أكد نائب رئيس الحكومة السورية قدري جميل أن "مطلب تنحي الرئيس بشار الأسد، غير الواقعي، تبخر لدى الدول الغربية ولدى المعارضة المتشددة أيضاً بعدما أيقنوا أن توازن القوى لا يسمح لهم بفرض شروط يطرحها فقط المنتصر المطلق فقد أثبت الجيش السوري انه جيش قوي بالرغم من أنّ المجموعات المسلحة تحظى بدعم من قوى لها امتدادات كبيرة وعميقة"، مشيراً إلى أن "هذا المطلب لم يكن بريئاً وكان المقصود منه تفتيت لحمة الجيش السوري وإلغاء دوره نهائياً، كون الرئيس هو القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة".

وشدد جميل في حديث لموقع "المنار"، على أن "الخلاف الجوهري هو حول مستقبل سورية انطلاقاً من مشروعين للديموقراطية الأول طائفي سيفتّت سورية (على النمط العراقي أو اللبناني) والثاني سياسي ديموقراطي وسيوحد سورية"، لافتاً إلى أنّ "العنف والحوار يسيران بخطّين متوازيين لكن متعاكسين وسنشهد منذ الآن وصاعداً في المعارضة تدحرج مستمر باتجاه الحوار ومن يرفض الحوار سيخرج من الحياة السياسية نهائيا".

وأضاف أنّ "الحوار في سوريا كان ضرورة منذ بداية الأزمة، والآن أصبح ممكناً وهو قدر لا راد له فمن يقود الحوار اليوم هو الواقع الموضوعي والاستعصاء الذي يواجهه المخطط الأميركي- الصهيوني بسبب وجود الجيش السوري والتوازنات الداخلية السياسية الموجودة في البلاد".

وأشار إلى أن "الأطراف الإقليمية ستأتي إلى الحوار وتنتظر دورها للانضمام إلى قائمة المؤيدين"، معرباً عن اعتقاده بأن "المعلم الكبير (الولايات المتحدة الأميركية) يوزع الأدوار من أجل ممارسة الضغط على الطرف الآخر".

وأردف، "أنا لا يمكن أن أصدّق أن قطر أو تركيا، لديهما موقف مستقل عن الموقف الأميركي".

وعلّق جميل على الغارة الإسرائيلية على ريف دمشق، معتبراً أنّ "العدو الإسرائيلي يستفيد من استمرار الاقتتال والنزيف في سوريا بالإضافة إلى كون التوجه العام بالقبول بمبدأ الحوار لا ينسجم مع مخططاته". ورأى أن "قضية تحرير الأراضي المحتلة وكيفية هذا التحرير ستكون إحدى النقاط الحامية على طاولة الحوار فالطرف الذي تعامل مع الخارج وارتهن له سيكون من الصعب عليه القبول بجزء من المبادئ العليا التي سيتم الاتفاق عليها وإذا قبلها فسيقبلها مرغما".

  • فريق ماسة
  • 2013-02-10
  • 6530
  • من الأرشيف

قدري جميل: مطلب تنحي الأسد تبخر لدى المعارضة والغرب

أكد نائب رئيس الحكومة السورية قدري جميل أن "مطلب تنحي الرئيس بشار الأسد، غير الواقعي، تبخر لدى الدول الغربية ولدى المعارضة المتشددة أيضاً بعدما أيقنوا أن توازن القوى لا يسمح لهم بفرض شروط يطرحها فقط المنتصر المطلق فقد أثبت الجيش السوري انه جيش قوي بالرغم من أنّ المجموعات المسلحة تحظى بدعم من قوى لها امتدادات كبيرة وعميقة"، مشيراً إلى أن "هذا المطلب لم يكن بريئاً وكان المقصود منه تفتيت لحمة الجيش السوري وإلغاء دوره نهائياً، كون الرئيس هو القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة". وشدد جميل في حديث لموقع "المنار"، على أن "الخلاف الجوهري هو حول مستقبل سورية انطلاقاً من مشروعين للديموقراطية الأول طائفي سيفتّت سورية (على النمط العراقي أو اللبناني) والثاني سياسي ديموقراطي وسيوحد سورية"، لافتاً إلى أنّ "العنف والحوار يسيران بخطّين متوازيين لكن متعاكسين وسنشهد منذ الآن وصاعداً في المعارضة تدحرج مستمر باتجاه الحوار ومن يرفض الحوار سيخرج من الحياة السياسية نهائيا". وأضاف أنّ "الحوار في سوريا كان ضرورة منذ بداية الأزمة، والآن أصبح ممكناً وهو قدر لا راد له فمن يقود الحوار اليوم هو الواقع الموضوعي والاستعصاء الذي يواجهه المخطط الأميركي- الصهيوني بسبب وجود الجيش السوري والتوازنات الداخلية السياسية الموجودة في البلاد". وأشار إلى أن "الأطراف الإقليمية ستأتي إلى الحوار وتنتظر دورها للانضمام إلى قائمة المؤيدين"، معرباً عن اعتقاده بأن "المعلم الكبير (الولايات المتحدة الأميركية) يوزع الأدوار من أجل ممارسة الضغط على الطرف الآخر". وأردف، "أنا لا يمكن أن أصدّق أن قطر أو تركيا، لديهما موقف مستقل عن الموقف الأميركي". وعلّق جميل على الغارة الإسرائيلية على ريف دمشق، معتبراً أنّ "العدو الإسرائيلي يستفيد من استمرار الاقتتال والنزيف في سوريا بالإضافة إلى كون التوجه العام بالقبول بمبدأ الحوار لا ينسجم مع مخططاته". ورأى أن "قضية تحرير الأراضي المحتلة وكيفية هذا التحرير ستكون إحدى النقاط الحامية على طاولة الحوار فالطرف الذي تعامل مع الخارج وارتهن له سيكون من الصعب عليه القبول بجزء من المبادئ العليا التي سيتم الاتفاق عليها وإذا قبلها فسيقبلها مرغما".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة