آثر رئيس تيّار المردة البقاء بعيداً من الجدل الدائر حول قانون الانتخاب. ليس واثقاً من إجراء الانتخابات، ولا من تأجيلها.

 لكنه حدّد باكراً خيارات أخرى: ضد التمديد لرئيس الجمهورية الذي بات يعدّه في المقلب الآخر. مع رئيس جديد غير وسطي، متمسّك بمشروعه وبحلفائه

منذ انفجر السجال على قانون الانتخاب في مجلس النواب وخارجه، بدا تيّار المردة ورئيسه النائب سليمان فرنجيه بعيدين عنه. كان في قلب اجتماعات بكركي، وفي صلب التوافق على اقتراح اللقاء الأرثوذكسي، وتفادى الخوض في الجدل. بعض أسباب الإنكفاء مآخذ فرنجيه على حلفائه، والبعض الآخر على الأفخاخ المتبادلة في إدارة معركة القانون. يعترف بأنه تساهل مع حلفائه أكثر مما يقتضي.

يستعير العبارة المألوفة: الصبي الذي لا يبكي عند أمه لا ترضعه. لكنه يقول: «من الآن فصاعداً لن نعود كذلك. سنكون في صلب كل ما يجري. في الاجتماعات والمواقف. نعتقد بالمضمون أهم من الشكل، والبعض منهم لا يجارينا ويغلّب الشكل على المضمون ويحتكر الأدوار. احياناً ينبغي لفت النظر والشدشدة بغية التصويب. أظن أن على بعض حلفائنا أن يعرفوا أننا موجودون».

 

لا يُقلّل التعادل السلبي في عدم اتفاق فريقي النزاع اللبناني على قانون جديد للانتخاب وعلى عدم خوض الانتخابات بقانون يرفضانه،

حظوظ تأجيل الاستحقاق. يقول فرنجيه: «التأجيل ممكن تبعاً للظرف الذي نكون عليه عندئذ. الانتخابات أو ماذا؟ إذا حصلت الانتخابات ماذا يترتب عليها؟ هنا نفاضل بين التأجيل وإجراء الانتخابات. لكن ليس من الآن. لا يسعني قبول قول بعضهم إنه سيجري الانتخابات حتى وإن اندلعت حرب في لبنان. هذا أسوأ. لم أسمع أحداً يهدّد بتأجيل الانتخابات، لكنني أسمع في بعض الأحيان مَن يقول من الفريق الآخر إن الانتخابات ستحدد لأول مرة في تاريخ لبنان هويته سواء ربحت قوى 14 أو 8 آذار. يقولون إنها أخطر انتخابات في تاريخ لبنان منذ عام 1970، ويقولون إن حزب الله سيمنع حصولها. هذا غير صحيح. بل إن الصراع الإقليمي، في سوريا ومصر وتونس وليبيا، لن يسمح بإجراء الانتخابات في لبنان إذا كان يتوقع منها نتائج لن تعجبه. يقولون سوريا وإيران. هذا جزء من الصراع الإقليمي، هناك جزء آخر لا يريدون أن يروه هو السعودية وقطر. يحكون عن السلاح ولا يحكون عن المال الذي هو أخطر من السلاح. الحرب التي يخوضها تنظيم القاعدة والخارج ضد سوريا بالمال وليست بالسلاح. المال يشتري السلاح لا العكس، وهو العنصر الرئيسي في الحرب على سوريا. كل التصعيد والإحتقان والتشنج مردّه إلى المال وليس إلى السلاح الذي لا يستخدم في الداخل. سلاح المقاومة مضبوط في حين أن السلاح الذي يشتريه المال هو السائب».

وهل ينتظر كقوى 14 آذار سوريا قبل الانتخابات، يقول رئيس تيار المردة: «الجميع يراهن على ما يجري في سوريا. أخصامنا يراهنون على سقوط النظام ونحن نراهن على بقائه. الفرق بيننا أن بقاء النظام يُبقي في رأينا سوريا علمانية، بينما مصدر رهانهم على سقوطها أحد إثنين: الغرب الذي يراهن على سقوط النظام أو رهانهم الطائفي. يراهنون على سقوط سوريا بغية التخلص من هذه الطائفة كي يرتاحوا وتحكم سوريا طائفة أخرى توسّع من نفوذهم في المنطقة. وهذا أكبر تهديد للأقليات بإشعارها بالتهديد. نتذكر تماماً حالة أحمد الأسير. عندما ظهر تنصّل الجميع منه. البارحة تسابقوا إلى تبنّيه. قبل سنتين قالوا إن سوريا وراءه. عندما صعد وأنصاره إلى فاريا احتار مَن يريد الدفاع عنه. ذهاب الأسير إلى فاريا استفزازي. أعلن عنه قبل أيام لاستدراج رد فعل واستفزاز فريق لبناني، وعطّل الهدف العفوي والطبيعي للزيارة وحمّلها بعداً سياسياً، وافتعل بسببها مشكلة سياسية. مَن يدافع عن حقّ الأسير في الذهاب في فاريا كالقوات اللبنانية ــــ ونحن معه في هذا الحقّ ــــ يقتضي أن لا ينسى أنه أمضى أكثر من 10 سنوات يخوّفنا من التشادور الذي سيغيّر صورة لبنان ومصير مسيحييه. الآن تطمئن القوات اللبنانية المسيحيين إلى الأسير، وتخوّفهم من الشيعة».

لم يرَ فرنجيه مبرّراً لرفض رئيس الجمهورية ميشال سليمان اقتراح اللقاء الأرثوذكسي، لكنه يعزو رفضه إياه إلى «أن فرنسا وقطر رفضتاه فصار هو ضده. المسألة بسيطة. ثمّة معركة إقليمية بين مشروعين. إذا ربحت سوريا تربح المقاومة في لبنان ومشروعنا، وإذا خسرت نخسر ويربح تيار المستقبل والآخرون. رئيس الجمهورية هو حصان طروادة لقوى 14 آذار والمشروع الآخر. انكشف ذلك علناً. أتى رئيساً بموافقة فرنسية وقطرية وسورية أيضاً. ضعفت سوريا فظهر على حقيقة أخرى. لو لم تضعف ربما كان مختلفاً. اتخذ موقفه وبات منحازاً، ولن يقبل بأن يربح فريقنا الانتخابات. عندما يهرب الرئيس من مسؤولياته يقول إنه لكل لبنان. لا رئيس المجلس رئيس لكل لبنان، ولا رئيس الحكومة، ولا كذلك رئيس الجمهورية. كل منهم رئيس لكل لبنان تقنياً، لكنه زعيم طائفته سياسياً وفعلياً. لا يستطيع رئيس الجمهورية الخروج من الإجماع المسيحي ولا عليه. لو لم يكن مارونياً ولم يحصل إجماع ماروني عليه لما انتخب. لو مشى 51 في المئة من السنّة في مشروع ما هل كان وقف الرئيس مع الـ49 في المئة الباقين؟ الامر نفسه بالنسبة إلى الشيعة. يقبل بـ51 في المئة من السنّة والشيعة، ولا يقبل بـ70 في المئة من المسيحيين، بل يمشي مع الـ30 في المئة الباقين». يضيف: «رئيس الجمهورية مع مشروع سياسي آخر، وليس مع اقتراح قانون انتخاب آخر. كان ذلك قبل ذهابه إلى روسيا. لننتظر عودته. ربما قالوا له بأن الأسد باق. عندئذ قد يُغير رأيه كما غيره قبلاً».

وهل يعتقد بأن تأجيل انتخابات 2013 يُعجّل في فتح معركة رئاسة الجمهورية عام 2014؟ يقول: «لا تمديد لرئيس الجمهورية، ولن أقبل بالتمديد له. أنا الأول في ذلك بين حلفائي. لن أمدّد له يوماً واحداً ولا دقيقة واحدة حتى. إذا شاء حلفائي التمديد فهم أحرار، لكنني لن أمشي. أريد انتخاب رئيس جديد. أريد شخصية مارونية غير وسطية».

وهل يضع نفسه في قلب هذه المعركة: «في هذا الظرف أنا غير موجود. في ظرف آخر معاكس أصبح موجوداً. الخيار يخضع للوضع الذي نكون عليه في موعد انتخابات الرئاسة. إذا نجح مشروعنا أكون موجوداً».

بشّار باقٍ… حافظ بشّار باقٍ باقٍ أيضاً

يقرأ زعيم تيّار المردة الوضع في سوريا كالآتي: «منذ 20 عاماً وأنا أرى الرئيس بشّار الأسد باقياً. بل أرى أن حافظ بشّار الأسد باق باق. لست خائفاً على النظام. سوريا ترتاح يوماً بعد آخر وستكون في قلب التسوية. أي حال ستكون عليه سوريا عندما يحين أوان التسوية، تلك هي المسألة. التسوية مرتبطة بالواقع الذي سيكون عليه نظام الرئيس الأسد. لا أعرف كيف ستكون عليه التسوية، لكنها بالتأكيد على صورة سوريا. التوازن الدولي قائم وهو اليوم لمصلحة النظام أكثر منه لمصلحة اعدائه. النظام قوي. الجيش قوي وموحّد وأخفقت كل محاولات انهياره وانقسامه منذ ثلاث سنوات حتى اليوم. الوقت لمصلحة النظام. طبعاً سيؤدي ذلك إلى ارتدادات على صعيد المنطقة. إذا نُظفّت سوريا، مغزى ذلك أن هناك مَن خسر، وأن هناك مَن لن يسعه العودة إليها. معنى ذلك أيضاً أن جزءاً كبيراً من هؤلاء سيبقى عندنا. المعطيات المتوافرة، في الشكل قبل المضمون، عمّن هم على أرضنا من اللاجئين والفارين من سوريا لا تطمئن. ماذا لو لم يرجعوا إلى سوريا. مَن هم هؤلاء الذين سيبقون هنا، وكم في وسعنا احتمال أعداد منهم. لم نتحمّل جماعة شاكر العبسي وقد خرّبت البلد، فماذا عن هؤلاء؟ أصبحت سوريا الآن ساحة للتطرّف في العالم وساحة للذين يقولون إنهم يجاهدون. قد يصبحون يوماً ما في لبنان».

  • فريق ماسة
  • 2013-01-25
  • 11205
  • من الأرشيف

فرنجيه : الرئيس بشّار باقٍ

آثر رئيس تيّار المردة البقاء بعيداً من الجدل الدائر حول قانون الانتخاب. ليس واثقاً من إجراء الانتخابات، ولا من تأجيلها.  لكنه حدّد باكراً خيارات أخرى: ضد التمديد لرئيس الجمهورية الذي بات يعدّه في المقلب الآخر. مع رئيس جديد غير وسطي، متمسّك بمشروعه وبحلفائه منذ انفجر السجال على قانون الانتخاب في مجلس النواب وخارجه، بدا تيّار المردة ورئيسه النائب سليمان فرنجيه بعيدين عنه. كان في قلب اجتماعات بكركي، وفي صلب التوافق على اقتراح اللقاء الأرثوذكسي، وتفادى الخوض في الجدل. بعض أسباب الإنكفاء مآخذ فرنجيه على حلفائه، والبعض الآخر على الأفخاخ المتبادلة في إدارة معركة القانون. يعترف بأنه تساهل مع حلفائه أكثر مما يقتضي. يستعير العبارة المألوفة: الصبي الذي لا يبكي عند أمه لا ترضعه. لكنه يقول: «من الآن فصاعداً لن نعود كذلك. سنكون في صلب كل ما يجري. في الاجتماعات والمواقف. نعتقد بالمضمون أهم من الشكل، والبعض منهم لا يجارينا ويغلّب الشكل على المضمون ويحتكر الأدوار. احياناً ينبغي لفت النظر والشدشدة بغية التصويب. أظن أن على بعض حلفائنا أن يعرفوا أننا موجودون».   لا يُقلّل التعادل السلبي في عدم اتفاق فريقي النزاع اللبناني على قانون جديد للانتخاب وعلى عدم خوض الانتخابات بقانون يرفضانه، حظوظ تأجيل الاستحقاق. يقول فرنجيه: «التأجيل ممكن تبعاً للظرف الذي نكون عليه عندئذ. الانتخابات أو ماذا؟ إذا حصلت الانتخابات ماذا يترتب عليها؟ هنا نفاضل بين التأجيل وإجراء الانتخابات. لكن ليس من الآن. لا يسعني قبول قول بعضهم إنه سيجري الانتخابات حتى وإن اندلعت حرب في لبنان. هذا أسوأ. لم أسمع أحداً يهدّد بتأجيل الانتخابات، لكنني أسمع في بعض الأحيان مَن يقول من الفريق الآخر إن الانتخابات ستحدد لأول مرة في تاريخ لبنان هويته سواء ربحت قوى 14 أو 8 آذار. يقولون إنها أخطر انتخابات في تاريخ لبنان منذ عام 1970، ويقولون إن حزب الله سيمنع حصولها. هذا غير صحيح. بل إن الصراع الإقليمي، في سوريا ومصر وتونس وليبيا، لن يسمح بإجراء الانتخابات في لبنان إذا كان يتوقع منها نتائج لن تعجبه. يقولون سوريا وإيران. هذا جزء من الصراع الإقليمي، هناك جزء آخر لا يريدون أن يروه هو السعودية وقطر. يحكون عن السلاح ولا يحكون عن المال الذي هو أخطر من السلاح. الحرب التي يخوضها تنظيم القاعدة والخارج ضد سوريا بالمال وليست بالسلاح. المال يشتري السلاح لا العكس، وهو العنصر الرئيسي في الحرب على سوريا. كل التصعيد والإحتقان والتشنج مردّه إلى المال وليس إلى السلاح الذي لا يستخدم في الداخل. سلاح المقاومة مضبوط في حين أن السلاح الذي يشتريه المال هو السائب». وهل ينتظر كقوى 14 آذار سوريا قبل الانتخابات، يقول رئيس تيار المردة: «الجميع يراهن على ما يجري في سوريا. أخصامنا يراهنون على سقوط النظام ونحن نراهن على بقائه. الفرق بيننا أن بقاء النظام يُبقي في رأينا سوريا علمانية، بينما مصدر رهانهم على سقوطها أحد إثنين: الغرب الذي يراهن على سقوط النظام أو رهانهم الطائفي. يراهنون على سقوط سوريا بغية التخلص من هذه الطائفة كي يرتاحوا وتحكم سوريا طائفة أخرى توسّع من نفوذهم في المنطقة. وهذا أكبر تهديد للأقليات بإشعارها بالتهديد. نتذكر تماماً حالة أحمد الأسير. عندما ظهر تنصّل الجميع منه. البارحة تسابقوا إلى تبنّيه. قبل سنتين قالوا إن سوريا وراءه. عندما صعد وأنصاره إلى فاريا احتار مَن يريد الدفاع عنه. ذهاب الأسير إلى فاريا استفزازي. أعلن عنه قبل أيام لاستدراج رد فعل واستفزاز فريق لبناني، وعطّل الهدف العفوي والطبيعي للزيارة وحمّلها بعداً سياسياً، وافتعل بسببها مشكلة سياسية. مَن يدافع عن حقّ الأسير في الذهاب في فاريا كالقوات اللبنانية ــــ ونحن معه في هذا الحقّ ــــ يقتضي أن لا ينسى أنه أمضى أكثر من 10 سنوات يخوّفنا من التشادور الذي سيغيّر صورة لبنان ومصير مسيحييه. الآن تطمئن القوات اللبنانية المسيحيين إلى الأسير، وتخوّفهم من الشيعة». لم يرَ فرنجيه مبرّراً لرفض رئيس الجمهورية ميشال سليمان اقتراح اللقاء الأرثوذكسي، لكنه يعزو رفضه إياه إلى «أن فرنسا وقطر رفضتاه فصار هو ضده. المسألة بسيطة. ثمّة معركة إقليمية بين مشروعين. إذا ربحت سوريا تربح المقاومة في لبنان ومشروعنا، وإذا خسرت نخسر ويربح تيار المستقبل والآخرون. رئيس الجمهورية هو حصان طروادة لقوى 14 آذار والمشروع الآخر. انكشف ذلك علناً. أتى رئيساً بموافقة فرنسية وقطرية وسورية أيضاً. ضعفت سوريا فظهر على حقيقة أخرى. لو لم تضعف ربما كان مختلفاً. اتخذ موقفه وبات منحازاً، ولن يقبل بأن يربح فريقنا الانتخابات. عندما يهرب الرئيس من مسؤولياته يقول إنه لكل لبنان. لا رئيس المجلس رئيس لكل لبنان، ولا رئيس الحكومة، ولا كذلك رئيس الجمهورية. كل منهم رئيس لكل لبنان تقنياً، لكنه زعيم طائفته سياسياً وفعلياً. لا يستطيع رئيس الجمهورية الخروج من الإجماع المسيحي ولا عليه. لو لم يكن مارونياً ولم يحصل إجماع ماروني عليه لما انتخب. لو مشى 51 في المئة من السنّة في مشروع ما هل كان وقف الرئيس مع الـ49 في المئة الباقين؟ الامر نفسه بالنسبة إلى الشيعة. يقبل بـ51 في المئة من السنّة والشيعة، ولا يقبل بـ70 في المئة من المسيحيين، بل يمشي مع الـ30 في المئة الباقين». يضيف: «رئيس الجمهورية مع مشروع سياسي آخر، وليس مع اقتراح قانون انتخاب آخر. كان ذلك قبل ذهابه إلى روسيا. لننتظر عودته. ربما قالوا له بأن الأسد باق. عندئذ قد يُغير رأيه كما غيره قبلاً». وهل يعتقد بأن تأجيل انتخابات 2013 يُعجّل في فتح معركة رئاسة الجمهورية عام 2014؟ يقول: «لا تمديد لرئيس الجمهورية، ولن أقبل بالتمديد له. أنا الأول في ذلك بين حلفائي. لن أمدّد له يوماً واحداً ولا دقيقة واحدة حتى. إذا شاء حلفائي التمديد فهم أحرار، لكنني لن أمشي. أريد انتخاب رئيس جديد. أريد شخصية مارونية غير وسطية». وهل يضع نفسه في قلب هذه المعركة: «في هذا الظرف أنا غير موجود. في ظرف آخر معاكس أصبح موجوداً. الخيار يخضع للوضع الذي نكون عليه في موعد انتخابات الرئاسة. إذا نجح مشروعنا أكون موجوداً». بشّار باقٍ… حافظ بشّار باقٍ باقٍ أيضاً يقرأ زعيم تيّار المردة الوضع في سوريا كالآتي: «منذ 20 عاماً وأنا أرى الرئيس بشّار الأسد باقياً. بل أرى أن حافظ بشّار الأسد باق باق. لست خائفاً على النظام. سوريا ترتاح يوماً بعد آخر وستكون في قلب التسوية. أي حال ستكون عليه سوريا عندما يحين أوان التسوية، تلك هي المسألة. التسوية مرتبطة بالواقع الذي سيكون عليه نظام الرئيس الأسد. لا أعرف كيف ستكون عليه التسوية، لكنها بالتأكيد على صورة سوريا. التوازن الدولي قائم وهو اليوم لمصلحة النظام أكثر منه لمصلحة اعدائه. النظام قوي. الجيش قوي وموحّد وأخفقت كل محاولات انهياره وانقسامه منذ ثلاث سنوات حتى اليوم. الوقت لمصلحة النظام. طبعاً سيؤدي ذلك إلى ارتدادات على صعيد المنطقة. إذا نُظفّت سوريا، مغزى ذلك أن هناك مَن خسر، وأن هناك مَن لن يسعه العودة إليها. معنى ذلك أيضاً أن جزءاً كبيراً من هؤلاء سيبقى عندنا. المعطيات المتوافرة، في الشكل قبل المضمون، عمّن هم على أرضنا من اللاجئين والفارين من سوريا لا تطمئن. ماذا لو لم يرجعوا إلى سوريا. مَن هم هؤلاء الذين سيبقون هنا، وكم في وسعنا احتمال أعداد منهم. لم نتحمّل جماعة شاكر العبسي وقد خرّبت البلد، فماذا عن هؤلاء؟ أصبحت سوريا الآن ساحة للتطرّف في العالم وساحة للذين يقولون إنهم يجاهدون. قد يصبحون يوماً ما في لبنان».

المصدر : الاخبار/ نقولا ناصيف


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة