميدان حاملة ما خف حمله و غلا ثمنه ، او تتجه الى الانتحار بدافع اليأس و الاحباط و هنا نسجل ما حصل في الايام الاخيرة من تحول و تبدل و اتخاذ مواقف انفعالية ليس من تفسير لها الا انها تشهد على هزيمة العدوان. و نبدا مع اميركا التي كانت ترى ان الطريق لتحقيق اهدافها لا يكون الا بالعمل العسكري المتعدد الاشكال و لذا رفضت ابتداءاً الدعوة الى الحوار و القاء السلاح كما وجهتها الدولة السورية و اصرت على القتال و المواجهة الميدانية بالطرق الارهابية و الاجرامية و حشدت 120 دولة من اجل الضغط على سورية .. و ..و كانت ترفض مطلقا التعليق على العمليات الارهابية التي تنفذ في الاحياء السورية الاهلة و تحصد الابرياء .... اما الان فكل ذلك تراجع حتى انها صنفت من يمثل 45 المسلحين في سورية بانهم تنظيم ارهابي ( جبهة النصر ) ، و صحيح انها لم تسمح ببيان رئاسي من مجلس الامن لادانة العملية الارهابية الوحشية التي نفذت في دمشق في الاسبوع الفائت ، الا انها ادانت االعملية بذاتها و نحن نعلم ان استدارة القوى الكبرى لا تكون خاطفة خفيفة كما يغير راكب الدراجة اتجاهه بل انها تجري بهدوء و بانعطاف بطيء كما ينعطف القطار .. و هذا ما تجريه اميركا اليوم .و لن يغير في الفهم ما بيروج من حديث عن ضغوط تمارس لتسليح المعارضة . اما اروبا و خاصة بريطانيا و فرنسا و المانيا فانها خفضت سقفها ، و منها من بات يتحدث عن الشأن السوري كما يتحدث المدافعين عن سورية و في سورية انفسهم و بعد ان ادانت هذ1ه الدول العملية الارهابية الاخيرة في دمشق و رفض الاتحاد الاروبي رفع الحظر عن السلاح الى سورية و اتجهت دول للتشدد في التعامل مع المعارضة التي كانت ترعاها ، و ظهر واضحا ان اروبا لم تعد مقتنعة بامكانية تحقيق الهدف الاستراتيجي في سورية و انها لا تثق بقدرة الادوات السورية المتناحرة المشتتة ولاتثق بها للوصول الى تلك الاهداف ، لذا اعتمدت اروبا و بمحاكاة مع اميركا خطة التراجع المبرمج الذي يعفيها من تحمل نتائج خسارة العدوان و ينصلها من دعم االارهاب . اما دول تصدير الارهابيين فان شأنها و سلوكها تغير ايضاً الى الحد الذي باتت تتخذ فيه القرارات القضائية لملاحقة من يجند الارهابيين و يرسلهم الى سورية ( كما حدث في تونس من اسبوعين حيث تمت ملاحقة 16 مكتب تجنيد ) كما و افسح المجال لاصدار الفتاوى المعاكسة لدعم الارهاب حيث يؤكد في في الفتاوى الجديدة على " ان سورية ليست ارض جهاد" و "ان القتيل فيها ليس شهيدا" ( كما افتي في كل من تونس و مصر و السعودية و الكويت مؤخرا ) . و يبقى من تحتفظ به اميركا حارسا لانسحابها و تراجعها و مستعملا كورقة ضغط تفاوضي في ما يخطط من تنظيمه و ادارته من عمل سياسي كما هو حال قطر و من هو وفي وظيفتها فان هؤلاء يستعملون و لا يسمح لهم بتغيير السلوك الا بعد انتهاء العملية السيسية ، و يندرج في هذا العنوان "دمية الدوحة" المسماة " الائتلاف السوري المعارض" و التي صنعتها اميركا لتكون " الممثل الوحيد للشعب السوري " التي تتولى السلطة اذا انتصر العدوان ، هذه الدمية الي ظن البعض انها " ثارت على اسيادها الغربيين بعد ان مدها القطري " الرافض للحل السلمي " بمئة مليو دولار ، فتراجعت عما اسمته مبادرة سلمية و رفضت الحوار مع روسيا او الذهاب الى اميركا او المشاركة في مؤتمر ما يسمى " اصدقاء سورية " ( و هو كما حقيقته مؤتمر اعداء الشعب السوري ) ، هذه الدمية تقوم بالحركات البلهوانية لا تنطلي على عاقل و لا تخدع مراقب يعرف المسار العام ، و هي لا تعدو كونها تعزيز للموقف التفاوضي لاميركا الذي خطط له على مرحلتين : اولى على صعيد وزراء الخارجية ستجري يوم غد و ثانية على صعيد الرؤساء تتم في الشهر المقبل ، حيث ينطلق بعدها العمل التفاوضي الجدي بحثا عن حل حقيقي . اما الاخرون من الذين لن يكون لهم محل على طاوة التفاوض الدولي المنتج للبيئة الملائمة للحل نظرا لصغرهم و هامشيتهم الدولية ، او ممن لن يكون لهم محل على طاولة الحوار الوطني السوري نظرا لكونهم غرباء غير سوريين ، هؤلاء هم البائسون المحبطون الذين سيبحثون عن مخرج من الميدان السوري و يتلمسون طريقا تقودهم الى الانتحار كما حصل في متفجرة دمشق الاخيرة او الى الفرار كما بدأ يحصل باتجاه لبنان حيث انتقل اليه المئات من ارهابيي جبهة النصرة ، او الاستفادة من الوقت المتبقي للعمل بالارتزاق و الاجرة عند هذا الفريق او ذاك مقابل الجعالة و المال كما يحصل في الشمال الشرقي من لبنان خدمة لجماعة الحريري الفاشلة في الوصول الى قانون انتخاب يناسبها . و في المقابل تبقى سورية التي تكبدت الخسائر الفادحة في معركتها الدفاعية عصية على السقوط و الانهيار ، و يبقى الانهيار من نصيب المعتدين و الطامعين و ادواتهم و عملائهم و مرتزقتهم ، اما ما دمر فيمكن تعميره و من هجر يمكن اعادته الى ارضه ، و المهم ان ارادة البقاء و ارادة التمسك بالحقوق و احتلال الموقع الملائم للكرامة الوطنية السورية هذه الارادة لم تنسكر و لم تتعرض لانهيار .

المصدر : أمين حطيط\ الثورة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة