قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد أمين حطيط أن أميركا تسعى لتصعيد الحرب النفسية في سوريا بعد سلسلة الإخفاقات السياسية والميدانية بسوريا، وإن هذه السياسة ستفشل أيضا، مستبعدا أن يقوم الناتو بتدخل عسكري في سوريا، قائلا إن الحرب في سوريا دخلت مرحلة إعداد البيئة للتفاوض المستقبلي.

وقال حطيط في تصريح خاص لقناة العالم الإخبارية مساء السبت إن أميركا تسعى لتصعيد الحرب النفسية بسبب سلسلة من الإخفاقات والخسائر المعنوية والمادية في السياسة وفي الميدان، وأميركا والإتحاد الأوروبي وكل جبهة العدوان على سوريا باتت على يقين أن العدوان على سوريا وإخضاعها بالوسائل العسكرية امر مستحيل.

 

وأضاف: وأدرك أعداء سوريا ان الخروج من المستقنع السوري لابد أن يكون خروجا سلميا وبالتفاوض، وفي إستراتيجية المفاوضات، يقوم المفاوض بجمع اوراق القوة في نفسه ويفرغ اوراق القوة عند الخصم قبل ان يذهب الى طاولة المفاوضات، والحرب النفسية التي تقودها اميركا الآن تندرج في إطارين، الأول رفع معنويات من تتخذهم ادوات في عدوانها، والثاني تفريغ أوراق القوة السورية من محتواها.

 

وتابع: ما لا تعرفه أميركا أو تحاول أن تتجاهله أن خصمها سوريا تدرك تماما هذه الإستراتيجية وهذه السياسة الأميركية، وسوريا تدير معركتها الدفاعية بذكاء وإحتراف يصل في أكثر الأحيان كما هو ملاحظ في الاشهر الأخيرة الى قلب إتجاه الحدث، فبدل أن تخسر سوريا ورقة وتربح أميركا ورقة نجد أن أميركا تخسر الورقة وسوريا تراكم أوراق قوتها.

 

وأوضح أن الحرب النفسية التي قادتها أميركا منذ تموز الماضي وحتى هذه اللحظة ارتدت على اميركا في أكثر من إتجاه، قائلا إنها فشلت مثلا في سياسة التهويل بشرعية سلطة خارج السلطة الشرعية في سوريا، كما فشلت في التهويل بالجدار الصاروخي الذي ظهر أنه فارغ المحتوى.

 

وقال حطيط: كما إن التهويل بأن "المجتمع الدولي" مستعد للقيام بعمل ما ضد سوريا في حال إستخدمت السلاح الكيمياوي إرتد على أصحابه خسرانا، وكل ما قادته اميركا تجاه سوريا من حرب نفسية لم يؤت أكله ولم يعط النتائج المعول عليها.

 

وبين أن الناتو من المستحيل أن يقحم نفسه في حرب مباشرة ضد سوريا، وانه إذا تم جمع جزئيات ما يحدث في سوريا ستشكل مشهدا يقود الى القول بان اميركا تحضر البيئة للدخول في مفاوضات، معبرا عن إعتقاده بأن هذا الربيع سيكون الموعد الأولي لتهيئة ظروف هذه المفاوضات وشروطها.

واستبعد حطيط أن يقدم الناتو على تدخل عسكري، قائلا إن المفهوم الإستراتيجي الذي إعتمده في العام 2010 يغلق الباب كليا أمام مثل هذا الإحتمال، وإن الحرب في سوريا دخلت مرحلة جديدة وهي مرحلة إعداد البيئة للتفاوض المستقبلي.

  • فريق ماسة
  • 2012-12-09
  • 9675
  • من الأرشيف

اميركا تمارس حربا نفسية بسورية

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد أمين حطيط أن أميركا تسعى لتصعيد الحرب النفسية في سوريا بعد سلسلة الإخفاقات السياسية والميدانية بسوريا، وإن هذه السياسة ستفشل أيضا، مستبعدا أن يقوم الناتو بتدخل عسكري في سوريا، قائلا إن الحرب في سوريا دخلت مرحلة إعداد البيئة للتفاوض المستقبلي. وقال حطيط في تصريح خاص لقناة العالم الإخبارية مساء السبت إن أميركا تسعى لتصعيد الحرب النفسية بسبب سلسلة من الإخفاقات والخسائر المعنوية والمادية في السياسة وفي الميدان، وأميركا والإتحاد الأوروبي وكل جبهة العدوان على سوريا باتت على يقين أن العدوان على سوريا وإخضاعها بالوسائل العسكرية امر مستحيل.   وأضاف: وأدرك أعداء سوريا ان الخروج من المستقنع السوري لابد أن يكون خروجا سلميا وبالتفاوض، وفي إستراتيجية المفاوضات، يقوم المفاوض بجمع اوراق القوة في نفسه ويفرغ اوراق القوة عند الخصم قبل ان يذهب الى طاولة المفاوضات، والحرب النفسية التي تقودها اميركا الآن تندرج في إطارين، الأول رفع معنويات من تتخذهم ادوات في عدوانها، والثاني تفريغ أوراق القوة السورية من محتواها.   وتابع: ما لا تعرفه أميركا أو تحاول أن تتجاهله أن خصمها سوريا تدرك تماما هذه الإستراتيجية وهذه السياسة الأميركية، وسوريا تدير معركتها الدفاعية بذكاء وإحتراف يصل في أكثر الأحيان كما هو ملاحظ في الاشهر الأخيرة الى قلب إتجاه الحدث، فبدل أن تخسر سوريا ورقة وتربح أميركا ورقة نجد أن أميركا تخسر الورقة وسوريا تراكم أوراق قوتها.   وأوضح أن الحرب النفسية التي قادتها أميركا منذ تموز الماضي وحتى هذه اللحظة ارتدت على اميركا في أكثر من إتجاه، قائلا إنها فشلت مثلا في سياسة التهويل بشرعية سلطة خارج السلطة الشرعية في سوريا، كما فشلت في التهويل بالجدار الصاروخي الذي ظهر أنه فارغ المحتوى.   وقال حطيط: كما إن التهويل بأن "المجتمع الدولي" مستعد للقيام بعمل ما ضد سوريا في حال إستخدمت السلاح الكيمياوي إرتد على أصحابه خسرانا، وكل ما قادته اميركا تجاه سوريا من حرب نفسية لم يؤت أكله ولم يعط النتائج المعول عليها.   وبين أن الناتو من المستحيل أن يقحم نفسه في حرب مباشرة ضد سوريا، وانه إذا تم جمع جزئيات ما يحدث في سوريا ستشكل مشهدا يقود الى القول بان اميركا تحضر البيئة للدخول في مفاوضات، معبرا عن إعتقاده بأن هذا الربيع سيكون الموعد الأولي لتهيئة ظروف هذه المفاوضات وشروطها. واستبعد حطيط أن يقدم الناتو على تدخل عسكري، قائلا إن المفهوم الإستراتيجي الذي إعتمده في العام 2010 يغلق الباب كليا أمام مثل هذا الإحتمال، وإن الحرب في سوريا دخلت مرحلة جديدة وهي مرحلة إعداد البيئة للتفاوض المستقبلي.

المصدر : العميد أمين حطيط


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة