رسالة مفتوحة إلى خالد مشعل

الأخ أبو الوليد

تحية طيبة أرسلها لك من ضاحية بيروت الجنوبية، وكان بودي أن أحدثك مباشرة، أو عبر الهاتف، لكن أجندتي تحمل فقط ارقامك في دمشق، وليس فيها من سبيل إليك في أي عاصمة أخرى.

بالأمس: سجدت لله شكرا على ما انتهت إليه الأمور في غزة هاشم، ودعوت الله عز وجل أن يتقبل من شعب فلسطين قربانهم الذي يصعب حصر عدد شهدائه، وأن يتقبل قربان حزب الله الم تمثل في مائة شهيد من خيرة شباب المقاومة رسموا بدمهم جغرافية وصول الصواريخ من حيث هي إلى حيث تعرف مشوارها الأخير ورحلتها الحاسمة إلى صدر الغطرسة الصهيونية.

وبعد الصلاة جلست القرفصاء ورحت في رحلة ذكريات طويلة بدأت بمحادثاتنا الهاتفية الطويلة إبان كنت في عمان، ومن بعدها في قطر إلى جلساتنا أنت وحمدين صباحي و(أنا) في بيتكم الأول في المخيم بسورية، ووجبات الفروج البروستيد التي كنت أغص فيها من كثرة اعتراضك على انتقادي للرئيس الراحل حافظ الأسد، الي كنت تجتهد كثيرا لتقنعني بعبقريته، ومن بعده الرئيس بشار الأسد الذي طالما قلت لي (والله يا أبو حسين هادا اللي بيدو ينسيك جمال عبد الناصر).

هل تتذكر؟ يومها كان معنا حمدين صباحي من جديد ومعه أمين اسكندر.. ومن قبل ومن بعد كنت تعيد علينا من جديد تفاصيل أكثر عن قصة محاولة اغتيالك، ثم تستدعي مرافقك (أبو سيف على ما أتذكر) لتعيد تقديمه إلينا.. فنتسابق في سؤالك: مرافق واحد فقط؟ فتجيب بابتسامتك المعهودة: في دمشق، فقط في دمشق على عكس كل عواصم العرب والعالم، لا حاجة أساسا لمرافقة أو لحراسة.. وكأن الله خلق دمشق يا أبو حسين لتحمي المقاومين.

استبد بي الشرود وأنا مازلت أجلس القرفصاء، وإذا بمحطة تستوقفني والرحال في هذه المرة حط بي في مكتب الأستاذ وليد المعلم، وهو شاهد على درس تعلمته منك وكان الحديث عن ياسر عرفات رحمة الله عليه.. مازلت يا أبو الوليد أقول إن الجسد كله لو كره عرفات، تبقى في القلب نبضة تترحم عليه وتقر له بما يستحق، وكانت خلاصة درسك المكثف: ما من فصيل ترك الشام وكتب له الله البقاء على قوته.

ومن جديد يحط بي ترحال الذكريات عند احدى شقق المزة.. وقد تفضلت وأبديت انزعاجا من اصرار مرافتك على تفتيشي... وكنت أنا أرى ذلك واجبا لا يجب التهاون معه.. لكنك كنت تقول: هذا من يصفه أبو هادي (سماحة السيد حسن نصر الله) بالمحب الصادق. فأسألك: بتحبة يا أبو الوليد؟ فتجيب: ومين إلنا بعد الله غيره؟

عزيزي أبو الوليد:

في المساء كنت على موعد مع مؤتمرك الصحافي المشترك مع الصديق الحميم الأخ رمضان عبد الله، ولا أخفيك: فقد أعجبني كلامك، وبخاصة انحيازك للشعوب.. لكن لعنة الله على سوء البث.. ورداءة الميكروفون، فقد نقلا بوضوح انحيازك لمن تمثله المعارضة من الشعب السوري، وفات البث والميكروفون أن ينقلا انحيازك للشعب البحريني والشعب الأردني، والشعب في الجزيرة العربية والحجاز، والشعب في الضفة الغربية.

أعجبني كلامك...... وتمنيت أن أكون بين الصحافيين لأسألك النصح وأستفهم منك أربعة أمور:

الأول: عن سر إصرار إيران على دعمكم رغم اختلافكم معها؟

الثاني: عن سر اعتراف أبو مازن بنصر 2012، على عكس 2008/2009؟

الثالث: أيهما أكثر حمية: شكرك وثنائك على الدكتور محمد مرسي واللواء محمد رأفت شحاتة على ما قدماه، أم شكرك لحسني مبارك وعمر سليمان على ما أسدياه؟

الرابع: وبه أنهي: عن رسالتك في هذه المناسبة لأخينا وحبيبنا الحاج عماد مغنية.........

والفاتحة على أرواح الشهاء.

مع تحياتي

عمرو ناصف

22/11/2012

  • فريق ماسة
  • 2012-11-21
  • 10428
  • من الأرشيف

بعد رسالة ناصر قنديل...رسالة من عمرو ناصف لأبو الوليد

رسالة مفتوحة إلى خالد مشعل الأخ أبو الوليد تحية طيبة أرسلها لك من ضاحية بيروت الجنوبية، وكان بودي أن أحدثك مباشرة، أو عبر الهاتف، لكن أجندتي تحمل فقط ارقامك في دمشق، وليس فيها من سبيل إليك في أي عاصمة أخرى. بالأمس: سجدت لله شكرا على ما انتهت إليه الأمور في غزة هاشم، ودعوت الله عز وجل أن يتقبل من شعب فلسطين قربانهم الذي يصعب حصر عدد شهدائه، وأن يتقبل قربان حزب الله الم تمثل في مائة شهيد من خيرة شباب المقاومة رسموا بدمهم جغرافية وصول الصواريخ من حيث هي إلى حيث تعرف مشوارها الأخير ورحلتها الحاسمة إلى صدر الغطرسة الصهيونية. وبعد الصلاة جلست القرفصاء ورحت في رحلة ذكريات طويلة بدأت بمحادثاتنا الهاتفية الطويلة إبان كنت في عمان، ومن بعدها في قطر إلى جلساتنا أنت وحمدين صباحي و(أنا) في بيتكم الأول في المخيم بسورية، ووجبات الفروج البروستيد التي كنت أغص فيها من كثرة اعتراضك على انتقادي للرئيس الراحل حافظ الأسد، الي كنت تجتهد كثيرا لتقنعني بعبقريته، ومن بعده الرئيس بشار الأسد الذي طالما قلت لي (والله يا أبو حسين هادا اللي بيدو ينسيك جمال عبد الناصر). هل تتذكر؟ يومها كان معنا حمدين صباحي من جديد ومعه أمين اسكندر.. ومن قبل ومن بعد كنت تعيد علينا من جديد تفاصيل أكثر عن قصة محاولة اغتيالك، ثم تستدعي مرافقك (أبو سيف على ما أتذكر) لتعيد تقديمه إلينا.. فنتسابق في سؤالك: مرافق واحد فقط؟ فتجيب بابتسامتك المعهودة: في دمشق، فقط في دمشق على عكس كل عواصم العرب والعالم، لا حاجة أساسا لمرافقة أو لحراسة.. وكأن الله خلق دمشق يا أبو حسين لتحمي المقاومين. استبد بي الشرود وأنا مازلت أجلس القرفصاء، وإذا بمحطة تستوقفني والرحال في هذه المرة حط بي في مكتب الأستاذ وليد المعلم، وهو شاهد على درس تعلمته منك وكان الحديث عن ياسر عرفات رحمة الله عليه.. مازلت يا أبو الوليد أقول إن الجسد كله لو كره عرفات، تبقى في القلب نبضة تترحم عليه وتقر له بما يستحق، وكانت خلاصة درسك المكثف: ما من فصيل ترك الشام وكتب له الله البقاء على قوته. ومن جديد يحط بي ترحال الذكريات عند احدى شقق المزة.. وقد تفضلت وأبديت انزعاجا من اصرار مرافتك على تفتيشي... وكنت أنا أرى ذلك واجبا لا يجب التهاون معه.. لكنك كنت تقول: هذا من يصفه أبو هادي (سماحة السيد حسن نصر الله) بالمحب الصادق. فأسألك: بتحبة يا أبو الوليد؟ فتجيب: ومين إلنا بعد الله غيره؟ عزيزي أبو الوليد: في المساء كنت على موعد مع مؤتمرك الصحافي المشترك مع الصديق الحميم الأخ رمضان عبد الله، ولا أخفيك: فقد أعجبني كلامك، وبخاصة انحيازك للشعوب.. لكن لعنة الله على سوء البث.. ورداءة الميكروفون، فقد نقلا بوضوح انحيازك لمن تمثله المعارضة من الشعب السوري، وفات البث والميكروفون أن ينقلا انحيازك للشعب البحريني والشعب الأردني، والشعب في الجزيرة العربية والحجاز، والشعب في الضفة الغربية. أعجبني كلامك...... وتمنيت أن أكون بين الصحافيين لأسألك النصح وأستفهم منك أربعة أمور: الأول: عن سر إصرار إيران على دعمكم رغم اختلافكم معها؟ الثاني: عن سر اعتراف أبو مازن بنصر 2012، على عكس 2008/2009؟ الثالث: أيهما أكثر حمية: شكرك وثنائك على الدكتور محمد مرسي واللواء محمد رأفت شحاتة على ما قدماه، أم شكرك لحسني مبارك وعمر سليمان على ما أسدياه؟ الرابع: وبه أنهي: عن رسالتك في هذه المناسبة لأخينا وحبيبنا الحاج عماد مغنية......... والفاتحة على أرواح الشهاء. مع تحياتي عمرو ناصف 22/11/2012

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة