لم يتفاجأ المتابعون لخفايا زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للمنطقة، من الخبر الذي اعلن بعد ظهر امس: حضور  سعد الحريري مأدبة الغداء التي أقامها العاهل السعودي في قصره في جدة تكريما للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.

وعلى عكس ما حاول نواب المستقبل اشاعته على هذا الصعيد، من تحضير عودة رئيس تيار المستقبل للبنان في سياق العودة الى السراي الحكومي، فحقيقة الموضوع تكمن في مكان آخر.

 فالرئيس الفرنسي جاء الى المنطقة مسوّقاً للتسوية المتوخاة، بعنوان واضح: بقاء الرئيس السوري الى موعد الإنتخابات الرئاسية عام 2014. فمنذ اسابيع كانت بوادر الحل تكتمل، حين وصلت الإشارات الأولى الى الركن الإقليمي الأساس في الرابع عشر من آذار، السعودية. هنا يشير المطلعون الى ان ما يشبه " امر العمليات" صدر بهدف مزدوج: محاولة قطع الطريق على هذا الحل، او رفع سقف التفاوض على اقلّ تقدير، في انتظار الصعود السعودي في قطار التسوية.

في هذا الوقت، حصلت البلبلة في صفوف الفريق الواحد، من تشييع اللواء الشهيد وسام الحسن وما بعده، ومردّها الى ان حلقة ضيقة كانت على اطلاع فعلي عما يحدث في مراكز القرار الاقليمية.

سقط شعار المعارضة " العبور الى الدولة" عند ابواب السراي الحكومي. وبدا ان الهدف ليس الاّ " الوصول الى السلطة".

وبعدما فلت الملق، وهدد بتطيير كل شيء، تلقى الحريري اتصالاً تحرّك بموجبه مطالباً مناصريه بالانسحاب من الشارع. واجبر السنيورة على العودة عن خطابه الذي اطلقه قبل ذلك بدقائق قليلة. لكن الواقعة كانت قد وقعت، وصورة " الاعتدال" الذي حاول هذا التجمّع ارتداءها سقطت.

بعدها بدا التجمّع في حال من الضياع. فكانت الزيارة الخاطفة لعدد من نوابه الحاليين والسابقين للحريري في منفاه الطوعي، وكانت بعدها الخطوة الأولى نحو الإنكفاء العملي، مع الابقاء على التصعيد الإعلامي التكتي لأهداف مفاوضاتية.

مرّت الأيام واخذت الصورة تتضح اكثر. وصل هولاند الى المنطقة. مرّ بلبنان تأكيداً لدعم المؤسسات والتحذير من الفراغ، وحط في السعودية، محطته الرئيسة من الزيارة العربية. هناك كانت دعوة المملكة الى صعود قطار الحلّ. استدعي الحريري حيث تم اعلامه بكلمة السر: التسوية آتية، اما ان تسير معها، او ان تسير على حسابك.

اما ماذا بعد؟ فترقّب لتبدّل الموقف المستقبلي. والبداية من القبول بالجلوس الى طاولة الحوار...وبعدها فالحبل على الجرار.

  • فريق ماسة
  • 2012-11-04
  • 11779
  • من الأرشيف

ما هي كلمة السر التي سمعها الحريري في السعودية ؟

لم يتفاجأ المتابعون لخفايا زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للمنطقة، من الخبر الذي اعلن بعد ظهر امس: حضور  سعد الحريري مأدبة الغداء التي أقامها العاهل السعودي في قصره في جدة تكريما للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وعلى عكس ما حاول نواب المستقبل اشاعته على هذا الصعيد، من تحضير عودة رئيس تيار المستقبل للبنان في سياق العودة الى السراي الحكومي، فحقيقة الموضوع تكمن في مكان آخر.  فالرئيس الفرنسي جاء الى المنطقة مسوّقاً للتسوية المتوخاة، بعنوان واضح: بقاء الرئيس السوري الى موعد الإنتخابات الرئاسية عام 2014. فمنذ اسابيع كانت بوادر الحل تكتمل، حين وصلت الإشارات الأولى الى الركن الإقليمي الأساس في الرابع عشر من آذار، السعودية. هنا يشير المطلعون الى ان ما يشبه " امر العمليات" صدر بهدف مزدوج: محاولة قطع الطريق على هذا الحل، او رفع سقف التفاوض على اقلّ تقدير، في انتظار الصعود السعودي في قطار التسوية. في هذا الوقت، حصلت البلبلة في صفوف الفريق الواحد، من تشييع اللواء الشهيد وسام الحسن وما بعده، ومردّها الى ان حلقة ضيقة كانت على اطلاع فعلي عما يحدث في مراكز القرار الاقليمية. سقط شعار المعارضة " العبور الى الدولة" عند ابواب السراي الحكومي. وبدا ان الهدف ليس الاّ " الوصول الى السلطة". وبعدما فلت الملق، وهدد بتطيير كل شيء، تلقى الحريري اتصالاً تحرّك بموجبه مطالباً مناصريه بالانسحاب من الشارع. واجبر السنيورة على العودة عن خطابه الذي اطلقه قبل ذلك بدقائق قليلة. لكن الواقعة كانت قد وقعت، وصورة " الاعتدال" الذي حاول هذا التجمّع ارتداءها سقطت. بعدها بدا التجمّع في حال من الضياع. فكانت الزيارة الخاطفة لعدد من نوابه الحاليين والسابقين للحريري في منفاه الطوعي، وكانت بعدها الخطوة الأولى نحو الإنكفاء العملي، مع الابقاء على التصعيد الإعلامي التكتي لأهداف مفاوضاتية. مرّت الأيام واخذت الصورة تتضح اكثر. وصل هولاند الى المنطقة. مرّ بلبنان تأكيداً لدعم المؤسسات والتحذير من الفراغ، وحط في السعودية، محطته الرئيسة من الزيارة العربية. هناك كانت دعوة المملكة الى صعود قطار الحلّ. استدعي الحريري حيث تم اعلامه بكلمة السر: التسوية آتية، اما ان تسير معها، او ان تسير على حسابك. اما ماذا بعد؟ فترقّب لتبدّل الموقف المستقبلي. والبداية من القبول بالجلوس الى طاولة الحوار...وبعدها فالحبل على الجرار.

المصدر : غبريال مراد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة