لم تصمد تظاهرة المعارضة الكويتية «كرامة وطن 2» طويلاً في مواجهة قوات الأمن التي سارعت إلى فضها بعد أن أغلقت مداخل العاصمة ومنعتها من الوصول إلى الساحات المقرّرة للتجمع.

واعتبرت التظاهرة بمثابة تحدٍّ لقانون منع التظاهر من دون الحصول على إذن رسمي، والذي تمّ تأكيده بعد تظاهرتين شارك فيهما عشرات الآلاف خلال الأسبوعين الماضيين، وشهدتا إصابة أكثر من 130 متظاهرا و16 شرطيا بجروح.

وكانت المعارضة قد دعت إلى المحافظة على الطابع السلمي للتظاهرة، في وقت عززت السلطات الكويتية التدابير الأمنية على قاعدة «اللجوء إلى القوة لصدّ التظاهرات غير القانونية»، بينما أجرى رجال دين بارزون لقاءات مع أمير البلاد في محاولة تفادي الوصول إلى حائط مسدود.

وعبر «تويتر»، قال منظمو التظاهرة «سنبقى سلميين مهما كان الثمن.. المسيرة السلمية واجب وعهد والتزام»، في وقت طلب القيادي المعارض مسلم البراك من أنصار المعارضة تسليم من يلجأ للعنف إلى الشرطة.

وتدعو المعارضة إلى التظاهر رفضا لتعديل نظام الانتخاب الذي أمر به أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، فضلا عن الدعوة لانتخابات جديدة في الأول من كانون الأول المقبل.

وفيما لم تشهد تظاهرة أمس الإقبال ذاته للتظاهرات السابقة، إذ يرجح مصدر رسمي لـ«السفير» عدم تخطيها الـ800 مشارك، يؤكد المنظمون أن العدد رغم ذلك يعدّ مهماً نظراً لظروف التهديد والقمع التي رافقت الإعلان عن تنظيمها، ويؤكد نية المعارضة في الاستمرار.

وأشار شهود عيان إلى استخدام القوات الخاصة القنابل المسيلة للدموع لفض التجمع الذي انتقل إلى منطقة أرض المعارض بعد إغلاق قوات الأمن الطرق المؤدية إلى أماكن التجمهر، كما لوحظ وجود مروحيات ذات طيران منخفض تطير فوق المناطق في جولات استطلاعية.

في المقابل، أكد المصدر الرسمي لـ«السفير» أن قوات الأمن لم تستخدم القنابل المسيّلة للدموع، واكتفت بفض التظاهرة بقدر ما يمكن من السلمية باستخدام القنابل الدخانية والصوتية لتفريق المتظاهرين. وأوضح أن ما قيل عن قيام الشرطة باعتقالات عشوائية ما هو إلا وسيلة لتفريق المتظاهرين، وسرعان ما سيخلى سبيل المعتقلين.

وأوضح المصدر أن التظاهرة غير شرعية وفقاً لقانون التظاهر، إذ لجأ المنظمون قبل ثلاث ساعات فقط من انطلاق التظاهرة إلى تقديم طلب إذن لم يكن مستوفياً الشروط التي تقضي بتقديم الطلب قبل خمسة أيام وبتحديد مكان التظاهر بدقة.

ولفت المصدر إلى أن المسيرة قد فُضّت نهائياً، ما عدا بعض التجمعات المحدودة التي بقيت في المشرف وفي شارع صباح السالم والتي تمّ احتواؤها ومنعها من التوسع.

وكانت مصادر قريبة من منظمي مسيرة « كرامة وطن 2» قد كشفت أن عددا من الكتل السياسية والشبابية قرر عدم المشاركة في تنظيم المسيرة لاعتراضه على آلية التنظيم وتخوفه من تعمد الصدام مع رجال الأمن.

وأشارت مصادر قريبة من المعارضة لصحيفة «السياسة» الكويتية إلى أن المعارضة اصطدمت بجدار فولاذي صلب ووصلت إلى طريق مسدود بعدما استنفدت كل أوراقها وأوصلت تصعيدها إلى أعلى سقف ممكن من دون تحقيق أهدافها، لا سيما في ظل ما لمسته من اصطفاف شعبي واسع خلف القيادة السياسية.

ويأتي إصرار المعارضة على المضي قدما في التظاهرة على الرغم من جهود وساطة يقودها رجال دين التقوا الأمير أمس بهدف الحد من التوتر الناجم عن الخلاف حول نظام الانتخاب.

من جهة ثانية، نفى وزير الخارجية الأردني ناصر جودة شائعات تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت، ونشرها أساسا على «تويتر» المدون السعودي المعروف باسم «مجتهد»، عن إرسال آلاف العناصر من قوات شرطة الشغب لديها لمساعدة السلطات الكويتية على التعامل مع الاحتجاجات. وقال جودة، في مؤتمر صحافي مع نظيره الكويتي الشيخ خالد الصباح في الكويت، إن «هذا غير صحيح على الإطلاق».

  • فريق ماسة
  • 2012-11-04
  • 9016
  • من الأرشيف

المعارضة الكويتية تتحدى القانون.. وتتظاهر: الأمن يقمعها «سلمياً» وقياداتها تعد بالاستمرار

لم تصمد تظاهرة المعارضة الكويتية «كرامة وطن 2» طويلاً في مواجهة قوات الأمن التي سارعت إلى فضها بعد أن أغلقت مداخل العاصمة ومنعتها من الوصول إلى الساحات المقرّرة للتجمع. واعتبرت التظاهرة بمثابة تحدٍّ لقانون منع التظاهر من دون الحصول على إذن رسمي، والذي تمّ تأكيده بعد تظاهرتين شارك فيهما عشرات الآلاف خلال الأسبوعين الماضيين، وشهدتا إصابة أكثر من 130 متظاهرا و16 شرطيا بجروح. وكانت المعارضة قد دعت إلى المحافظة على الطابع السلمي للتظاهرة، في وقت عززت السلطات الكويتية التدابير الأمنية على قاعدة «اللجوء إلى القوة لصدّ التظاهرات غير القانونية»، بينما أجرى رجال دين بارزون لقاءات مع أمير البلاد في محاولة تفادي الوصول إلى حائط مسدود. وعبر «تويتر»، قال منظمو التظاهرة «سنبقى سلميين مهما كان الثمن.. المسيرة السلمية واجب وعهد والتزام»، في وقت طلب القيادي المعارض مسلم البراك من أنصار المعارضة تسليم من يلجأ للعنف إلى الشرطة. وتدعو المعارضة إلى التظاهر رفضا لتعديل نظام الانتخاب الذي أمر به أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، فضلا عن الدعوة لانتخابات جديدة في الأول من كانون الأول المقبل. وفيما لم تشهد تظاهرة أمس الإقبال ذاته للتظاهرات السابقة، إذ يرجح مصدر رسمي لـ«السفير» عدم تخطيها الـ800 مشارك، يؤكد المنظمون أن العدد رغم ذلك يعدّ مهماً نظراً لظروف التهديد والقمع التي رافقت الإعلان عن تنظيمها، ويؤكد نية المعارضة في الاستمرار. وأشار شهود عيان إلى استخدام القوات الخاصة القنابل المسيلة للدموع لفض التجمع الذي انتقل إلى منطقة أرض المعارض بعد إغلاق قوات الأمن الطرق المؤدية إلى أماكن التجمهر، كما لوحظ وجود مروحيات ذات طيران منخفض تطير فوق المناطق في جولات استطلاعية. في المقابل، أكد المصدر الرسمي لـ«السفير» أن قوات الأمن لم تستخدم القنابل المسيّلة للدموع، واكتفت بفض التظاهرة بقدر ما يمكن من السلمية باستخدام القنابل الدخانية والصوتية لتفريق المتظاهرين. وأوضح أن ما قيل عن قيام الشرطة باعتقالات عشوائية ما هو إلا وسيلة لتفريق المتظاهرين، وسرعان ما سيخلى سبيل المعتقلين. وأوضح المصدر أن التظاهرة غير شرعية وفقاً لقانون التظاهر، إذ لجأ المنظمون قبل ثلاث ساعات فقط من انطلاق التظاهرة إلى تقديم طلب إذن لم يكن مستوفياً الشروط التي تقضي بتقديم الطلب قبل خمسة أيام وبتحديد مكان التظاهر بدقة. ولفت المصدر إلى أن المسيرة قد فُضّت نهائياً، ما عدا بعض التجمعات المحدودة التي بقيت في المشرف وفي شارع صباح السالم والتي تمّ احتواؤها ومنعها من التوسع. وكانت مصادر قريبة من منظمي مسيرة « كرامة وطن 2» قد كشفت أن عددا من الكتل السياسية والشبابية قرر عدم المشاركة في تنظيم المسيرة لاعتراضه على آلية التنظيم وتخوفه من تعمد الصدام مع رجال الأمن. وأشارت مصادر قريبة من المعارضة لصحيفة «السياسة» الكويتية إلى أن المعارضة اصطدمت بجدار فولاذي صلب ووصلت إلى طريق مسدود بعدما استنفدت كل أوراقها وأوصلت تصعيدها إلى أعلى سقف ممكن من دون تحقيق أهدافها، لا سيما في ظل ما لمسته من اصطفاف شعبي واسع خلف القيادة السياسية. ويأتي إصرار المعارضة على المضي قدما في التظاهرة على الرغم من جهود وساطة يقودها رجال دين التقوا الأمير أمس بهدف الحد من التوتر الناجم عن الخلاف حول نظام الانتخاب. من جهة ثانية، نفى وزير الخارجية الأردني ناصر جودة شائعات تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت، ونشرها أساسا على «تويتر» المدون السعودي المعروف باسم «مجتهد»، عن إرسال آلاف العناصر من قوات شرطة الشغب لديها لمساعدة السلطات الكويتية على التعامل مع الاحتجاجات. وقال جودة، في مؤتمر صحافي مع نظيره الكويتي الشيخ خالد الصباح في الكويت، إن «هذا غير صحيح على الإطلاق».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة