يرى محللون أن "إسرائيل" ما كانت لتسمح لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بالزيارة "التاريخية" إلى قطاع غزة التي اختتمها يوم الاثنين 10/12/2012، وإلقاء خطابات ثورية تتهجم عليها لو لم تكن على معرفة مسبقة بالزيارة، ووافقت عليها.

وأشار مراقبون إلى أن "إسرائيل" مارست الاغتيالات ضد شخصيات تاريخية وذات أهمية في حماس "الشيخ أحمد ياسين، عبد العزيز الرنتيسي، أحمد الجعبري"، ولو أرادت أن تغتال مشعل ما كانت تترد للحظة، ما يؤكد وجود اتفاق مسبق يسمح بمروره إلى غزة.

وتساءل هؤلاء: لماذا يسمح لمشعل بالمرور إلى غزة وإلقاء خطابات ثورية، ولم يسمح لرمضان شلح، أمين عام حركة الجهاد ونائبه زياد النخالة، وتهديد "إسرائيل" بأن تكون في حل من الهدنة حال مرور أي قيادي من "الجهاد"؟

يشار إلى أن "الجهاد" التي ما تزال قياداتها تقيم في سورية، ولها علاقات متقدمة مع إيران، تتهمها "إسرائيل" بأنها هي التي أطلقت صواريخ فجر 5، لكن المراقبين يقولون إن "الجهاد" ليس لإخوان مصر سيطرة عليها، ولذلك لم ينجحوا في أن يدفعوها إلى الالتزام بالتهدئة كما فعلوا مع حماس، وهو ما جعل "إسرائيل" تستهدف قياداتها.

وكشف متابعون أن خفايا اتفاق التهدئة بين حماس و"إسرائيل" برعاية مصرية لم يكشف منها سوى النزر القليل من التفاصيل.

ويعتقد هؤلاء أن زيارة مشعل تأتي في سياق ترويض حركة حماس لتدخل اللعبة السياسية التي سبقتها إليها حركة فتح بعد تعديل ميثاقها الوطني في 1988 بالجزائر، لتعترف فيه بإسرائيل وتبدأ لعبة المفاوضات.

يشار إلى أن صحيفة "العرب" كانت كشفت في عدد سابق عن تنسيق أميركي إسرائيلي مصري لإمضاء اتفاقية كامب ديفيد إسلامية يكون الطرف الفلسطيني المفاوض فيها حماس وليس فتح، على أن ينهض الرئيس الإخواني محمد مرسي بالدور نفسه الذي أداه الرئيس السابق حسني مبارك وهو الحفاظ على أمن إسرائيل والمصالح الأميركية، مقابل المساعدات.

وكشفت مصادر من غزة أن زيارة مشعل الهدف منها بالدرجة الأولى محاولة إسباغ ثوب البطولة والثورية عليه بهدف استثمارها في مرحلة قادمة، وهي التي يتوقع أن تقدم فيها حماس على "خطوات مؤلمة" في سياق التطبيع مع إسرائيل.

وقالت المصادر من المتوقع أن تتم مبايعة مشعل من جديد رئيسا للمكتب السياسي لحماس، وإذا تمسك بالرفض فإن خليفته سيكون على الأقرب إسماعيل هنية الذي امتدحه مشعل خلال الخطب التي ألقاها بغزة، وكان يسميه دائما "حبيبي أبو العبد".

وأشارت المصادر إلى أن مشعل حرص خلال لقاءاته الداخلية والخارجية على التسويق لهنية لقطع الطريق أمام صعود محمود الزهار إلى رئاسة المكتب السياسي، الذي يرفض خيار التسوية ويتمسك بالمقاومة مسنودا بقيادات مؤثرة في كتائب القسام.

وبخصوص تصريحات مشعل عن المطالبة بكل الأرض الفلسطينية، وعدم الاعتراف بإسرائيل، قال مراقبون إن مشعل تعود دائما على ازدواجية التصريحات، فمرة يعترف بحدود 1967، وأخرى يرفض الاعتراف بوجود إسرائيل أصلا.

وفي هذا السياق، كشف المراقبون أن لمشعل نوعين من التصريحات، أحدهما للاستهلاك المحلي العربي، وفيه يبدو ثوريا، والثاني موجه للغرب، يقدم فيه ما شاء من التنازلات.

  • فريق ماسة
  • 2012-12-10
  • 5320
  • من الأرشيف

زيارة مشعل إلى غزة.. أولى خطوات كامب ديفيد الإسلامية

يرى محللون أن "إسرائيل" ما كانت لتسمح لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بالزيارة "التاريخية" إلى قطاع غزة التي اختتمها يوم الاثنين 10/12/2012، وإلقاء خطابات ثورية تتهجم عليها لو لم تكن على معرفة مسبقة بالزيارة، ووافقت عليها. وأشار مراقبون إلى أن "إسرائيل" مارست الاغتيالات ضد شخصيات تاريخية وذات أهمية في حماس "الشيخ أحمد ياسين، عبد العزيز الرنتيسي، أحمد الجعبري"، ولو أرادت أن تغتال مشعل ما كانت تترد للحظة، ما يؤكد وجود اتفاق مسبق يسمح بمروره إلى غزة. وتساءل هؤلاء: لماذا يسمح لمشعل بالمرور إلى غزة وإلقاء خطابات ثورية، ولم يسمح لرمضان شلح، أمين عام حركة الجهاد ونائبه زياد النخالة، وتهديد "إسرائيل" بأن تكون في حل من الهدنة حال مرور أي قيادي من "الجهاد"؟ يشار إلى أن "الجهاد" التي ما تزال قياداتها تقيم في سورية، ولها علاقات متقدمة مع إيران، تتهمها "إسرائيل" بأنها هي التي أطلقت صواريخ فجر 5، لكن المراقبين يقولون إن "الجهاد" ليس لإخوان مصر سيطرة عليها، ولذلك لم ينجحوا في أن يدفعوها إلى الالتزام بالتهدئة كما فعلوا مع حماس، وهو ما جعل "إسرائيل" تستهدف قياداتها. وكشف متابعون أن خفايا اتفاق التهدئة بين حماس و"إسرائيل" برعاية مصرية لم يكشف منها سوى النزر القليل من التفاصيل. ويعتقد هؤلاء أن زيارة مشعل تأتي في سياق ترويض حركة حماس لتدخل اللعبة السياسية التي سبقتها إليها حركة فتح بعد تعديل ميثاقها الوطني في 1988 بالجزائر، لتعترف فيه بإسرائيل وتبدأ لعبة المفاوضات. يشار إلى أن صحيفة "العرب" كانت كشفت في عدد سابق عن تنسيق أميركي إسرائيلي مصري لإمضاء اتفاقية كامب ديفيد إسلامية يكون الطرف الفلسطيني المفاوض فيها حماس وليس فتح، على أن ينهض الرئيس الإخواني محمد مرسي بالدور نفسه الذي أداه الرئيس السابق حسني مبارك وهو الحفاظ على أمن إسرائيل والمصالح الأميركية، مقابل المساعدات. وكشفت مصادر من غزة أن زيارة مشعل الهدف منها بالدرجة الأولى محاولة إسباغ ثوب البطولة والثورية عليه بهدف استثمارها في مرحلة قادمة، وهي التي يتوقع أن تقدم فيها حماس على "خطوات مؤلمة" في سياق التطبيع مع إسرائيل. وقالت المصادر من المتوقع أن تتم مبايعة مشعل من جديد رئيسا للمكتب السياسي لحماس، وإذا تمسك بالرفض فإن خليفته سيكون على الأقرب إسماعيل هنية الذي امتدحه مشعل خلال الخطب التي ألقاها بغزة، وكان يسميه دائما "حبيبي أبو العبد". وأشارت المصادر إلى أن مشعل حرص خلال لقاءاته الداخلية والخارجية على التسويق لهنية لقطع الطريق أمام صعود محمود الزهار إلى رئاسة المكتب السياسي، الذي يرفض خيار التسوية ويتمسك بالمقاومة مسنودا بقيادات مؤثرة في كتائب القسام. وبخصوص تصريحات مشعل عن المطالبة بكل الأرض الفلسطينية، وعدم الاعتراف بإسرائيل، قال مراقبون إن مشعل تعود دائما على ازدواجية التصريحات، فمرة يعترف بحدود 1967، وأخرى يرفض الاعتراف بوجود إسرائيل أصلا. وفي هذا السياق، كشف المراقبون أن لمشعل نوعين من التصريحات، أحدهما للاستهلاك المحلي العربي، وفيه يبدو ثوريا، والثاني موجه للغرب، يقدم فيه ما شاء من التنازلات.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة