انتظرت تركيا أمس الأول الزيارة المهمة التي قام بها وفد من «حزب السلام والديموقراطية» الكردي إلى زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان في سجنه في جزيرة ايمرالي في إطار البحث عن حل للمشكلة الكردية في تركيا.

وضم الوفد رئيسة كتلة الحزب في البرلمان بيرفين بولدان والنائبين سري ثريا اوندير وألتان طان. وللمرة الأولى يخرج أوجلان ببيان صحافي تحدث فيه عن «تاريخية المرحلة التي نعيشها» وضرورة أن يتصرف الجميع بانتباه وحساسية.

وتحدّث البيان عن وجود معتقلين أكراد لدى الدولة التركية ومعتقلين أتراك لدى «الكردستاني»، مطالباً بحسن معاملتهم آملاً أن يطلق سراحهم في أقرب وقت. وقد حمل الوفد النيابي الكردي لأوجلان كتباً ومسبحة وأقلاماً.

وفقاً للمعطيات التي توفرت فإنه ينتظر أن يبادر الطرفان إلى خطوات بناء ثقة بينهما في الأيام المقبلة، وأن أوجلان رسم لوحة إيجابية بشأن مسار المفاوضات حتى الآن.

خطوات بناء الثقة يبدو أن «حزب العمال الكردستاني» هو الذي سيبادر إليها أولاً، من خلال توجيه أوجلان نداء لحزبه بإطلاق سراح 16 موظفاً حكومياً تركياً وأربعة من رجال الشرطة، وأن هذه الخطوة لن تتأخر في الظهور.

وفي مقابل ذلك، فإن الحكومة ستقدم للبرلمان طلباً لتعديل رزمة اقتراحات قضائية تسهم في إطلاق سراح معتقلين لـ«حزب العمال الكردستاني». ويقول مسؤول في «السلام والديموقراطية» إنه كلما تم القيام بخطوة تقابلها خطوة أكبر لتعزيز الثقة، ومن ثم ينتظر أن يقوم الحزب بزيارة ثالثة لأوجلان في حال تقدم هذه الإجراءات.

ووفقاً لمصادر الوفد الكردي فإن أوجلان شرح لهم الخطة التي قدمها للدولة التركية قبل فترة، وبعد مرحلة إطلاق سراح معتقلين لدى الطرفين فإن المرحلة الثانية ستشهد إعلان «الكردستاني» تجميد عملياته العسكرية في فصل الربيع المقبل ولفترة طويلة، وقد يكون هذا الإعلان بدءاً من مطلع آذار المقبل ليكون الإعلان الثامن في تاريخ الحزب. وفي حال بادرت الدولة إلى خطوة مقابلة، أي وقف عملياتها العسكرية، فإن مرحلة تالية ستعقب ذلك وهي بدء انسحاب مقاتلي «حزب العمال الكردستاني» من داخل تركيا إلى العراق. وبعد ذلك ووفقاً لخطوات الحكومة سيعلن الحزب عن إلقاء السلاح، والتخلي عن العنف، لكن بموازاة هذه الخطوات فإن ما هو مطلوب من الدولة سيكون موضع مفاوضات معها.

  • فريق ماسة
  • 2013-02-24
  • 11408
  • من الأرشيف

سيناريو أوجلان للحل الكردي: وقف النار وانسحاب إلى العراق

انتظرت تركيا أمس الأول الزيارة المهمة التي قام بها وفد من «حزب السلام والديموقراطية» الكردي إلى زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان في سجنه في جزيرة ايمرالي في إطار البحث عن حل للمشكلة الكردية في تركيا. وضم الوفد رئيسة كتلة الحزب في البرلمان بيرفين بولدان والنائبين سري ثريا اوندير وألتان طان. وللمرة الأولى يخرج أوجلان ببيان صحافي تحدث فيه عن «تاريخية المرحلة التي نعيشها» وضرورة أن يتصرف الجميع بانتباه وحساسية. وتحدّث البيان عن وجود معتقلين أكراد لدى الدولة التركية ومعتقلين أتراك لدى «الكردستاني»، مطالباً بحسن معاملتهم آملاً أن يطلق سراحهم في أقرب وقت. وقد حمل الوفد النيابي الكردي لأوجلان كتباً ومسبحة وأقلاماً. وفقاً للمعطيات التي توفرت فإنه ينتظر أن يبادر الطرفان إلى خطوات بناء ثقة بينهما في الأيام المقبلة، وأن أوجلان رسم لوحة إيجابية بشأن مسار المفاوضات حتى الآن. خطوات بناء الثقة يبدو أن «حزب العمال الكردستاني» هو الذي سيبادر إليها أولاً، من خلال توجيه أوجلان نداء لحزبه بإطلاق سراح 16 موظفاً حكومياً تركياً وأربعة من رجال الشرطة، وأن هذه الخطوة لن تتأخر في الظهور. وفي مقابل ذلك، فإن الحكومة ستقدم للبرلمان طلباً لتعديل رزمة اقتراحات قضائية تسهم في إطلاق سراح معتقلين لـ«حزب العمال الكردستاني». ويقول مسؤول في «السلام والديموقراطية» إنه كلما تم القيام بخطوة تقابلها خطوة أكبر لتعزيز الثقة، ومن ثم ينتظر أن يقوم الحزب بزيارة ثالثة لأوجلان في حال تقدم هذه الإجراءات. ووفقاً لمصادر الوفد الكردي فإن أوجلان شرح لهم الخطة التي قدمها للدولة التركية قبل فترة، وبعد مرحلة إطلاق سراح معتقلين لدى الطرفين فإن المرحلة الثانية ستشهد إعلان «الكردستاني» تجميد عملياته العسكرية في فصل الربيع المقبل ولفترة طويلة، وقد يكون هذا الإعلان بدءاً من مطلع آذار المقبل ليكون الإعلان الثامن في تاريخ الحزب. وفي حال بادرت الدولة إلى خطوة مقابلة، أي وقف عملياتها العسكرية، فإن مرحلة تالية ستعقب ذلك وهي بدء انسحاب مقاتلي «حزب العمال الكردستاني» من داخل تركيا إلى العراق. وبعد ذلك ووفقاً لخطوات الحكومة سيعلن الحزب عن إلقاء السلاح، والتخلي عن العنف، لكن بموازاة هذه الخطوات فإن ما هو مطلوب من الدولة سيكون موضع مفاوضات معها.

المصدر : محمد نور الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة