قبل عامين تدخل حلف الناتو عسكريا من اجل مساعدة الشعب الليبي للاطاحة بنظام ديكتاتوري فاسد، وتحويل ليبيا الى واحة للامن والاستقرار، ونموذج في الديمقراطية يثير غيرة وحسد جيرانه.

بعد عامين تصدر دول حلف الناتو تعليمات صارمة الى رعاياها في مدينة بنغازي موئل الثورة الليبية، وموطن شرارتها الاولى للمغادرة فورا بسبب وجود اخطار حقيقية تهدد ارواحهم.

وكان لافتا ان بريطانيا والمانيا وهولندا هي من ابرز الدول التي اطلقت صفارة الانذار، وطالبت كل رعاياها بالرحيل، وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان لها 'نحن على علم الآن بتهديد محدد ووشيك ضد الغربيين في بنغازي ونطالب البريطانيين الموجودين هناك ان يغادروا على الفور'.

التهديد الذي تتحدث عنه هذه الحكومات الغربية يأتي من الجماعات الجهادية الاسلامية المتواجدة على الاراضي الليبية، وفي منطقة الشرق على وجه الخصوص، التي تريد الثأر من هذه الحكومات بسبب تدخلها في الهجوم الذي يشن حاليا في شمال مالي للقضاء على المتمردين الاسلاميين.

ليبيا 'تحررت' من نظام العقيد معمر القذافي، ولكنها تحولت الى دولة فاشلة لا تسيطر على اراضيها، وتحكمها الميليشيات المسلحة، ويستفحل فيها الفساد بكل انواعه في ظل حكومة مركزية ضعيفة.

المجموعة الجهادية التي هاجمت مجمع غاز في عين اميناس في الصحراء جنوب شرق الجزائر جاءت من ليبيا، واشترت اسلحتها الحديثة المتطورة من كتائب الزنتان في جبل نفوسة الغربي. والجماعات الجهادية التي تواجه التدخل الفرنسي في شمال مالي حصلت على اسلحتها من مخازن النظام الليبي السابق التي جرى تركها في العراء لمن يريد.

صحيح ان المجلسين المحلي والعسكري في الزنتان اصدرا بيانا نفيا فيه حصول الجماعات المهاجمة لمجمع الغاز على اسلحة من كتائب الزنتان، ولكن هذا لا يعني ان ليبيا تحولت الى غابة للسلاح، ومسرح للميليشيات المسلحة وقاعدة للجماعات الاسلامية المتشددة.

ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا قال في تصريحات ادلى بها يوم امس الاول في البرلمان ان الحرب على 'ارهاب' تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي قد تستمر لعقود، ولكنه لم يقل ان تدخل حلف الناتو في ليبيا عسكريا هو الذي جعل هذا التنظيم يزداد قوة وتسليحا.

الاوضاع في ليبيا تتجه نحو الاسوأ، وكذلك منطقة الساحل والصحراء الكبرى خاصة بعد التدخل الفرنسي في مالي، وارسال قوات للحفاظ على مخزون النيجر من اليورانيوم.

الدول الغربية تتدخل عسكريا لتأمين مصالحها من النفط والغاز واليورانيوم والشعوب المخدوعة بشعارات الحرية وحقوق الانسان تدفع الثمن غاليا.

  • فريق ماسة
  • 2013-01-24
  • 12223
  • من الأرشيف

السحر ينقلب على الساحر في ليبيا

قبل عامين تدخل حلف الناتو عسكريا من اجل مساعدة الشعب الليبي للاطاحة بنظام ديكتاتوري فاسد، وتحويل ليبيا الى واحة للامن والاستقرار، ونموذج في الديمقراطية يثير غيرة وحسد جيرانه. بعد عامين تصدر دول حلف الناتو تعليمات صارمة الى رعاياها في مدينة بنغازي موئل الثورة الليبية، وموطن شرارتها الاولى للمغادرة فورا بسبب وجود اخطار حقيقية تهدد ارواحهم. وكان لافتا ان بريطانيا والمانيا وهولندا هي من ابرز الدول التي اطلقت صفارة الانذار، وطالبت كل رعاياها بالرحيل، وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان لها 'نحن على علم الآن بتهديد محدد ووشيك ضد الغربيين في بنغازي ونطالب البريطانيين الموجودين هناك ان يغادروا على الفور'. التهديد الذي تتحدث عنه هذه الحكومات الغربية يأتي من الجماعات الجهادية الاسلامية المتواجدة على الاراضي الليبية، وفي منطقة الشرق على وجه الخصوص، التي تريد الثأر من هذه الحكومات بسبب تدخلها في الهجوم الذي يشن حاليا في شمال مالي للقضاء على المتمردين الاسلاميين. ليبيا 'تحررت' من نظام العقيد معمر القذافي، ولكنها تحولت الى دولة فاشلة لا تسيطر على اراضيها، وتحكمها الميليشيات المسلحة، ويستفحل فيها الفساد بكل انواعه في ظل حكومة مركزية ضعيفة. المجموعة الجهادية التي هاجمت مجمع غاز في عين اميناس في الصحراء جنوب شرق الجزائر جاءت من ليبيا، واشترت اسلحتها الحديثة المتطورة من كتائب الزنتان في جبل نفوسة الغربي. والجماعات الجهادية التي تواجه التدخل الفرنسي في شمال مالي حصلت على اسلحتها من مخازن النظام الليبي السابق التي جرى تركها في العراء لمن يريد. صحيح ان المجلسين المحلي والعسكري في الزنتان اصدرا بيانا نفيا فيه حصول الجماعات المهاجمة لمجمع الغاز على اسلحة من كتائب الزنتان، ولكن هذا لا يعني ان ليبيا تحولت الى غابة للسلاح، ومسرح للميليشيات المسلحة وقاعدة للجماعات الاسلامية المتشددة. ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا قال في تصريحات ادلى بها يوم امس الاول في البرلمان ان الحرب على 'ارهاب' تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي قد تستمر لعقود، ولكنه لم يقل ان تدخل حلف الناتو في ليبيا عسكريا هو الذي جعل هذا التنظيم يزداد قوة وتسليحا. الاوضاع في ليبيا تتجه نحو الاسوأ، وكذلك منطقة الساحل والصحراء الكبرى خاصة بعد التدخل الفرنسي في مالي، وارسال قوات للحفاظ على مخزون النيجر من اليورانيوم. الدول الغربية تتدخل عسكريا لتأمين مصالحها من النفط والغاز واليورانيوم والشعوب المخدوعة بشعارات الحرية وحقوق الانسان تدفع الثمن غاليا.

المصدر : الماسة السورية/رأي القدس


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة