لا نجادل في ان الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية التي انتهت مساء امس هي اكثر الانتخابات مللا ولكنها قد تأتي باكثر النتائج خطورة على اسرائيل والمنطقة العربية باسرها.

وعندما نصفها بالملل وانعدام الاثارة، فاننا نشير بذلك الى معرفة نتائجها مسبقا، وغياب اي مفاجآت يمكن ان تغير في المعادلات السياسية. فنتنياهو وتحالف 'الليكود بيتنا' الذي يتزعمه سيكون الفائز حتما باكبر عدد من المقاعد التي تؤهله لتشكيل الحكومة الجديدة.

المنافسة في هذه الانتخابات كانت بين اليمين العنصري المتطرف، واليمين الاكثر عنصرية والاكثر تطرفا، اي بين 'اسرائيل بيتنا' وتحالف الوطن اليهودي الذي يتزعمه نيفتالي بينيت ويمثل الاستيطان والمستوطنين في الاراضي العربية المحتلة.

اكتساب الاصوات والتودد للناخبين للفوز باصواتهم لم يكن عن طريق طرح برامج سياسية لدعم العملية السلمية، وانما من خلال التأكيد على المضي قدما، وبوتيرة اسرع، في عمليات الاستيطان، ومصادرة الاراضي المملوكة للفلسطينيين، واقتحام باحة المسجد الاقصى وحائط البراق لاستفزاز الفلسطينيين وارهابهم واظهار التمسك بالقدس المحتلة ورفض اي تنازل عنها.

بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل الحالي والقادم زار حائط البراق صباح يوم الانتخابات من اجل استمالة المتشددين والمترددين للتصويت له بذريعة انه الاكثر تمسكا بالقدس المحتلة والاستيطان فيها وحولها لاكمال عملية تهويدها.

هذه الانتخابات ونتائجها، والاجواء التحريضية التي رافقتها ضد العرب ستكون نقطة تحول رئيسية في تاريخ الصراع العربي ـ الاسرائيلي من حيث قتل حل الدولتين والعملية السلمية التي من المفترض ان تؤدي اليه، واعادة ضم الضفة الغربية او اجزاء رئيسية منها في افضل الاحوال.

وليم هيغ وزير خارجية بريطانيا الذي يوصف بانه من اكثر المنحازين الى اسرائيل قال امام البرلمان البريطاني امس ان احتمالات تطبيق حل الدولتين للصراع العربي ـ الاسرائيلي انعدمت تقريبا بسبب التوسع في النشاط الاستيطاني اليهودي في الاراضي المحتلة، وحذر من ان ذلك يفقدها تأييد المجتمع الدولي.

اكتفاء دول مثل بريطانيا والولايات المتحدة باطلاق مثل هذه التحذيرات والانتقادات الكلامية فقط هو الذي ادى الى التغول الاستيطاني الاسرائيلي وقتل حل الدولتين.

فهذه الدول، والولايات المتحدة زعيمة العالم الغربي على وجه الخصوص تشهر سيف المقاطعة الاسرائيلية، وتحشد دباباتها وطائراتها في وجه اي دولة تنتهك القانون الدولي وتهدد السلام العالمي، ولكن عندما تكون اسرائيل هي الدولة المتهمة فان الحال يتغير كليا، ويصبح الاستجداء والتحذير هو الاسلوب المتبع في التعاطي معها.

امامنا اسبوعان او ثلاثة اسابيع على الاقل حتى يكمل رئيس الوزراء المعين مشاوراته مع الكتل النيابية المتطرفة لتشكيل حكومته ولا نستبعد ان يتسارع الاستيطان فيها وعمليات مصادرة الاراضي.

الحكومة الوليدة ستكون حكومة حرب: حرب على الفلسطينيين اولا، ثم حرب اقليمية في المنطقة تحت ذريعة انهاء الخطر النووي الايراني، وتهديدات حركتي حماس في غزة وحزب الله في لبنان.

 

  • فريق ماسة
  • 2013-01-22
  • 12640
  • من الأرشيف

وداعا لاوسلو وحل الدولتين

  لا نجادل في ان الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية التي انتهت مساء امس هي اكثر الانتخابات مللا ولكنها قد تأتي باكثر النتائج خطورة على اسرائيل والمنطقة العربية باسرها. وعندما نصفها بالملل وانعدام الاثارة، فاننا نشير بذلك الى معرفة نتائجها مسبقا، وغياب اي مفاجآت يمكن ان تغير في المعادلات السياسية. فنتنياهو وتحالف 'الليكود بيتنا' الذي يتزعمه سيكون الفائز حتما باكبر عدد من المقاعد التي تؤهله لتشكيل الحكومة الجديدة. المنافسة في هذه الانتخابات كانت بين اليمين العنصري المتطرف، واليمين الاكثر عنصرية والاكثر تطرفا، اي بين 'اسرائيل بيتنا' وتحالف الوطن اليهودي الذي يتزعمه نيفتالي بينيت ويمثل الاستيطان والمستوطنين في الاراضي العربية المحتلة. اكتساب الاصوات والتودد للناخبين للفوز باصواتهم لم يكن عن طريق طرح برامج سياسية لدعم العملية السلمية، وانما من خلال التأكيد على المضي قدما، وبوتيرة اسرع، في عمليات الاستيطان، ومصادرة الاراضي المملوكة للفلسطينيين، واقتحام باحة المسجد الاقصى وحائط البراق لاستفزاز الفلسطينيين وارهابهم واظهار التمسك بالقدس المحتلة ورفض اي تنازل عنها. بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل الحالي والقادم زار حائط البراق صباح يوم الانتخابات من اجل استمالة المتشددين والمترددين للتصويت له بذريعة انه الاكثر تمسكا بالقدس المحتلة والاستيطان فيها وحولها لاكمال عملية تهويدها. هذه الانتخابات ونتائجها، والاجواء التحريضية التي رافقتها ضد العرب ستكون نقطة تحول رئيسية في تاريخ الصراع العربي ـ الاسرائيلي من حيث قتل حل الدولتين والعملية السلمية التي من المفترض ان تؤدي اليه، واعادة ضم الضفة الغربية او اجزاء رئيسية منها في افضل الاحوال. وليم هيغ وزير خارجية بريطانيا الذي يوصف بانه من اكثر المنحازين الى اسرائيل قال امام البرلمان البريطاني امس ان احتمالات تطبيق حل الدولتين للصراع العربي ـ الاسرائيلي انعدمت تقريبا بسبب التوسع في النشاط الاستيطاني اليهودي في الاراضي المحتلة، وحذر من ان ذلك يفقدها تأييد المجتمع الدولي. اكتفاء دول مثل بريطانيا والولايات المتحدة باطلاق مثل هذه التحذيرات والانتقادات الكلامية فقط هو الذي ادى الى التغول الاستيطاني الاسرائيلي وقتل حل الدولتين. فهذه الدول، والولايات المتحدة زعيمة العالم الغربي على وجه الخصوص تشهر سيف المقاطعة الاسرائيلية، وتحشد دباباتها وطائراتها في وجه اي دولة تنتهك القانون الدولي وتهدد السلام العالمي، ولكن عندما تكون اسرائيل هي الدولة المتهمة فان الحال يتغير كليا، ويصبح الاستجداء والتحذير هو الاسلوب المتبع في التعاطي معها. امامنا اسبوعان او ثلاثة اسابيع على الاقل حتى يكمل رئيس الوزراء المعين مشاوراته مع الكتل النيابية المتطرفة لتشكيل حكومته ولا نستبعد ان يتسارع الاستيطان فيها وعمليات مصادرة الاراضي. الحكومة الوليدة ستكون حكومة حرب: حرب على الفلسطينيين اولا، ثم حرب اقليمية في المنطقة تحت ذريعة انهاء الخطر النووي الايراني، وتهديدات حركتي حماس في غزة وحزب الله في لبنان.  

المصدر : رأي القدس


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة