دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بعد ثلاثة ايام يذهب الامريكيون الى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس لهم لاربع سنوات قادمة، وسيكون ملف قضايا الشرق الاوسط، والبرنامج النووي الايراني الابرز والاخطر، سواء كان التعاطي معه سلما او حربا.
من الواضح ان احتمالات الحرب ما زالت اقوى من احتمالات السلام، والا لما تواجدت، وطوال الاشهر الثلاثة الماضية، ثلاث حاملات طائرات امريكية ومئات السفن والزوارق الحربية الايرانية في مياه الخليج العربي.
بالامس عززت الحكومة البريطانية هذا التوجه، فبعد ارسالها حاملة طائرات لكي تنضم الى زميلاتها الامريكيات، ها هي تبادر، وحسب خبر نشرته صحيفة 'اندبندنت' اليومية بالاستعداد لارسال طائرات حربية الى المنطقة.
الصحيفة قالت 'ان احتمال نشر طائرات 'تايفون' التي تعتبر الاحدث في ترسانة الاسلحة البريطانية يأتي عقب مباحثات مع دولة الامارات لتعزيز الوجود العسكري البريطاني في المنطقة، ومن المتوقع صدور اعلان رسمي في هذا الشأن في الايام القليلة المقبلة'.
التهديدات الاسرائيلية بقصف المنشآت النووية الايرانية لم تعد سرا، وهناك تقارير اخبارية تقول ان هناك اتفاقا بين بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي، والرئيس الامريكي باراك اوباما على القيام بهجوم عسكري مشترك على ايران ومنشآتها النووية في الاشهر الثلاثة الاولى من العام المقبل. هذا الاتفاق جاء بعد موافقة نتنياهو على تأجيل اي ضربة منفردة لايران الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الامريكية.
البريطانيون يشكلون دائما 'التيرموميتر' الذي يمكن من خلال قراءته معرفة مدى سخونة منطقة الشرق الاوسط، واقترابها من الحرب، لانهم، اي البريطانيين، يشكلون العقل المفكر والمخطط الذي يعتمد عليه الامريكيون في حال اتخاذهم قرار الهجوم على هذه الدولة او تلك، بسبب معرفتهم الدقيقة بالمنطقة وجغرافيتها، ونسيجها الديموغرافي والقبلي، وموازين القوى فيها.
ومن هنا، فعندما ترسل بريطانيا حاملة طائرات، وتدرس ارسال طائرات قاذفة ومقاتلة الى منطقة الخليج العربي، فهذا قد يعني ان الحرب باتت وشيكة.
لا نجادل في ان الدول تلجأ الى حشد القوات وحاملات الطائرات كجزء من الحرب النفسية وكورقة ضغط للوصول الى تسويات سياسية، ولكن ضخامة الاستعدادات العسكرية الامريكية والاسرائيلية توحي بان المسألة تجاوزت عامل الحرب النفسية، خاصة ان هذه الحرب لم تعط أُكلها، ولم تنجح طوال السنوات الثلاث الماضية في تغيير الموقف الايراني في التخلي عن الطموحات النووية.
الانتخابات الرئاسية ستنتهي بعد ايام وستتضح هوية الرئيس الجديد، مما يعني ان الانشغال بالحملة الانتخابية قد انتهى، وستبدأ عملية التعاطي مع الملفات الداخلية والخارجية بجدية اكبر.
العام المقبل سيكون حاسما بالنسبة الى ملفات عديدة في المنطقة، والملف الايراني سيكون على رأسها بكل تأكيد.
المصدر :
رأي القدس العربي
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة