دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
- تعد سوريا أصعب وأخطر مشكلة يواجهها العالم حاليا، لكن تم طرح فكرتين على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ يمكن أن تنجحا في حث روسيا على الاضطلاع بدور بناء في حل الأزمة، بدلا من السماح لها بأن تظل تلعب دور المتفرج المعوق. ولم تؤت أي من هاتين المبادرتين ثمارهما حتى هذه اللحظة، ومع الأسف لا يزال الوضع يبدو مثل حرب حتى الموت. وظل موقف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، راكدا بإصرار كما اتضح خلال تصريحاته في المؤتمر، حيث أكد معارضة روسيا لأي تدخل للإطاحة بالرئيس بشار الأسد. مع ذلك، دعونا نلق نظرة على الفكرتين الجديدتين بدلا من التمسك بالتعنت القديم:
يقال إن نائب الرئيس، جو بايدن، اقترح في اجتماع خاص مع لافروف يوم السبت أن تعمل كل من روسيا والولايات المتحدة معا من أجل السيطرة على الأسلحة الكيميائية في سوريا في حالة سقوط نظام الأسد.
وتشبه هذه الفكرة التي تقوم على التعاون الروسي - الأميركي لتفادي انتشار أسلحة دمار شامل، واحدة من أكثر المحاولات المشتركة إيجابية عقب نهاية الحرب الباردة عندما تعاونت الدولتان من أجل الحيلولة دون سقوط ترسانة الأسلحة النووية السوفياتية في أيدي آخرين. وعرفت تلك المحاولة باسم برنامج «نان - لوغار» التعاوني للحد من التهديد. وسمي البرنامج باسم عضوين في مجلس الشيوخ هما سام نان وريتشارد لوغار اللذان أقراه عام 1992.
في حالة سوريا، قد تكون المحاولة المشتركة لتأمين ترسانة الأسلحة الكيميائية بمثابة ضمانة لروسيا تؤكد اضطلاعها بدور في أمن واستقرار سوريا والمنطقة في المستقبل.
سوف يقلل هذا أيضا خطر وقوع تلك الأسلحة في أيدي الجماعات الجهادية مثل جبهة النصرة التي لها علاقة بتنظيم القاعدة.
وأكد معاذ الخطيب، رئيس ائتلاف المعارضة السورية، مساء الجمعة الماضي في ميونيخ رغبته في لقاء ممثل مقبول لنظام الأسد «من أجل التخفيف من معاناة الشعب السوري». لقد قدم هذا الاقتراح في بداية الأسبوع الماضي وصُبت عليه اللعنات من الأعضاء الآخرين الأكثر تشددا في صفوف المعارضة. مع ذلك، تعد رغبته في عرض المقترح مرة أخرى خلال مناقشة نظمتها هنا مساء الجمعة الماضي مؤشرا إيجابيا. ورحب بمقترحه الأخضر الإبراهيمي، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا الذي كان مشاركا هو الآخر في النقاش. الأمر الأكثر تشجيعا كان رد لافروف يوم السبت الماضي بعد مقابلته الخطيب في اجتماع مغلق. لقد وصف رغبة زعيم المعارضة السورية في التفكير بإقامة حوار مع ممثلين للنظام السوري بأنها «خطوة مهمة»، وقال إن روسيا مستعدة للعمل مع المعارضة من أجل تسهيل إجراء هذه المحادثات. على المعارضة أن تقرر حاليا رموز نظام الأسد من ذوي «الأيادي النظيفة» بالقدر الكافي الذي يجعلهم مؤهلين للمشاركة في الحوار. ويعد الفصل بين العناصر «التي يمكن التصالح معها»، وتلك «غير القابلة للتصالح معها» في النظام، خطوة أساسية في أي انتقال سياسي يتم التفاوض عليه.
يمكن القول صراحة إنه من دون مساعدة روسيا لن تكون هناك طريقة للخروج من الأزمة السورية. لقد كتبت منذ أشهر أنه من الضروري أن تركز المهمة الدبلوماسية الأميركية غير المرجحة على الحصول على جائزة نوبل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا نجح في وضع حد للصراع السوري. من المؤكد أن احتمالات نجاح هذا الأمر ضعيفة، لكن من الجيد أن يسمع المرء بفكرتين حول كيفية قيام روسيا بدور إيجابي في سوريا بدلا من تشجيعها على التدمير المستمر.
المصدر :
ديفيد اغناتيوس\«واشنطن بوست»
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة