انعكست تصريحات رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، والتي أنكر فيها وجود "قضية كردية" في تركيا، سجالات حادة بينه وبين الزعماء الأكراد.

وكان أعنف هذه الردود من رئيس "حزب السلام والديموقرطية" الكردي صلاح الدين ديميرطاش الذي أجاب أردوغان متهكما "نعم أنا أوافقك بأنه ليس هناك من قضية كردية في تركيا، بل هناك قضية فاشية الدولة وسـياسة الإنكار والصهر".

وقال ديميرطاش إن الأكراد لن يتركوا مصير المفاوضات مع زعيم "حزب العمال الكردستاني" عبد الله أوجلان لرحمة حكومة "حزب العدالة والتنمية" وحدها، لأنها غير جديرة بذلك ولن تتقدم المفاوضات في عهدها إلى الأمام.

وانتقد ديميرطاش حملات الاعتقال ضد المؤيدين لـ"حزب السلام والديموقراطية"، قائلا انه "لا يفهم لماذا يعتقل رئيس بلدية فان التي أصابها الزلزال، وأنه إذا كان أردوغان يريد أن يأخذ البلدية لحزبه فليس بهذه الطريقة يكسب أصوات الناخبين". واعتبر اعتقال رئيس بلدية فان أنه زلزال ثان. وأعطى مثلا على سياسة الإنكار رفض محافظ ديار بكر إطلاق اسم كردي على أحد الشوارع في بلدة قايابينار.

وتطرق ديميرطاش إلى نظرة تركيا إلى أكراد سوريا، قائلا إن تركيا ترسل العصابات المسلحة إلى بلدة رأس العين لمحاربة الأكراد هناك. وقال إن "الحل ليس بإنتاج ديكتاتوريات دولية بدلا من ديكتاتورية الأسد. ومأزق تركيا أنها لا تستطيع العيش مع الشعوب الأخرى وثقافتها وتاريخها. تركيا تحاول في سوريا إقامة نظام تقوده".

وأضـــاف أن "أحدا من المجموعات في سوريا ليس ضد تركيا فلماذا تحاربهــم تركيا؟ وهل سياسة تركيا إرسال عصابات مسلحة إلى رأس العين لقتل المدنيين هناك؟ إن سياسة تركيا يجب ألا تكون على قاعدة العداء".

وفي صحيفة "راديكال" كتب جنكيز تشاندار منتقدا موقف أردوغان. وقال إن "السجالات الحادة التي تبادلها زعماء الأحزاب الثلاثاء، وأسلوب التراشق حول المسألة الكردية قد ينعكس سلبا على المفاوضات الجارية لحل المشكلة. ومع أن البعض يرى انه يجب النظر إلى ما يفعله وليس ما يقوله رئيس الحكومة، غير أن ما قاله أردوغان عن القضية الكردية لا يمكن أن يوفر تقدما، ولو ميليمترا واحدا تجاه الحل".

وأضاف "أردوغان يرفض الاعتراف بوجود قضية كردية في تركيا، ويقول إنها مشكلة مواطنين أكراد، في حين أن كل العالم والتاريخ يعترف بوجود قضية كردية في تركيا والمنطقة، وقد صدرت حول ذلك عشرات الآلاف من الصفحات وآلاف التقارير، وعقدت لها مئات المؤتمرات. ثم يأتي أردوغان ويمحو ذلك بجملة واحدة: لا قضية كردية في تركيا. هذا لن يجلب سوى المزيد من الدم والدموع لتركيا، والذين يتسببون بفشل المفاوضات سيواجهون عقابا سياسيا قاسيا".

وتساءل إتيان محجوبيان في صحيفة "زمان" عما إذا كان "حزب العدالة والتنمية" صادقا في مفاوضاته مع أوجلان. وقال "إذا حلت المشكلة الكردية فهذا يعني أن حزب العدالة والتنمية يمكن أن يبقى ثلاث دورات انتخابية أخرى في السلطة، وستتعدى أصواته الستين في المئة. وستشهد تركيا قفزة في نموها الاقتصادي وسيكون لها ثقل لا يقاس في الشرق الأوسط وأوروبا. لكن المشكلة ليست في عزيمة الحزب على الحل بل في ما إذا كان اجتماعيا يريد حلا وان يكون مستعدا للحل".

على صعيد آخر، تتواصل التظاهرات في الاسكندرون ومرسين ومناطق تركية أخرى ضد وصول صواريخ "الباتريوت" إلى تركيا. وفي صحيفة "ميللييت" كتب مليح عاشق انه حتى الآن ليس واضحا طبيعة هذه الصواريخ وعملها. ويقول إن "النموذج الذي وصل من ألمانيا وهولندا يحمو مسافة 20 كيلومترا فقط. يعني أن محافظات مثل هاتاي وشانلي اورفة لن تحميها الصواريخ التي ستنصب في مراش وأضنة وغازي عينتاب. هذه الصواريخ ستحمي القواعد العسكرية لحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة. متى؟ في أي حرب إيرانية - إسرائيلية. سوريا أضعف من أن تطلق صواريخ على تركيا. هذه الصواريخ ستحوّل تركيا إلى ساحة للحرب، فضلا عن أن التحكم بإطـلاقها ليس بيدنا، فيما تكاليفها على المواطن التركي".

وشهدت اسطنبول وأنقرة ومرسين والاسكندرون وقاعدة "إنجيرليك" الجوية جنوب تركيا تظاهرات احتجاج على وصول صواريخ "باتريوت" الى تركيا. وذكرت "سكاي تي في" التركية ان المتظاهرين اشتبكوا مع قوات الشرطة في مرسين، واعتقلت خمسة متظاهرين حاولوا وضع أكياس على رؤوس العسكريين الألمان وسط المدينة.

  • فريق ماسة
  • 2013-01-23
  • 8485
  • من الأرشيف

ديميرطاش يرد على أردوغان: إنهـا فاشيـة الدولـة

انعكست تصريحات رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، والتي أنكر فيها وجود "قضية كردية" في تركيا، سجالات حادة بينه وبين الزعماء الأكراد. وكان أعنف هذه الردود من رئيس "حزب السلام والديموقرطية" الكردي صلاح الدين ديميرطاش الذي أجاب أردوغان متهكما "نعم أنا أوافقك بأنه ليس هناك من قضية كردية في تركيا، بل هناك قضية فاشية الدولة وسـياسة الإنكار والصهر". وقال ديميرطاش إن الأكراد لن يتركوا مصير المفاوضات مع زعيم "حزب العمال الكردستاني" عبد الله أوجلان لرحمة حكومة "حزب العدالة والتنمية" وحدها، لأنها غير جديرة بذلك ولن تتقدم المفاوضات في عهدها إلى الأمام. وانتقد ديميرطاش حملات الاعتقال ضد المؤيدين لـ"حزب السلام والديموقراطية"، قائلا انه "لا يفهم لماذا يعتقل رئيس بلدية فان التي أصابها الزلزال، وأنه إذا كان أردوغان يريد أن يأخذ البلدية لحزبه فليس بهذه الطريقة يكسب أصوات الناخبين". واعتبر اعتقال رئيس بلدية فان أنه زلزال ثان. وأعطى مثلا على سياسة الإنكار رفض محافظ ديار بكر إطلاق اسم كردي على أحد الشوارع في بلدة قايابينار. وتطرق ديميرطاش إلى نظرة تركيا إلى أكراد سوريا، قائلا إن تركيا ترسل العصابات المسلحة إلى بلدة رأس العين لمحاربة الأكراد هناك. وقال إن "الحل ليس بإنتاج ديكتاتوريات دولية بدلا من ديكتاتورية الأسد. ومأزق تركيا أنها لا تستطيع العيش مع الشعوب الأخرى وثقافتها وتاريخها. تركيا تحاول في سوريا إقامة نظام تقوده". وأضـــاف أن "أحدا من المجموعات في سوريا ليس ضد تركيا فلماذا تحاربهــم تركيا؟ وهل سياسة تركيا إرسال عصابات مسلحة إلى رأس العين لقتل المدنيين هناك؟ إن سياسة تركيا يجب ألا تكون على قاعدة العداء". وفي صحيفة "راديكال" كتب جنكيز تشاندار منتقدا موقف أردوغان. وقال إن "السجالات الحادة التي تبادلها زعماء الأحزاب الثلاثاء، وأسلوب التراشق حول المسألة الكردية قد ينعكس سلبا على المفاوضات الجارية لحل المشكلة. ومع أن البعض يرى انه يجب النظر إلى ما يفعله وليس ما يقوله رئيس الحكومة، غير أن ما قاله أردوغان عن القضية الكردية لا يمكن أن يوفر تقدما، ولو ميليمترا واحدا تجاه الحل". وأضاف "أردوغان يرفض الاعتراف بوجود قضية كردية في تركيا، ويقول إنها مشكلة مواطنين أكراد، في حين أن كل العالم والتاريخ يعترف بوجود قضية كردية في تركيا والمنطقة، وقد صدرت حول ذلك عشرات الآلاف من الصفحات وآلاف التقارير، وعقدت لها مئات المؤتمرات. ثم يأتي أردوغان ويمحو ذلك بجملة واحدة: لا قضية كردية في تركيا. هذا لن يجلب سوى المزيد من الدم والدموع لتركيا، والذين يتسببون بفشل المفاوضات سيواجهون عقابا سياسيا قاسيا". وتساءل إتيان محجوبيان في صحيفة "زمان" عما إذا كان "حزب العدالة والتنمية" صادقا في مفاوضاته مع أوجلان. وقال "إذا حلت المشكلة الكردية فهذا يعني أن حزب العدالة والتنمية يمكن أن يبقى ثلاث دورات انتخابية أخرى في السلطة، وستتعدى أصواته الستين في المئة. وستشهد تركيا قفزة في نموها الاقتصادي وسيكون لها ثقل لا يقاس في الشرق الأوسط وأوروبا. لكن المشكلة ليست في عزيمة الحزب على الحل بل في ما إذا كان اجتماعيا يريد حلا وان يكون مستعدا للحل". على صعيد آخر، تتواصل التظاهرات في الاسكندرون ومرسين ومناطق تركية أخرى ضد وصول صواريخ "الباتريوت" إلى تركيا. وفي صحيفة "ميللييت" كتب مليح عاشق انه حتى الآن ليس واضحا طبيعة هذه الصواريخ وعملها. ويقول إن "النموذج الذي وصل من ألمانيا وهولندا يحمو مسافة 20 كيلومترا فقط. يعني أن محافظات مثل هاتاي وشانلي اورفة لن تحميها الصواريخ التي ستنصب في مراش وأضنة وغازي عينتاب. هذه الصواريخ ستحمي القواعد العسكرية لحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة. متى؟ في أي حرب إيرانية - إسرائيلية. سوريا أضعف من أن تطلق صواريخ على تركيا. هذه الصواريخ ستحوّل تركيا إلى ساحة للحرب، فضلا عن أن التحكم بإطـلاقها ليس بيدنا، فيما تكاليفها على المواطن التركي". وشهدت اسطنبول وأنقرة ومرسين والاسكندرون وقاعدة "إنجيرليك" الجوية جنوب تركيا تظاهرات احتجاج على وصول صواريخ "باتريوت" الى تركيا. وذكرت "سكاي تي في" التركية ان المتظاهرين اشتبكوا مع قوات الشرطة في مرسين، واعتقلت خمسة متظاهرين حاولوا وضع أكياس على رؤوس العسكريين الألمان وسط المدينة.

المصدر : السفير/محمد نور الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة