رأت مرجعية مسيحية مطلعة على خلفيات مشاركة البطريرك الماروني الكادرينال مار بشارة بطرس الراعي في القداس الاحتفالي في دمشق، لصحيفة "الديار" أن "مشاركة البطريرك الراعي ناتجة عن قناعة راسخة لديه بضرورة ان يكون للبنان افضل العلاقات مع سوريا الدولة الشقيقة، التي يأتلف في كنفها الشعب السوري بصورة تحفظ التعدد والتنوع دونما افتئات او تمييز وهذا ما لا يمكن تلمسه او مشاهدته في بلدان الجوار، حيث الوجود المسيحي عقب ثورات الربيع العربي بات في حلق مؤامرة التهجير لا بل ذاق مرارتها في اكثر من بلد... وبالتالي فان ملاحظات البطريرك الراعي على آليات اشتغال النظام السوري هي ملاحظات اصلا اقر بها الرئيس بشار الاسد وعمل على معالجتها بمشروع اصلاحي متكامل، ليتبين ان المسألة ليست مسألة اصلاحات والثورة المزعومة بما تحمل من دماء وارتكابات، لا شأن للشعب السوري بحراكها بل تدخل في سياق مخطط جهنمي لحرف سوريا عن مسارها القومي الطليعي في الدفاع عن حقوق الامة والشعب العربي، وتجزئتها وضرب مقوماتها خدمة للعدو الاسرائيلي".

وتابع المصدر: "لقد قال البطريرك الراعي كلاما دقيقا وواضحا لا بل يمكن توصيفه بالسهام المباشرة الى العقل الاميركي والغربي الذي يتغاوى ويتباهى بالحرص على كرامة الشعوب ومصالحها عبر شعارات الحرية والسيادة وحقوق الانسان والمشاركة السياسية والسير في ركب الديمقراطية وليس اوضح من كلامه عندما قال: "ان كل ما يطلب من اجل ما يسمى اصلاحات وحقوق انسان وديمقراطيات لا تساوي دم انسان واحد بريء يراق" وهذا بتقديري اشارة الى السياسة المشهوّة الخرقاء للدول التي تدعي الحضارة بأن شعاراتها اغرقت الدول والشعوب بالدماء والاحزان والالام خدمة لأغراض لا تمت بصلة لحقوق الانسان والديمقراطية".

وتابع المصدر قائلا: "صحيح ان قرار البطريرك الراعي بالذهاب الى دمشق في هذا الظرف العصيب قرار ذاتي ينبع من رؤيته وموقعه ودوره الداعي والداعم للسلام والوئام بين الشعوب والتشديد على المودة والرحمة والمحبة والوحدة كقيم يؤمن بها ويمارسها، الا ان الظرف الدولي واجراس الكنائس التي تقرع فوق رؤوس قادة العالم الغربي بغرض ايقاظها من غفلتها عن سوء السياسات المتبعة في المنطقة والتي انعكست وبالا على المسيحيين الذين دفعوا ثمن هذه السياسات الكثير من دمائهم وارزاقهم وباتوا مشاريع تشرد في اصقاع الارض".

وإستطرد "الزيارة التاريخية للبطريرك الراعي تنسق مع الانسجام الاميركي الفاتيكاني لا بل اكثر من ذلك ان ضغوطات كبيرة مارسها الفاتيكان على الغرب ومعه اميركا لوقف المخططات العبثية في الشرق التي تخدم اسرائيل وتهجر المسيحيين وتؤجج صراع الاديان والحضارات في العالم والتي اذا ما استمرت ستقسم العالم على اساس ديني وتدخله في حروب تبدأ ولا تنتهي والخاسر منها المسيحيون في جهات العالم بعيدا عن المركز الغربي الذي بغالبيته تهود ونسي قيم المسيحية وتعاليم المسيحية اذا لم نقل انه نسي المسيح نفسه".

وزاد المصدر: "الاميركيون لا يستطيعون معاداة الفاتيكان والادارة الاميركية بعثت برسائل ايجابية للفاتيكان وتفهمت هواجسها حول مصير المسيحيين حيث سمع العالم الضجيج الاعلامي الاميركي عن ان اوباما سيحضر قداسا احتفاليا قبل او بعد ادائه قسم اليمين الدستورية لولاية ثانية وايضا اعلن الاميركيون رفضهم للاعتراف بحكومة منفى للمعارضة السورية وكذلك الموقف متطابق في مسألة التسليح للمعارضين السوريين".

وأضاف "إن الفاتيكان حمل اميركا والغرب مسؤولية تسليم البلدان العربية والاسلامية لحركات اصولية تكفيرية ودعمها بالمال والسلاح وهذا من شأنه خلق فوضى دموية ونزاعات في الدول المختلطة والتي تعيش فيها المسيحية والاسلام في اجواء الاخاء والمحبة والروح الانسانية الجامعة"، لافتا الى أن "هناك تحولات كبيرة ستترجم في المرحلة المقبلة عنوانها التسوية للملف السوري والايراني تحت مظلة دولية ومن شروطها تجفيف منابع التسليح والتمويل للجماعات التي تقاتل على الاراضي السورية والسير تحت سقف النظام السوري بورشة اصلاحات وحوار كان اصلا اقرها الرئيس الاسد وقريبا ستقفل تركيا حدودها امام دخول الاسلحة والمسلحين الى سوريا وستلتزم شروط الاتفاق الدولي المقرون باستعادة السعودية دورها التفاهمي مع ايران وسوريا ما يدفع حتما لحلحلة الملف اللبناني واخراجه من عنق الزجاجة".

وختم المصدر موضحا أنه "بالطبع ان زيارة البطريرك الراعي الى دمشق تجاوزت الغمز واللمز والانتقادات القاسية واخذت طريقها الى قلب العاصمة السورية فقلبت معادلات في الداخل اللبناني وتردداتها ستكون عميقة في قادم الايام في الملف اللبناني فالمناخ الدولي مؤات بكل تجلياته والتحولات في مواقف الدول المعنية من ملفات المنطقة بدأت تظهر وتعطي انطباعا ان شيئا ما يحضّر عنوانه ان سوريا في ظل قيادة الرئيس بشار الاسد هي سوريا التي يعوّل عليها كون هذا النظام نطاق امان وضمانة للتعددية والتنوع وخلاف ذلك حروب ودماء وانفلاش للارهاب الذي سيضرب في كل الاتجاهات وسيكون النصيب الاول منه لأميركا والغرب".

  • فريق ماسة
  • 2013-02-11
  • 12520
  • من الأرشيف

زيارة الراعي التاريخية لدمشق نسقت بإنسجام أميركي فاتيكاني

رأت مرجعية مسيحية مطلعة على خلفيات مشاركة البطريرك الماروني الكادرينال مار بشارة بطرس الراعي في القداس الاحتفالي في دمشق، لصحيفة "الديار" أن "مشاركة البطريرك الراعي ناتجة عن قناعة راسخة لديه بضرورة ان يكون للبنان افضل العلاقات مع سوريا الدولة الشقيقة، التي يأتلف في كنفها الشعب السوري بصورة تحفظ التعدد والتنوع دونما افتئات او تمييز وهذا ما لا يمكن تلمسه او مشاهدته في بلدان الجوار، حيث الوجود المسيحي عقب ثورات الربيع العربي بات في حلق مؤامرة التهجير لا بل ذاق مرارتها في اكثر من بلد... وبالتالي فان ملاحظات البطريرك الراعي على آليات اشتغال النظام السوري هي ملاحظات اصلا اقر بها الرئيس بشار الاسد وعمل على معالجتها بمشروع اصلاحي متكامل، ليتبين ان المسألة ليست مسألة اصلاحات والثورة المزعومة بما تحمل من دماء وارتكابات، لا شأن للشعب السوري بحراكها بل تدخل في سياق مخطط جهنمي لحرف سوريا عن مسارها القومي الطليعي في الدفاع عن حقوق الامة والشعب العربي، وتجزئتها وضرب مقوماتها خدمة للعدو الاسرائيلي". وتابع المصدر: "لقد قال البطريرك الراعي كلاما دقيقا وواضحا لا بل يمكن توصيفه بالسهام المباشرة الى العقل الاميركي والغربي الذي يتغاوى ويتباهى بالحرص على كرامة الشعوب ومصالحها عبر شعارات الحرية والسيادة وحقوق الانسان والمشاركة السياسية والسير في ركب الديمقراطية وليس اوضح من كلامه عندما قال: "ان كل ما يطلب من اجل ما يسمى اصلاحات وحقوق انسان وديمقراطيات لا تساوي دم انسان واحد بريء يراق" وهذا بتقديري اشارة الى السياسة المشهوّة الخرقاء للدول التي تدعي الحضارة بأن شعاراتها اغرقت الدول والشعوب بالدماء والاحزان والالام خدمة لأغراض لا تمت بصلة لحقوق الانسان والديمقراطية". وتابع المصدر قائلا: "صحيح ان قرار البطريرك الراعي بالذهاب الى دمشق في هذا الظرف العصيب قرار ذاتي ينبع من رؤيته وموقعه ودوره الداعي والداعم للسلام والوئام بين الشعوب والتشديد على المودة والرحمة والمحبة والوحدة كقيم يؤمن بها ويمارسها، الا ان الظرف الدولي واجراس الكنائس التي تقرع فوق رؤوس قادة العالم الغربي بغرض ايقاظها من غفلتها عن سوء السياسات المتبعة في المنطقة والتي انعكست وبالا على المسيحيين الذين دفعوا ثمن هذه السياسات الكثير من دمائهم وارزاقهم وباتوا مشاريع تشرد في اصقاع الارض". وإستطرد "الزيارة التاريخية للبطريرك الراعي تنسق مع الانسجام الاميركي الفاتيكاني لا بل اكثر من ذلك ان ضغوطات كبيرة مارسها الفاتيكان على الغرب ومعه اميركا لوقف المخططات العبثية في الشرق التي تخدم اسرائيل وتهجر المسيحيين وتؤجج صراع الاديان والحضارات في العالم والتي اذا ما استمرت ستقسم العالم على اساس ديني وتدخله في حروب تبدأ ولا تنتهي والخاسر منها المسيحيون في جهات العالم بعيدا عن المركز الغربي الذي بغالبيته تهود ونسي قيم المسيحية وتعاليم المسيحية اذا لم نقل انه نسي المسيح نفسه". وزاد المصدر: "الاميركيون لا يستطيعون معاداة الفاتيكان والادارة الاميركية بعثت برسائل ايجابية للفاتيكان وتفهمت هواجسها حول مصير المسيحيين حيث سمع العالم الضجيج الاعلامي الاميركي عن ان اوباما سيحضر قداسا احتفاليا قبل او بعد ادائه قسم اليمين الدستورية لولاية ثانية وايضا اعلن الاميركيون رفضهم للاعتراف بحكومة منفى للمعارضة السورية وكذلك الموقف متطابق في مسألة التسليح للمعارضين السوريين". وأضاف "إن الفاتيكان حمل اميركا والغرب مسؤولية تسليم البلدان العربية والاسلامية لحركات اصولية تكفيرية ودعمها بالمال والسلاح وهذا من شأنه خلق فوضى دموية ونزاعات في الدول المختلطة والتي تعيش فيها المسيحية والاسلام في اجواء الاخاء والمحبة والروح الانسانية الجامعة"، لافتا الى أن "هناك تحولات كبيرة ستترجم في المرحلة المقبلة عنوانها التسوية للملف السوري والايراني تحت مظلة دولية ومن شروطها تجفيف منابع التسليح والتمويل للجماعات التي تقاتل على الاراضي السورية والسير تحت سقف النظام السوري بورشة اصلاحات وحوار كان اصلا اقرها الرئيس الاسد وقريبا ستقفل تركيا حدودها امام دخول الاسلحة والمسلحين الى سوريا وستلتزم شروط الاتفاق الدولي المقرون باستعادة السعودية دورها التفاهمي مع ايران وسوريا ما يدفع حتما لحلحلة الملف اللبناني واخراجه من عنق الزجاجة". وختم المصدر موضحا أنه "بالطبع ان زيارة البطريرك الراعي الى دمشق تجاوزت الغمز واللمز والانتقادات القاسية واخذت طريقها الى قلب العاصمة السورية فقلبت معادلات في الداخل اللبناني وتردداتها ستكون عميقة في قادم الايام في الملف اللبناني فالمناخ الدولي مؤات بكل تجلياته والتحولات في مواقف الدول المعنية من ملفات المنطقة بدأت تظهر وتعطي انطباعا ان شيئا ما يحضّر عنوانه ان سوريا في ظل قيادة الرئيس بشار الاسد هي سوريا التي يعوّل عليها كون هذا النظام نطاق امان وضمانة للتعددية والتنوع وخلاف ذلك حروب ودماء وانفلاش للارهاب الذي سيضرب في كل الاتجاهات وسيكون النصيب الاول منه لأميركا والغرب".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة