دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
الأهمية الكبيرة التي تكتسبها المشاريع الصغيرة وخاصة من خلال إتاحتها الفرصة أمام محدودي الدخل لتحسين مواردهم المادية وتوفير المزيد من فرص العمل إضافة إلى دورها في النهوض بالواقع الاقتصادي والاجتماعي وتحريك معدلات النمو دفعت معظم دول العالم ومن بينها سورية للعمل على تشجيع تلك المشاريع ومساعدة أصحابها للنجاح والتقدم بها خدمة للاقتصاد الوطني.
وتعمل الحكومة من خلال الهيئة العامة للتشغيل وتنمية المشروعات على توفير الحوافز وتمويل المشاريع وإعداد دراسات الجدوى الاقتصادية ورعاية الأفكار المقدمة وتطويرها حتى تصبح مشروعا قادرا على إثبات ذاته وتطوير أدائه.
ويبين هيثم سلمان حسن أحد المستفيدين من قروض فرع الهيئة في اللاذقية وصاحب مشروع لتصفية وتعبئة زيت الزيتون أن الهيئة ساهمت بدعم مشروعه من خلال القرض الذي رفع به الإمكانيات واستطاع من خلاله إكمال تجهيزه بمكنات وآلات جديدة وخاصة لخفض نسبة البيروكسيد والحموضة الموجودة في زيت الزيتون.
وعن طبيعة عمل المشروع يوضح حسن أنه قائم على تصفية زيت الزيتون الذي يتم شراؤه من المعاصر والمزارعين ثم سحب كل الشوائب الموجودة فيه حتى يخضع للمواصفة القياسية السورية /182/ ليتم تصديره بعدها داخليا وخارجيا مؤكدا أنه وللتأكد من وصول الزيت إلى المواصفة القياسية يتم التحليل في مخبر مديرية التموين في اللاذقية أو في مخابر جامعة تشرين.
ويشير حسن إلى أن خط إنتاج التعبئة يعمل اوتوماتيكيا بطاقة إنتاجية تبلغ /960/ ليترا بالساعة بمواصفات عالمية لحفظ المواد الغذائية إضافة إلى خمس صوامع مصنوعة من مادة الكروم لحفظ زيت الزيتون بسعة تصل إلى /5ر3/ اطنان للصومعة الواحدة وجهاز فلترة وظيفته تصفية وتنقية زيت الزيتون.
ويؤكد حسن أنه يقوم بانتقاء أفضل أنواع الزيت وخاصة أن هذه المادة حساسة جدا للروائح حيث إنه سريع الامتصاص لأي رائحة تتواجد بالقرب منه أو ملامسة له ما يتسبب في إحداث عيوب في بعض الخواص الحسية أثناء عمليات الاستخلاص مشيرا إلى بعض العوامل التي لها تأثير مباشر على جودة زيت الزيتون ابتداء من بداية تكوينه بالثمار ثم خلال عمليات الجمع ونقل الثمار ثم الاستخلاص وأخيرا خلال تخزين الزيت.وبالحديث عن أسباب فشل بعض المشاريع الصغيرة والمتوسطة المشابهة يرى حسن أن الأسباب تتمحور حول غياب التخطيط الجيد وعدم دراسة السوق والمنافسين ومدى احتياج المستهلك للسلع والية العمل والتوزيع وعدم الالتزام بالأهداف الرئيسية وغياب الأهداف الواضحة إضافة إلى المبالغة وعدم الواقعية بالإيرادات الكبيرة المتوقعة للصرف.
ويلفت حسن إلى أن المشاريع تتعرض للفشل أيضا لأن بعضها موسمي أي يرتبط بمواسم محددة بينما يجب أن يخطط لها لأن تكون مستمرة والعمل على تطويرها باستمرار معتبرا أن الكثيرين يعمدون إلى التقليد وعدم مراعاة الخصوصية الأمر الذي يؤدي إلى خسارة المشروع وعدم استمراريته.
ويرى حسن أن توفير العمالة الماهرة من اهم المعوقات التي تواجه المشاريع ويعود السبب إلى اتجاهها نحو المشاريع الكبيرة او إلى الوظائف الحكومية لوجود حوافز التقاعد والضمان الصحي مبينا أن المشاريع الصغيرة تقوم على أسس أهمها الفكرة والموارد المالية والبشرية والحصول على الترخيص ويختلف مفهوم هذه المشروعات باختلاف المكان ومجال النشاط لأنه يحمل الطابع الشخصي بشكل كبير.
ويدعو حسن إلى إجراء دراسات معمقة للتعرف على المجالات الواعدة لتطوير المشاريع الصغيرة وخصوصا أنها تتميز باعتمادها على المواد الخام المحلية وقدرتها على تنويع الإنتاج والتكيف مع المتغيرات والظروف الاقتصادية والاستغلال الامثل للموارد لأنها تدار في الغالب بواسطة القطاع الخاص وتسهم بذلك في محاربة الفقر والبطالة من خلال تدريب وتشغيل الشباب وتوفير فرص عمل جديدة اضافة إلى خاصية انتشارها.
ولنجاح هذه المشاريع بتحقيق عائد مقبول يساعد صاحب المشروع على مواصلة عمله بلا توقف يتوجب على صاحب المشروع بحسب خبرة حسن تبني فكرة جيدة وسلعة مطلوبة إضافة إلى تمايز المشروع عن سواه وعدم اللجوء إلى المنافسة السعرية وأن يعوض قلة رأسماله بسرعة دوران هذا الرأسمال والاعتماد على البيع النقدي دون الاجل والاكتفاء بإنتاج ما يمكن تسويقه منوها بأهمية أن يقيم صاحب المشروع علاقات شخصية مع العملاء وتحسين قدرة المشروع التنافسية وتحفيزها على النمو والاستمرار.
وبالنتيجة فإن على الحكومة زيادة دعمها للمشاريع الصغيرة والمتوسطة وخاصة أنها قليلة التكاليف وكبيرة الأهمية بحسب مدير فرع الهيئة العامة لتنمية وتشغيل المشروعات حسان اسماعيل الذي يؤكد أن زيادة التوجه نحو المشاريع الصغيرة والمتوسطة سيكون له دور مهم في المساهمة بالحد من البطالة وتوفير فرص العمل للشباب وتخفيف العبء عن ميزانية الدولة والمساعدة في زيادة الادخارات والاستثمارات وتنمية المواهب الفنية والمخترعين.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة