دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
التقى الرئيس الدكتور بشار الاسد موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي، حيث طال اللقاء لمدة ساعات.
ووفق أنباء "سانا" فان الاجتماع كان صريحاً،و حضر قسم منه مسؤولون سوريون، ولكن حصلت خلوة بين الأخضر الإبراهيمي والرئيس الأسد في اجتماع بشأن الأوضاع في سورية، وقد وصل الأخضر الإبراهيمي في وقت دفنت سورية فيه 200 شهيد من أبناء بلدة حلفايا سقطوا أمام مخبز للخبز، وهم ينتظرون دورهم للحصول على ربطة خبز، لكن إما طائرة قصفتهم بقنابل، أو أن المعارضة المسلحة وضعت سيارات مفخخة بينهم، كي تكون زيارة الأخضر الإبراهيمي تشير إلى دموية النظام وتتعطل مهمة الأخضر الإبراهيمي.
على كل حال، ليس بريئاً وليس من الصدفة أن يقع 200 قتيل في يوم واحد وفي الليلة التي وصل فيها الأخضر الإبراهيمي إلى دمشق. وكأنها محاولة لتعطيل مهمة الاخضر الابراهيمي من أي جهة كانت.
الأخضر الإبراهيمي استند إلى مؤتمر جنيف، الذي تحدث عن بنود 3، أولا وقف اطلاق النار، ثانياً مفاوضات سياسية في مرحلة انتقالية، ثالثاً تطبيق الحل السياسي نتيجة التفاوض، على أن يكون نتيجة الاتفاق في هذا المؤتمر في جنيف مضمونا من الدول الـ5 الدائمة العضوية في مجلس الامن وهي روسيا واميركا وبريطانيا وفرنسا والصين.
الأخضر الإبراهيمي تحدث عن ضرورة تحريك الأمور سياسيا والبدء بالتفاوض، وتمنى على الرئيس بشار الأسد ان يقدم لائحة بالوفد الذي سيتفاوض في جنيف. لكن الرئيس بشار الأسد استفهم من الاخضر الابراهيمي من هو الجانب الذي سيفاوضه الجانب السوري الممثل للدولة السورية، فأجاب الأخضر الإبراهيمي، أنه الائتلاف المعارض السوري.
فاعترض الرئيس بشار الأسد على وجود ممثلين لقوى قتلت من الشعب السوري والجيش النظامي عناصر كثيرة، ولا يمكن التفاوض معها، خاصة الإخوان المسلمين والأحزاب السلفية. وقال إن الديموقراطية تكون من خلال انتخابات نيابية جديّة، وتكون من خلال تمثيل صحيح.
وبالنسبة للشعب السوري، فأنه رفض الاخوان المسلمين، وهو كرئيس للجمهورية السورية يتمنى أن يفهمه الأخضر الإبراهيمي، لأن سورية دولة ذات سيادة وإن مراجعة واشنطن والصين وموسكو ودول أخرى بشأن سورية أمر هام، لكن القرار هو قرار سوري 100%، وسورية لن تفاوض الاخوان المسلمين قبل أن يعترف بأمور عديدة، وشرحت تجربة الاخوان المسلمين في مصر وكيف استعملوا الديموقراطية ليصلوا الى الديكتاتورية.
ودخل الاخضر الابراهيمي مع الأسد في جدال عميق حول الاخوان المسلمين على أنهم يمثلون شريحة كبرى من الشعب السوري، فأكد الرئيس الأسد أنه يعرف أن شريحة تؤيد الاخوان المسلمين، لكنه اشترط أن يعلن الاخوان المسلمين أن الدستور الذي سيتم وضعه في سورية لن يكون مستندا إلى الشريعة الإسلامية. وهذا الاعلان يجب ان يلحقه اعلان مبادىء من كل الاطراف قبل الدخول في المفاوضات السياسية، فتعلن الدولة السورية إعلان مبادىء، والأحزاب المفاوضة تعلن إعلان مبادىء، وعندها تكفل الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن هذا الإعلان كي لا يخرج أي طرف عنه. وبالتحديد فالرئيس الاسد أصر على مبدأ أنه ألغى مبدأ الحزب الحاكم وهو حزب البعث العلماني وفتح الحرية أمام أن تكون الدولة بكل طوائفها، لكن هو يصر على أن يعلن الاخوان المسلمون اعلانا صريحا بأن الدستور الذي سيتم التفاوض عليه لن يكون مستندا إلى الشريعة الاسلامية.
شعر الاخضر الابراهيمي بحراجة الموقف وصلابة الرئيس بشار الأسد، وأجرى اتصالات من دمشق مع أطراف دولية يبلغها هذا الامر. فكانت نصيحة الجهات الدولية أن لا يقطع علاقته مع الرئيس الأسد وأن لا يصل إلى موضوع الاستقالة أو غيرها، بل أن يسعى إلى الاستمرار في التفاوض مع الرئيس بشار الأسد، وصولاً إلى حل سياسي، وأن إعلان المبادىء يمكن بحثه في الحل السياسي. لكن الاخضر الابراهيمي أبلغ الجهات الدولية أن الرئيس الاسد لن يقبل بجلوس وفد يمثل الدولة السورية مع أطراف لا تعلن أن سورية تعددية، وقائمة على مجتمع مدني. وسيكون من الصعب اقناع الاخوان المسلمين بأن يعلنوا مبدأ عدم الاعتماد على الشريعة الاسلامية.
وفي معلومات خاصة بـ"الديار" أن الاخضر الابراهيمي اتصل بشخصية عالمية هامة تتابع ملف الشرق الاوسط، فنصحه بأن يتم خلق منطقة آمنة وعازلة داخل دمشق تحميها قوة سورية وقوة دولية، وتمتد من بداية اوتوستراد المزّة، وحتى مبنى مجلس الوزراء السوري، قائلاً له، اذا استطعت تأمين هذه المنطقة عسكريا مع 3 آلاف جندي دولي، فاننا نستطيع أن نبدأ باعلان خط مفاوضات في هذه المنطقة، ويكون مضموناً بوجود قوات دولية يمتد انتشارها حتى المطار الدولي.
ورفض بالنتيجة الرئيس بشار الأسد اعطاء موافقة على ارسال وفد إلى جنيف، قبل اعتماد لائحة المفاوضين المعارضين، والاتفاق على إعلان المبادىء قبل الاجتماع على الطاولة. وهذه المبادىء يكون حولها الحوار، أما أن نأتي ونتحاور من يريد الشريعة الاسلامية ومن يرفضها فهذا أمر سيؤدي إلى إحداث بلبلة المفاوضات، ثانياً يجب إعلان مبادىء بشأن تحرير الجولان والوصول إلى خط 4 حزيران والتزام المعارضة بهذا المبدأ بدل الاعلان التي اذاعته بتحرير الأراضي المحتلة وفق خريطة الانتداب التي تجعل من قمة جبل الحمّى الملاصق لجبل الشيخ أرضاً تابعة لإسرائيل، بينما هي قبل 4 حزيران كانت تحت السيطرة السورية، ولو انها، وفق قرار الانتداب البريطاني، كانت الحمّى داخل فلسطين، وعندما قام جيش الانقاذ العربي بالهجوم استرجعها من الانتداب البريطاني وأصبحت منضمة للاراضي السورية. واسرائيل اتفقت مع واشنطن على ان يكون الانسحاب من الجولان إلى الحدود الدولية المرسومة بين بريطانيا وفرنسا، في حين أن سياسة الرئيس الراحل حافظ الاسد والرئيس بشار الاسد هو الانسحاب الى خط 4 حزيران، والانسحاب الى خط 4 حزيران يعني ان يكون جبل الشيخ وحرمون وقمة الحمى مع السهل الذي يصل إلى بحيرة طبرية كلها تابعة لسورية، أما الحدود الدولية التي تتحدث عنها المعارضة واسرائيل، فتجعل حزء من جبل الشيخ ضمن الاراضي الاسرائيلية وتجعل القمة الحمى الاساسية ضمن الاراضي الاسرائيلية. والنقاش الذي دار هو لماذا يطلب الاسرائيليون خطوط الحدود البريطانية الفرنسية بين فلسطين وسورية، لأن الأسد قال للابراهيمي من قال أن فلسطين هي للإسرائيليين، ومن قال أن الحدود المرسومة بين سورية وفلسطين هي حدود مرسومة بين الكيان الفلسطيني وسورية.
وهنا قال الاخضر الابراهيمي لقد حصلت من أبو مازن على وعد بأنه اذا تم تطبيق الحدود الدولية في الجولان، وعلى وعد أيضا من اسرائيل انه اذا تم اتفاق على الحدود البريطاني الفرنسي فإن اسرائيل ستعطي جبل الحمى منطقة في صحراء النقب وتعطي مناطق أوسع في الضفة الغربية للفلسطينيين.
فاعتبر الرئيس الاسد أن هذه الارض كانت تحت السيادة السورية وأن الجيش العربي للإنقاذ حررها وأن أبو مازن أو غيره لا يستطيع التنازل عن أرض كانت تحت السيادة السورية.
الاخضر الابراهيمي أبلغ المراجع الدولية كاتصال أول من جهاز مشفر لا يسمع أحد ولا يمكن للسوريين أو دول التنصت عليه إلا الدول الكبرى في العالم، أبلغهم أنه يشعر كأن التفاوض بشأن الأزمة السورية الداخلية بات يدخل في أزمة الشرق الاوسط، وأن مشروع حكم الاخوان المسلمين من مصر إلى سورية إلى غيرها هو بداية لشرق أوسط جديد سورية ترفضه وتعتبر أن الأمر لا يتعلق بديموقراطية وإصلاح بل يتعلق بشرق أوسط جديد ووافق الاخوان المسلمون على رسمه مع أبو مازن ومع قوى سلفية في الاردن ومصر.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة