دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لم تكن التفجيرات التي هزت، أمس، أعرق عاصمة مأهولة على وجه البسيطة سوى تعبير دموي إجرامي عن الخيبة اللاحقة بالإرهابيين، الذين فشلوا سياسياً وإعلامياً وشعبياً وميدانياً في تحقيق أحلام أسيادهم بإسقاط عاصمة الممانعة والثوابت القومية، فلجأوا إلى استهداف المدنيين العابرين، في أمنهم وعملهم وحياتهم ومدارسهم وجامعاتهم، وهذا يشكّل قمة الجبن والخِسّة والنذالة.
غير أن هذه التفجيرات الإرهابية لا تستدعي فقط الشجب والإدانة والاستنكار، وهي مشجوبة ومدانة ومستنكَرة، بل تستدعي وضعها برسم الأمم المتحدة نفسها والهيئات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، وما بقي من جامعة الدول العربية.
فهذه المؤسسات الدولية والعربية مدعوّة إلى أن تستوقفها تلك الأعمال الإجرامية البالغة البشاعة، والمتحللة من أي وازع ديني أو إنساني أو أخلاقي.
وإن هذا التوقف الجادّ أمام ما جرى في دمشق، وما حصل قبله في مدن سورية أخرى يستلزم إسقاط المعايير المزدوجة والانحياز السياسي وانعدام المسؤولية إزاء ما يجري للإنسانية كلها بوجه عام وللإنسان السوري بشكل خاص، وإلا سقط مبرر وجود تلك المؤسسات التي طالما حاضَرَتْ بشعارات الأمن والسلم والقيم العالمية، لكنها لم تحرك ساكناً ضد داعمي الإرهاب ومموليه، وحامليه من أصقاع العالم إلى مهد الحضارة والتمدن والأبجدية.
والحقيقة أنه كلما ارتفع منسوب الحديث عن الحل السياسي جُنّ جنون الإرهابيين الذين أُسقط في يدهم أن يلووا الذراع السورية الضاربة للإرهاب، فلا يستطيعون، والحالة هذه، إلا ترويع الآمنين واستهداف الأبرياء. وإذا أردنا أن نبتعد عن التوصيف البارد لوحشية الجريمة والمجرمين لقلنا إن وضع حدّ للإرهاب المنظم ضد سورية يقتضي وضع حدّ للداعمين والممولين قبل المنفذين لأن الأخيرين أدوات لمخطط خارجي عنوانه دور سورية المقاوم وموقفها السياديّ الثابت كدولة ذات كرامة، تحترم تاريخها وحاضرها ومستقبلها، فلا تساوم ولا تقامر بمصير شعبها ودماء شهدائها.
إن المجرمين العابثين بأمن سورية واستقرارها لن ينالوا من صمود شعبها وبسالة جيشها وحكمة قيادتها… لن ينالوا من صبر السوريين المقاومين الصامدين ولن يكون في مقدورهم أن يغيروا البوصلة السورية المرتبطة بالرؤية والقرار والموقف والعزيمة.
لشهداء سورية الأبرار نستمطر الرحمة ونقدّم آيات الإكبار.
للجرحى ندعو بالشفاء الكامل والعاجل.
ولسورية الحبيبة كل العزة، وكل الثقة بالنصر على المؤامرة ولو طالت جولة الباطل.
المصدر :
البناء النائب أسعد حردان\
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة