الغريب أن هيثم المالح الذي يُفترض به أن يكون حقوقياً، و"شيخ الحقوقيين" كما يحب أن يلقب نفسه، كان المصدر الأول للشائعات التي لا يمكن تصديقها ولا يقبل بها عقل ولا منطق، فمن نظرية اغتيال اللواء عمر سليمان في جريمة تفجير دمشق، إلى نظرية وجود الرئيس الأسد على متن باخرة روسية..

يقول معارض سوري في مقالة خصصها للحديث عن المالح، إن الأخير نال لقب "شيخ الحقوقيين" بناء لعمره فقط، وليس للدور أو الإنجازات، علماً أن المالح من أبرز الذين تطغى عليهم لعبة "الأنا"، فهو رفض دخول أحد اجتماعات المعارضة لمجرد أنه لم يحظَ بكرسي عليه اسمه، ورفض أن يشارك في مؤتمر آخر لأنه لم يترأس الجلسة، وعندما لم يحصل على دور قيادي في مجلس اسطنبول، أعلن انشقاقه عنه وذهب إلى مصر ليؤسس "مجلس أمناء" ثم "مجلس حكماء" مع شخصيات أبعد ما تكون عن الحكمة، ثم ما لبث أن انقلب على هذا المجلس مع تأليف ما يسمى "الائتلاف" فانضم إليه، وفي اليوم التالي علق الائتلاف عضوية زملاء المالح بطلب منه على ما يقول هؤلاء، علماً أن المالح لم يسجن في الثمنينات لمعارضته النظام، بل لعلاقته بـ"الإخوان".

وُلد هيثم خليل المالح عام 1931 في حي سوق ساروجة بمدينة دمشق، والده كان موظفاً في الخط الحديدي الحجازي، إضافة إلى عمله في إصلاح الساعات، ووالدته زينب مغربية الحسيني؛ الفلسطينية النسب، تخلت عن مهنة الخياطة لتربي أبناءها (بشير وهيثم ومكرم)، ولهم أخت واحدة أكبر من هيثم تزوجت من الفلسطيني الأردني سليم النابلسي وأقامت في الأردن.

تزوج بدرية الكاتب؛ ابنة القاضي بدر الدين الكاتب، وأنجبت له لينا ومحمد أنس وإياس ونبراس، وتوفيت بدرية في شهر أيار 2011 في أميركا، حيث كانت تعيش مع ابنها إياس، لأن المالح تزوج من سكريترته كوكب القاري.

عمل قاضياً للتحقيق في قضية جواسيس أحالهم عليه جهاز الأمن السياسي، وأطلق هو سراحهم وجميعهم من المنتمين إلى "حزب التحرير"، الأمر الذي جعله مستهدفاً من الأمن السياسي التابع للسراج، إلا أن الانفصال الذي حصل بعدها مباشرة ربما رحمه من العقاب.

غادر المالح إلى ليبيا عام 1966 ليعمل قاضياً، وعاد إلى دمشق في 1968، حيث أعاد قيده في نقابة المحامين، وافتتح مكتباً له فيها، إلا أنه فشل في المحاماة، فتوجّه للتجارة، وافتتح محلاً تجارياً لبيع الألبسة النسائية بتمويل من زوجته التي ورثت من أهلها الميسورين، غير أن النتائج لم تكن مرضية للزوجة، لا ماديّاً ولا عائلياً، بسبب علاقات المالح النسائية، إذ تعرض لخسارة كبيرة أتت على كل رأس المال بعد سنتين من العمل.

في بداية السبعينات انخرط المالح في العمل في نقابة المحامين، وانتسب إلى "الكتلة الإسلامية" فيها. اعتُقل هيثم المالح في 3 أيار 1980، ثم أُطلق سراحه بعد ست سنوات، ليغادر مباشرة إلى الولايات المتحدة الأميركية ملتحقاً بعائلته ومحاولاً رأب الصدع معها، إلا أن أم إياس رفضت العيش معه.

عاد إلى سورية وافتتح مكتباً للمحاماة لم ينجح، فسافر إلى عدد من الدول العربية والأوروبية ناسجاً علاقات مع منظمات حقوقية عربية وأجنبية، والتي حصل على تمويلات كافية منها لنشاطاته.

أوقف المالح مجدداً بتاريخ 14/1/2009، وصدر قرار الحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، لكنه خرج بموجب عفو رئاسي أصدره الرئيس بشار الأسد ليغادر إلى تركيا ويبدأ رحلة البحث عن موقع..

  • فريق ماسة
  • 2013-01-16
  • 10814
  • من الأرشيف

هيثم المالح.. ورحلة البحث عن موقع

الغريب أن هيثم المالح الذي يُفترض به أن يكون حقوقياً، و"شيخ الحقوقيين" كما يحب أن يلقب نفسه، كان المصدر الأول للشائعات التي لا يمكن تصديقها ولا يقبل بها عقل ولا منطق، فمن نظرية اغتيال اللواء عمر سليمان في جريمة تفجير دمشق، إلى نظرية وجود الرئيس الأسد على متن باخرة روسية.. يقول معارض سوري في مقالة خصصها للحديث عن المالح، إن الأخير نال لقب "شيخ الحقوقيين" بناء لعمره فقط، وليس للدور أو الإنجازات، علماً أن المالح من أبرز الذين تطغى عليهم لعبة "الأنا"، فهو رفض دخول أحد اجتماعات المعارضة لمجرد أنه لم يحظَ بكرسي عليه اسمه، ورفض أن يشارك في مؤتمر آخر لأنه لم يترأس الجلسة، وعندما لم يحصل على دور قيادي في مجلس اسطنبول، أعلن انشقاقه عنه وذهب إلى مصر ليؤسس "مجلس أمناء" ثم "مجلس حكماء" مع شخصيات أبعد ما تكون عن الحكمة، ثم ما لبث أن انقلب على هذا المجلس مع تأليف ما يسمى "الائتلاف" فانضم إليه، وفي اليوم التالي علق الائتلاف عضوية زملاء المالح بطلب منه على ما يقول هؤلاء، علماً أن المالح لم يسجن في الثمنينات لمعارضته النظام، بل لعلاقته بـ"الإخوان". وُلد هيثم خليل المالح عام 1931 في حي سوق ساروجة بمدينة دمشق، والده كان موظفاً في الخط الحديدي الحجازي، إضافة إلى عمله في إصلاح الساعات، ووالدته زينب مغربية الحسيني؛ الفلسطينية النسب، تخلت عن مهنة الخياطة لتربي أبناءها (بشير وهيثم ومكرم)، ولهم أخت واحدة أكبر من هيثم تزوجت من الفلسطيني الأردني سليم النابلسي وأقامت في الأردن. تزوج بدرية الكاتب؛ ابنة القاضي بدر الدين الكاتب، وأنجبت له لينا ومحمد أنس وإياس ونبراس، وتوفيت بدرية في شهر أيار 2011 في أميركا، حيث كانت تعيش مع ابنها إياس، لأن المالح تزوج من سكريترته كوكب القاري. عمل قاضياً للتحقيق في قضية جواسيس أحالهم عليه جهاز الأمن السياسي، وأطلق هو سراحهم وجميعهم من المنتمين إلى "حزب التحرير"، الأمر الذي جعله مستهدفاً من الأمن السياسي التابع للسراج، إلا أن الانفصال الذي حصل بعدها مباشرة ربما رحمه من العقاب. غادر المالح إلى ليبيا عام 1966 ليعمل قاضياً، وعاد إلى دمشق في 1968، حيث أعاد قيده في نقابة المحامين، وافتتح مكتباً له فيها، إلا أنه فشل في المحاماة، فتوجّه للتجارة، وافتتح محلاً تجارياً لبيع الألبسة النسائية بتمويل من زوجته التي ورثت من أهلها الميسورين، غير أن النتائج لم تكن مرضية للزوجة، لا ماديّاً ولا عائلياً، بسبب علاقات المالح النسائية، إذ تعرض لخسارة كبيرة أتت على كل رأس المال بعد سنتين من العمل. في بداية السبعينات انخرط المالح في العمل في نقابة المحامين، وانتسب إلى "الكتلة الإسلامية" فيها. اعتُقل هيثم المالح في 3 أيار 1980، ثم أُطلق سراحه بعد ست سنوات، ليغادر مباشرة إلى الولايات المتحدة الأميركية ملتحقاً بعائلته ومحاولاً رأب الصدع معها، إلا أن أم إياس رفضت العيش معه. عاد إلى سورية وافتتح مكتباً للمحاماة لم ينجح، فسافر إلى عدد من الدول العربية والأوروبية ناسجاً علاقات مع منظمات حقوقية عربية وأجنبية، والتي حصل على تمويلات كافية منها لنشاطاته. أوقف المالح مجدداً بتاريخ 14/1/2009، وصدر قرار الحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، لكنه خرج بموجب عفو رئاسي أصدره الرئيس بشار الأسد ليغادر إلى تركيا ويبدأ رحلة البحث عن موقع..

المصدر : الثبات


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة