دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أبدى مسؤولون أميركيون قلقهم بعد أن أبلغهم مسؤول عراقي رفيع المستوى أن العراق لم يعد لديه قاعدة قانونية يستند اليها للاستمرار باعتقال اللبناني علي موسى الدقدوق، ناقلاً لهم نية السلطات العراقية الإفراج عنه في وقت قريب حيث يُتوقع أن يسافر لذويه في لبنان عبر إيران، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
وكان الدقدوق، الذي وصفه الأميركيون بأنه قيادي في «حزب الله»، قد اعتُقل في العام 2007 واتُهم بالعمل مع «فيلق القدس» لتدريب «ميليشيات شيعية» في العراق أثناء فترة الاحتلال، بالإضافة إلى المساعدة في تنظيم غارة في كربلاء أدت إلى مقتل خمسة جنود أميركيين.
وكشف المسؤولون الأميركيون أن إدارتهم أبلغت السفير الأميركي لدى بغداد روبرت بيكروفت بضرورة ترتيب موعد للقاء رئيس الوزراء نوري المالكي من أجل حثّه على الاستمرار في احتجاز الدقدوق، في وقت أعربوا عن قلقهم من عدم نجاح مسعاهم، فيما أبلغوا الكونغرس عن احتمال كبير لإطلاق سراح الدقدوق قريباً.
ولفتت «نيويورك تايمز» إلى أن قضية الدقدوق بالغة الحساسية من الناحية السياسية بالنسبة للبيت الأبيض، ليس بسبب الاتهامات الموجهة ضده فحسب، بل بسبب التوقيت كذلك. وتذكّر الصحيفة بأن بعض المسؤولين العراقيين كانوا قد وعدوا بتأجيل الإفراج عن المعتقل اللبناني إلى حين الانتهاء من الانتخابات الرئاسية الأميركية، إلا أن المسؤولين الأميركيين يصرون على عدم الإفراج عنه إطلاقاً.
وكانت قضية الدقدوق قد أثارت توتراًً واسعاً بين بغداد وواشنطن قبيل انسحاب القوات الأميركية من العراق في كانون الأول الماضي. وكانت واشنطن تسعى لنقل الدقدوق خارج العراق خوفاً من الإفراج عنه إذا ما تسلمته السلطات العراقية، في وقت هددت «عصائب أهل الحق» بخطف جنود أميركيين وقتلهم إذا تم نقل الدقدوق إلى واشنطن. وقال مسؤولون أميركيون إنهم وافقوا في النهاية على تسليم الدقدوق للسلطات العراقية بعدما حصلوا على ضمانات بأنه سيحاكم على جرائمه.
من جهة أخرى، نقلت الصحيفة عن المسؤولين الأميركيين اعتقادهم أن إيران تضغط على العراق من أجل إطلاق سراح الدقدوق، ما يجعل مصيره بمثابة اختبار للعلاقات على خط بغداد – واشنطن، لا سيما أن التوتر وصل إلى حدّه بعد احتدام الأزمة السورية ومرور الطائرات الإيرانية إلى سوريا عبر بغداد.
ويقول الباحث في «معهد العراق للدراسات الاستراتيجية» رمزي مارديني إنه «نوع من الاختبار للمالكي لمعرفة أي العلاقات يقلق بشأنها أكثر، علاقته مع طهران أم مع واشنطن؟».
(«السفير»)
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة