الاعترافات الأميركية المتلاحقة بتعاظم حجم التيار التكفيري و الجماعات القاعدية في بنية ما يسمى المعارضة المسلحة في سورية تحسم الجدل الذي انطلق منذ بداية الأحداث لصالح الدولة الوطنية السورية و تفضح حقيقة النفاق الغربي الذي قام على استعمال جماعات الإرهاب و التكفير و فتح الأبواب أمام تدفق قوات القاعدة و ما يسمى بفصائل الجهاد العالمي بدافع التخلص من القوة الإقليمية لسورية و من مفاعيل دورها المناهض للهيمنة الأميركية و المقاوم لإسرائيل .

 

أولا يقدم الأميركيون و الفرنسيون مشروعهم لإعادة تشكيل واجهات المعارضة السورية تحت عنوان بلورة قوة قادرة على الحد من انتشار التطرف في سورية و هم يتحدثون عن إعادة هيكلة ما يسمى بالجيش الحر على هذا الأساس و في هذه الخطة محاكاة افتراضية منقولة عن تجربة الغرب الفاشلة في أفغانستان حيث تبنى الأميركيون والفرنسيون في مرحلة متأخرة خطة لتسليح و دعم جماعات أفغانية مناهضة للمجموعات التكفيرية التي انبثقت منها حركة طالبان و لما سمي في حينه المجاهدين العرب الذين شكلوا نواة القاعدة بعدما حصدوا الحصة الرئيسية من الدعم المالي و العسكري الذي قدمته الولايات المتحدة و دول الناتو و باكستان و السعودية و العديد من الدول العربية تتقدمها كل من مصر و الأردن بالشراكة مع التنظيم العالمي للأخوان المسلمين .

 

ثانيا الفرق النوعي الحاسم بين أفغانستان و سورية هو أن الدولة الوطنية السورية متماسكة و قوية و كذلك جيشها الوطني بينما تم تدمير الدولة الأفغانية و أغرقت بالفوضى و انحلت مؤسستها العسكرية و تشظت و ذلك ما كان مخططا لسورية أصلا و هو المخطط الذي مني بالفشل على الرغم من حجم الإمكانات الهائلة التي حشدت لتنفيذه على امتداد المنطقة و العالم و بكل الوسائل المتاحة ..

في مجابهة الحرب العالمية يتعزز الاستقطاب الشعبي السوري لصالح الدولة الوطنية و قواتها المسلحة داخل المجتمع و تتوسع قاعدة الزعامة الوطنية التي يمثلها الرئيس بشار الأسد في صفوف الشعب السوري بجميع شرائحه و فئاته الاجتماعية و مكوناته الدينية التي تتلاقى في رحاب الوطنية السورية و ثقافة العروبة التي يجسدها الخيار السوري المقاوم .

 

ثالثا يتضح من عمليات التجميع ومحاولات الفك و التركيب التي يحاول الغرب القيام بها في المعارضات السورية على صعيد واجهاتها السياسية و أدواتها الميدانية أن البحث عن عصب علماني مقاتل في صفوف المعارضات يتصدى للتيار التكفيري على الأرض هو نوع من العبث ، و هو عمل يائس و نتيجته الفضلى ستكون نحر بعض عملاء المخابرات الأميركية على يد التكفيريين و تخلص الغرب من بعض الذين استعملهم لحشد المتطرفين عبر تصفيتهم كما يحصل عادة بعملاء الاستخبارات الأميركية الذين تستنفذ أدوارهم و وظائفهم ، بينما ستبقى القوة التكفيرية الضاربة التي حشدت في مجابهة الدولة الوطنية ، و الفشل محتوم لأن جميع مكونات الواجهة السياسية التي حشدها الغرب و عملاؤه هم كناية عن خليط يضم تنظيم الأخوان المسلمين الذي هو أم التكفير و أبوه ، يجاوره تيار العرعور التكفيري و جناح القاعدة البندري الذي يزوده بالمال و السلاح موفد الحريري عقاب صقر و الباقي مرتزقة لا يمثلون أي قوة فعلية و ما يدعى بالجيش الحر هو كناية عن خليط هجين من اللصوص و المجرمين و التكفيريين و بينما الضباط الهاربون الذي يخوضون القتال باسم هذا التشكيل باتوا بأنفسهم في عداد جماعة الإرهاب التكفيري و تحول كل منهم لشيخ طريقة في القتل و الذبح التكفيري .

 

رابعا الاستقطاب الحاسم داخل المجتمع السوري بات واضحا و محددا فالمسألة لا تقبل الجدل و المعسكران الموجودان على الأرض فعليا هما الدولة الوطنية بجميع مكوناتها و بجيشها الوطني من جهة و عصابات الإرهاب التكفيري من جهة ثانية و لا مجال لفريق ثالث في سورية و لا مرتكزات شعبية لمثل هذا الخيار .

معسكر الدولة الوطنية يتسع للتنوع السياسي و الثقافي و الفكري على أرضية دستورية واضحة و محددة و القوى الوطنية الحقيقية في المجتمع السوري الجادة في التصدي لخطر الإرهاب و للتدخلات الأجنبية الاستعمارية لها طريق واحد هو الحوار و الشراكة في المسؤولية مع الدولة الوطنية ، و ما هو خارج هذا الإطار مجموعات من المرتزقة و من المتكسبين الباحثين عن ادوار في إطار الواجهات العميلة التي يستخدمها الأميركي و عملاؤه في العدوان على سورية .

التيار المدني المناهض للإرهاب هو غالبية الشعب السوري الداعمة للدولة الوطنية و قوته المقاتلة هي الجيش العربي السوري و عبثا يراهن الغرب على استدراك مخاطر ارتداد جريمته في سورية مع رفضه للإقرار بالهزيمة أمام الرئيس بشار الأسد فلا مناص من الاعتراف ومن دفع كلفة هذا الفشل الاستراتيجي الخطير أخلاقيا و سياسيا ، و الرهان على التلاعب بتركية العملاء و إعادة رصف أحجار الواجهات و العصابات بطريقة لا يختلف سوى الغلاف فهذا مزيد من التصميم على تغذية الإرهاب و القتل في سورية و مزيد من التخبط في مستنقع الهزيمة و الفشل .

 

  • فريق ماسة
  • 2012-11-03
  • 8015
  • من الأرشيف

لا مكان لخيار ثالث في سورية ..

الاعترافات الأميركية المتلاحقة بتعاظم حجم التيار التكفيري و الجماعات القاعدية في بنية ما يسمى المعارضة المسلحة في سورية تحسم الجدل الذي انطلق منذ بداية الأحداث لصالح الدولة الوطنية السورية و تفضح حقيقة النفاق الغربي الذي قام على استعمال جماعات الإرهاب و التكفير و فتح الأبواب أمام تدفق قوات القاعدة و ما يسمى بفصائل الجهاد العالمي بدافع التخلص من القوة الإقليمية لسورية و من مفاعيل دورها المناهض للهيمنة الأميركية و المقاوم لإسرائيل .   أولا يقدم الأميركيون و الفرنسيون مشروعهم لإعادة تشكيل واجهات المعارضة السورية تحت عنوان بلورة قوة قادرة على الحد من انتشار التطرف في سورية و هم يتحدثون عن إعادة هيكلة ما يسمى بالجيش الحر على هذا الأساس و في هذه الخطة محاكاة افتراضية منقولة عن تجربة الغرب الفاشلة في أفغانستان حيث تبنى الأميركيون والفرنسيون في مرحلة متأخرة خطة لتسليح و دعم جماعات أفغانية مناهضة للمجموعات التكفيرية التي انبثقت منها حركة طالبان و لما سمي في حينه المجاهدين العرب الذين شكلوا نواة القاعدة بعدما حصدوا الحصة الرئيسية من الدعم المالي و العسكري الذي قدمته الولايات المتحدة و دول الناتو و باكستان و السعودية و العديد من الدول العربية تتقدمها كل من مصر و الأردن بالشراكة مع التنظيم العالمي للأخوان المسلمين .   ثانيا الفرق النوعي الحاسم بين أفغانستان و سورية هو أن الدولة الوطنية السورية متماسكة و قوية و كذلك جيشها الوطني بينما تم تدمير الدولة الأفغانية و أغرقت بالفوضى و انحلت مؤسستها العسكرية و تشظت و ذلك ما كان مخططا لسورية أصلا و هو المخطط الذي مني بالفشل على الرغم من حجم الإمكانات الهائلة التي حشدت لتنفيذه على امتداد المنطقة و العالم و بكل الوسائل المتاحة .. في مجابهة الحرب العالمية يتعزز الاستقطاب الشعبي السوري لصالح الدولة الوطنية و قواتها المسلحة داخل المجتمع و تتوسع قاعدة الزعامة الوطنية التي يمثلها الرئيس بشار الأسد في صفوف الشعب السوري بجميع شرائحه و فئاته الاجتماعية و مكوناته الدينية التي تتلاقى في رحاب الوطنية السورية و ثقافة العروبة التي يجسدها الخيار السوري المقاوم .   ثالثا يتضح من عمليات التجميع ومحاولات الفك و التركيب التي يحاول الغرب القيام بها في المعارضات السورية على صعيد واجهاتها السياسية و أدواتها الميدانية أن البحث عن عصب علماني مقاتل في صفوف المعارضات يتصدى للتيار التكفيري على الأرض هو نوع من العبث ، و هو عمل يائس و نتيجته الفضلى ستكون نحر بعض عملاء المخابرات الأميركية على يد التكفيريين و تخلص الغرب من بعض الذين استعملهم لحشد المتطرفين عبر تصفيتهم كما يحصل عادة بعملاء الاستخبارات الأميركية الذين تستنفذ أدوارهم و وظائفهم ، بينما ستبقى القوة التكفيرية الضاربة التي حشدت في مجابهة الدولة الوطنية ، و الفشل محتوم لأن جميع مكونات الواجهة السياسية التي حشدها الغرب و عملاؤه هم كناية عن خليط يضم تنظيم الأخوان المسلمين الذي هو أم التكفير و أبوه ، يجاوره تيار العرعور التكفيري و جناح القاعدة البندري الذي يزوده بالمال و السلاح موفد الحريري عقاب صقر و الباقي مرتزقة لا يمثلون أي قوة فعلية و ما يدعى بالجيش الحر هو كناية عن خليط هجين من اللصوص و المجرمين و التكفيريين و بينما الضباط الهاربون الذي يخوضون القتال باسم هذا التشكيل باتوا بأنفسهم في عداد جماعة الإرهاب التكفيري و تحول كل منهم لشيخ طريقة في القتل و الذبح التكفيري .   رابعا الاستقطاب الحاسم داخل المجتمع السوري بات واضحا و محددا فالمسألة لا تقبل الجدل و المعسكران الموجودان على الأرض فعليا هما الدولة الوطنية بجميع مكوناتها و بجيشها الوطني من جهة و عصابات الإرهاب التكفيري من جهة ثانية و لا مجال لفريق ثالث في سورية و لا مرتكزات شعبية لمثل هذا الخيار . معسكر الدولة الوطنية يتسع للتنوع السياسي و الثقافي و الفكري على أرضية دستورية واضحة و محددة و القوى الوطنية الحقيقية في المجتمع السوري الجادة في التصدي لخطر الإرهاب و للتدخلات الأجنبية الاستعمارية لها طريق واحد هو الحوار و الشراكة في المسؤولية مع الدولة الوطنية ، و ما هو خارج هذا الإطار مجموعات من المرتزقة و من المتكسبين الباحثين عن ادوار في إطار الواجهات العميلة التي يستخدمها الأميركي و عملاؤه في العدوان على سورية . التيار المدني المناهض للإرهاب هو غالبية الشعب السوري الداعمة للدولة الوطنية و قوته المقاتلة هي الجيش العربي السوري و عبثا يراهن الغرب على استدراك مخاطر ارتداد جريمته في سورية مع رفضه للإقرار بالهزيمة أمام الرئيس بشار الأسد فلا مناص من الاعتراف ومن دفع كلفة هذا الفشل الاستراتيجي الخطير أخلاقيا و سياسيا ، و الرهان على التلاعب بتركية العملاء و إعادة رصف أحجار الواجهات و العصابات بطريقة لا يختلف سوى الغلاف فهذا مزيد من التصميم على تغذية الإرهاب و القتل في سورية و مزيد من التخبط في مستنقع الهزيمة و الفشل .  

المصدر : غالب قنديل


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة