الصعوبات التي تواجه زراعة محصول الحمص خاصة فيما يتعلق بغلاء مستلزمات الإنتاج من بذار ويد عاملة وأدوية لم تمنع مزارعي درعا كعادتهم في كل المواسم الخيرة التي تزداد فيها كميات الأمطار الهاطلة للتخطيط لزيادة المساحات الواسعة المزروعة من محصول الحمص الذي يحتل المرتبة الثانية بعد القمح من حيث المساحة المزروعة في المحافظة.

ويؤكد رئيس مكتب الشؤون الزراعية في اتحاد فلاحي درعا عثمان النعمة أن زراعة الحمص تعد من الزراعات المهمة وخاصة في منطقتي الاستقرار الأولى والثانية وتدخل ضمن محاصيل الحبوب والبقوليات التي تنتشر زراعتها على مساحات واسعة من الأراضي نظراً لتوفر الشروط المناسبة لنجاح زراعتها من تربة ومناخ ومصادر مياه ويد عاملة وغيرها.

وبحسب الخطة الصادرة عن مديرية الزراعة في درعا فإن المساحة المخططة لزراعة الحمص خلال الموسم الحالي تصل إلى 23996 هكتاراً مقابل 14400 هكتار منفذة في الموسم الماضي.

ويرى النعمة أن تطور اتساع المساحة المزروعة للموسم الحالي يعود إلى ارتفاع نسبة هطول الأمطار الضرورية في فترة الزراعة على اعتبار أن زراعة الحمص من الزراعات البعلية التي تعتمد بشكل أساسي على ارتفاع نسبة الأمطار في فترة الزراعة من أجل ضمان عمليتي النمو الجيد والإنتاج الوفير.

وتوزعت المساحة المزروعة بمحصول الحمص في الموسم الماضي كما يوضح رئيس قسم الشؤون الاقتصادية في مديرية الزراعة المهندس صالح المقداد بين 3360 هكتاراً ضمن منطقة الاستقرار الأولى و11040 هكتاراً في منطقة الاستقرار الثانية ووصل الإنتاج إلى نحو 9388 طناً بمعدل 652 كيلو غراماً في الهكتار الواحد.

ويشير المقداد إلى أن زراعة الحمص ريا قليلة نسبياً في المحافظة وأن هذه الزراعة تنتشر في داعل وطفس والشيخ مسكين وابطع وازرع ونوى وتل شهاب والشجرة وانخل وجاسم والحارة وغزالة وغيرها لافتاً إلى أن ارتفاع نسبة الأمطار في هذه المناطق وخصوبة تربتها وملائمة ظروفها الجوية ورغبة فلاحي المناطق المذكورة بزراعتها يساهم في زيادة المساحات المخصصة لهذه الزراعة فضلاً عن تأمينها فرصة عمل لجميع أفراد العائلة.

ويدعو المهندس الزراعي محمد اليوسف إلى اتباع الطرق والأساليب الزراعية الحديثة في هذه الزراعة من خلال حراثة الأرض قبل الزراعة بفترة جيدة وتعريضها للهواء واشعة الشمس لما له من دور إيجابي في زيادة الإنتاج لافتاً إلى أن محصول الحمص يجود في التربة الخصبة ذات اللون الأحمر التي تتمتع بصفات فيزيائية وكيميائية جيدة وقدرة عالية على الاحتفاظ بنسب الرطوبة العالية وخاصة خلال مرحلة النمو.

ويتميز محصول الحمص عن غيره من المحاصيل بعدم حاجته إلى كميات كبيرة ونوعيات مختلفة من الأسمدة على اعتبار أن نسبة البروتين في جذوره تصل إلى 21 بالمئة بحسب اليوسف الذي يشير إلى إمكانية استخدام كميات بسيطة من الأسمدة العضوية والبوتاسية في مرحلة فلاحة الأرض وزراعتها بهدف الحفاظ على نعومتها وطراوتها وإضافة كمية قليلة من الأسمدة الفوسفورية في مرحلة الأزهار بهدف زيادة الإنتاج وخاصة في المساحات المروية من مصادر المياه المتوفرة.

ويدعو المهندس حسن القاسم إلى استخدام الأدوية والمبيدات الحشرية وفق استشارة أخصائيين زراعيين من خلال اتباع برنامج مكافحة يتناسب مع الأمراض والآفات التي تصيب هذا النوع من المحاصيل وخاصة الفطرية مثل "الفحة الأسكوكيتا" داعياً إلى رش المحصول بالمبيد الفطري المناسب مرة أو مرتين خلال الموسم ومكافحة الحشرات الخطيرة كالدودة الأمريكية التي تؤدي إلى إتلاف الإنتاج في حال عدم السيطرة عليها والتخفيف من آثارها.

ويلعب الاختيار المناسب لتوقيت زراعة المحصول دوراً مهماً في عملية النمو والانتاج بحسب القاسم الذي يؤكد على الاختيار المناسب للبذار وتأخير زراعة الحمص إلى شهر كانون الثاني كونه التوقيت الأنسب للتخلص من أكبر كمية من الأعشاب في الحقل والتقليل من مخاطر الإصابة المبكرة بمرض لفحة الأسكوكيتا المؤدية في حال إصابتها للمحصول إلى ضرر كبير بالموسم.

ويدعو القاسم إلى اختيار أصناف البذار المقاومة لدرجات الحرارة المنخفضة وتعقيمها قبل الزراعة بمواد حافظة لوقايتها من الحشرات والآفات والقوارض الموجودة في التربة لافتاً إلى إمكانية الاستفادة من زراعة هذه الأصناف كعروة شتوية بدلاً من العروة الربيعية وبالتالي تحقيق استفادة قصوى من أمطار فصل الشتاء والحصول على مردود أعلى مضيفاً أن الأصناف المذكورة تتميز بقابليتها للحصاد الآلي نظراً لطبيعة نموها.

ويشير القاسم إلى أن استخدام كميات مدروسة في عملية البذار يلعب دوراً مهماً في عملية النمو والإنتاج وأن المعدل المتوسط المناسب لزراعة الهكتار الواحد من الحمص يدوياً يتراوح بين 120 إلى 130 كيلو غراماً مقابل 150 إلى 175 كيلو غراماً للهكتار الواحد في حال زراعته بالجرارات مضيفاً أن التقليل من الحد الأدنى يسبب في كثير من الأحيان ضعفاً في النمو وقلة في الإنتاج في حين أن زيادة كميات البذار تؤدي إلى نمو النبات على بعضه بشكل مجمع وبالتالي عدم قدرة النباتات للتعرض لأشعة الشمس الضرورية في عملية النمو الجيد والتخفيف من آثار الآفات والحشرات الضارة.

 

ويوضح حسن الحسين أحد مزارعي الحمص في المحافظة بعض الصعوبات التي تعترض عمليات زراعة المحصول خاصة الارتفاع في تكاليفه بشكل كبير من ثمن بذار إضافة إلى حاجة هذا المحصول لأيدي عاملة بأسعار عالية فضلاً عن انخفاض مردود الهكتار الواحد نتيجة ظهور الكثير من الأمراض والحشرات الضارة التي لم تكن معروفة بهذا الحجم من قبل.

ويشير الحسين إلى ضرورة الاهتمام بزراعة هذا النوع من المحاصيل باعتباره من المحاصيل الغذائية المهمة والغنية بالبروتين النباتي من خلال التعاون المستمر والمتواصل بين المزارعين والجهات المعنية في المحافظة وتأمين البذار المطلوب بأصناف محسنة مقاومة للأمراض والحشرات بأسعار تتناسب مع إمكانية المزارع وقدرته وتوفير مصادر المياه الضرورية لسقاية المحصول داعياً إلى تسويق المحصول بأسعار تتناسب مع التكاليف الباهظة التي تتطلبها زراعة الحمص.

وتستعد كوادر دائرة الوقاية سنوياً لتقديم كل أشكال المساعدة لمزارعي الحمص في المحافظة من خلال القيام بجولات ميدانية وتقديم نصائح إرشادية لهم فيما يتعلق بموضوع مكافحة الأمراض والآفات التي تصيب نبات الحمص كما تضع مرشاتها الميكرونية المحمولة على السيارات والجرارات تحت تصرف مزارعي الحمص لتسهيل عمليات المكافحة وصولاً إلى موسم جيد كماً ونوعاً.

  • فريق ماسة
  • 2012-12-07
  • 11664
  • من الأرشيف

مزارعو درعا يخططون لزراعة مساحات واسعة من الحمص ويدعون إلى تسويق المحصول بأسعار تتناسب مع التكاليف

الصعوبات التي تواجه زراعة محصول الحمص خاصة فيما يتعلق بغلاء مستلزمات الإنتاج من بذار ويد عاملة وأدوية لم تمنع مزارعي درعا كعادتهم في كل المواسم الخيرة التي تزداد فيها كميات الأمطار الهاطلة للتخطيط لزيادة المساحات الواسعة المزروعة من محصول الحمص الذي يحتل المرتبة الثانية بعد القمح من حيث المساحة المزروعة في المحافظة. ويؤكد رئيس مكتب الشؤون الزراعية في اتحاد فلاحي درعا عثمان النعمة أن زراعة الحمص تعد من الزراعات المهمة وخاصة في منطقتي الاستقرار الأولى والثانية وتدخل ضمن محاصيل الحبوب والبقوليات التي تنتشر زراعتها على مساحات واسعة من الأراضي نظراً لتوفر الشروط المناسبة لنجاح زراعتها من تربة ومناخ ومصادر مياه ويد عاملة وغيرها. وبحسب الخطة الصادرة عن مديرية الزراعة في درعا فإن المساحة المخططة لزراعة الحمص خلال الموسم الحالي تصل إلى 23996 هكتاراً مقابل 14400 هكتار منفذة في الموسم الماضي. ويرى النعمة أن تطور اتساع المساحة المزروعة للموسم الحالي يعود إلى ارتفاع نسبة هطول الأمطار الضرورية في فترة الزراعة على اعتبار أن زراعة الحمص من الزراعات البعلية التي تعتمد بشكل أساسي على ارتفاع نسبة الأمطار في فترة الزراعة من أجل ضمان عمليتي النمو الجيد والإنتاج الوفير. وتوزعت المساحة المزروعة بمحصول الحمص في الموسم الماضي كما يوضح رئيس قسم الشؤون الاقتصادية في مديرية الزراعة المهندس صالح المقداد بين 3360 هكتاراً ضمن منطقة الاستقرار الأولى و11040 هكتاراً في منطقة الاستقرار الثانية ووصل الإنتاج إلى نحو 9388 طناً بمعدل 652 كيلو غراماً في الهكتار الواحد. ويشير المقداد إلى أن زراعة الحمص ريا قليلة نسبياً في المحافظة وأن هذه الزراعة تنتشر في داعل وطفس والشيخ مسكين وابطع وازرع ونوى وتل شهاب والشجرة وانخل وجاسم والحارة وغزالة وغيرها لافتاً إلى أن ارتفاع نسبة الأمطار في هذه المناطق وخصوبة تربتها وملائمة ظروفها الجوية ورغبة فلاحي المناطق المذكورة بزراعتها يساهم في زيادة المساحات المخصصة لهذه الزراعة فضلاً عن تأمينها فرصة عمل لجميع أفراد العائلة. ويدعو المهندس الزراعي محمد اليوسف إلى اتباع الطرق والأساليب الزراعية الحديثة في هذه الزراعة من خلال حراثة الأرض قبل الزراعة بفترة جيدة وتعريضها للهواء واشعة الشمس لما له من دور إيجابي في زيادة الإنتاج لافتاً إلى أن محصول الحمص يجود في التربة الخصبة ذات اللون الأحمر التي تتمتع بصفات فيزيائية وكيميائية جيدة وقدرة عالية على الاحتفاظ بنسب الرطوبة العالية وخاصة خلال مرحلة النمو. ويتميز محصول الحمص عن غيره من المحاصيل بعدم حاجته إلى كميات كبيرة ونوعيات مختلفة من الأسمدة على اعتبار أن نسبة البروتين في جذوره تصل إلى 21 بالمئة بحسب اليوسف الذي يشير إلى إمكانية استخدام كميات بسيطة من الأسمدة العضوية والبوتاسية في مرحلة فلاحة الأرض وزراعتها بهدف الحفاظ على نعومتها وطراوتها وإضافة كمية قليلة من الأسمدة الفوسفورية في مرحلة الأزهار بهدف زيادة الإنتاج وخاصة في المساحات المروية من مصادر المياه المتوفرة. ويدعو المهندس حسن القاسم إلى استخدام الأدوية والمبيدات الحشرية وفق استشارة أخصائيين زراعيين من خلال اتباع برنامج مكافحة يتناسب مع الأمراض والآفات التي تصيب هذا النوع من المحاصيل وخاصة الفطرية مثل "الفحة الأسكوكيتا" داعياً إلى رش المحصول بالمبيد الفطري المناسب مرة أو مرتين خلال الموسم ومكافحة الحشرات الخطيرة كالدودة الأمريكية التي تؤدي إلى إتلاف الإنتاج في حال عدم السيطرة عليها والتخفيف من آثارها. ويلعب الاختيار المناسب لتوقيت زراعة المحصول دوراً مهماً في عملية النمو والانتاج بحسب القاسم الذي يؤكد على الاختيار المناسب للبذار وتأخير زراعة الحمص إلى شهر كانون الثاني كونه التوقيت الأنسب للتخلص من أكبر كمية من الأعشاب في الحقل والتقليل من مخاطر الإصابة المبكرة بمرض لفحة الأسكوكيتا المؤدية في حال إصابتها للمحصول إلى ضرر كبير بالموسم. ويدعو القاسم إلى اختيار أصناف البذار المقاومة لدرجات الحرارة المنخفضة وتعقيمها قبل الزراعة بمواد حافظة لوقايتها من الحشرات والآفات والقوارض الموجودة في التربة لافتاً إلى إمكانية الاستفادة من زراعة هذه الأصناف كعروة شتوية بدلاً من العروة الربيعية وبالتالي تحقيق استفادة قصوى من أمطار فصل الشتاء والحصول على مردود أعلى مضيفاً أن الأصناف المذكورة تتميز بقابليتها للحصاد الآلي نظراً لطبيعة نموها. ويشير القاسم إلى أن استخدام كميات مدروسة في عملية البذار يلعب دوراً مهماً في عملية النمو والإنتاج وأن المعدل المتوسط المناسب لزراعة الهكتار الواحد من الحمص يدوياً يتراوح بين 120 إلى 130 كيلو غراماً مقابل 150 إلى 175 كيلو غراماً للهكتار الواحد في حال زراعته بالجرارات مضيفاً أن التقليل من الحد الأدنى يسبب في كثير من الأحيان ضعفاً في النمو وقلة في الإنتاج في حين أن زيادة كميات البذار تؤدي إلى نمو النبات على بعضه بشكل مجمع وبالتالي عدم قدرة النباتات للتعرض لأشعة الشمس الضرورية في عملية النمو الجيد والتخفيف من آثار الآفات والحشرات الضارة.   ويوضح حسن الحسين أحد مزارعي الحمص في المحافظة بعض الصعوبات التي تعترض عمليات زراعة المحصول خاصة الارتفاع في تكاليفه بشكل كبير من ثمن بذار إضافة إلى حاجة هذا المحصول لأيدي عاملة بأسعار عالية فضلاً عن انخفاض مردود الهكتار الواحد نتيجة ظهور الكثير من الأمراض والحشرات الضارة التي لم تكن معروفة بهذا الحجم من قبل. ويشير الحسين إلى ضرورة الاهتمام بزراعة هذا النوع من المحاصيل باعتباره من المحاصيل الغذائية المهمة والغنية بالبروتين النباتي من خلال التعاون المستمر والمتواصل بين المزارعين والجهات المعنية في المحافظة وتأمين البذار المطلوب بأصناف محسنة مقاومة للأمراض والحشرات بأسعار تتناسب مع إمكانية المزارع وقدرته وتوفير مصادر المياه الضرورية لسقاية المحصول داعياً إلى تسويق المحصول بأسعار تتناسب مع التكاليف الباهظة التي تتطلبها زراعة الحمص. وتستعد كوادر دائرة الوقاية سنوياً لتقديم كل أشكال المساعدة لمزارعي الحمص في المحافظة من خلال القيام بجولات ميدانية وتقديم نصائح إرشادية لهم فيما يتعلق بموضوع مكافحة الأمراض والآفات التي تصيب نبات الحمص كما تضع مرشاتها الميكرونية المحمولة على السيارات والجرارات تحت تصرف مزارعي الحمص لتسهيل عمليات المكافحة وصولاً إلى موسم جيد كماً ونوعاً.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة