دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
حذرت مصادر عسكرية اسرائيلية من إمكان نشوب مواجهة غير مسبوقة مع حزب الله، على خلفية الوضع المتأزم في سوريا، الا انها اكدت، في المقابل، ان الرئيس السوري بشار الاسد «خالف كل التوقعات، وصمد ولم يفر، وأثبت ان لديه جينات والده».
وكشفت الصحيفة ان الزيارة الاخيرة لنتنياهو الى هضبة الجولان السورية المحتلة قبل ايام، لم تأت فقط في سياق التقاط الصور الفوتوغرافية لاغراض انتخابية، بل سمع نتنياهو ايضا من قائد المنطقة الشمالية، اللواء يائير غولان، تحذيرا من ان «السنوات الخمس والاربعين التي ساد فيها الهدوء على الحدود مع سوريا انتهت بالفعل». وبحسب اللواء غولان، فان الاتفاقات الدولية (سايكس بيكو)، التي قسمت المنطقة قبل حوالي مئة عام، ولّدت دولا وكيانات سياسية مثل العراق وسوريا والاردن ولبنان، و«هي دول في طور التآكل والتلاشي، وتتهاوى امام اعيننا وتنهار وتتفكك»،حسب تعبيرة
أما لجهة المعارك الدائرة في سوريا، فقدر غولان بأن «فرص نجاة الرئيس الاسد، تستند الى ثلاثة عناصر: تماسك السلطة ومناعة الوضع الاقتصادي ونوعية العمل العسكري على الارض». ولفت إلى أن «السلطة ما زالت متماسكة، والقيادة ما زالت موحدة، إذ ان الاسد صامد وصلب ولا يفر ولا ينكسر خلافا لما اعتقدناه، اذ انه ورث جينات والده (الرئيس) حافظ الأسد. كما ان كبار قادة الجيش لا يفرّون، وكان يفترض بالحرب الأهلية أن تقوّض اقتصاد سوريا، لكنّ ذلك لم يحصل بعد، رغم كل الأضرار الهائلة التي تقدر بما يصل الى تسعين مليار دولار».
ونقلت «يديعوت احرونوت» عن مصادر عسكرية في قيادة المنطقة الشمالية تحذيرها من تحولات الواقع الميداني على الارض، بالقرب من الحدود السورية الاسرائيلية، «اذ يقدرون ان تتحول الى منطقة فوضى كاملة، ومنطلق لعمليات ارهابية، خصوصاً اذا وصلت الوسائل القتالية النوعية الموجودة في حوزة الجيش السوري الى هذه المنطقة». وتقول المصادر نفسها، انه «لن يكون هناك مفر امام اسرائيل، وسنصل الى واقع نضطر فيه للعمل خلف الحدود، ومواصلة الاستثمار في الحماية والدفاع، واقامة سياج فاصل جديد، ورفع مستوى الجهوزية، مع القيام بخطوات وإجراءات دفاعية استباقية».
ونقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» عن مصادر عسكرية اسرائيلية تأكيدها ان «الوضع الامني على الجبهة الشمالية متأزم جدا، والردع الذي تحقق مع حزب الله، وبثمن فادح في حرب لبنان الثانية عام 2006، يتجه نحو الانسحاق بشكل كبير». وأشارت إلى أن «الحزب يعود الى اللعبة، ولديه الذرائع التي يريدها، وحين تفتح ابواب مخازن جيش سورية (للأسلحة الكيميائية والبيولوجية) لكلّ من يرغب، فسيكون الحزب في مقدمة الصف الاول، لتلقي هذه الاسلحة».
وحذرت المصادر من ان المواجهة المقبلة مع حزب الله ستظهر للاسرائيليين أنها مغايرة جدا لما شاهدوه مع قطاع غزة اخيراً، وستكون اسوأ بكثير من ان تقاس، مشيرة الى عيّنات مما يمكن ان يحصل في الجانب الاسرائيلي: «ايقاف العمل بمطار بن غوريون في اللد، وكذلك الحال بالنسبة للموانئ البحرية، حيث ستتوقف حركة السفن منها واليها، وقيمة التأمين على البضائع والسفن ستصل الى السماء، ما يعني ان اي سفينة لن تدخل او تخرج من ميناءي حيفا واشدود». اما لجهة المواجهة العسكرية نفسها، فتؤكد المصادر انه «لن يكفي لمنع كل ذلك اي قصف جوي قد يقدم عليه سلاح الجو الاسرائيلي، بما يشمل ايضاً الحماية التي تؤمنها منظومات القبة الحديدية».
ولفتت الصحيفة الى ان «المواجهة مع قطاع غزة اخيراً لم تشهد تدخلا بريا اسرائيليا، الا ان الامر غير مشابه مع الجبهة اللبنانية»، مشيرة الى ان «كمية الصواريخ المرتقب ان تتساقط على اسرائيل، اضافة الى مداها ونوعيتها، تلزم الاركان العامة في الجيش الاسرائيلي التخطيط لعملية برية واسعة في موازاة القصف والمناورة الجوية». وأشارت الى ان «هذه الحقائق الخطيرة موجودة لدى (رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين) نتنياهو، لكنه يمتنع عن إعلانها في زمن الانتخابات، اذ ان هناك حدوداً للانباء السيئة التي يمكن للجمهور الاسرائيلي سماعها».
المعارضة السورية تحتمي بالجيش الاسرائيلي
الى ذلك، نقلت الصحيفة عن قائد لواء غولان في الجيش الاسرائيلي العقيد اريك حن أن «الثوار السوريين» يواصلون مهاجمة القوات النظامية السورية في المنطقة المقابلة للحدود، «ومن اعلى يمكن معاينة ما يجري. اذ بين الحين والآخر، يخرج الثوار من قرية جوبتا، وينطلقون لمهاجمة مواقع الجيش النظامي، ويقتلون جنوداً، ثم يعودون إلى قواعدهم. ولتحقيق ذلك، يفضل الثوار التحرّك سيرا على الاقدام على طول الحدود، قريباً ما أمكن من السياج الأمني مع اسرائيل. الا ان الجنود السوريين لا يطلقون النار عليهم، كي لا يتسببوا في اشتباك مع الجيش الاسرائيلي، ما يعني ان الثوار، وبعضهم من عناصر الجهاد العالمي، يعملون في الواقع بغطاء من الجيش الاسرائيلي، في تلك المنطقة».
المصدر :
يحيى دبوق
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة