أعاد خبير إسرائيلي في علم الجينات إلى الواجهة السؤال المركزي عن أصل «الشعب اليهودي» عبر إثباته من جديد أن المكون الخزري هو العنصر الظاهر في الحمض النووي ليهود أوروبا، ما يعني أن أصولهم خزرية وليست سامية.

وأشارت دراسة أعدها الدكتور عران الحياك، ونشرت تقريراً عنها صحيفة «هآرتس»، إلى أنه إذا صح البحث فإن الكثير من أسلاف الإسرائيليين هم أقارب لأسلاف الإيرانيين.

ويقول الحياك إن «باحثين مختلفين عرضوا على مرّ السنين تفسيرات لأصل اليهود». وعدّد في بحثه مختلف النظريات التي أشيعت طوال المئة العام الأخيرة، ولكنه يشرح أن بحثه «هو الأول الذي يعرض نظرية شاملة، تفسر كل الاستنتاجات المتناقضة ظاهرياً».

وقد أجرى الحياك بحثه في كلية الصحة العامة في جامعة «جون هوبكنز» الأميركية في بالتيمور. ونشر نتائجه في مجلة «جنوم، بيولوجيا، ونشوء» التي تصدر عن جامعة أوكسفورد. وأوضح بروفيسور فحص الدراسة أنها «أعمق من كل الأبحاث السابقة التي تتعلق بأصل اليهود».

وأوضح الحياك إنه أفلح في توفير أساس علمي لنظرية تاريخية قديمة وموضع خلاف. ووفق هذه النظرية فإن اليهود الأوروبيين هم من نسل الخزر، وهي إمبراطورية تشكلت من شعوب مختلفة (إيرانية، وتركية، وسلاف، وقوقاز وغيرهم)، وحكمت في القرون الوسطى منطقة شاسعة بين البحرين الأسود والخزري. ووفقاً للنظرية، فإن الخزر تهوّدوا في القرن الثامن، ونسلهم هم اليهود الأوروبيون الذين يعيشون في الخارج وفي فلسطين اليوم.

وبكلمات أخرى، فإن بحث الحياك يعزز الأفكار التي تحدّت الخطاب اليهودي والصهيوني المعهود، والذي ركز على أن اليهود الحاليين هم من نسل سكان مملكة يهودا التي أجلي أهلها منها، وعادوا إليها بعد ألفي عام في الشتات.

وواضح أن بحث الحياك يقر أن اليهود هم من نسل شعوب مختلفة عاشت في مناطق مختلفة، وتهودت في مراحل مختلفة في التاريخ. وبحسب هذه النظرية فإن قصة النفي من يهودا، وشتات الشعب، وحنينه إلى الوطن، ليست سوى أسطورة.

وقال الحياك إن «بحثي يناقض 40 عاماً من الأبحاث الجينية، والتي افترضت جميعها أن اليهود هم عالم مختلف جينياً عن كل شعوب العالم». وقد اعتمد البحث على معطيات جينية شاملة توفرت من دراسات أخرى. وبسبب عدم توفر معطيات جينية عن الخزر، استعان الحياك بشعوب مجاورة للخزر مثل الجيورجيين، والأرمن والقوقاز، كما هو معهود في الأبحاث الوراثية. وأوضح «لقد جاء هؤلاء جميعاً من الشارة الجينية ذاتها». وبعد تحليل متعدد لأساليب مختلفة وجد الحياك ما أسماه «المكوّن الخزري» في يهود أوروبا.

وبحسب البحث الجديد فإن المكون المهيمن في أوساط يهود أوروبا هو المكون الخزري. وهو يشكل في يهود وسط أوروبا 38 في المئة، وهو الأعلى من أي مكون آخر في جينومهم. أما في أوساط يهود شرق أوروبا فيشكل 30 في المئة، وليس في جينومات هؤلاء أي مكوّن أعلى منه.

فما هي المكونات الإضافية ليهود أوروبا؟ يجيب البحث عن ذلك بأنها مكونات غرب أوروبية مصدرها الإمبراطورية الرومانية، وهناك مصدر شرق أوسطي قريب من وادي الرافدين، «قد ينسب جزئياً إلى فلسطين»، بحسب الحياك. ولهذا المعطى أهمية في البحث لأنه يعيد ربطهم بفلسطين حتى وإن كان بنسبة ضئيلة فقط. وهو ليس قوياً لادعاء نسبة اليهود إلى مملكة يهودا.

وفقاً للبحث، فإن هناك تواصلاً جينياً بين يهود إيران، والقوقاز، وأذربيجان وجورجيا ويهود أوروبا. وبكلمات أخرى: من الجائز أن هذه المجموعات لها آباء مشتركون هم الخزر.

وماذا بشأن اليهود الآخرين؟ يجيب البحث أنه ليس بينهم وبين يهود أوروبا صلة دم ولا حتى صلات عائلية. «فالمجموعات اليهودية في العالم لا تشترك في أصل جيني مشترك. والحديث يدور عن مجموعات مختلفة جداً، لا رابط بينها سوى الدين». وبحسب كلامه فإن الجينوم «ليهود أوروبا هو فسيفساء شعوب عتيقة، لكنه في أغلبه خزري».

 

  • فريق ماسة
  • 2012-12-23
  • 11252
  • من الأرشيف

تشكيك في نفي اليهود: أصول خزرية وليست سامية

أعاد خبير إسرائيلي في علم الجينات إلى الواجهة السؤال المركزي عن أصل «الشعب اليهودي» عبر إثباته من جديد أن المكون الخزري هو العنصر الظاهر في الحمض النووي ليهود أوروبا، ما يعني أن أصولهم خزرية وليست سامية. وأشارت دراسة أعدها الدكتور عران الحياك، ونشرت تقريراً عنها صحيفة «هآرتس»، إلى أنه إذا صح البحث فإن الكثير من أسلاف الإسرائيليين هم أقارب لأسلاف الإيرانيين. ويقول الحياك إن «باحثين مختلفين عرضوا على مرّ السنين تفسيرات لأصل اليهود». وعدّد في بحثه مختلف النظريات التي أشيعت طوال المئة العام الأخيرة، ولكنه يشرح أن بحثه «هو الأول الذي يعرض نظرية شاملة، تفسر كل الاستنتاجات المتناقضة ظاهرياً». وقد أجرى الحياك بحثه في كلية الصحة العامة في جامعة «جون هوبكنز» الأميركية في بالتيمور. ونشر نتائجه في مجلة «جنوم، بيولوجيا، ونشوء» التي تصدر عن جامعة أوكسفورد. وأوضح بروفيسور فحص الدراسة أنها «أعمق من كل الأبحاث السابقة التي تتعلق بأصل اليهود». وأوضح الحياك إنه أفلح في توفير أساس علمي لنظرية تاريخية قديمة وموضع خلاف. ووفق هذه النظرية فإن اليهود الأوروبيين هم من نسل الخزر، وهي إمبراطورية تشكلت من شعوب مختلفة (إيرانية، وتركية، وسلاف، وقوقاز وغيرهم)، وحكمت في القرون الوسطى منطقة شاسعة بين البحرين الأسود والخزري. ووفقاً للنظرية، فإن الخزر تهوّدوا في القرن الثامن، ونسلهم هم اليهود الأوروبيون الذين يعيشون في الخارج وفي فلسطين اليوم. وبكلمات أخرى، فإن بحث الحياك يعزز الأفكار التي تحدّت الخطاب اليهودي والصهيوني المعهود، والذي ركز على أن اليهود الحاليين هم من نسل سكان مملكة يهودا التي أجلي أهلها منها، وعادوا إليها بعد ألفي عام في الشتات. وواضح أن بحث الحياك يقر أن اليهود هم من نسل شعوب مختلفة عاشت في مناطق مختلفة، وتهودت في مراحل مختلفة في التاريخ. وبحسب هذه النظرية فإن قصة النفي من يهودا، وشتات الشعب، وحنينه إلى الوطن، ليست سوى أسطورة. وقال الحياك إن «بحثي يناقض 40 عاماً من الأبحاث الجينية، والتي افترضت جميعها أن اليهود هم عالم مختلف جينياً عن كل شعوب العالم». وقد اعتمد البحث على معطيات جينية شاملة توفرت من دراسات أخرى. وبسبب عدم توفر معطيات جينية عن الخزر، استعان الحياك بشعوب مجاورة للخزر مثل الجيورجيين، والأرمن والقوقاز، كما هو معهود في الأبحاث الوراثية. وأوضح «لقد جاء هؤلاء جميعاً من الشارة الجينية ذاتها». وبعد تحليل متعدد لأساليب مختلفة وجد الحياك ما أسماه «المكوّن الخزري» في يهود أوروبا. وبحسب البحث الجديد فإن المكون المهيمن في أوساط يهود أوروبا هو المكون الخزري. وهو يشكل في يهود وسط أوروبا 38 في المئة، وهو الأعلى من أي مكون آخر في جينومهم. أما في أوساط يهود شرق أوروبا فيشكل 30 في المئة، وليس في جينومات هؤلاء أي مكوّن أعلى منه. فما هي المكونات الإضافية ليهود أوروبا؟ يجيب البحث عن ذلك بأنها مكونات غرب أوروبية مصدرها الإمبراطورية الرومانية، وهناك مصدر شرق أوسطي قريب من وادي الرافدين، «قد ينسب جزئياً إلى فلسطين»، بحسب الحياك. ولهذا المعطى أهمية في البحث لأنه يعيد ربطهم بفلسطين حتى وإن كان بنسبة ضئيلة فقط. وهو ليس قوياً لادعاء نسبة اليهود إلى مملكة يهودا. وفقاً للبحث، فإن هناك تواصلاً جينياً بين يهود إيران، والقوقاز، وأذربيجان وجورجيا ويهود أوروبا. وبكلمات أخرى: من الجائز أن هذه المجموعات لها آباء مشتركون هم الخزر. وماذا بشأن اليهود الآخرين؟ يجيب البحث أنه ليس بينهم وبين يهود أوروبا صلة دم ولا حتى صلات عائلية. «فالمجموعات اليهودية في العالم لا تشترك في أصل جيني مشترك. والحديث يدور عن مجموعات مختلفة جداً، لا رابط بينها سوى الدين». وبحسب كلامه فإن الجينوم «ليهود أوروبا هو فسيفساء شعوب عتيقة، لكنه في أغلبه خزري».  

المصدر : السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة