دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يريد الخليج والغرب من مؤتمر ما يسمى "أصدقاء سوريا" الذي يعقد في مراكش المغربية في 12.12.2012 أن يكون حفل زفاف وهمروجة إعلامية للائتلاف الذي أنشئ في الدوحة مؤخراً بعد تعثر كل الجهود لحسم الوضع العسكري والسياسي في سوريا من الشمال على حدود تركيا الى الوسط في منطقة حمص،
مرورا بريف العاصمة السورية دمشق رغم الدعم الغربي والخليجي الكبيرين مالياً وعسكرياً.
ويبدو ان واشنطن التي تريد كل من فرنسا وقطر الحرب بسيفها في سوريا كما حصل في ليبيا، واشنطن هذه غير متحمسة للدخول في أتون النار السورية وقد أعطت المعارضة السورية خلال مؤتمر الدوحة الأخير فرصة أخيرة أقصاها شهرين لإحراز انتصار عسكري وإلا فإن العودة الى جنيف أمر لا بد منه.
مصادر في المعارضة السوري، قالت إن "الوفد الأمريكي في مؤتمر الدوحة الأخير الذي شكل فيه الائتلاف السوري المعارض قال للمعارضين السوريين ان الولايات المتحدة الأمريكية لن تتدخل عسكرياً في سوريا وان على المعارضة الذهاب في الأخير الى صيغة جنيف، وقد أعطت الولايات المتحدة المعارضة المسلحة مهلة شهرين لإحراز انتصار على النظام يضع في يد الولايات المتحدة أوراق ضغط في مواجهة روسيا، وهذا ما دفع رئيس الائتلاف المعارض معاذ الخطيب الى القول بأن النظام سوف يسقط خلال ثلاثة أسابيع ولا داعي للتفاوض لا معه ولا مع حلفائه الروس".
المعارضة السورية المسلّحة
هذا التهديد الأمريكي يقف بشكل مباشر وراء المعارك الطاحنة والواسعة النطاق التي تدور حول دمشق منذ مؤتمر الدوحة الأخير وقبيل مؤتمر مراكش في 12 الشهر الجاري، وهنا توضح مراجع سورية معارضة في باريس مشيرة الى وجود أهداف لمعركة دمشق الحالية وصعوبات مستجدة أمام الحسم العسكري الذي تبشر به المعارضة بعيداً عن كل الصخب الإعلامي المفتعل حالياً من التركيز على السلاح الكيميائي الى إعلان قرب سقوط النظام.
أهداف معركة دمشق:
أ – تقديم انتصار عسكري للولايات المتحدة يجنب المعارضة التفاوض مع النظام كما حددت نقاط توافق مؤتمر جنيف.
ب – إعطاء دفعة قوية لـ"مؤتمر أصدقاء سوريا في مراكش المغربية
ج – الضغط الإعلامي والنفسي من ناحية مطار دمشق الدولي والقول ان النظام يعيش محاصراً في دمشق وبالتالي لا يحكم البلد.
وحول الصعوبات المستجدة أمام الحسم العسكري الذي بشرت به المعارضة فتحددها المصادر بالنقاط التالية:
أ – دخول الأكراد على خط المواجهة مع مسلحي المعارضة في كامل الشمال السوري بعد انسحاب الجيش السوري المتعمد من الكثير من قراهم وبلداتهم
ب – فشل الحسم العسكري في مدينة حلب الذي وعدت به المعارضة رعاتها الدوليين والإقليميين منذ أربعة أشهر.
ج – تخوف الدول الغربية من تمدد الأحداث الى لبنان
د – الوضع المصري المضطرب
وفي هذا السياق، يمكن وضع الأزمة في خانة الأتراك بعد الهزائم المتتالية التي منيت بها الجماعات المسلحة في مدينة رأس العين على الحدود السورية التركية في مواجهة مقاتلي حزب "الاتحاد الديمقراطي" ويبدو ان الأتراك استهلكوا جميع القوى العسكرية للمسلحين في رأس العين عبر إجبار ثلاثة فصائل تشكل عصب المعارضة السورية المسلحة في الشمال السوري على خوض المعركة جنبا الى جنب وهي جبهة النصرة، غرباء الشام، ولواء التوحيد، وهذا ما يثير حفيظة واشنطن التي تريد عزل جبهة النصرة وابتعاد باقي الجماعات المسلحة عنها شرطاً لأي دعم امريكي بالسلاح، فإذا بالحليف التركي يستعين بمسلحي جبهة "النصرة" في رأس العين.
المصدر :
نضال حمادة\ العهد
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة