ذكرت صحيفة "لوس أنجلس تايمز" الأميركية، أمس، أن العديد من شباب سورية المثقف المنتمي إلى الطبقة الوسطى الذي احتضن المعارضة منذ بدء الاحتجاجات قبل حوالي العامين بات يشعر الآن بخيبة أمل كبيرة ونفور من "الثورة" لاتخاذها طابعا متشددا، ومن ثم آثر الحيادية السلبية من دون الاصطفاف مع طرف دون آخر.

ونقلت الصحيفة عن أحمد، الذي تواصلت معه عبر "سكايب"، قوله انه "فقد إيمانه بالثورة السورية"، موضحا انه "عندما كان عائدا بالحافلة من الجامعة إلى منزله في منطقة قرب دمشق، أوقف حوالي 50 مسلحا، يرتدون زيا أسود، الحافلة. وصعد عدد من المسلحين وطلبوا من الفتيات تغطية وجوههن، والرجال إبراز بطاقات الهوية ووضع أيديهم خلف رؤوسهم".

وأضاف أحمد إن "أحد المسلحين صرخ بركاب الحافلة: لن نمزح بعد الآن. هذه المرة لن تكون مشكلة، ولكن في المرة المقبلة يجب على النساء تغطية رؤوسهن والتصرف كمسلمات جيدات".

وأشارت الصحيفة إلى أن أحمد، الطالب في قسم الإعلام في جامعة دمشق، كان يؤمن حتى تلك اللحظة بالثورة، ولكنه رأى المسلحين يخطفون حلمه حول سورية الديموقراطية التي كان يحلم بها، وهو أصبح متأكدا، في الوقت الحالي، أن الثورة انتهت.

وذكرت الصحيفة أن "الحماس الذي تملك الكثيرين حيال انتفاضة الشعب السوري منذ بدايتها في آذار العام 2011 تحول الآن إلى حالة من الشك والخوف في ظل تصاعد وتيرة العنف، وتزايد وقوع ميليشيات المعارضة، التي يتلقى بعضها التمويل من متشددين أجانب، تحت هيمنة الأصوليين الإسلاميين"، موضحة انه "بقدر كرههم لأساليب القمع والوحشية التي ينتهجها نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فان الشباب السوري، وغالبيته من المتعلمين والطبقة الوسطى، شعر بالهلع والذعر حيال تحالف المعارضات مع جماعات متشددة، مثل جبهة النصرة التي تربطها صلات مع تنظيم القاعدة".

وتابعت الصحيفة "هذا الشباب، إضافة إلى كثر من الكبار في السن من السوريين المتعلمين من سكان المدن، يشعرون بأنهم عالقون ومحاصرون بين متشددين (من الطرفين) مرفوضين بالنسبة لهم"، مشيرة إلى أن "سوريين يشعرون بأنهم قد يستبدلون نظاما قمعيا بآخر، مثل ما حصل في مصر، حيث يشعر المتعاطفون مع الثورة بأنها خانتهم".

وأشارت الصحيفة إلى "وجود مجموعة لا بأس بها من السوريين تدعم الثورة، بل والبعض قد يرحب بالتحول إلى الأصولية الدينية"، مضيفة إن "النشطاء المقربين من الجيش السوري الحر يرفضون فكرة أن الشعب يفقد إيمانه بالثورة"، لكنها حذرت "من مغبة تنامي حالة السخط والضيق التي عرفت طريقها إلى قلب الشباب السوري المتعلم الذي يشكل الدعامة الرئيسية وركيزة بناء أي مجتمع متقدم وحيوي".

ونقلت الصحيفة عن الخبير في "مجموعة الأزمات الدولية" بيتر هارلينغ قوله إن "العديد من السوريين لا يستطيع تحديد أي من الطرفين، النظام أم المعارضة، يكرهه أكثر من الآخر، لأنهما لم يقدما له سبيلا للمضي قدما، فكلاهما جزء من نظام قائم على العنف والدمار".

  • فريق ماسة
  • 2013-01-21
  • 9050
  • من الأرشيف

"لـوس أنجلـس تايمـز" و"الثورة" السوريـة: المسلحون يخطفون الحراك ونفور بين الشباب

ذكرت صحيفة "لوس أنجلس تايمز" الأميركية، أمس، أن العديد من شباب سورية المثقف المنتمي إلى الطبقة الوسطى الذي احتضن المعارضة منذ بدء الاحتجاجات قبل حوالي العامين بات يشعر الآن بخيبة أمل كبيرة ونفور من "الثورة" لاتخاذها طابعا متشددا، ومن ثم آثر الحيادية السلبية من دون الاصطفاف مع طرف دون آخر. ونقلت الصحيفة عن أحمد، الذي تواصلت معه عبر "سكايب"، قوله انه "فقد إيمانه بالثورة السورية"، موضحا انه "عندما كان عائدا بالحافلة من الجامعة إلى منزله في منطقة قرب دمشق، أوقف حوالي 50 مسلحا، يرتدون زيا أسود، الحافلة. وصعد عدد من المسلحين وطلبوا من الفتيات تغطية وجوههن، والرجال إبراز بطاقات الهوية ووضع أيديهم خلف رؤوسهم". وأضاف أحمد إن "أحد المسلحين صرخ بركاب الحافلة: لن نمزح بعد الآن. هذه المرة لن تكون مشكلة، ولكن في المرة المقبلة يجب على النساء تغطية رؤوسهن والتصرف كمسلمات جيدات". وأشارت الصحيفة إلى أن أحمد، الطالب في قسم الإعلام في جامعة دمشق، كان يؤمن حتى تلك اللحظة بالثورة، ولكنه رأى المسلحين يخطفون حلمه حول سورية الديموقراطية التي كان يحلم بها، وهو أصبح متأكدا، في الوقت الحالي، أن الثورة انتهت. وذكرت الصحيفة أن "الحماس الذي تملك الكثيرين حيال انتفاضة الشعب السوري منذ بدايتها في آذار العام 2011 تحول الآن إلى حالة من الشك والخوف في ظل تصاعد وتيرة العنف، وتزايد وقوع ميليشيات المعارضة، التي يتلقى بعضها التمويل من متشددين أجانب، تحت هيمنة الأصوليين الإسلاميين"، موضحة انه "بقدر كرههم لأساليب القمع والوحشية التي ينتهجها نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فان الشباب السوري، وغالبيته من المتعلمين والطبقة الوسطى، شعر بالهلع والذعر حيال تحالف المعارضات مع جماعات متشددة، مثل جبهة النصرة التي تربطها صلات مع تنظيم القاعدة". وتابعت الصحيفة "هذا الشباب، إضافة إلى كثر من الكبار في السن من السوريين المتعلمين من سكان المدن، يشعرون بأنهم عالقون ومحاصرون بين متشددين (من الطرفين) مرفوضين بالنسبة لهم"، مشيرة إلى أن "سوريين يشعرون بأنهم قد يستبدلون نظاما قمعيا بآخر، مثل ما حصل في مصر، حيث يشعر المتعاطفون مع الثورة بأنها خانتهم". وأشارت الصحيفة إلى "وجود مجموعة لا بأس بها من السوريين تدعم الثورة، بل والبعض قد يرحب بالتحول إلى الأصولية الدينية"، مضيفة إن "النشطاء المقربين من الجيش السوري الحر يرفضون فكرة أن الشعب يفقد إيمانه بالثورة"، لكنها حذرت "من مغبة تنامي حالة السخط والضيق التي عرفت طريقها إلى قلب الشباب السوري المتعلم الذي يشكل الدعامة الرئيسية وركيزة بناء أي مجتمع متقدم وحيوي". ونقلت الصحيفة عن الخبير في "مجموعة الأزمات الدولية" بيتر هارلينغ قوله إن "العديد من السوريين لا يستطيع تحديد أي من الطرفين، النظام أم المعارضة، يكرهه أكثر من الآخر، لأنهما لم يقدما له سبيلا للمضي قدما، فكلاهما جزء من نظام قائم على العنف والدمار".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة