دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
انكشف ما كان مستورا ولكنه كان معروفا، وحملت الأخبار صورة مذلّة (اللهم لا شماتة) لما ينتظر القوى الظلامية في شمال لبنان،التي ضُلّلت وغُرّر بها فأضاعت البوصلة واعتبرت أنّ طريق القدس تمرّ في حمص وحلب وحماه ودرعا ودمشق وتل كلخ.
البادئ أظلم
اللبنانيون الذين سقطوا في سوريا لم يكونوا في رحلة صيد للطيور والطرائد، بل كانوا في رحلة قتل لمواطنين سوريين أبرياء ذنبهم الوحيد أنهم أرادوا البقاء في ديارهم متمسّكين بخياراتهم الوطنية والقومية.
ما حصل (اللهم لا شماتة) يرتقي إلى مستوى الفضيحة المجلجلة لتيار المستقبل وحلفائه أدعياء الاسلام، والاسلام منهم براء، فما يجري في سوريا شأن داخلي سوري وتدخل من أرسل هؤلاء في الشأن السوري يعطي الحجة والمبرر لسوريا بالتدخل في لبنان و"البادئ أظلم".
هل كانوا في غزة؟
غدا، ماذا سيقول سعد الحريري وأتباعه من النواب خالد الضاهر ومعين المرعبي ومصطفى علوش ومحمد كبارة لأهالي هؤلاء؟ وكذلك ما الذي سيقوله المشايخ عمر بكري فستق وبلال دقماق وأحمد الأسير وغيرهم من الذين يريدون إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد بقوة السلاح والقتل والعنف والحروب وهم في ذات الوقت يُسقطون الدولة السورية بكليتها من نظام وحكومة ومجلس شعب وبصورة خاصة الجيش العربي السوري وقوات حفظ النظام الذين يدافعون عن وطنهم العروبي والعلماني؟
ما الذي سيقوله كل هؤلاء لأهالي من سقطوا في سوريا؟ هل سيقولون لهم أنهم كانوا في غزة؟
الجواب: لا، فقد كانوا في سوريا يقتلون أهلهم وشعبهم إرضاء لمخططات دولية وإقليمية ترمي إلى تخريب سوريا وإذا خربت سوريا فإن لبنان لن يسلم من الأذى!
اللعبة أكبر بكثير من هؤلاء "الصغار"
ما يجري اليوم في سوريا هو لعبة دولية كبيرة وهي أكبر بكثير من هؤلاء "الصغار"، فلماذا يدخلون بها فيجلبون الموت لشباب أبرياء، وللوطن التوتر وعدم الاستقرار الذي يمهّد للحرب في لبنان.
وبالتالي، فإنّ ما تتناقله وسائل الإعلام حول ما يقوم به نائب تيار المستقبل عقاب صقر من تجارة أسلحة ودخوله هذه المهنة الدموية القاتلة من أجل أن يستطيع الشيخ سعد الحريري أن ينام قرير العين لينتقل عندما يستفيق من سباته العميق إلى الأرياف السورية ليشرب كأس عرق على جثث السوريين والمعاقين والجرحى والمهجرين والمشردين، ليس إلا مسألة تُدمي الضمير الإنساني حول ما يقوم به رئيس تيار المستقبل من تدخل فاضح ودموي قاتل في الشأن السوري الداخلي.
اتهام مردود لأصحابه
وربّ قائل، وهم كثيرون، أنّ حزب الله يتدخل في سوريا. إنّ هذا الاتهام مردود لأصحابه لأنّ هناك بلدات مشتركة لبنانية داخل الأراضي السورية وجرى الاعتداء عليها من قبل المسلحين السوريين والجماعات التكفيرية، ما دفع أهالي وأبناء هذه البلدات اللبنانية في سوريا للدفاع عن أنفسهم وعن بلداتهم وأعراضهم وأرزاقهم.
رسالة وعي بوجه سياسة التهور والتبعية
وأخيرا، إنّ مقتل هؤلاء الشباب اليوم رسالة يجب أن يتعظ منها كل من له بصر وبصيرة، وأن يدرك مخاطر ما نحن مقدمون عليه في حال استمر تيار المستقبل في سياسة التهور والارتجال والتبعية التي ستغرق لبنان في أتون حرب لن تنتهي.
المصدر :
جوزيف ابو فاضل
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة