بعد تيقنها بأن اقتحام دمشق وريفها وغيرها من المدن والسيطرة عليه بعيد المنال بدأت المجموعات المسلحة تلجأ منذ فترة ليست بالقصيرة إلى أسلوب تفجير السيارات المفخخة والعبوات الناسفة مستهدفة المواطنين الأبرياء وهو أسلوب تنظيم القاعدة في تأكيد على إفلاس تلك المجموعات ومن يدعمها من تحقيق مراميها.

وشهد يوم أمس حلقة جديدة من مسلسل إرهاب تلك المجموعات حيث فجرت عبوة ناسفة بمنطقة السيدة زينب، ما أدى إلى استشهاد 11 مواطنين وجرح آ آخرين وأضرار بالمحال التجارية والمباني المحيطة بمكان الانفجار، كما استهدف مسلحون بقذيفة هاون مبنى سكانيا بالمنطقة ذاتها ما أدى إلى استشهاد وجرح عدد من ساكنيه، على ما ذكرت وكالة «سانا» للأنباء، التي أفادت بوقوع تفجير إرهابي بسيارة مفخخة في الشارع الرئيسي بالمعضمية أسفر عن وقوع عدد من الإصابات.

وفي الغوطة الشرقية قال سكان محليون لـ«الوطن»: إن الاشتباكات العنيفة تواصلت بين وحدات من الجيش ومجموعات مسلحة واستخدمت فيها مختلف صنوف الأسلحة في دوما وحرستا وصولاً إلى مسرابا وعربين وحمورية وسقبا وكفر بطنا وجسرين، والمزارع المحيطة بدير العصافير وشبعا.

وبحسب المصادر، فإن الجيش العربي السوري وجه ضربات موجعة للمسلحين على محور طريق دوما النشابية عند بلدات الشوفونية وأوتايا وحوش الصالحية، وكذلك في بلدة العبادة والمزارع المحيطة بها، في حين ذكرت «سانا» أن وحدة من الجيش ضبطت شبكة «جرسكوب» متخصصة بالترصد والمتابعة زرعها مسلحون على أسطحة المنازل في زملكا.

أما في دمشق فقد كان الهدوء سيد الموقف في أحياء وسط المدينة، فيما تواصلت الاشتباكات في عدد من الأحياء الجنوبية خصوصاً القدم والعسالي.

وفي حلب تتزايد البراهين إلى تنامي نفوذ مقاتلي القاعدة بين صفوف المسلحين لدرجة أن بعض أذرعها مثل «جبهة النصرة» بات يقود ألوية الكتائب المنضوية تحت ما يسمى «المجلس العسكري الثوري» بحلب في عملياتها المهددة للأمن والسلم الأهليين.

وتلعب الجبهة دوراً محورياً في إدارة غرفة العمليات ودفة الغارات العسكرية وفرض أجندتها وشروطها على بقية المقاتلين إضافة إلى محاسبتها عناصر الألوية وتصفية كل من يريد إلقاء السلاح أو الانشقاق عنهم.

ولطالما دارت نقاشات وخلافات حادة بين عناصر وقادة الجماعات المسلحة بحلب مطالبة بطرد تنظيمات القاعدة المقاتلة في حلب، بيد أن التفاهم الإقليمي المناهض لحل سلمي للأزمة وخصوصاً من قطر والسعودية حال دون ترجمة إرادة المسلحين إلى أفعال.

وإمعاناً في إرهاب حلب وتماشياً مع الخطوط العريضة لعقيدة «جبهة النصرة» ولفيفها من الجماعات التكفيرية الأصولية التابعة لتنظيم القاعدة، نفذت الجماعة سلسلة عمليات انتحارية أدت الأخيرة منها في ساحة سعد اللـه الجابري بوسط المدينة التي طالما شهدت مسيرات مناهضة للإرهاب والإرهابيين إلى استشهاد 34 مدنياً وجرح العشرات.

  • فريق ماسة
  • 2012-10-31
  • 15774
  • من الأرشيف

القاعدة تقود ألويتهم في حلب...المسلحون يفلسون.. ويلجؤون إلى المفخخات

بعد تيقنها بأن اقتحام دمشق وريفها وغيرها من المدن والسيطرة عليه بعيد المنال بدأت المجموعات المسلحة تلجأ منذ فترة ليست بالقصيرة إلى أسلوب تفجير السيارات المفخخة والعبوات الناسفة مستهدفة المواطنين الأبرياء وهو أسلوب تنظيم القاعدة في تأكيد على إفلاس تلك المجموعات ومن يدعمها من تحقيق مراميها. وشهد يوم أمس حلقة جديدة من مسلسل إرهاب تلك المجموعات حيث فجرت عبوة ناسفة بمنطقة السيدة زينب، ما أدى إلى استشهاد 11 مواطنين وجرح آ آخرين وأضرار بالمحال التجارية والمباني المحيطة بمكان الانفجار، كما استهدف مسلحون بقذيفة هاون مبنى سكانيا بالمنطقة ذاتها ما أدى إلى استشهاد وجرح عدد من ساكنيه، على ما ذكرت وكالة «سانا» للأنباء، التي أفادت بوقوع تفجير إرهابي بسيارة مفخخة في الشارع الرئيسي بالمعضمية أسفر عن وقوع عدد من الإصابات. وفي الغوطة الشرقية قال سكان محليون لـ«الوطن»: إن الاشتباكات العنيفة تواصلت بين وحدات من الجيش ومجموعات مسلحة واستخدمت فيها مختلف صنوف الأسلحة في دوما وحرستا وصولاً إلى مسرابا وعربين وحمورية وسقبا وكفر بطنا وجسرين، والمزارع المحيطة بدير العصافير وشبعا. وبحسب المصادر، فإن الجيش العربي السوري وجه ضربات موجعة للمسلحين على محور طريق دوما النشابية عند بلدات الشوفونية وأوتايا وحوش الصالحية، وكذلك في بلدة العبادة والمزارع المحيطة بها، في حين ذكرت «سانا» أن وحدة من الجيش ضبطت شبكة «جرسكوب» متخصصة بالترصد والمتابعة زرعها مسلحون على أسطحة المنازل في زملكا. أما في دمشق فقد كان الهدوء سيد الموقف في أحياء وسط المدينة، فيما تواصلت الاشتباكات في عدد من الأحياء الجنوبية خصوصاً القدم والعسالي. وفي حلب تتزايد البراهين إلى تنامي نفوذ مقاتلي القاعدة بين صفوف المسلحين لدرجة أن بعض أذرعها مثل «جبهة النصرة» بات يقود ألوية الكتائب المنضوية تحت ما يسمى «المجلس العسكري الثوري» بحلب في عملياتها المهددة للأمن والسلم الأهليين. وتلعب الجبهة دوراً محورياً في إدارة غرفة العمليات ودفة الغارات العسكرية وفرض أجندتها وشروطها على بقية المقاتلين إضافة إلى محاسبتها عناصر الألوية وتصفية كل من يريد إلقاء السلاح أو الانشقاق عنهم. ولطالما دارت نقاشات وخلافات حادة بين عناصر وقادة الجماعات المسلحة بحلب مطالبة بطرد تنظيمات القاعدة المقاتلة في حلب، بيد أن التفاهم الإقليمي المناهض لحل سلمي للأزمة وخصوصاً من قطر والسعودية حال دون ترجمة إرادة المسلحين إلى أفعال. وإمعاناً في إرهاب حلب وتماشياً مع الخطوط العريضة لعقيدة «جبهة النصرة» ولفيفها من الجماعات التكفيرية الأصولية التابعة لتنظيم القاعدة، نفذت الجماعة سلسلة عمليات انتحارية أدت الأخيرة منها في ساحة سعد اللـه الجابري بوسط المدينة التي طالما شهدت مسيرات مناهضة للإرهاب والإرهابيين إلى استشهاد 34 مدنياً وجرح العشرات.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة