عجبي من بعض القطط السمان الإعلامية و السياسية و "العسكرية"(صديقنا صفوت الزيات مثالا) الني لا تستحي- من تعود الفجور لا يستحى- التي "بشرت" المشاهدين و القراء بنهاية نظام الرئيس الأسد و أعطت مهلة لذلك لم تتعدى شهرين بعد بداية الحراك في سوريا و بعدها عادت الجوقة إياها بكل صلف و "بطلب" من المشاهدين و أعتذرت عن الخطأ "من المصدر" و حددت أجلا ثانيا و ثالثا و رابعا و ما زالت تتابع غيها و كذبها و أفقها إلى اليوم .
بالطبع هناك من ذهب مع هذه الجماعة ذهنيا عن حسن أو سوء نية و هناك من وضع يده على قلبه و هناك من شمت و تمنى و هناك من أوغل في الشماتة حتى صار الصهيوني في مقابله أقل عداوة و بالطبع في كل المعارك التاريخية الحاسمة هناك من هو مع و هناك من هو ضد و لكن ما كان يحز في النفس أن جماعة ضد يرتدون نفس لباسنا و ينطقون نفس لغتنا و يزعمون انتمائهم إلى نفس ديننا و نبينا بل أنهم يزعمون أنهم طليعتنا و صفوتنا و خيرة شبابنا و أهل ثقتنا في حين أن أقل ما ينطقون به يرقى إلى الخيانة الأخلاقية العظمى.
عندما أقرأ مثلا – هذه عادتي حتى مع هؤلاء الأعداء و الصهاينة- لعبد الباري عطوان أو أسمع لعزمي بشارة و صفوت الزيات يصيبني شعور بالغثيان لان هذه الغربان التي تقلبت بين الرأي و الرأي الآخر حسب الطلب و حسب تقلبات مزاج النظام العربي لم نعرف من "أرائها" إلا كل تباشير النكسات العسكرية و السياسية العربية و التي كانت و منذ بداية القرن الماضي لا تعطى رأيا أو تحليلا إلا و أتى حساب البيدر مخالفا تماما لحساب الحقل ( تذكروا تهليل صفوت الزيات بقرب انتصار القوات العراقية على الأمريكان في بداية الغزو الأمريكي للعراق و ما انتهى إليه الأمر ) بل من الأكيد أن كل من عرف هذه الخوارج لم ينل منها إلا معلومات مغلوطة و تفاسير مجانبة للصواب لأنها "كوادر" إعلامية مجندة لفكرة و لمشروع ولاتجاه واحد هو بث الوهن و الشلل في الأذهان بحجة الدفاع عن الديمقراطية و الحرية التي "تعلمها" الجماعة في كمبريدج و لم نر منها إلا مقالات من يمدح و يتقلب أكثر يقبض أكثر.
يتحدثون عن الجيش السوري الذي حمى يوما ما للأسف كراسي حكام الخليج اثر الغزو العراقي للكويت و حمى اتفاقية الطائف في لبنان و عزز جانب المقاومة في غزة و لبنان حتى انتهت إلى انتصارات تاريخية حطمت أسطورة العدو الذي انتصر على كل العرب في كل حروبه الخاطفة قلت يتحدثون على هذا لجيش كأنه قطعان من تجار المخدرات و السلاح في أمريكا الجنوبية بل بلغة فيها كثير من الشماتة و التشكيك لم نره حتى في الإعلام الصهيوني البغيض الذي يعرف حقيقة هذا الجيش و قدراته القتالية و يحسب لها ألف حساب في معادلة الصراع .
بمقارنة و عملية حسابية بسيطة بين كل جيوش الخليج و بين الجيش السوري نجد أن الإمكانيات المادية المتاحة للجيش السوري لا تمثل عشر الميزانية المبذولة في تسليح و تدريب كل الجيوش الخليجية و بمراجعة التاريخ نجد أن الجيش الكويتي على سبيل المثال و رغم تسليحه العصري لم يصمد ساعة واحدة إبان الغزو العراقي المشئوم للكويت و هكذا الجيش السعودي و بقية جيوش الاستعراض الخليجية التي تبتلع تريليونات الدولار في صفقات سلاح عصرية لا يمتلكها الجيش السوري و مع ذلك يعرف الجميع أن كل هذه الجيوش خارج " الخدمة" و لن تصمد أمام مؤامرة كونية يواجهها الجيش السوري منذ ما يقارب السنتين بكل حسم ورباطة جأش قلت لن تصمد على أقصى تقدير ساعتين .
مع ذلك هناك من تنبأ بسقوط النظام بعد شهرين معتمدا على هشاشة موجودة في مخيلته تخص وضع الجيش السوري مؤكدا عدم قدرته على الصمود متنبأ بانشقاق قطاعات كبيرة منه بل هناك من تحدث عن احتمال وقوع انقلاب عسكري على النظام السوري بل من الغريب أن هذه القراءات المسمومة تتعارض تماما مع قراءات العدو الصهيوني التي و رغم عداوتها للنظام و رغبتها في رحيله لأسباب معروفة تتحدث عن الجيش السوري بكثير من الاحترام و لا تشكك في ولائه و لا في عقيدته و لا في قدرته على الحسم .
لم يستطع الجيش السعودي إبان الأحداث اليمنية مواجهة بعض المجموعات الحوثية المسلحة بدائيا و مع ذلك هناك من كتاب البلاط السعودي من يسعى إلى تدمير معنويات الجيش السوري و تسخيف انجازاته على الأرض منذ بدايـــــة الحراك السوري و تنفيذ المؤامرة الإرهابية السعودية القطرية التركية الصهيونية على سوريا و لعل استمرار هذا الجيش في عملية القضاء على المجموعات الإرهابية السعودية التي تكرم بها خادم الحرمين الشريفين لقتل الأبرياء و تدمير المساجد في سوريا هو ما يغيض هذا النظام حد الاختناق و يدفعه إلى تبذير الأموال السعودية بالمليارات في عملية إسقاط نظام عربي أصبحت مكشوفة و تدل كل المؤشرات على الأرض أنها عملية خاسرة و سترتد إرهاصاتها قريبا على هذا النظام الذي فقد بوصلته العربية القومية.
المظاهرات ضد مرسى غير جائزة … هكذا يفتى مفتى النظام السعودي- أي والله-
و هذه الفتوى هي فقه قضاء كما نقول في لغتنا القانونية يعتمدها النظام السعودي لسلب مواطنيه حق التظاهر بل لقتلهم و أسرهم و تعذيبهم و لكن خروج مرتزقة على النظام السوري و تعرضه لمؤامرة خليجية صهيونية لا يستحث من علماء هذا النظام أية مراجعة لضمائرهم و الانتباه إلى أن هذا الشعب المحترق بنار المؤامرة هو شعب مسلم يصر البعض على فناءه و قتله بدون ذنب…هذا هو الخور الأخلاقي الذي أصاب الجسم السعودي في مرحلة هي الأخطر في تاريخ الأمة.
من مصادفات الزمن أن الصديق الروسي و الصيني هو من يقف مع الشعب السوري في حين يقوم كل نظام الخليج بالسقوط في مستنقع الخيانة مع أن هذا النظام السوري هو من كان صديق الشدة بل أن من يسعون اليوم لإسقاطه هم أنفسهم من أشادوا بالأمس بسلوك و قومية و مقاومة هذا النظام.
من يحجبون الطعام و الدواء عن الشعب السوري هم قتلة بكل المقاييس و يخدمون في نهاية الأمر أهداف الصهاينة بدون منازع و من يتشدقون إعلاميا بالعروبة و الإسلام هم صعاليك غرباء عن وجدان العرب و من يتمنون اليوم الموت للشعب السوري سيدركهم يوم الحساب لان نصر سوريا آت لا ريب فيه.
هل من مراهن ؟
  • فريق ماسة
  • 2012-12-02
  • 9340
  • من الأرشيف

سورية لن تسقط… من يراهن ؟

عجبي من بعض القطط السمان الإعلامية و السياسية و "العسكرية"(صديقنا صفوت الزيات مثالا) الني لا تستحي- من تعود الفجور لا يستحى- التي "بشرت" المشاهدين و القراء بنهاية نظام الرئيس الأسد و أعطت مهلة لذلك لم تتعدى شهرين بعد بداية الحراك في سوريا و بعدها عادت الجوقة إياها بكل صلف و "بطلب" من المشاهدين و أعتذرت عن الخطأ "من المصدر" و حددت أجلا ثانيا و ثالثا و رابعا و ما زالت تتابع غيها و كذبها و أفقها إلى اليوم . بالطبع هناك من ذهب مع هذه الجماعة ذهنيا عن حسن أو سوء نية و هناك من وضع يده على قلبه و هناك من شمت و تمنى و هناك من أوغل في الشماتة حتى صار الصهيوني في مقابله أقل عداوة و بالطبع في كل المعارك التاريخية الحاسمة هناك من هو مع و هناك من هو ضد و لكن ما كان يحز في النفس أن جماعة ضد يرتدون نفس لباسنا و ينطقون نفس لغتنا و يزعمون انتمائهم إلى نفس ديننا و نبينا بل أنهم يزعمون أنهم طليعتنا و صفوتنا و خيرة شبابنا و أهل ثقتنا في حين أن أقل ما ينطقون به يرقى إلى الخيانة الأخلاقية العظمى. عندما أقرأ مثلا – هذه عادتي حتى مع هؤلاء الأعداء و الصهاينة- لعبد الباري عطوان أو أسمع لعزمي بشارة و صفوت الزيات يصيبني شعور بالغثيان لان هذه الغربان التي تقلبت بين الرأي و الرأي الآخر حسب الطلب و حسب تقلبات مزاج النظام العربي لم نعرف من "أرائها" إلا كل تباشير النكسات العسكرية و السياسية العربية و التي كانت و منذ بداية القرن الماضي لا تعطى رأيا أو تحليلا إلا و أتى حساب البيدر مخالفا تماما لحساب الحقل ( تذكروا تهليل صفوت الزيات بقرب انتصار القوات العراقية على الأمريكان في بداية الغزو الأمريكي للعراق و ما انتهى إليه الأمر ) بل من الأكيد أن كل من عرف هذه الخوارج لم ينل منها إلا معلومات مغلوطة و تفاسير مجانبة للصواب لأنها "كوادر" إعلامية مجندة لفكرة و لمشروع ولاتجاه واحد هو بث الوهن و الشلل في الأذهان بحجة الدفاع عن الديمقراطية و الحرية التي "تعلمها" الجماعة في كمبريدج و لم نر منها إلا مقالات من يمدح و يتقلب أكثر يقبض أكثر. يتحدثون عن الجيش السوري الذي حمى يوما ما للأسف كراسي حكام الخليج اثر الغزو العراقي للكويت و حمى اتفاقية الطائف في لبنان و عزز جانب المقاومة في غزة و لبنان حتى انتهت إلى انتصارات تاريخية حطمت أسطورة العدو الذي انتصر على كل العرب في كل حروبه الخاطفة قلت يتحدثون على هذا لجيش كأنه قطعان من تجار المخدرات و السلاح في أمريكا الجنوبية بل بلغة فيها كثير من الشماتة و التشكيك لم نره حتى في الإعلام الصهيوني البغيض الذي يعرف حقيقة هذا الجيش و قدراته القتالية و يحسب لها ألف حساب في معادلة الصراع . بمقارنة و عملية حسابية بسيطة بين كل جيوش الخليج و بين الجيش السوري نجد أن الإمكانيات المادية المتاحة للجيش السوري لا تمثل عشر الميزانية المبذولة في تسليح و تدريب كل الجيوش الخليجية و بمراجعة التاريخ نجد أن الجيش الكويتي على سبيل المثال و رغم تسليحه العصري لم يصمد ساعة واحدة إبان الغزو العراقي المشئوم للكويت و هكذا الجيش السعودي و بقية جيوش الاستعراض الخليجية التي تبتلع تريليونات الدولار في صفقات سلاح عصرية لا يمتلكها الجيش السوري و مع ذلك يعرف الجميع أن كل هذه الجيوش خارج " الخدمة" و لن تصمد أمام مؤامرة كونية يواجهها الجيش السوري منذ ما يقارب السنتين بكل حسم ورباطة جأش قلت لن تصمد على أقصى تقدير ساعتين . مع ذلك هناك من تنبأ بسقوط النظام بعد شهرين معتمدا على هشاشة موجودة في مخيلته تخص وضع الجيش السوري مؤكدا عدم قدرته على الصمود متنبأ بانشقاق قطاعات كبيرة منه بل هناك من تحدث عن احتمال وقوع انقلاب عسكري على النظام السوري بل من الغريب أن هذه القراءات المسمومة تتعارض تماما مع قراءات العدو الصهيوني التي و رغم عداوتها للنظام و رغبتها في رحيله لأسباب معروفة تتحدث عن الجيش السوري بكثير من الاحترام و لا تشكك في ولائه و لا في عقيدته و لا في قدرته على الحسم . لم يستطع الجيش السعودي إبان الأحداث اليمنية مواجهة بعض المجموعات الحوثية المسلحة بدائيا و مع ذلك هناك من كتاب البلاط السعودي من يسعى إلى تدمير معنويات الجيش السوري و تسخيف انجازاته على الأرض منذ بدايـــــة الحراك السوري و تنفيذ المؤامرة الإرهابية السعودية القطرية التركية الصهيونية على سوريا و لعل استمرار هذا الجيش في عملية القضاء على المجموعات الإرهابية السعودية التي تكرم بها خادم الحرمين الشريفين لقتل الأبرياء و تدمير المساجد في سوريا هو ما يغيض هذا النظام حد الاختناق و يدفعه إلى تبذير الأموال السعودية بالمليارات في عملية إسقاط نظام عربي أصبحت مكشوفة و تدل كل المؤشرات على الأرض أنها عملية خاسرة و سترتد إرهاصاتها قريبا على هذا النظام الذي فقد بوصلته العربية القومية. المظاهرات ضد مرسى غير جائزة … هكذا يفتى مفتى النظام السعودي- أي والله- و هذه الفتوى هي فقه قضاء كما نقول في لغتنا القانونية يعتمدها النظام السعودي لسلب مواطنيه حق التظاهر بل لقتلهم و أسرهم و تعذيبهم و لكن خروج مرتزقة على النظام السوري و تعرضه لمؤامرة خليجية صهيونية لا يستحث من علماء هذا النظام أية مراجعة لضمائرهم و الانتباه إلى أن هذا الشعب المحترق بنار المؤامرة هو شعب مسلم يصر البعض على فناءه و قتله بدون ذنب…هذا هو الخور الأخلاقي الذي أصاب الجسم السعودي في مرحلة هي الأخطر في تاريخ الأمة. من مصادفات الزمن أن الصديق الروسي و الصيني هو من يقف مع الشعب السوري في حين يقوم كل نظام الخليج بالسقوط في مستنقع الخيانة مع أن هذا النظام السوري هو من كان صديق الشدة بل أن من يسعون اليوم لإسقاطه هم أنفسهم من أشادوا بالأمس بسلوك و قومية و مقاومة هذا النظام. من يحجبون الطعام و الدواء عن الشعب السوري هم قتلة بكل المقاييس و يخدمون في نهاية الأمر أهداف الصهاينة بدون منازع و من يتشدقون إعلاميا بالعروبة و الإسلام هم صعاليك غرباء عن وجدان العرب و من يتمنون اليوم الموت للشعب السوري سيدركهم يوم الحساب لان نصر سوريا آت لا ريب فيه. هل من مراهن ؟

المصدر : أحمد الحباسى\ بانوراما الشرق الاوسط


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة