وعدت قطر أن تمنح مصر مساعدات استثمارية تفوق 20 مليار دولار كمكافأة نتيجة صعود الرئيس محمد مرسي، ممثل الإسلاميين، إلى الحكم في مصر، كما وعدت إخوان تونس بدعم سخي.

وأثار السخاء القطري الكثير من الأسئلة خاصة أن قطر ركبت موجة ثورات "الربيع العربي" الباحثة عن الديمقراطية، وقطر لا علاقة لها بالديمقراطية.

ووعد أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني المصريين بثمانية مليارات دولار على مدى خمس سنوات لبناء ميناء في مدينة بورسعيد، و10 مليارات دولار لمنتجع على الساحل الشمالي، ووديعة بقيمة ملياري دولار. كما قدّمت قطر لمصر دعما ماليا بقيمة ملياري دولار في شكل استثمارات.

وهذا الاهتمام بتوفير الدعم المادي للإسلاميين أرجعه المحلل في مؤسسة "كورنرستون جلوبال، غانم نسيبة، إلى إصرار قطر على "ضمان عدم فشل جماعة الإخوان المسلمين".

وخلافا لدول أخرى في مجلس التعاون الخليجي ترى في الإخوان المسلمين تهديدا لها يؤمن أمير قطر بأن الإسلاميين هم الطريق إلى المستقبل في الشرق الأوسط، ووسيلة لتوسيع نفوذ قطر.

ولذلك لم تتوان قطر، معتمدة على ثروتها الضخمة، في دعم ومساندة الأحزاب الدينية التي برزت كأهم الفائزين إثر الانتفاضات الشعبية التي اجتاحت المنطقة العام الماضي.

ويقول متابعون إن قطر التي فازت باستضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، وتلعب أدوار الوساطة في صراعات بالشرق الأوسط وأفريقيا، وخاصة حماسها لفرض عزلة على سوريا، تتطلع إلى دور محوري على الساحة السياسية العالمية تساعدها في ذلك قناة الجزيرة التي أُسست في عام 1996.

وتستضيف قطر، التي ترتبط بتحالف وثيق مع الولايات المتحدة، أكبر قاعدة جوية أميركية في الشرق الأوسط، وهي قاعدة العيديد، ومنها أديرت الحرب على العراق وأفغانستان.

وتبتغي محاولات قطر توسيع دورها الدبلوماسي مع توسع استثمارات كبيرة لها في الخارج.

فقد أنفق صندوق الثروة السيادي القطري الذي تقدر قيمة أصوله بنحو 70 مليار دولار نحو 20 مليار دولار في السنوات الأخيرة لشراء حصص في شركتي فولكس فاغن وبورشه الألمانيتين لصناعة السيارات والبنك الزراعي الصيني وبنك سانتاندير البرازيلي وشركة إيبردرولا الأسبانية للمرافق وشركة هوختيف الألمانية للبناء.

 

كما اشترى الصندوق متجر هارودز الفاخر في لندن وفريقين أوروبيين لكرة القدم. وتتصدر قطر قائمة مشتري اللوحات الفنية في العالم.

وفي إطار دعمها لجماعة الإخوان المسلمين تحتضن الأب الروحي للإخوان يوسف القرضاوي وأيضا خالد مشعل القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس والذي انتقل من دمشق إلى الدوحة إثر اندلاع الأزمة في سوريا.

ويسبب التقارب بين قطر والإسلاميين انزعاجا لدول مجلس التعاون الخليجي التي تسعى إلى تكوين جبهة موحدة ضد إيران. إلا أن ذلك لا ينفي أن هناك مصالح بين قطر ودول مجلس التعاون الخليجي الباقية، بقيادة السعودية، خاصة في ما يتعلق بالموقف من الأحداث في سوريا، حيث تدعم السعودية وقطر المعارضة السورية.

وتمثل إيران نقطة خلاف بين قطر والسعودية، فالدوحة لا تبالي بأهداف السياسة الخارجية السعودية مثل دول خليجية أخرى، وتعمل على الحفاظ على العلاقات مع إيران رغم أن السعودية تعتبرها "عدوا".

  • فريق ماسة
  • 2012-12-11
  • 13011
  • من الأرشيف

الاستثمار في الإسلام السياسي... لفائدة من؟..قطر تستخدم الإسلام السياسي بحثا عن دور إقليمي

وعدت قطر أن تمنح مصر مساعدات استثمارية تفوق 20 مليار دولار كمكافأة نتيجة صعود الرئيس محمد مرسي، ممثل الإسلاميين، إلى الحكم في مصر، كما وعدت إخوان تونس بدعم سخي. وأثار السخاء القطري الكثير من الأسئلة خاصة أن قطر ركبت موجة ثورات "الربيع العربي" الباحثة عن الديمقراطية، وقطر لا علاقة لها بالديمقراطية. ووعد أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني المصريين بثمانية مليارات دولار على مدى خمس سنوات لبناء ميناء في مدينة بورسعيد، و10 مليارات دولار لمنتجع على الساحل الشمالي، ووديعة بقيمة ملياري دولار. كما قدّمت قطر لمصر دعما ماليا بقيمة ملياري دولار في شكل استثمارات. وهذا الاهتمام بتوفير الدعم المادي للإسلاميين أرجعه المحلل في مؤسسة "كورنرستون جلوبال، غانم نسيبة، إلى إصرار قطر على "ضمان عدم فشل جماعة الإخوان المسلمين". وخلافا لدول أخرى في مجلس التعاون الخليجي ترى في الإخوان المسلمين تهديدا لها يؤمن أمير قطر بأن الإسلاميين هم الطريق إلى المستقبل في الشرق الأوسط، ووسيلة لتوسيع نفوذ قطر. ولذلك لم تتوان قطر، معتمدة على ثروتها الضخمة، في دعم ومساندة الأحزاب الدينية التي برزت كأهم الفائزين إثر الانتفاضات الشعبية التي اجتاحت المنطقة العام الماضي. ويقول متابعون إن قطر التي فازت باستضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، وتلعب أدوار الوساطة في صراعات بالشرق الأوسط وأفريقيا، وخاصة حماسها لفرض عزلة على سوريا، تتطلع إلى دور محوري على الساحة السياسية العالمية تساعدها في ذلك قناة الجزيرة التي أُسست في عام 1996. وتستضيف قطر، التي ترتبط بتحالف وثيق مع الولايات المتحدة، أكبر قاعدة جوية أميركية في الشرق الأوسط، وهي قاعدة العيديد، ومنها أديرت الحرب على العراق وأفغانستان. وتبتغي محاولات قطر توسيع دورها الدبلوماسي مع توسع استثمارات كبيرة لها في الخارج. فقد أنفق صندوق الثروة السيادي القطري الذي تقدر قيمة أصوله بنحو 70 مليار دولار نحو 20 مليار دولار في السنوات الأخيرة لشراء حصص في شركتي فولكس فاغن وبورشه الألمانيتين لصناعة السيارات والبنك الزراعي الصيني وبنك سانتاندير البرازيلي وشركة إيبردرولا الأسبانية للمرافق وشركة هوختيف الألمانية للبناء.   كما اشترى الصندوق متجر هارودز الفاخر في لندن وفريقين أوروبيين لكرة القدم. وتتصدر قطر قائمة مشتري اللوحات الفنية في العالم. وفي إطار دعمها لجماعة الإخوان المسلمين تحتضن الأب الروحي للإخوان يوسف القرضاوي وأيضا خالد مشعل القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس والذي انتقل من دمشق إلى الدوحة إثر اندلاع الأزمة في سوريا. ويسبب التقارب بين قطر والإسلاميين انزعاجا لدول مجلس التعاون الخليجي التي تسعى إلى تكوين جبهة موحدة ضد إيران. إلا أن ذلك لا ينفي أن هناك مصالح بين قطر ودول مجلس التعاون الخليجي الباقية، بقيادة السعودية، خاصة في ما يتعلق بالموقف من الأحداث في سوريا، حيث تدعم السعودية وقطر المعارضة السورية. وتمثل إيران نقطة خلاف بين قطر والسعودية، فالدوحة لا تبالي بأهداف السياسة الخارجية السعودية مثل دول خليجية أخرى، وتعمل على الحفاظ على العلاقات مع إيران رغم أن السعودية تعتبرها "عدوا".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة