في الوقت الذي يكثر فيه الحديث عن ان التسوية في سوريا قد توضع على السكة خلال شهرين من الآن، الا أن هذه المساحة الزمنية ستشهد ارتفاعاً في منسوب الدماء من كلا الطرفين في سوريا وفق قواعد لعبة التفاوض، اذ سيعمد المتقاتلون الى فرض وجودهم في حرب السيطرة على الارياف والمدن لتحسين أوراقهم اذا ما انعقدت الطاولة التي تعدها العاصمتان الروسية والاميركية لجمع أطراف النظام والمعارضة وجهاً لوجه في سبيل انهاء عمليات القتل والمجازر التي دمغت معظم المدن والبلدات السورية وفق الأوساط المتابعة للأوضاع ولايقاع العواصم التي تصنع القرار

الا ان المجريات لا تبشر بالخير كثيراً، لا سيما وأن المخطط يهدف الى تدمير سوريا ومحوها كلاعب اقليمي تحكم بمفاصل المنطقة لمدة تقارب الاربعين عاماً ما يدفع المراقبين الى التساؤل عن الانعكاسات التي ستخلفها الارتدادات السورية على الرقعة المحلية التي بلغ منسوب الاحتقان فيها الى شبه اعلان حرب من خلال تهديد «الجيش الحر» لقصف مواقع لـ «حزب الله» في منطقة البقاع الشمالي كما جاء على لسان رئيس مايسمى هيئة الاركان «الجيش الحر» سليم ادريس ما يعني ان بعض اللبنانيين الذين يقاتلون في سوريا في صفوف المعارضة أو بحكم تواجدهم في بلداتهم السورية سينتقل من خلالهم الاقتتال الى لبنان المتخم مذهبياً وطائفياً ومناطقياً، وهذا الامر في حال حصوله سيكون الخطوة الاولى في مسيرة الالف معركة ومعركة على الارض اللبنانية.

وتقول الاوساط ان ولوج مجموعات اسلامية متطرفة الى الساحة اللبنانية ليست خافية على احد بـعدما بـاتت طرابلس حديقة خلفية لحمص وبعـدما أصبـح قرار الفيحاء في قبضة المجموعات السلفيـة التي يدعو بعـضها الى «الجهاد في سوريا» والدليـل على ذلك كـمين تلكلخ الذي سقط فيه اسلاميون توجهوا الى المناطق السورية، فبالاضافة الى الواقع المأزوم في طرابلس فان هذا الواقع انسحب على عرسـال التي بـاتـت محجة للتحريضيين على المؤسسة العسكرية من تيارات سلفية لا تخفي دعوتها الى الجهاد في سوريـا وكما عرسال فان معلومات تسربت تفيد أن مجموعـات من المقاتلين في سوريا من جنسيات مختـلفة بدأوا هـجرة عكسية الى بعض المناطق اللبنانية حيـث تـوزعت هذه المجـموعـات في طرابلس وفي بـلدة النـاعمة الساحـلية ووادي الزيـنة وصولاً الى صيدا حيث يعتبر «مخيم عين الحـلوة» الفلسطيني معقلاً مـتقدماً للمتـطرفين الاسـلاميـين الذين يدرسون هيكـليـة اعلان قيام فرع لـ «جبهة النصرة والجهاد» انطلاقاً من المخيم المذكور بعـدما اندمجت مجموعات «فتح الاسلام» و«جند الشـام» والخارجين من «عصبة الانصار» .

وتضيف الاوساط ان أخطر ما في الواقع الجنوبي حيث تعتـبر صيدا بوابتـه الاولى والاخيرة مشهديـة الشيـخ أحمد الاسير الذي يختلق مناسبات ليهاجم فيها «حزب الله» والنظام السوري ويهدد دورياً بقطع الطريق الساحلي في الجنوب لفصـله عن الضاحـية الجنوبيـة في بيروت وما يترتب على هذا الامر من تداعيات ولعل موقـفه في الامس الاول المتمثل بتهديده اقتحام بعض الشقق في عبرا على خـلفية انهـا تـأوي عناصر مسلحة لـ «حزب الله» تشكل خطراً على أمنه الشخصي وسبق للأسير أن أقام جسراً يربط منزله بمسجد بلال بن رباح لأسباب أمنية وفق أوساطه فان اقتحام هذه الشقق يعـتبر بالغ الخطورة، ويضاف الى صواعق التفجير الكثيرة على الساحة المحلية، لاسيما وأنـه سبق للأسير أن اصطدم مع مجموعات مؤيدة لـ «حزب الله» في منطـقة التعمير وكانت الحصيلة سقوط اثنـين من اتبـاعه، ما ادخـل صيدا في عنق الزجاجة على غرار طرابـلس ليتوازى قـطب الشمال المتفجر بين جبل محسن وباب التبانة بالقطب الجنوبي الذي بدا اشتعـالـه سريعاً حيـث النـفوس ملأى بالاحقاد فكيف هي الحـال اذا ترجمت بجولات عسكريـة وهذا الامر ان حصـل سيكون بداية لاستدراج العامل الفـلسطيـني الى السـاحة اللبـنانـية كـما حصل في السبعينات يوم لـعب الفلسطينيون دور جيش أهل السنة فهل يعيد التاريخ نفسه كون اللاعبين المحليين لم يتعلموا درساً واحداً من حروبهم العبثية وسط ازدياد الفرز الديمـقراطي الحاد، حيث الجميع متفقون على عدم الاتفاق اطلاقاً.

 

 

  • فريق ماسة
  • 2013-02-23
  • 10333
  • من الأرشيف

مجموعات من المقاتلين في سورية في هجرة عكسية الى لبنان

في الوقت الذي يكثر فيه الحديث عن ان التسوية في سوريا قد توضع على السكة خلال شهرين من الآن، الا أن هذه المساحة الزمنية ستشهد ارتفاعاً في منسوب الدماء من كلا الطرفين في سوريا وفق قواعد لعبة التفاوض، اذ سيعمد المتقاتلون الى فرض وجودهم في حرب السيطرة على الارياف والمدن لتحسين أوراقهم اذا ما انعقدت الطاولة التي تعدها العاصمتان الروسية والاميركية لجمع أطراف النظام والمعارضة وجهاً لوجه في سبيل انهاء عمليات القتل والمجازر التي دمغت معظم المدن والبلدات السورية وفق الأوساط المتابعة للأوضاع ولايقاع العواصم التي تصنع القرار الا ان المجريات لا تبشر بالخير كثيراً، لا سيما وأن المخطط يهدف الى تدمير سوريا ومحوها كلاعب اقليمي تحكم بمفاصل المنطقة لمدة تقارب الاربعين عاماً ما يدفع المراقبين الى التساؤل عن الانعكاسات التي ستخلفها الارتدادات السورية على الرقعة المحلية التي بلغ منسوب الاحتقان فيها الى شبه اعلان حرب من خلال تهديد «الجيش الحر» لقصف مواقع لـ «حزب الله» في منطقة البقاع الشمالي كما جاء على لسان رئيس مايسمى هيئة الاركان «الجيش الحر» سليم ادريس ما يعني ان بعض اللبنانيين الذين يقاتلون في سوريا في صفوف المعارضة أو بحكم تواجدهم في بلداتهم السورية سينتقل من خلالهم الاقتتال الى لبنان المتخم مذهبياً وطائفياً ومناطقياً، وهذا الامر في حال حصوله سيكون الخطوة الاولى في مسيرة الالف معركة ومعركة على الارض اللبنانية. وتقول الاوساط ان ولوج مجموعات اسلامية متطرفة الى الساحة اللبنانية ليست خافية على احد بـعدما بـاتت طرابلس حديقة خلفية لحمص وبعـدما أصبـح قرار الفيحاء في قبضة المجموعات السلفيـة التي يدعو بعـضها الى «الجهاد في سوريا» والدليـل على ذلك كـمين تلكلخ الذي سقط فيه اسلاميون توجهوا الى المناطق السورية، فبالاضافة الى الواقع المأزوم في طرابلس فان هذا الواقع انسحب على عرسـال التي بـاتـت محجة للتحريضيين على المؤسسة العسكرية من تيارات سلفية لا تخفي دعوتها الى الجهاد في سوريـا وكما عرسال فان معلومات تسربت تفيد أن مجموعـات من المقاتلين في سوريا من جنسيات مختـلفة بدأوا هـجرة عكسية الى بعض المناطق اللبنانية حيـث تـوزعت هذه المجـموعـات في طرابلس وفي بـلدة النـاعمة الساحـلية ووادي الزيـنة وصولاً الى صيدا حيث يعتبر «مخيم عين الحـلوة» الفلسطيني معقلاً مـتقدماً للمتـطرفين الاسـلاميـين الذين يدرسون هيكـليـة اعلان قيام فرع لـ «جبهة النصرة والجهاد» انطلاقاً من المخيم المذكور بعـدما اندمجت مجموعات «فتح الاسلام» و«جند الشـام» والخارجين من «عصبة الانصار» . وتضيف الاوساط ان أخطر ما في الواقع الجنوبي حيث تعتـبر صيدا بوابتـه الاولى والاخيرة مشهديـة الشيـخ أحمد الاسير الذي يختلق مناسبات ليهاجم فيها «حزب الله» والنظام السوري ويهدد دورياً بقطع الطريق الساحلي في الجنوب لفصـله عن الضاحـية الجنوبيـة في بيروت وما يترتب على هذا الامر من تداعيات ولعل موقـفه في الامس الاول المتمثل بتهديده اقتحام بعض الشقق في عبرا على خـلفية انهـا تـأوي عناصر مسلحة لـ «حزب الله» تشكل خطراً على أمنه الشخصي وسبق للأسير أن أقام جسراً يربط منزله بمسجد بلال بن رباح لأسباب أمنية وفق أوساطه فان اقتحام هذه الشقق يعـتبر بالغ الخطورة، ويضاف الى صواعق التفجير الكثيرة على الساحة المحلية، لاسيما وأنـه سبق للأسير أن اصطدم مع مجموعات مؤيدة لـ «حزب الله» في منطـقة التعمير وكانت الحصيلة سقوط اثنـين من اتبـاعه، ما ادخـل صيدا في عنق الزجاجة على غرار طرابـلس ليتوازى قـطب الشمال المتفجر بين جبل محسن وباب التبانة بالقطب الجنوبي الذي بدا اشتعـالـه سريعاً حيـث النـفوس ملأى بالاحقاد فكيف هي الحـال اذا ترجمت بجولات عسكريـة وهذا الامر ان حصـل سيكون بداية لاستدراج العامل الفـلسطيـني الى السـاحة اللبـنانـية كـما حصل في السبعينات يوم لـعب الفلسطينيون دور جيش أهل السنة فهل يعيد التاريخ نفسه كون اللاعبين المحليين لم يتعلموا درساً واحداً من حروبهم العبثية وسط ازدياد الفرز الديمـقراطي الحاد، حيث الجميع متفقون على عدم الاتفاق اطلاقاً.    

المصدر : اسكندر شاهين\ الديار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة